لامهرب لك اليوم من الواقع
مشتت الأفكار ورؤيتي للأمور ضبابية
وصراع كبير يدور بداخل الجمجمة التي
تعتلي جسدي
واقع أعيشه مشوه الصور وكل مايحيط
بي أجزم بأنه غير حقيقي
لكني أجد نفسي غارقآ في أحداث لاناقة
لي فيها ولاجمل ويبدو لي الأمر ليس أختياري بل هو مفروض علي
اردت الهروب من واقعي لم أجد غير
القلم قبلة لي
أمسكت أناملي المرهقة بذلك القلم
الباكي
ووضعت قلمي على أول السطر وتوقفت
لأكتب كلمة الولادة
لا لاشئ وجدت أفكاري عقيمة غير
ولادة
طالت فترة توقفي عند تلك النقطة
بدأت أنامل ترتجف وقلمي سأم
الأنتظار
حاولت جاهدآ أن أحدد كلمة الأنطلاق
لكن كل محاولاتي باءت بالفشل
خاطبني قلمي الباكي لما أيقظتني من
سباتي الطويل
عجوز أنت ياسيدي وقد فاتك القطار
اعدني لذلك الدرج لأرقد بين أحزاني
بسلام
لم تعد أنت الذي عرفته فدعني وشأني
ولك من صديقك القديم نصيحة
أذهب لفراشك وأستلقي ودع الأيام
تفعل ماتشاء
لاترهق نفسك فلن يقرأ لك اليوم أحد
تغيرت الحياة وأختلفت الدنيا التي
عهدتها
أنا أذكى منك ياصديقي أعشق سباتي
الذي يمنحي الوقار
أستسلم للأقدار وأستلقي ستجد نفسك
أفضل من ان تستيقظ وتجد نفسك في
متاهة لامخرج منها
تغيرت الوجوه والألوان لم يعد الربيع
يعني الفرح والنماء وأختفى قوس قزح
بألوانه من كبد السماء
البحر اليوم سائغ شرابه والنهر بات ملح
أجاج .. كل شئ تغير وأنت مازلت على
عهدك بالدنيا التي عشتها في أيام صباك
لاياصديقي لاتحاول أن تكتب على الورق
أكتب على جدران قلبك ماتشاء
اليوم لاسبيل لك للهروب من واقعك
الا بفقدك لوعيك
أو التظاهر بأنك لاترى ولاتسمع وأحفظ
لسانك وحقق كل مابداخلك في عالم
أحلامك ... نم ياصديقي
لامناص لك ولاخلاص
لامهرب لك اليوم من الواقع
بقلم
جاسم الشهواني