ولدي وديع .....
هل نمت غفوك ؟ ام مات فيك ربيع
ام نهار ؛ غَط ّ الليل صبحك الشعيع
حبيبي وديع .....
انهض سباتك المماسّي قد طل اشراق طليع
قم مدركاً صياماً في دلوك الشمس
قم دقت اجراس الكنائس
فالشوارع ملآى بالرفاق تتجه صوب المدارس
رتب الشعر وصفف ؛ وارتدي زي النوارس
ذك ّ وعيك واصحو ياوديع ......
رُب َّ قلبي مات قبلك ؛ أما تغافل ليل المقابر
يزور الدار طيفك
تعيد للأماسي وحشة العيون الناظرات
وديع :
ما زلت على صدري طفلاً ينثر الدمع المباكي
أو مراقصاً كتفي ؛ تركت ذكرى لعب واعتراك
لم يذق طعم التحنان قلبك ؛ بل !!!
تَعَطَش حضن الشوق ؛ لهفُهُ مُرَّ المذاق
أيتمت الحنو في مرافقي
أفرغت طوقا اعتناقي من ذراعان
فتش البصّ فعينك طافحة ؛ لم تزل !!!
في حل النوم غارق
كيف تفنى الزهور في حدائقي
وترتجف صحاح اللغات
والصراخ عويل الوالدات ثكلى
ولم يزل ليل الغامرين مجهزاً موجبات الصياح
تَلقّفْ ....... مني سليط الضوء تلقف
أما زال في وجنتيك الحمام يرتقي
ومن ذقنيك دخان الموت يهيع
أبحرتك والاهداب محزونات فيضات
تجمعني الذكرى ؛ وينهش رأسي الرغاء
تمتم زجالك وأن سمعوا للفحول بكاء
ايقظ نعاسك وانتعل شوط الضياء
فالنور من ثقب الباب طل يسلم يا وديع
فرح في ثغرك عن الوسامة مغلق ِ
وحنجر نفر الحس حديثه فما بقي
والذكرى ألبومك يعيد بي أرشيف الصور
يعيد بي عناقك ويلعن مسوغات القدر
أجَنَنّي مغيبك
أجننّي ....
وعك الرهاب ذهاني ؛ استسقاني في مخدعي
يوم أزيل ستار الحياة عشية صبر ٍ
حل بالدار أجلاً ؛ فما المهد بعدك مهداً
وما العيون اللواتي ضحكن عيون
وما افتراض العوالم عوالمي
كيف استقدمتك السماء من مشيع
عظيم ..... كيف تفتك رحماً حملتك وهناً
او تفتئ تعرج ؛ رفاتك على جناح يطير
والدمع سجيع .... ولدي وديع
ورود الى بلاط الموتى تهدى في اكاليل
هل شُحت الارض ورداً فتلاقفك الرحيل
ونعش يُطاف بك ملَملى
فيه الجثمان حالة تُرثى
والروح غايةٌ ترجى
وهذا الجمع الغفير يتخطى اضلعي
والموت بين اوساط المشيعين رجل لا يخشى
كأن المنايا عندك صبت نُزَلاء
ومضن القرار في رحيلك حالة قصوى
ما شأني وذهول رأسي !!!
في غير اعتياد الناس
ينتهك حرمتي التعب
تتغلغل طيع المخاوف اجندتي
يأسر وحشتي القلق
يكسر فم احتباسي ؛ يهجر خميرة العبق
يموت بالقلب نبض أحتسابي ....
ثم اُنفى .....
هل انتهى حفل البقاء !!!
اطلقت باقات الغدير
أودعت الدار هجراً !!!
أعلنتنا الوداع الاخير
قيس كريم
٢٣/٩/٢٠١٩
