الجمعة، 15 أغسطس 2025

قصيدة تحت عنوان{{لا تَقْطَعي حَبْلَ الوفاءِ}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{عباس كاطع حسون}}


لا تَقْطَعي حَبْلَ الوفاءِ

خَذَلَتْكَ بعدَ تَعنُّتٍ ومُطالا  
بيضاءَ تُشرقُ كالبدورِ جَمالا

نَكثَتْ بِعَهْدكَ بَعدَما قَرَّتْ بِهِ
عَيْنُ المُحِبِّ فأنْكَرَتْهُ وَزالا

حَلَفَتْ يَميناً إنَّها تَرْعی الْهَوى
كذبتْ وقدْ زال الغَرامَُ زوالا

كانتْ على ثغرِ الزمانِ قصيدةً
فيها يتيهُ العاشقونََ ثُمالى

كانتْ على ثغر الزمانِ قصيدةٍ
عَصماءَ تنضَحُ عفةً وَجَلالا

حَلَفَتْ تصونُ العهْدَ لكنْ أخلَفَتْ
ذاك اليمينِ وأعقبتهُ مطالا

ما كنتُ أحسبُ أنها تدعُ الهوى
وعلى المحبةِ انْ تكونَ وبالا
 
لم تُبقِ الّا للغرامِ وذِمّةً
لمْ تُلْقِ للقَسَمِِ المُغَلَّظِ بالا

لا تَقْلُبي ظَهْرَ المجَنِّ فإنَنا
نَرْجو بِقُربِكِ مُتْعَةً وَوِصالا 

لا تَقْطَعي حَبْلَ الوَفاءِ بِلَيْلَةٍ
فَلَكَمْ وَصَلْنا في الْغَرامِ حِبالا

بقلمي
عباس كاطع حسون /العراق

نص نثري تحت عنوان{{الصيد يبدأ}} بقلم الكاتب اللبناني القدير الأستاذ{{محمد الحسيني}}


المجهول الحاكم 1
"الصيد يبدأ"

في ليلةٍ عضَّها القمرُ حتى نزفتْ نجوماً سوداء،
اختفى طفلٌ من غرفته البيضاء،
تاركاً على الجدار عيناً مرسومةً بالدَّم...
عينٌ تحدِّق في كلِّ اتجاهٍ ولا اتجاه.

في تلك الليلة عينها،
استيقظ سبعةٌ وأربعون إنساناً من أقاصي الأرض
يصرخون كلمةً لا تنتمي لأيِّ لغة:
"زيلاخووم"
كلمةٌ تَقْطُر من أفواههم مثلَ عسلٍ أسود،
مثلَ دعاءٍ للشيطان.

كاميرات المدن الساهرة التقطتْ أشباحاً تمشي بخطواتٍ متطابقة:
أربع عشرةَ خطوة... ثم توقُّف،
فالتفاتةٌ يسارٌ بابتساماتٍ فارغة...
وجوههم شاشاتٌ مطفأة،
وعيونهم قطراتُ حبرٍ في كؤوسٍ من حليب.

امرأةٌ في الطابق السابع
وجدتْ على مرآةِ حمامها رسالةً بخطِّ يدها:
"إنه يراقبكِ منذ أن كنتِ نُطفةً في رحم أمكِ،
يَعُدُّ أنفاسكِ واحدةً... واحدة،
والآن اكتمل العدد..."

الهواتف ترنُّ في البيوت النائمة،
يرفع أصحابها السماعة:
تك... تك... تك
نبضاتُ قلبٍ متسارع...
وصوتُ مطرقةٍ على نعش.

الأطفال في روضات المدينة يرسمون الوجهَ نفسه بلا ملامح:
عينان سوداوان، عميقتان مثلَ آبار...
وابتسامةٌ تشقُّ الوجهَ من أذنٍ إلى أذن.
تسأل المعلمات:
"من علَّمكم رسم هذا الوجه؟"
فيجيب الأطفال بصوتٍ واحد:
"الرجلُ الذي يقف خلفكِ الآن..."

الكلاب والقطط في الشوارع
تحدِّق في الفراغ...
تَمْوء وتعوي،
وتنبح نحو شيءٍ لا تراه...
أو نراه نحن ولا نريد أن نعترف.

✍️ محمد الحسيني – لبنان 

الخميس، 14 أغسطس 2025

نص نثري تحت عنوان{{رحلة العمر}} بقلم الكاتب الأردني القدير الأستاذ{{كرم الدين يحيى إرشيدات}}


رحلة العمر
د. كرم الدين يحيى إرشيدات

حبيبتي،
تعالي نذهب بعيدًا،
لنبني عالمنا أنا وأنت،
مملكتنا الصغيرة،
حدودها مرسومة بمودتنا وشاعريتنا.

مكان لنا وحدنا،
نرسم فيه حلمنا معًا،
ونغني ترانيم أرواحنا،
ونبني آمالنا يداً بيد،
أنا وأنت والطبيعة، وزهر الأقحوان،
وبصيلات النرجس،
نزرع أمانينا مع حبوب القمح والذرة.

حبيبي،
كم حلمت بهذا البعيد الذي لا يرانا فيه أحد،
حيث أنا وأنت فقط،
نتقاسم الحلم كما نتقاسم أنفاسنا،
ونعزف على أوتار الصمت لحن أرواحنا.

سأكون معك هناك،
أروي زهر الأقحوان من يديك،
وأغفو قرب بُصيلات النرجس،
ونخبئ أمانينا بين سنابل القمح وعرائس الذرة،
كي يظل الغد ممتلئًا برائحتك،
ومبتسمًا بملامح حبنا.

حبيبتي،
حلمك ذاك الكوخ الخشبي،
وموقد الحطب،
وسراج الزيت،
وقالب الشموع الذي نصنع به شموع ليالينا،
أما زالت رغبتك قائمة بفنجان قهوة على وهج الجمر،
وقطعة خبز نصنعها بأيدينا؟

حبيبي،
وكيف تموت رغبات خُلقت منك وفيك؟
ذاك الكوخ ما زال يسكن خيالي،
وموقد الحطب ما زال يدفئ حنيني،
وسراج الزيت يضيء لي دربك في العتمة.

أما فنجان القهوة على وهج الجمر،
فهو موعدي الأبدي مع دفء يديك،
وخبزنا الذي نصنعه معًا،
هو خبز القلب... وخبز العمر.

حبيبتي،
قد يكون الشتاء باردًا وطويلًا،
ولكن بقربك أنت الدفء والسكينة لنفسي،
وسأكون عينك التي لا تنام،
إلا بعد أن تستسلمي لأحلامك.

لنكون قريبين من موقد النار،
أعرف بأنك تعشقين قصص ما قبل النوم،
وسأحكي لك كل ليلة قصة جميلة،
قد تكون عني وعنك،
فأنا، حبيبتي، أوثق كل شيء بيننا،
كل كلمة، وكل جملة، وكل بيت،
قصائدنا وثنائياتنا كلها موثقة.

حبيبي،
حين تقول إنك الدفء في برد الشتاء،
أشعر أن الثلج يذوب في عروقي،
وأن الليل الطويل يصبح لحظة بين ذراعيك.

وأنا، حين أسمع وعدك بأن تكون عيني التي لا تنام،
أغفو مطمئنة، كطفلة وضعت قلبها بين يديك.

قصصك قبل النوم ليست مجرد حكايات،
إنها جسور من الحلم تمتد بين أرواحنا،
وعند كل فصل منها،
أجدني أزداد عشقًا بك،
كأنك تكتبني أنا، في كل كلمة، وكل بيت.

هو كوخ صغير،
قصر من خشب،
بنيناه هناك بعيدًا عند جدول ماء عذب يتدفق من ذوبان الثلوج على قمم الجبال.

كوخ أنتِ سيدة القصر فيه،
بنيناه بالحب،
وسنقضي أيام عمرنا فيه بالحب،
لا نريد شيئًا من هذه الدنيا،
إلا أن نكون أنا وأنت،
بعيدًا عن العيون المتربصة،
وبعيدًا عن ضوضاء هذا العالم.

أنا وأنت،
نتقاسم الابتسامة قبل اللقمة،
وتصبح اللحظة معًا بحجم هذا الكون.

وأنا، يا حبيبي،
سأظل أرى ذلك الكوخ في خيالي وطنًا لا تهزه الرياح،
ولا تصل إليه أيدي الغياب.

سأكون سيدة قصرنا،
أرتّب أيامنا بالضحك،
وأشعل مواقد ليالينا بالحب،
وأجعل من كل صباح نافذة على الجمال،
ومن كل مساء حضنًا يضمنا من برد العالم.

سأشرب من جدول الماء معك،
وأغسل همومي بيده العذبة،
وأقسم معك اللقمة والابتسامة،
حتى يصبح العمر كله لحظة،
وتصبح اللحظة عمرًا كاملًا.

حبيبتي،
لنُتفق أولًا:
قهوة صباحك كل يوم أنا أعدها،
والابتسامة الساحرة مطلوبة منك بكل لحظة،
وأنا لا أقبل أن أبدأ يومي إلا بعناق طويل يكسر أضلُعنا،
وأهمس لك بيني وبينك كم أنتِ جميلة،
وكم أنا محظوظ بقربك مني.

حبيبي،
أما علمت أن قهوتي الأجمل هي التي تصنعها يداك؟
وأن ابتسامتي ما هي إلا مرآة لفرحك بي؟

تعال، وابدأ يومك كما تشاء،
بعناق يذيب المسافات بين قلوبنا،
وبهمسك الذي يجعلني أرى نفسي أجمل نساء الدنيا في عينيك،
وأشعر أنني أنا المحظوظة،
لأنك أنت عالمي كله.

حبيبتي،
أنا أسميها رحلة العمر،
نقضيها أنا وأنت بسلام وأمان واطمئنان،
رحلة العمر هي التي نقضي فيها ما تبقى لنا من أيام،
نعيشها معًا، دون أن يعكر صفونا شيء،
نعيش مع الطبيعة التي خلقها الله،
عابدين شاكرين نعمته وفضله علينا.

د.كرم الدين يحيى إرشيدات 

الاردن 

قصيدة تحت عنوان{{أردْنا}} بقلم الشاعر المغربي القدير الأستاذ{{محمد الدبلي الفاطمي}}


أردْنا

ربيعُ العُمْرِ أطْفأهُ الخَريفُ
وكانَ القَلبُ أسعَدَهُ المَصيفُ
تَوَقّفَتِ الشّبيبَةُ عنْدَ حَدٍّ
يُسَمّى في ثقافَتِنا الخَريفُ
هَرِمْنا فاسْتَبَدَّ بنا انْحِطاطٌ
أحَلَّ الجَهْلَ فاتّسَخَ النّظيفُ
تلّوّثَتِ الضّمائرُ في بلادي
وحَرَّفَنا التّخَلُّفُ يا لَطيفُ
أرَدْنا أنْ نَكونَ فما اسْتَطَعْنا 
وعندَ العَزْمُ يَتّضِحُ الحَليفُ

تَعَطّلَتٍ النّجابةُ والذّكاءُ
وفي تفْكيرِنا انْتَشَرَ الغَباءُ
أُصْبْنا بالتّخَلُّفِ والتّدَنّي
ولمْ ينْفَعْ بلادَتنا الدّواءُ
تَغَيَّرَ كُلُّ ذي أصْلٍ وفصْلٍ
كأنّ الصّيْفَ أدْرَكَهُ الشّتاءُ
وهذا ما أراهُ بأُمِّ عَيْني
وما يجْري يُؤازِرُهُ الهُراءُ
سَنُدْركُ ذاتَ يَوْمٍ كُلَّ شَيْئٍ
ورِزْقُ النّاسِ مَصْرَفُهُ السّماءُ

محمد الدبلي الفاطمي 

قصيدة تحت عنوان{{تَهَامَسَ قَلْبِي}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{أحمد الموسوي}}


"تَهَامَسَ قَلْبِي"

تَهَامَسَ قَلْبِي فِي الظَّلَامِ المُعْتِمِ،
وَيَسْرِي كَشَوْقِ الطَّيْفِ فِي اللَّيْلِ مُظْلِمُ.

وَأَحْمِلُ أَثْقَالَ الزَّمَانِ عَلَى خُطًى،
كَمِسْمَارِ وَجْدٍ فِي الضُّلُوعِ مُحَكَّمُ.

وَأَذْكُرُ أَيَّامًا بَنَتْنِي مَحَبَّةً،
فَصِرْتُ إِلَى ذِكْرَى الحَبِيبِ مُسَلَّمُ.

وَأَغْفُو عَلَى وَجْهِ الأَمَانِي مُبَلِّلًا،
وَعَيْنِي دُمُوعٌ وَالفُؤَادُ مُتَيَّمُ.

أَرَى حُلُمًا يَجْرِي كَنَجْمٍ مُشِعٍّ،
وَقَدْ ضَاقَ عَنْ وَجْهِ الصَّبَاحِ المُتَبَسِّمُ.

وَأَبْحَرُ فِي لَيْلِ الأَسَى مُسْتَسْلِمًا،
إِلَى سَاحِلٍ يَغْفُو عَلَيْهِ المُحَطَّمُ.

وَأَسْقِي بَسَاتِينَ الغُرُوبِ تَأَمُّلًا،
وَقَلْبِي مِنَ الذِّكْرَيَاتِ مُنْهَدِمُ.

وَأَرْقُبُ سِرْبَ النَّحْلِ فِي غَيْمَةِ الضُّحَى،
وَأَحْيَا كَمَرْجَانِ السُّطُورِ وَنُظْمِي مُنْتَظَمُ.

وَأُخْمِدُ نِيرَانَ الغُرُوبِ بِغَصَّتِي،
وَأَسْرِي وَقَلْبِي لِلْحَنِينِ مُسْتَسْلِمُ.

وَأُصْغِي لِصَوْتِ الغَيْمِ حِينَ تَهَاطَلَ،
وَيَعْذُبُ فِي صَدْرِي النَّغَمُ المُنْسَجِمُ.

وَأَنْسُجُ مِنْ طَيْفِ الأَسَى كَفَنَ الرُّؤَى،
وَأُلْقِيهِ فِي قَلْبِ المَسَاءِ المُتَوَسَّمُ.

وَأَحْيَا كَشَمْعٍ فِي طُرُقٍ مُوحِشَةٍ،
وَيَذْوِي فُؤَادِي، وَالدُّجَى مُتَلَثِّمُ.

وَأَبْحَثُ فِي صَوْتِ الرِّيَاحِ عَنِ الهَوَى،
فَلَا يَنْجَلِي إِلَّا الفِرَاقُ المُحْتَدِمُ.

وَأَزْرَعُ أَسْرَارَ الزَّمَانِ بِقَلْبِنَا،
وَصَمْتٌ بِصَدْرِي شَاهِدٌ مُتَكَلِّمُ.

وَأَرْفَعُ فِي وَجْهِ العَوَاصِفِ رَايَتِي،
وَأَمْضِي كَسَيْفٍ حُدُّهُ المُتَقَدِّمُ.

وَأَرْسُمُ فَجْرًا فِي دُجَى اللَّيْلِ صَابِرًا،
وَقَلْبِي إِلَى رُؤْيَايَ شَوْقٌ مُتَهَيِّمُ.

وَأَجْمَعُ أَصْدَاءَ القُلُوبِ كَأَنْجُمٍ،
وَأَنْثُرُهَا فِي الأُفُقِ وَجْدٌ وَنَدَمُ.

وَأُوقِدُ أَحْلَامَ الصِّغَارِ بِأَدْمُعِي،
وَيُثْقِلُهَا فَوْقَ الجِرَاحِ السَّقَمُ.

وَأَرْقُبُ وَجْهَ الغَائِبِينَ كَأَنَّهُمْ،
سَرَوْا فِي دُرُوبِ الغَيْبِ يَهْدِيهِمُ الحُلْمُ.

وَأَخْتِمُ لَيْلِي بِالدُّعَاءِ مُسَلِّمًا،
إِلَى اللهِ قَلْبِي وَالرَّجَاءُ مُعَظَّمُ.

✍️بقلم الاديب الدكتور أحمد الموسوي 
جميع الحقوق محفوظة للدكتور أحمد الموسوي 
بتأريخ 08.12.2025

Time:11:00pm 

قصة قصيرة تحت عنوان{{أفاقة}} بقلم الكاتب القاصّ المصري القدير الأستاذ{{صالح منصور}}


أفاقة
قصة قصيرة بقلم / صالح منصور 
قام من نومه مبكرا كالعادة فهو بعد وفاة زوجته وزوج ابنه الوحيد صار سمير وحيدا فهو على خلاف مع اخواته الولدان والبنت منذ وفاة امهم وهو يرفض كل حلول تقسيم الميراث 
لهذا هو وحيد ولا يؤنس وحداته الا ساعات العمل ويتبقى له 
عددة أشهر ويحال للمعاش وقد تعود ان يستيقظ مبكرا ويتوجه الحمام ثم يتوضأ ويحضر البيض الاملت والجبنه الشيدر وكوب الشاي وبعد القطار يتوجه الى عمله وهو فى الطريق شعر بان شخص ما يراقبه ظل متماسكا فترة ثم نظر خلفة وجد مصطفى وعوض وسمر اخواته يسرعون خلفه اخافه جدا نظراتهم وما زاد رعبة الالة الحادة فى يد عوض 
أسرع فى الجرى وهم خلفه ولكنه يقع ثم ينهض حتى كادوا ان يمسكوه وجد باب منزل مفتوح دخل طرق كل الابواب لم يفتح احد ووصل أخيرا الى سطوح المنزل المكون من ست طوابق لا مفر من المواجهة اقترب منه عوض وفى يدور الالة الحادة أمسك به بقوة واتى مصطفى لمساعدته أمسك كل منهما بيد وقدم وسمر من الخلف وقرروا يقذفوا به من سطوح المنزل صرخ ولا مجيب  تمسك بهم بشدة ولكنهم 
القوه صرخ وهو يهبط ارتطم بشدة بالارض سقطا من سريره وكانها أفاقة 

                            بقلم / صالح منصور 

قصيدة تحت عنوان{{الشريف الشهيد}} بقلم الشاعر السوري القدير الأستاذ{{مروان كوجر}}


" الشريف  الشهيد  "

أَنَسٌ الشَّريفِ أَيَّا غُصْناً مِِنَ القِمَِ 
                هَلَّا رَؤوكََ بِمَا استَنهَضْتَ مِنْ أُمَمِ
أَغَارُ مِنكَ أَيا المقدام فَافْتَخِرِ 
              كَيْفَ انْبََرَيتَ حُسَامَ النُّطْقِ بِالحِمَمِ 
يا حَرْقَةَ القلب علىٰ الشُّجعانِ مَنْ نفقوا 
                 كم روحَ زفَّت إلىٰ العلياءِ والنِّعمِ 
كم أجهشت أمَةُ المحراب مِنْ دَمها
             أم مِنْ بغيضٍ رمىٰ الآلافَ في دِمَمِ
لو علَّمَتْنا رجالُ الحق عزَّتها 
                  كنَّا صنعنا رجالَ الفقدِ مِْن شِيَمِ
يا أمَّة الصمِّ كم صوتٌ يناشدكم
                   أما سمعتم كَمُ الأطفال باليُتَمِ 
عارٌ عليكم لكم أخْزيتموا  رَحِماً
               صُمَّتْ آذان خريسِ الصمِ بالطِّمَمِ 
هذا  قميءٌ عن الخذلان يُفْزعنا  
           صِرْنَا الضعيفَ  أمام الغاصبِِ  القزمِِ
كيف انتهينا نغافي القتل في سَكنٍ 
                  ِقوس السهام حنت للَّهوِ والنغم
يا أمَّةَ بَرَدَتْ مِنْ  نومها هِمَمٌ 
            حتى غدوتم كما الأحجار  في صَنَمِ 
أطفالُ غزَّةَ كما الأحرارُ ترمقكم 
                  كيف اسْتويتم بلا عَهدٍ ولا كَرمِ
أعداد صرنا فكم أعْدتُّموا كفناً
                 في كلِّ لحظٍ ترىٰ الأكبادَ  للعَدَمِِ
يا أمةً  قَبَعَتْ في خزيها  زَمَنَاً 
                      ِحقَّاً نراكم كعصبانٍ بلا  قِيَم
أين العروبة أين المجد أم نََغقْت 
                  هلٌَا نظرتم إلى الأحرارِ والأمَمٍ
 ًمااستحفزتكم سيول الدمِّ قاطبة 
                 ِِناموا عليها سيأتي الدورُ للنَيَم  
إغفوا بلا حَرَكٍ واستدفؤوا هَجِعاً 
              تالله يوماً سنلقىٰ الجمعَ في نَدَمِ

                            بقلم سوريانا 

                           السفير .د.مروان كوجر 

خاطرة تحت عنوان{{وسأبقى}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{أبو عمار}}


وسأبقى ،،
سأبقى ياسيدتي بانتظار 
عودتك حتى وأن كلفني الأمر 
سنوات طوال ،
سأبقى أكتب عن ذكرياتي معك ،
وجمال تلك اللحظات ،
سأبقى اتردد على المكان الذي 
كنا نلتقي فيه أنا وأنت 
من أجل أن أشم رائحة عطرك الذي 
لازال عالق هناك ،
سأبقى اكتب في كل مساء 
قصيدة شعر تحمل في 
طياتها الشوق والحنين الى إمرأة 
كتب عليها البعد .

أبو عمار 

العراق.... 

قصيدة تحت عنوان{{مناجاة حياة}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{يحيى حسين}}


مناجاة حياة

قالت إني مناجاتك
حلم سكن في ذاتك

غريب أنت في وطنك
وحيد أنت في شتاتك

تداوي الجرح بالجرح
كأن بالجرح لذاتك

قال أنت مناجاتي
ضلعي الناقص يا ذاتي

طال الليل يرقبني
يواسيني بغد آت

نديمي الليل والسهد
يشاركني في سباتي

وكأن الليل والسهد 
صارا فيئًا لحياتي

فهم معي في شتاتي
كل تحت راياتي

تراقصنا عذاباتنا
على عزف آناتي

وآه البعد تداعبني
وترخي جدائل نياتي 

يحيى حسين القاهرة

6 يناير 2022 

نص نثري تحت عنوان{{غِياباتٌ}} بقلم الكاتبة الفلسطينية القديرة الأستاذة{{دنيا محمد}}


غِياباتٌ…
لا تُقاسُ بِزمن،
ارتجافُ الرُّوحِ كلَّما مرَّ في الذّاكرة… قِياس،
غيابٌ يُعيدُ تشكيلَ الوجود… قِياس،
وغيابٌ يكونُ كلُّ ما بعده عالمًا ناقصًا.

---

"أمنية"

لو أنَّ الموتَ
لم يَكُن يقينًا،
لكُنتُ فاوضتُهُ بحياتي على حياتِكَ،
ولو أنَّ الغيابَ
يُقايَضُ بالأنفاس،
لأعطيتُهُ رئتَيَّ.

ولو أنَّ للزمنِ بابًا سِرِّيًّا،
لاخترتُ التِّيهَ خَتمًا،
ودخلتُ كالوهم
إلى اللَّحظةِ التي كنتَ فيها،
ومثلَ أيِّ مسافرٍ
خذلَهُ النُّعاسُ لحظةً،
لأراكَ خلفَ جَفني… نُورًا.

أخي…
يا كوكبُ غادَرَ مَجَرَّتي،
فتبعثَرَ ضَوئي،
فلا مدارَ
يسبَحُ فيهِ اسمي.

المسافةُ ليست صمتًا،
ولا حتّى اختفاءً للنُّطق،
بل هُوَّةٌ من نَدًى،
أعبُرُها بأمنِيَةٍ واحدة،
وقبلَ أن يتنفَّسَ الفَجر،
ويَكشِفَ سرَّ عُبوري،
أكونُ قد تبعتُكَ
بأبهى ظَنّ.

الآن…
وكما يَعلَمُ الكَون،
أنا هُنا،
لا خُطواتَ لي إلّا في الفَراغ،
أتلمَّسُ غيابَكَ وحضورَكَ،
نقيضَين أجمعُهما كحقيقةٍ
لم تُكتَشَف بعد،
تمامًا كما يتلمَّسُ الأعمى النَّهار.

أخي…
هل أدرَكَ غيابُكَ
أنَّ الحنينَ
ليس استدعاءً لما كنتَ عليه؟
بل إقامةً في زمنٍ مُوازٍ
لا يَصِلُ إليهِ أحد.

تَعال…
لأرُدَّ إليكَ السَّلام،
السَّلامَ الذي تركتَهُ مُعلَّقًا
في يدي.

بقلم: دنيا محمد 

نص نثري تحت عنوان{{ لا تفعلي}} بقلم الكاتب الفلسطيني القدير الأستاذ{{رائد كُلّاب ابو احمد}}


 لا تفعلي..

في محراب العشق تلونت ترانيم الهوى بلوعة واشتياق..
كم أزهرت جنان الروح حين فاحت رياح اللقاء!
لا تفعلي..
غرقت سفن الغرام في بحر  الهيام..
 ثملت الشفاه.. 
تعالت صرخات الحنين.. 
داعبت الأمواج جفوناً تلظت بنيران التوق..
 هل من مجيب؟
لا تفعلي
حين سدول ستائر الليل تصمت الأفواه ويبدأ
دفء الهمسات بنشوة يغمرها جنون الأحلام..
لا تفعلي..
على ضفاف نهر الشوق تهادت طيور الغرام..
تصافح زورقاً شراعه مزقته رياح الروح الباحثة عن الأمان.. 
لا تفعلي
أنين النبض لا يسمعه سوى من ذاق قهر البعد.. ومن نال ظلم الظنون والأوهام..
لا تفعلي..
حين تقرع طبول العشق
تطلق رصاصات الرحمة
بلحن الأحزان..
نداء يناشد روح السبات..
يسامر حظه بنظرات متحسرات.. 
لا تفعلي..
جودي بالوصل على عاشق له في ثنايا القلبِ أشواق..
واشعلي شمعة الغرام..
بريقها هيام الأنفاس..
ودعي عنك الأحزان وكوني بدرا ينير الكون
ضياء عشق حد الاشتهاء..
بقلمي رائد كُلّاب ابو احمد
فلسطين

نص نثري تحت عنوان{{لحن العزيمة والضياء}} بقلم الكاتبة السورية القديرة الأستاذة{{كاتيا الرباعي}}


لحن العزيمة والضياء
******************
كاتيا الرباعي تكتب
*****************

أنا امرأة من نار ونور
شعلة لا تنطفئ
 في عتمة الوجع
أضيء دون انتظار
وأحترق بصمت
 لا يراه أحد

أحن كنسمة صيف
وأشتعل كعاصفة شتاء
أحطم قيود الخوف
وأجعل القلب
 أكثرقوة

قلبي يغني للحب
رغم جراحٍ لا تنسى
وذاكرتي تحفظ
كل طعنة 
وكل درس

لست ضعيفة 
كما يظن البعض
ولا قاسية كما يظن
 من جرحني
أنا التي أعرف متى
 أرحل بصمت
ومتى أعود لأشعل 
النور حيث كان الظلام

خلقت من توازن 
الحلم والواقع
ومن قوة الوجع
 وكرامة الروح
أعرف نفسي جيداً
لا أحتاج لمن يعرفني

أنا امرأة من نار ونور
قصة تُروي 
بلهب العزيمة
وضوء الحلم
 الذي لا يموت

سوريا

بقلمي 

قصيدة تحت عنوان{{مرثية}} بقلم الشاعرة العراقية القديرة الأستاذة{{رمزية مياس}}


مرثية
بكيت كثيرا للراحلين قبلك
لكن  الدموع لرحيلك لاتنشف
تحرق العيون والأجفان
وتذيب الثلوج في الجبال
وتغرق السهول والوديان
تكسر جدار الصبر
وتزمجر كالرعود في الاذهان
تثير موجات الهموم
وتجرح الخاطر والوجدان
وتعصف كالرياح العاتية
فتهدم صروح البنيان
ويغيب الكرى
فتنعدم السكينة والأطمئنان
ونار الفراق تتأجج في الأعماق
تصدر الدخان
تملأ الآفاق
وتحجب النور في الأركان
مع تحيات وتقدير

رمزية مياس،كركوك، العراق 

الأربعاء، 13 أغسطس 2025

قصيدة تحت عنوان{{في وسطِ النّهارِ}} بقلم الشاعر المغربي القدير الأستاذ{{محمد الدبلي الفاطمي}}


في وسطِ النّهارِ

بَكَيْتُ معَ الصّغارِ على الكِبارٍ
فسالُ الدَّمْعُ في وسطِ النّهارِ
وكانً اللّيلُ عَسْعَسَ مُسْتَطيراً
بهِ الظّلْماءُ حَرَّرتِ الجواري 
تَلَوّثَتِ الأنوثةُ في بلادي 
فأُسْقِطَتِ الأُمومةُ في المَجاري
وهذا عَمّقَ الأوْهامَ فينا 
وسَبّبَ في الصّراعِ وفي الدّمارِ
فماذا نَسْتطيعُ إذا انْحَرَفْنا
ولمْ نَقْدِرْ على صُنْعِ القَرارِ

غداً سَنرى إذا انْقَشَعَ الغمامُ
بأنّّ الدّينَ أفْسَدَهُ اللّئامُ
ألمْ ترَ كيفَ أصْبَحْنا ذئاباً
يُسَخِّرُنا إلى النّهْبِ النّظامُ
أُسِرْنا كالرّهائنِ في بلادٍ
بها نَهْبُ المُواطِنِ لا يُلامُ
نُصّفّقُ للفسادِ بلا انْقِطاعٍ
وفي أسْواقِنا كَثُرَ الحَرامُ
أرَدْنا أنْ نَثورَ فما اسْتَطَعْنا
لأنّ الشّعْبَ يَنْقُصُهُ الطّعامُ

محمد الدبلي الفاطمي 

قصيدة تحت عنوان{{انتظار}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{جاسم الطائي}}


انتظار 

إتانيَ طيفٌ فاستثارَ فؤاديا 
وأوقدَ جمراً قد خبا من عناديا 

وجزّ سكون الروحِ غصناً وزهرةً
وابقى على ساقٍ سقاها مداديا

وقال اتئد أو كُنْ رسولَ محبةٍ 
وغازلْ محيّاها وعُدها مناديا

نهاني عن الكتمانِ ما دمتُ عاشقاً 
وأورثَني وهناً فسهلاً قياديا

فقلتُ له هيهاتَ أن تشرقَ المنى 
وأن أستطيبَ الهجرَ كأسي وزاديا

تَرِبْتُ وبي شوقٌ ينازعُ مهجتي
ويتركُ بي نضحاً على الوجهِ باديا

ولي في ثنايا الوقتِ ألفُ محجةٍ 
إلى ذكرهِ والدمعُ دونَ مُراديا

ظلومٌ هو البينُ الذي أنت خلُّهُ 
وأكثرُ ظلماً حينَ يُترَكُ عاديا 

وقد أفلتْ شمسُ الحياةِ سريعةً
ألا إنّ لي حظاً من الوجدِ باقيا 

ولي منه ذكرى لازمتني تعِلَّةً
ولي من ثواني الجمرٍ تذكي سُهاديا 

رمَتني بها بعضُ النوائبِ خلسةً
فلا عشتُ يومي إن أرَ البينَ حاديا 
--------------

جاسم الطائي 

قصيدة تحت عنوان{{أوتادُ الهوى}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{أحمد الموسوي}}


“أوتادُ الهوى”

قَلْبِي إِذَا ذُكِرَتْ عُيُونُكِ يَرْتَعِدُ،
وَيَنْبِضُ الشَّوْقُ المُقِيمُ بِهِ الوَجْدُ.

أَمْشِي إِلَيْكِ وَمِسْكُ رُوحِكِ قِبْلَتِي،
وَيَحْرُسُ الْوَعْدَ الْقَدِيمَ بِنَا العَهْدُ.

أَمُدُّ ظِلِّي فِي مَمَرِّ تَشَوُّقِي،
فَيَسْنُدُنِي فِي خُطْوَتِي لَكِ الرُّشْدُ.

أُحَاوِرُ اللَّيْلَ الطَّوِيلَ بِمُقْلَتِي،
فَيُسْعِفُنِي فِي نَازِلَاتِ الدَّهْرِ السُّهْدُ.

أَخْفِي حَنِينِي ثُمَّ أُبْدِي لَوْعَتِي،
وَيَمْتَدُّ فِي أَعْمَاقِ مُهْجَتِنَا البُعْدُ.

أَسْكُنُ إِذَا سَكَنَتْ بِلَيْلِكِ أَنْجُمٌ،
فَيَهْدَأُ فِي سِرِّي إِلَيْكِ لَنَا القَصْدُ.

أَقِفُ الرِّيَاحَ إِذَا تَفَتَّقَ مُعْوِلِي،
فَيُثْبِتُنِي فِي مُهْجَتِي صَبْرِي الجَلْدُ.

أُلْقِي عَلَى كَتِفِ السُّكُونِ أَنِينَنَا،
فَيَغْسِلُ جُرْحَ الْبُعْدِ عَنَّا بِهِ الكَمَدُ.

رَفَعْتُ حَمْدِي إِذْ يَضُمُّنِي دُعَائِي،
فَيُثْمِرُ فِي صَحْرَاءِ يَأْسِي بِنَا الحَمْدُ.

أَسْنَدْتُ قَلْبِي لِلْعَلِيِّ فَطَابَنَا،
وَيَكْسُونَا مَا لَا يُنَالُ وَهُوَ السُّؤْدُدُ.

لَمَّا بَسَقَ طَلْعُ الصَّبَاحِ بِوَجْهِكِ،
تَوَجَّهَ فِي وَجْهِ الزَّمَانِ لَنَا المَجْدُ.

إِنْ ضَحِكَتِ الْأَحْلَامُ فِي أَهْدَابِنَا،
تَسَامَى هَوَانَا، ثُمَّ بَارَكَنَا السَّعْدُ.

وَعِدِينِي يَا بَدْرَ الْمَحَبَّةِ بَسْمَةً،
فَإِنَّ بِظِلِّ الْقُرْبِ يَزْهُو لَنَا الوَعْدُ.

لَمَسَتْ يَدَاكِ نَدَى الصَّبَاحِ فَازْدَهَى،
وَفَاحَتْ بِالْأَكْمَامِ أَغْصَانُهُ الوَرْدُ.

هَبَّتْ رِيَاحُ الذِّكْرِ تَحْمِلُ عِطْرَهَا،
فَأَلْبَسَنِي مِنْهَا الطُّمَأْنِينَةُ البَرْدُ.

أُحْكِمْتُ صَمْتِي عِنْدَ يَوْمِ تَصَبُّرِي،
فَيَحْرُسُ حَدَّ الْقَوْلِ فِي نَحْرِهِ الحَدُّ.

إِنْ سَاءَلُوا عَنْ شَبَهِنَا فِي رِقَّةٍ،
فَقُولِي: عَلَى حَبْلِ الْمَحَبَّةِ ذَا النَّدُّ.

نَغْرِسُ وَعْدًا ثُمَّ نَبْنِي حُلْمَنَا،
فَيَمْكُثُ فِي صَدْرِ الزَّمَانِ لَنَا الخُلْدُ.

فِي سِتْرِ لَيْلِ الْبَوْحِ أَرْفَعُ سِرَّنَا،
فَيَكْتُبُهُ الرَّحْمٰنُ، وَالتَّوْفِيقُ السَّدَدُ.

أَمْلِكْتُ جَمْرَ اللَّوْعَةِ احْتِرَاسَ هَوَانَا،
فَأَوْقَدْتُ لِلْوِصْلِ الْقَرِيبِ بِنَا الرَّشَادُ.

وَإِذَا تَدَلَّى ظِلُّ ذِكْرَاكِ الْمَسَا،
تَهَدَّأَتِ الْأَحْلَامُ فِي جَفْنِي الرَّقَادُ.

وَإِنِ اسْتَبَاحَ الْفِرَاقُ قَوْلِي حَيْرَةً،
أَفَاقَنِي الدُّعَاءُ وَقَدْ أَغَاثَنِي السُّهَادُ.

تَبْسِيمُ ثَغْرِكِ طِبُّ قَلْبٍ مُتْعَبٍ،
وَيَمْسَحُ عَنْ وَجْهِ الْحَزِينَ لَنَا الجُودُ.

آوَيْتُ فِي ظِلِّ الْبَشَائِرِ وَجْهَكِ،
فَبُشْرَايَ أَنَّ الْوَصْلَ يَحْيِيهِ العُودُ.

أَقْلِبُ الذِّكْرَى عَلَى نَبْضِي هَوًى،
فَيَسْكُنُ فِي صَدْرِي وَيَحْسِمُهُ العَمْدُ.

أَعُدُّ أَيَّامَ الْوِصَالِ مُوَشْوَشًا،
وَأَحْفَظُ فِي قَلْبِي لِمِيثَاقِنَا العَقْدُ.

قَلْبِي لَكِ الرَّهْنُ الَّذِي لَا يَنْثَنِي،
فَإِنْ غِبْتِ ذَابَ النَّبْضُ فِي كَفِّهِ الفَقْدُ.

إِنْ جِئْتِ فَاحْضُنِّي ضِيَاءُ مُحَيَّاكِ،
وَيَأْذَنُ لِي بَابُ السَّنَا وَهْوَ المَوْعِدُ.

طُفْنَا عَلَى شُرُفِ الرُّؤَى حَتَّى نَضَا،
فَنَادَى خُطَانَا وَجْدُنَا: هُنَا المَرْقَدُ.

وَالشَّمْسُ فِي عَيْنَيْكِ صُبْحٌ مُبْسِمٌ،
تُزْهِرُ بِالْأَيَّامِ أَطْفَالُهَا المَوْلِدُ.

أُصَلِّي إِذَا مَالَتْ قِيَامَاتُ الْهَوَى،
فَيَرْقَى دُعَائِي فِي رُقِيٍّ لَهُ المَسْجِدُ.

أَسْنِدُ خَدِّي لِلرُّؤَى مُتَمَنِّيًا،
فَيُوقِظُنِي فِي اللَّيْلِ عِطْرٌ لَهُ المِرْبَدُ.

إِنِ اسْتَفْتَحُوا سِرَّ الزَّمَانِ فَسِرُّهُ،
نَدَى النَّفَسِ الْعَذْبِ الَّذِي يَهَبُ الرَّغَدُ.

أَمْضِي وَأَرْفَعُ سَاعِدَ التَّأَنِّي فَوْقَ
خُطَايَ فَيَحْكُمُ حَيْثُ أَشْكَلَنِي النَّقْدُ.

فِي كَفِّكِ الْقِبْلَى لِنَارِ تَوَقُّدِي،
وَمِنْهَا عَلَى زَنْدِ الْحَنِينِ لَنَا الزَّنْدُ.

عَيْنَاكِ بَابُ الرِّفْقِ، عِنْدَ مُقَابِلِي،
فَيَشْهَدُ قَلْبِي أَنَّ مَوْعِدَنَا المَشْهَدُ.

نَرْقُبُ فَوْقَ الْغَيْمِ بُشْرَى صُبْحِنَا،
وَفِي أُفُقٍ بَهِيٍّ يَتَلَأْلَأُ المَرْصَدُ.

مِنْ رِفْقِ كَفِّكِ عُذْبُ مَاءِ رُطُوبِهَا،
وَفِيهِ لِرُوحِي—حَيْثُ يَخْضَرُّ—المَوْرِدُ.

إِنْ ضَحِكَتِ الْأَعْيَانُ فِي سِرِّ الْفُؤَادِ،
تَنَاثَرَتِ الْأَنْوَارُ عُقْدًا لَنَا العُنْقُودُ.

تَمْتَدُّ بَسْمَتُكِ السَّنِيَّةُ فِي دَمِي،
فَيَذُوبُ جَلْدُ الْبَرْدِ فِي صَدْرِي الجَلِيدُ.

سَأَمْضِي وَقَلْبِي فِي هَوَاكِ مُوَحَّدٌ،
وَيَشْهَدُ مَنْ عَنَّاهُمُ التِّيهُ البَعِيدُ.

سَأَلْتُ رُوحِي: هَلْ تُرِيدُ سَبِيلَهَا؟،
فَتَهْتَدِي خُطْوَاتُهَا نَحْوَكِ الرَّشِيدُ.

إِنْ فَاضَ دَمْعِي فِي اللَّيَالِي صَابِرًا،
فَإِنَّ غَنَائِي عِنْدَ لُقْيَاكِ السَّعِيدُ.

وَإِنِ انْجَلَى فِي الْأُفُقِ بَدْرُ بَشَائِرٍ،
تَجَدَّدَ فِي يَوْمِي لِمَوْعِدِنَا الجَدِيدُ.

حَمَلْتُ مِنْ أَمْسِي أَمَانِيَّ النُّهَى،
فَتُدْرِكُنِي رُوحِي إِلَى وَعْدِكِ العَتِيدُ.

سَبَحْتُ بَحْرَ الصَّبْرِ فِي جَوْفِ الدُّجَى،
وَجِدِّي إِلَى بَابِ اللِّقَاءِ لَهُ المَجِيدُ.

أُحْسِنُ ظَنِّي ثُمَّ وَارَيْتُ الْأَسَى،
فَيَرْتَفِعُ الثَّنَاءُ لِمَنْ يَسْتَحِقُّ الحَمِيدُ.

أَمْضِي عَلَى نَهْجِ الثَّبَاتِ مُوَقِّرًا،
فَيُلْقِي عَلَى سَمْعِي حِكِيمٌ هُوَ السَّدِيدُ.

وَإِنْ هَبَّتِ الْأَنْوَاءُ فِي أَفْقِ الْمُنَى،
قُلْتُ لِنَفْسِي: أَيُّهَا الْقَلْبُ الصُّمُودُ.

آوَيْتُ ذِكْرَاكِ الْعَذُوبَةَ فِي دَمِي،
فَيُورِقُ فِي جَوْفِي وَيُزْهِرُهُ الوُجُودُ.

فِي صَمْتِنَا، إِذْ يَحْنُو التَّفَكُّرُ ثَابِتًا،
أَرَى نُهُرَ النُّورِ الشَّهِيَّ لَهُ الشُّهُودُ.

أَرْكَعُ شُكْرِي، إِذْ قَرُبْتِ، مُسَلِّمًا،
فَيَرْسُخُ فِي قَلْبِي وَيُثْمِرُهُ السُّجُودُ.

أُثْبِتُ عَهْدَ الْحُبِّ فِي رُكْنِ الْفُؤَادِ،
فَلَا يَعْصِفَنْ بِي بَعْدَ حُسْنِكِ ذَا الجُمُودُ.

إِنْ خَمَدَتِ النِّيرَانُ لَحْظَةَ وَحْدَةٍ،
فَإِنِّي لِذِكْرَاكِ أُجَدِّدُهَا الخُمُودُ.

أَرْقَى سَنًا حَتَّى أُجَاوِزَ حَدَّهُ،
وَيَأْخُذُنِي شَوْقِي إِلَيْكِ بِنَا الصُّعُودُ.

أَلْزَمْتُ رُكْنَ الحُبِّ فِي ظِلِّ الْوِصَالِ،
فَإِنْ ضَاقَ صَدْرِي أَلْتَجِيءُ إِلَى القُعُودُ.

أُصْغِي لِقَوْلِكِ مَرَّةً مُتَعَبِّدًا،
فَيُسْعِفُنِي مِنْكِ السَّخَاءُ بِهِ النُّقُودُ.

أُسَمِّي هَوَانَا بِالسَّنَا وَبِرِقَّةٍ،
وَأَعْلَمُ أَنَّ الحُبَّ طَبْعُهُ الوَدُودُ.

إِنْ جِئْتِ صُبْحًا مُزْدَهًى فِي مُهْجَتِي،
أَتَيْتُكِ قَلْبًا لَا يَمَلُّ وَلَا يَصُدُّ.

أَكْتُبُ فِي عَيْنِ الزَّمَانِ قَصِيدَتِي،
وَأَخْتِمُهَا: لِغَرَامِنَا يَبْقَى الأَبَدُ.

إِنْ سَاءَلُوا عَنْ مُدَّةِ الصَّبْرِ الَّذِي،
يُقَاسُ عَلَى قَلْبِ الْمُحِبِّ لَهُ الأَمَدُ.

إِنْ ضَاقَ لَيْلِي طُولُهُ مُتَصَبِّرًا،
فَمِسْكَانُ رُوحِي فِي دُعَائِكِ هُوَ السَّنَدُ.

أُؤَوِّلُ الْأَيَّامَ مَعْنًى لِلرَّجَا،
فَيُفْضِي إِلَى رَوْضِ الْوِصَالِ بِنَا الزَّادُ.

حَمَلْتُ مِفْتَاحَ الْبَشَائِرِ فِي دُجَى،
فَيَفْتَحُ بَابَ اللَّيْلِ مِيقَاتُهُ المِيعَادُ.

إِنْ هَبَّ رِمْلُ الْبَيْنِ فِي وَجْهِ الْهَوَى،
تَنَاثَرَ مِنْهُ اللَّوْعُ وَانْطَفَأَ الرَّمَادُ.

إِنْ لَامَنِي اللُّوَّامُ فِي شِعْرِ الْهَوَى،
قُلْتُ: الَّذِي أَهْوَى جَمَالٌ هُوَ الجَمَادُ.

أَمْكُثُ عَلَى هَذَا الثَّبَاتِ مُجَلَّدًا،
وَإِنْ سَاءَلُوا: كَيْفَ؟ فَالْحُسْنُ السَّرْمَدُ.

أُوقِدْتُ مِصْبَاحَ الدُّجَى مِنْ وَجْهِكِ،
فَيَزْهُو عَلَى كَفِّي وَيَتَّقِدُ المَوْقِدُ.

أَمْسِكُ دَفَّةَ قَلْبِيَ الْمُتَأَوِّهِ،
فَيَهْدِيهِ حُسْنٌ فِي الْمَسِيرِ لَهُ المِقْوَدُ.

غَرَزْتُ حَبْلَ الرُّوحِ فِي تُرْبِ اقْتِرَابٍ،
فَيَرْسُخُ بُنْيَانُ الْهَوَى وَهْوَ الوِتِدُ.

أَسْنِدُ خَدِّي لِلدُّعَاءِ مُخَاطِبًا،
فَيَرْفَعُنِي فِي النَّازِلَاتِ لَنَا المِسْنَدُ.

أَمْشِي إِلَى بَابِ الضِّيَاءِ مُبَجَّلًا،
فَيَرْقَى خُطَايَ، وَمَوْقِفِي هُنَا المَعْبَدُ.

أُقْبِلُ وَالأَيَّامُ تَحْمِلُنِي ثِقَالًا،
فَيُمْسِكُنِي بَعْدَ الْعِثَارِ بِي المُسَدَّدُ.

أُحْكِمُ حَبْلَ الْوُدِّ فِي رَوْضِ الْفُؤَادِ،
فَيُثْبِتُهُ فَوْقَ الْقُلُوبِ لَنَا المُوَطَّدُ.

سَأَلْتُ رَبِّي أَنْ يُتِمَّ سَعَادَتِي،
فَيُولِينَا مَا نَرْجُو بِنَا هُوَ المُؤَيَّدُ.

إِنْ ضَاعَ فِي الدُّنْيَا حَبِيبٌ مُتْعَبٌ،
فَبِالْحُبِّ يُهْدَى كُلُّ مَا غَابَ المَفْقُودُ.

أَرْجُو لِقَاءً لَا يَفُوتُ جَمَالُهُ،
فَيُثْبِتُ فِي صَدْرِي كَمِثْلِهِ المَوْجُودُ.

أَدْرِي بِأَنَّ الطَّرْقَ يَحْفَظُ قَصْدَنَا،
وَيَحْمِلُنَا نَهَارُ عِشْقِنَا المَقْصُودُ.

رَفَعْتُ حَمْدِي إِنْ تَبَسَّمَ وَجْهُكِ،
فَيَرْقَى إِلَى أُفُقِ السَّمَاءِ لَنَا المَحْمُودُ.

أَمْتَحِنُ الصَّبْرَ الْقَدِيمَ بِجِبَاهِنَا،
فَيَقْوَى عَلَى أَعْبَاءِ أَيَّامِنَا المَسْنُودُ.

يَبْقَى عَلَى نَظْمِ الْبُيُوتِ تَوَهُّجِي،
وَيَشْهَدُ تَرْتِيبُ الْمَعَانِي لِيَ المُعْتَمَدُ.

أَصُوغُ مِنَ الْأَحْرُفِ الزُّهْرِ انْسِجَامًا،
وَيَسْقِينِي الْإِلْهَامُ أَطْيَبَهُ المُجْتَهَدُ.

أَرْسُمُ فِي صَدْرِ السُّكُونِ حِكَايَتِي،
فَيَجْمَعُنَا عَلَى الْيَقِينِ لَنَا المُعْتَقَدُ.

تَتَوَقَّدُ الْمَعْنَى بِلَفْظٍ مُحْكَمٍ،
وَيَلْتَهِبُ التَّشْبِيهُ فِي سَطْرِي المُتَّقِدُ.

تَسْكُنُّ رُوحِي إِنْ تَفَجَّرَ مُقْلَتِي،
فَيَبْقَى سَنَاكِ عَلَى خُطَايَ المُتَوَقِّدُ.

أُجَدِّدُ الْعَهْدَ الْقَدِيمَ تَرَنُّمًا،
وَيُورِقُ فِي بَابِ الْخَيَالِ لَنَا المُتَجَدِّدُ.

تَتَوَحَّدُ الْأَصْدَاءُ فِي رِقَّاتِهَا،
فَيَحْرُسُنِي عَهْدُ الْهَوَى وَهْوَ المُوَحَّدُ.

أَبْدِدُ ظِلَّ الرَّيْبِ عَنْ آمَالِنَا،
وَيُلْقِي عَلَى نَفْسِي الْأَمَانَ المُتَبَدِّدُ.

أَتَرَصَّدُ الْإِيمَاضَ فِي إِشْرَاقِهِ،
فَيَهْتَدِي قَلْبِي لِبَابِ الرُّؤَى المُتَرَصَّدُ.

أَتَعَبَّدُ الْمَعْنَى إِذَا ضَاقَ الفِكْرُ،
فَيَسْنُدُنِي فِي سَجْدَتِي نَفْسِي المُتَعَبَّدُ.

أُلاطِفُ الْأَلْفَاظَ حَتَّى تَرْتَقِي،
فَيُطْرِبُنِي فِي صَفْوِهَا رُوحٌ مُتَوَدِّدُ.

أُفَرِّدُ الْأَبْحَاثَ فِي وَجْهِ الْهَوَى،
فَيَعْشَقُنِي فِي هَمْسِهَا قَلْبٌ مُتَفَرِّدُ.

أَتَصَيَّدُ اللَّمْحَاتِ فِي كُتُبِ الضِّيَا،
فَيَأْنَسُ لِي نَبْضُ الخَيَالِ المُتَصَيِّدُ.

تَعَقَّدَتِ الْأَسْرَارُ ثُمَّ تَفَتَّقَتْ،
فَيَسْهُلُ فِي تَأْوِيلِهَا اللَّفْظُ المُتَعَقِّدُ.

أَتَأَيَّدُ الْمَعْنَى بِبُرْهَانِ الضِّيَا،
فَيُقْنِعُنِي فِي حُجَّتِي قَوْلٌ مُتَأَيِّدُ.

أَسْتَشْهِدُ التَّشْبِيهَ فِي أَعْمَاقِنَا،
فَتُوثِّقُ الرُّؤْيَا خُطَانَا المُسْتَشْهَدُ.

أَسْتَرْشِدُ الْمَعْنَى وَأَسْكُنُ ظِلَّهُ،
فَيَهْدِينِي فِي دَرْبِنَا اللَّفْظُ المُسْتَرْشَدُ.

أَسْتَزِيدُ ضِيَاءَ وَجْهِكِ مُقْبِلًا،
فَيَزْدَهِرُ الْقَلْبُ وَيَغْمُرُنِي المُسْتَزِيدُ.

وَيَشْهَدُ قَلْبِي أَنَّ وَصْلَكِ مُرْتَجًى،
فَيَبْسُطُ فِي رُوحِي جَنَاحَيْهِ المَشْهُودُ.

وَإِنْ فَاضَ نَبْعُ الحُبِّ فِي صَحْرَاءِ نَفْسِي،
تَخَضَّرَ فِي القَفْرِ الْجَمِيلُ لَهُ المَوْعُودُ.

✍️بقلم الاديب الدكتور أحمد الموسوي 
جميع الحقوق محفوظة للدكتور أحمد الموسوي 
بتأريخ: 02.04.2019
Time:07:00pm

قصيدة تحت عنوان{{ميراث أبي}} بقلم الشاعر الفلسطيني القدير الأستاذ{{غازي جمعة}}


 _ ميراث أبي _


أنا الذي تعرف الأرض جهادي

ورثت الجهاد عن أبي وأجدادي

أنا الفلسطيني الذي مارست النضال منذ نعومة أظفاري

وكنت الندَّ العنيد للعدو الباغي

أنا من عرفت الساحات صولاتي وجولاتي

قارعت طبول الحرب وانتصرت في غزواتي

رغم كل ما دبر لي أعدائي

علمتهم كيف أكون أسداً في عنادي

أنا الذي شهد لي بالبطولة القاصي والداني

تركتهم يتآمرون لأفسد ما يفعلوه بأفعالي

وأذللتهم في أكتوبر الماضي 

حين اخترقت الحدود وأريتهم قدراتي 

أنا ابن غزة الذي فاق كل التوقعات 

حاولوا قتلي في غزة فأحرقتهم بناري

أرادوا اغتيالي في جنين فأذهلتهم بطولاتي

فمتى تعلمون أن لي حقاً سآخذه ولو ضحيت بكل أولادي

(( غازي جمعة  ))

نص نثري تحت عنوان{{ هل هو الرحيل؟}} بقلم الكاتب الأردني القدير الأستاذ{{كرم الدين يحيى إرشيدات}}


 هل هو الرحيل؟

د. كرم الدين يحيى إرشيدات

سمعتُ أصواتًا تدوي في رأسي،
أصواتًا ذات صدى مضطرب،
لا أدري أكانت صراخًا أم بكاءً،
لكنني كنت موقنًا بأنها صوتها.
نعم… صوتها هي،
لا تخفى عليّ نبرتها،
لكنها هذه المرة كانت مختلفة.

سمعتها تقول:
"يا يحيى… أنا راحلة".

لا أدري أي جواب تسعفني به اللغة،
وأنا لا أعرف من حروفها إلا كلمة: "حبيبتي".

قلتُ: حبيبتي…
لو سمعتك قبل الآن،
لمددت يدي لأوقف رحيلك،
ولقلت لك:
كيف يمضي مَن كان وطنًا لروحي؟
كيف يغلق الأبواب على نفسه،
ويترك قلبي في العراء؟

إن كان قلبك أنهكته المعارك،
فدعيني أكون هدنتك…
وإن كانت شمسك تميل إلى الغروب،
فسأكون قمرًا يؤنس ليلك حتى تعود.

لا تختفي من الطرقات،
ولا من الذاكرة والحكايات،
فأنا لم أتعلم المشي إلا بخطواتك،
ولم أعرف نفسي إلا في عينيك.

ابقَ… ولو بصمتك،
فغيابك ليس فراغًا فقط،
بل انطفاء عالمي كله.

حبيبتي،
ماذا يعني الغياب بالنسبة إليك؟
هل هو امتحان لتعرفي قدرك عندي؟
أم هو الغياب والرحيل من أجل الرحيل؟
أم هو هروب من نفسك ومني؟
الرحيل يقتلني،
وأنت تضعي السكين على مقتلي.

حبك هو نقطة ضعفي وقوتي بآنٍ واحد،
ضعفي بأن رحيلك هو يوم مقتلي،
وقوتي بأنه زاد إصراري وتعلقي بأمل الغد الأفضل لكلينا.

حبيبي…
لو كان الغياب امتحانًا، 
فقد عرفت قدري عندك
منذ أول دمعة سقطت من عيني وأنا بعيدة عنك.
ولو كان الرحيل من أجل الرحيل،
ما كان لقلبي أن يطاوعني على تركك.
أنا لا أهرب منك…
 بل أهرب إليك،
حتى حين أبتعد.

اعلم أنني حين أضع السكين على مقتلك،
أضعها على قلبي أولًا.
حبك ليس فقط قوتك وضعفك… 
هو حياتي كلها،
فلا غد أجمل لي إن لم تكن أنت فيه.

حبيبتي،
أنا اليوم مثل طفل صغير
يبكي في زوايا الحرمان.
لا شيء في الدنيا هدني أكثر من الرحيل.
كنت أتوقع أن مرثياتي قد انتهى زمنها،
ولكنني لم أكن أدرك ما الذي تخبئه لي الأيام.

حبيبي،
لو تعلم كيف هزّني وجعك،
لضممتك إلى قلبي حتى ينام فيه حزنك.
أنا لم أرحل عنك،
بل تركت قلبي عندك يرعاك في الغياب.

الأيام قد تخبئ لنا ألمًا،
لكنها تخبئ أيضًا لقاءً
يمحو كل دمعة،
ويعيدنا كما كنا…
بل أجمل.

حبيبتي،
قبل لقائك،
كنت أُصادق الزقاق،
والوحدة صديقتي،
كنت معتادًا على البرد والجوع والوحدة،
كنت أنيس الليالي الموحشة،
وأبثها وجعي وآهاتي،
كنت معتادًا على اليأس،
وكانت المحن تتوالى على عالمي من كل اتجاه،
رسم الصيف خطوطه على ملامحي،
والشتاء أضاف تفاصيل جديدة لتفاصيلي،
كنت معتادًا على كل هذا،
ولم تستطع الأهوال كبح جماحي،
ولكن…
بعد أن عرفتك،
وبعد أن عشقتك،
وتعلقت روحي بك،
ما عدت قادرًا على حياة الوحدة مرة أخرى.

حبيبي،
كيف لي أن أسمع هذا البوح ولا تهتز روحي بكاملها؟
وكيف لي أن أعلم أنني كنت دفئك بعد برد طويل،
وأنني كنت ملاذك بعد وحدة قاسية،
ثم لا أضمك أكثر إلى قلبي؟

أقسم…
لو استطعت أن أكون لك صيفًا لا ينتهي،
وشتاءً لا يعرف القسوة،
لفعلت،
ولو استطعت أن أزرع في أيامك الفرح بدل الصمت،
لفعلت.

إن كنت قد تعودت على الوحدة من قبل،
فأنا تعودت منذ عرفتك
أن الحياة لا تُطاق إلا بك.

حبيبتي،
إن كان عتابًا فلك العتبى،
ولكني أسألك بحق ما بيننا من ألفة
أن لا تغيبي،
فبعدك ورحيلك يقتلني.

حبيبتي،
لو كان للعتب مكان، فأنت وحدك تستحقينه،
ولو كان للدلال عنوان، فأنت عنوانه في قلبي.
لكنّي أرجوك، لا تذهبي بعيدًا،
فالغياب منك هو موتي الذي لا أستطيع تحمّله،
ورحيلك هو فصل يُغلق كتاب عمري قبل أن يُكتب.

ابقَ قربي، فبدونك تذبل روحي،
وأنا لا أريد للحياة أن تكون سوى قصة حب تُروى بحضورك.
حبيبي

د.كرم الدين يحيى إرشيدات 
الاردن

نص نثري تحت عنوان{{الحقيبة}} بقلم الكاتب المصري القدير الأستاذ{{مدحت مصطفى}}


 تعال ها هنا أيها الساهي..


أتقصدني..!!

ومن غيري بهذا الإسم يناديك..
أتعلم..
عندما تبتسم هكذا أطمئن في فزع..

ماذا تريد يا قلم؟. 
أشتقت لحضن الأنامل..

وما عساي أن أكتب؟..
حروفي تفزع القلوب وترعب..
تدفع أحياناً للجنون وترهب..
دعني وحالي وعن دفاتري فأغرب..
أبحث لك عن سكرانٍ أو ولهانٍ محب..
أو تاجر لشرفهِ يبتاع الحرف ليتكسب..

إنظر إلي وفي عيني حدق..
يا وجع قلبي..عيناك فيها الحق..
تأملني ..أقترب..يا لروعة هذا العمق..
لما الدلال علي ..يا آسري 
أهجران هذا !! أم أنك غير هاجري..
عشقتك بكلي..يا من بكلِكَ ماهرٌ بي..
أشعرُ برغبةٍ في السفر..

سفر..!!؟؟ لأين؟. 

جائتني دعوة من بلاد الثلج..أرهقني الحر..
لم أعد من هنا لأي شيء أنتظر..
سأتوقف في الحال عن الكر والفر..
سأذهب الآن لألتقي الأميرة..
تنتظرني وللقاء تتجهز..
بالأمس كنت مع شيخ القبيلة..
وأتتني تمشي في خجل..
فرفعت لي اللثام عن وجهها.. الفاتنة ..
وأخبرتني بعشقها وأنها في هواي ماجنة..

وعدتني بالصحبةِ.. وما عهدتك إلا وفي..
ضعني في الحقيبةِ.. رفقتك هي الأماني..
لن أصدر بعد اليوم ضجيج ..لن أكون عَصي..
لن ولا ولم ولن ااااهٍ ولن..

توقف حبيبي.. لا تخف.. أرجوك إطمئن..
لن أغدر بمن رافقني أوجاعي  وطول الزمن..
وقلبي لا ينسى حنينك حين كان يئن..
كفكف دموعك رفيقي..وجهز الحقيبة..

يا بهجتي..يا فرح أيامي القريبة..
أحان الوقت.. أخبرني أتجهز البيت والحديقة..

لا وقت لإبتساماتك الماكرة..
فقلبي كاد يتوقف سنكتب عن الأفراح في الطريق..

توقف.. وإنتبه..
إهتم بما أمرتك به..
وحين الإشارة..سننطلق..

متى؟.. أخبرني متى؟..

لا تقلق بشأن الوقت والساعة..
وإنشغل بأن تكون مستعد..

أنا مستعد..أنا مستعد..

أنا لا أنت من يحدد..
سأذهب لأراقب الأجواء وأتفقد..
ضع في الحقيبة ما يلي..
ضع فيها من صانوا وما خانوا..
وأترك كل من لأوجاعنا ما تألم..
ضع من لأفعالنا تذكروا ودانوا..
وأترك كل من أكتفى بالتكلم ..
ركز ..لا مكان بعد ما كان.. للخطأ ..
نفذ.. لما التعجب من قولي والتبرم..

ستكون الحقيبة أشبه بالخالية..
ظننت بأني سأضع كل المتاع..
أرجوك لا ترمقني بسهام تلك المقل..
سأنفذ الأمر ..وعن أمرك لن أغادر لالا ولن أنتقل..
سلامٌ عليك من الله..
عليك من الله السلام..

الحقيبة...
د.مدحت مصطفى

قصيدة تحت عنوان{{أميرتي}} بقلم الشاعر السوري القدير الأستاذ{{حسين عطاالله حيدر}}


أميرتي     

هي كل الدنيا 
 لا يطيب العيش لي
 إن لم أراها 
 
سلطانة بكبريائها 
 فاتنة ساحرة 
  كأنها بدر منير

سحرتني أسرتني 
  امتلكتني احتوتني
  بت مدمنا لوجودها

إنها أنثى 
لا يضاهيها أحد 
ولا يوجد لها نظير

وجنتاها ناعمة 
ندية كحيلة 
 ناعسة عينيها 

ذات الخدود الوردية
 والشفاه الزهرية 
  والشعر الحرير

وجهها مشرق
 كإشراقة الصباح
تغرد الطيور على همسها

ذات الوجه الملائكي
بجماله الأخاذ   
بهي مثير

ترقص لها
 أغصان الورود
تغار النجوم  من حسنها

صوتها جميل  
 أعذب يطرب السامع 
  كزقزقة العصافير

الليل في شعرها غفا 
والفراشات   
 تلتف حولها

تنحني لها حبا وتعطفا 
لتستنشق الهواء
 عطرا وتستجير

قلبها طيب حنون 
  الشمس عن يمينها 
  والقمر عن شمالها

وهي تجلس بينهما  
   ملاك  السماء 
  العقل بات أسير

إن أقبلت أقبلت
السعادة وملامحي
بالحب تناديها 

إن غابت غابت الدنيا 
وأصبح
 بائسا فقيرا

          الشاعر
  حسين عطاالله حيدر 

              سورية