"أيا حزنَ"
أيا حزنَ قلبي بعدَ فقدكَ مُعتمُ
وناري بصدري لا تُرَى أو تُكَتَّمُ
رحلتَ، فبيتُ العمرِ كهفٌ مُظلِمُ
وصوتُكَ في أعماقِ روحي مُجمجِمُ
فراقُكَ نهرٌ من أسى يتلاطمُ
وقلبي بهِ موجٌ حزينٌ يُصادمُ
حضورُكَ كانَ الماءَ يُحيي ويبسمُ
وغبتَ، فأرضُ القلبِ جرحٌ مُكَلَّمُ
لمن أشتكي يا والدي، من سيرحمُ؟
فكلُّ طريقٍ بعدَ فقدكَ مُبهَمُ
سقى اللهُ قبرًا في الترابِ يُظلِّمُ
بهِ وجهُ مَن بالقلبِ دومًا يُعظَّمُ
إذا جئتُ للأمسِ الجميلِ أُتمتمُ
رأيتُ دموعي بالحنينِ تُجمجِمُ
أيا أبتي والحبُّ بَعدَكَ مُعدَمُ
ونبعُ حنانِ الأمسِ جفَّ ولم يَدُمْ
تعودتُ دفءَ الصوتِ منك يضمُّني
وصرتُ غريبًا في حياتي أُيَتَّمُ
أرى الدهرَ بعدَ الأمسِ ليلًا مُدلَهِمُ
يُغلِّفُ قلبي بالأسى ويُعظِّمُ
أبي جاءني في الحلمِ طيفٌ يُسَلِّمُ
يُعاتبُني حُزنًا، وهل ذاك يَرحَمُ
يدورُ الزمانُ المرُّ والجرحُ مُعلَمُ
أُقاومُ حزني والصمودُ مُقَسَّمُ
دعوتُ إلهي كلَّ حينٍ وأُقسِمُ
بأن يرحمَ الرحمنُ روحًا تُكرَّمُ
تعلَّمتُ من دربِ الحياةِ تَألُّمًا
بأن حياةَ الناسِ ظلٌّ سيَعدَمُ
أبي صرتُ في الأيامِ طيفًا مُعلَّمُ
على صفحةِ الماضي حزينًا يُرَسَّمُ
ستبقى بقلبي في الدموعِ مُخلَّدُ
وحبُّكَ عهدٌ في فؤادي يُتمَمُ
يُحدِّثُني صوتُ الحنينِ ويَرسُمُ
بأنكَ حيٌّ في فؤادي وتَنعَمُ
دعوتُ إلهَ الكونِ لطفًا يُعَمِّمُ
بأن يُسكِنَ الفردوسَ مَن لا يُذَمَّمُ
سلامٌ على روحٍ بقربي تُنعَّمُ
ستبقى مدى الأيامِ ذِكرًا يُكرَّمُ
وداعًا أبي، والحزنُ فيَّ مُسلَّمُ
سأبقى على عهدِ الوفاءِ وأُلهمُ
✍️بقلم الاديب الدكتور أحمد الموسوي/العراق
جميع الحقوق محفوظة للدكتور أحمد الموسوي
بتأريخ 07/08/2025