السودان
في مواجهة الطوفان
العين لا تبكي على السودان ــــــــ لكنها تبكي على العربان
فكأنهم حمقى و غرقى في الردى ــــــــ يجتاحهم فيض من الطوفان
دون البصيرة في المسيرة حالهم ــــــــ مثل العماة بفوهة البركان
باعوا اليهود القدس في إفلاسهم ـــــــــ قد غاب عنهم منطق الإيمان
و تحاط كعبتي الشريفة بالعدى ـــــــــ قد أصبح الحكام كالأوثان
،،،،،،،،،
معبودة الأوثان في الطغيان ـــــــــ تهدى الدماء بساعة القربان
لا يبتغي السودان إلا حاكما ـــــــــ يسمو به يأتيه بالإحسان
تاه الذي يبغي الفساد بحكمه ـــــــــ لما غوى بمتاهة الخسران
أضحى أسيرا في الهوى من ساسه ــــــــ يا صاحبي لغواية الشيطان
الحاكم الطاغي العظيم بلاؤه ـــــــــ والسم ينفث فيه كالثعبان
،،،،،،،،،
السيف يعلو في الغناء و قصره ـــــــــ قد ضج بالغلمان و النسوان
يهذي بسكرة حمقه لما يرى ـــــــــ شعبي يثور عليه كالسكران
في غضبة الطوفان تاه مجددا ـــــــــ و أمامه السودان كالعريان
تقسيمه يجري و يسري أمره ـــــــــ يبدي الأعادي أوجه العدوان
قد ضاع منا لا رجوع لعهده ـــــــــ إنقاذه ما كان في الإمكان
،،،،،،،،
الشعب يبكي في البلاء و يشتكي ــــــــــ من كثرة الأشجان و الأحزان
النيل أبدى الحزن في طوفانه ـــــــــ يجري السواد يراه في السودان
النيل يعلو قوة الطوفان ـــــــــ منه التمرد جاء بالعصيان
أضحى غريقا في الفواجع و الأسى ــــــ و طني يموت بسكرة الطغيان
في غمرة الموت الذي قد جاءه ـــــــــ و السيف يقطع لحمة الشريان
،،،،،،،،،
تبنى السدود من الأعادي حوله ـــــــــ يستقبل الأعداء بالأحضان
النيل منا ضاع آخر زفرة ـــــــــ يبدي يصير الماء بالألوان
النيل ضاع القدس ضاعت قبله ـــــــــ في مكة النيران بالدخان
سيف العدى المشهور فوق رقابنا ـــــــــ ما قد جرى ما كان في الحسبان
لا يحمل السودان في يده سوى ــــــــــ عطرا يفوح بباقة الريحان
،،،،،،،،
في تاجه السودان أغلى درة ــــــــــ شعري رمى درا على الشطآن
في بره الأشعار إهدائي له ــــــــــ هو بحره يزدان بالمرجان
أبكي و أضحك كلما وطني أرى ـــــــــ أبقي الشذا الفواح للأزمان
يشدو يغني الدهر للسودان ــــــــــ كالطفل جاء بأروع الألحان
لا شيء أغلى منك يا وطني فلا ـــــــــ يحميك إلا السيف بالسلطان
،،،،،،،،،
قد ضاع منا كل شيء عندما ــــــــــ عم الجنون بجنة الأجنان
النيل سوف يعود حلوا عندما ــــــــــ يأتي إليك الدهر بالبرهان
يا موطني لا تشتكي إلا له ــــــــــ ربي تجلت حكمة الديان
يحميك ربي أيها السودان بال ـــــــــ توراة و الإنجيل و القرآن
أهواك يا سودان أنت لناظري ـــــــــ نور و يبقى النور في الوجدان
،،،،،،،،
أهواك يا سودان أنت لخاطري ـــــــــ سحر و يبقى الحب للأوطان
أهواك يا سودان أنت لحاضري ــــــــ مجد و يبقي النور للأعيان
أهواك أنت لطائري لحن جمي ـــــــــ ل اللحن يحيي خافق الهيمان
و لسوف تبقي الخير للإنسان ــــــــ يهدى إليك الشعر بالأوزان
إيمانه قلبي بك الأقوى يرى ـــــــــ للشعر أغلى السعر في الميزان
،،،،،،،،
يلقى جحيم البغض من عاداك لا ـــــــــ يلقى نعيم الحب في الديوان
بالشعر نحمي دائما أوطاننا ــــــــــ سحر البيان بروعة التبيان
لا يذكر المعروف إلا أهله ــــــــــ لا يترك الإنسان للنسيان
و لسوف يبقي النور للأعيان ـــــــــ بالفكر يسمو عالم الإنسان
ألقي إليك تحيتي في نظمه ـــــــــ يا أجمل الأوطان و البلدان
،،،،،،،،،،
الشاعر حامد الشاعر