الاثنين، 11 أبريل 2022

قصيدة تحت عنوان{{ لا...وألف لا}} بقلم الشاعر التونسي القدير الأستاذ{{الهادي عباس}}


--------     لا...وألف لا   ---------

كل الحروب
مهما تطول
نتحملها...
ونلقن 
فيها دروس للمحتل
إلا...حروب الجوع
ما نحملها
وما نربي الصغار
وأطفالنا على الذل
............................
ما نربي صغار يذلوا
وما نربي أجيال
من النضال يكلوا
أبواب موصدة
بهبة رجال يتحلوا
ومحال مسؤولنا
نعلق عليه أمل
نخاف الله
وعلى نبينا نصلوا
ويا ...ويلكم...
إذا حرقنا عجل  !
........................
نحن الشوارع لينا
وحرق العجل
يشهد على ماضينا
نحن الأصل...
والروس ما وطينا
جمال صائلة
إذا تعبّت غلّ
صبرنا كثير
وزدنا الصبر وفٍينا
واليوم ظلمكم
ذقنا معاه الخل
...........................
حلولكم ما فادت
ونحن الجنود
إذا الشوارع نادت
وحتى نسانا
على الرصاص اِعتادت
ودخان القنابل
في الصدور عسل
وقداش من قيادة
على المسارب حادت
وكانت النهاية
من البلاد رحل
............................
كل الحروب
مهما تطول
نتحملها
ونلقن فيها دروس
للمحتل
إلا ...حروب الجوع
ما نحملها
وما نربي الصغار...
وأطفالنا على الذل

                 الهادي عباس - تونس 

ومضة شعرية تحت عنوان{{لن أخبز هذه الليلة}} بقلم الشاعرة السورية القديرة الأستاذة{{خديجة عبد الكريم المحمد}}


لن أخبز هذه الليلة
الجملة لم تختمر بعد
أسهر مع فناجين قهوتي 
اقرأ طالع الهجر قبل موعد الرحيل 
                                          خديجة عبد الكريم المحمد

                                                    سوريا 

قصيدة شعبية تحت عنوان{{ملعون_ياحب}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{ايمن شتا}}


#ملعون_ياحب
#كلمات_ايمن_شتا 
ملعون ابو الحب اللي يكسر قلب حب..
 قلب دق..
قلب صدق كدبة وسط الذكريات..
حب مات..
 وقت فات..
لحظة ألم وسط السكات..
 ملعون ابوه الف مرة..
دا كان عذاب محبوس في جرة..
 جت افتحه..
 قتلني مرة..
 لا الف مرة..
 ملعون ابو الحب اللي يقتل قلبي انا..
 وانا كنت فاكره قال هنا..
 اتاريه عذاب مليان ضني..
جرح والم..
ظلم وعذاب..
غدر وطمع..
رهان وخاب..
رهنت انا عليه بقلبي..
وخسرت فيه كل اللي فات..
كفرت به انا كل ذنبي..
وحسابي فيه كان ذكريات..
ملعون يا حب..
لو هتكسر مرة قلب..
ملعون يا حب..
 لو هتبقى ليا ذنب..
ملعون يا حب..
لو تموت قلب دق..
....

ايمن شتا 

قصيدة تحت عنوان{{سفيرة انا لبلادي}} بقلم الشاعرة الجزائرية القديرة الأستاذة {{أسيا حملاوي}}


زهرة الحروف 

سفيرة انا لبلادي،،،،
لزهورالحروف والقوافي،،،
جئت من الجزائر حبيبتي،،،،
احمل أكليل من الورود لقلوب ،،،،
استقبلتني بالحب والطرب،،،،
وعشقت حرف ينبض بلهب،،،
ويكتب كلام عذب،،،،
من بلاد الثوار اتيتكم أكتب،،،
بإحساسي  الملتهب،،،
وانثر ورود لقلوبكم من ذ هب،،،،
سفيرة الكلام العذب،،،
به ادنو منكم واقترب،،،،
امرأة انا كبحيرد،،،،،
بحروف العناد والتمرد،،،،
اكتب بصدق ولا استعمل الكذب،،،،
واحيي وجودكم شعراء وشاعرات الأدب،،،،
معكم عرفت الإحتواء والحب،،،
ومنكم تعلمت اللغة والأدب،،،،
حروفي رسمتها بألون علم بلادي،،
خضراء من حدائق غناء لا تحسب،،،
حمراء ورودها تنثر لتعبق  بين الروح والجسد،،،
بيضاء نقية ك ثلوج الشريعة الأبية،،،،
حروف بداخلي زهور افرطها ،،،،
كحبات اللؤلؤ لتكون حرة بلا قيد،،،،
تكتب باجمل رونق،،،،
لتكون رقراقة تسكن الخواطر،،،،
حروف الهجاء هي زهوري،،،
من اسيا لكم اجمل الأكاليل،،،،،،
توضع بمزهريات من قلوبكم،،،،

زهرة الحروف

      أسيا حملاوي 

قصيدة شعبية تحت عنوان{{حب زمان}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{نبيل عبد الحليم }}


((حب زماااان))

وبتسألني أزاي يكون
 أنا  حبي
بحبك حب زي زمان
كله أمان
يراودني شوقي ليكي
رغم إنك فى كل مكان
سارح هيمان
بعمري كله افديكي
ومش ندمان
عشان لازم ألاقيكي
والاقي نفسي وياكي
 نكون في أمان
وتسأليني كيف حبي
بحبك حب من قلبي
بيبان على عيني
 وف خدي
بحبك حب م الأخر
لا وعود كاذبه ولا تفاخر
شعور صادق ومش كذاب
بحبك كيف زمن جدي
كيف الساقية وحاضنة
 الطور وتروي شراقي من أرضي
 وتخرج ثمرة جذابة
تشد الروح
 لا لون ولا طعم كدابه
وفرحانه بها أرضي
بحبك حب زمن جدي
معدنة عمره مايصدي
ووعدة أمان وكان يرضي
مفيش دموع غير للشوق
ودموع للغدر ما تدي
وقمر سهران
يراقبني
يغير مني
ونجمة فوق
 حارسة الشوق
تشهد على عفاف حبي
وشجرة توت. وصفصافة 
على شطين ونتقابل
يداعبها هفوف الريح
أخاف عليكي من همسه
وأبعدها بظهر الأيد مش كفه
عشان قلبي فى حبه عنيد 
وحبه يزيد
لو عفه
ويغير عليكي من عقلي
لوطيفك يوم هنا
 رسمه
واحبك حب
 مش عارف
 أقول أسمة
بقلمي
نبيل عبد الحليم
٥/٤/٢٠٢٢ 

قصيدة تحت عنوان{{انتظري لا تستعجلي}} بقلم الشاعر الجزائري القدير الأستاذ{{زيان معيلبي}}


(انتظري لا تستعجلي )

لا تستعجلي 
الرحيل 
يامن كانت 
أنفاسها  
بلسم شفاء 
ولكل جرح في
الحياة 
دواءهُ الذي 
به يطيب 
لا تتركي أنياب 
الحزن 
القاتلة 
تقتل أفراح 
الأمس واحلام 
بالأمس كانت
هنا 
ومضت 
واخرى آتية  
يحملها 
قلب عاشق  ... 
تتنفاسها روح 
الحبيب 
فأنا منذ عرفتك 
لم يستهويني 
حب امرأة 
غيرك أو فكرت
ان اغيّر 
بستان
حدائقك أو 
أهجرك  
والرحيل 
لم يحين ذاك 
الوقت .. بعد
ياحبيبتي 
فكل دروبي لك
عامرة بالشوق
والحب  
والحنين 
انتظري لا تعاندي 
فمازال في داخلي  
لك مكانة
وشيئا يسكونني 
من الحب 
في قلبي دفين .

_زيان معيلبي(ابو ايوب الزياني ) 

قصيدة تحت عنوان{{بعدما}} بقلم الشاعرة الجزائرية القديرة الأستاذة{{عبدلي فتيحة}}


 "بعدما"


الصَّمتُ فجَّرَ في جفونه علقَمَا
و الحرفُ ولَّ إذ غدا مُتلَعثِمَا

لفحتْ رياحٌ إذْ تثور  بخُلدِهِ
فمشى المصيفُ إلى الشِّتاءِ تبَرُمَا

لا صارَ يعرِفُ للسكونِ نهايةً
إذْ يغدو فيهِ كالقُضاةِ محكِّمَا

و الهامُ يدنو بالخطابات الَّتِي
فوقَ المنابِرِ رايةً مُستسلِمَا
            
ما همَّه الخذلانُ ما لاحَ الأسى
فالكلُّ غابَ و الوجومُ تألَّمَا

زبدُ البحار في الشواطئ رغوةً
ليغُضَّ وجْسَ الهاملاتِ تَكلُّما

فالعمقُ ضجَّ على الصراخِ كأنَّما
كلُّ "قُبيلٍ" تأتيِ دومًا "بعدَما" 

حتمًا  سنبلى بالصروفِ و وابلٍ
و نهزُّ نخبًا في نفوسنَا كلَّما

رُفِعَ الكلام عن الكلامِ وتمتمَ
و الصَّمتُ يبكي في رُبَانا تجهِّمَا

لا نحنُ فصلاً للخطابِ نهايةً
لا الوهمُ مات أو جفا من "ربَّما"

عبدلي فتيحة

قصيدة تحت عنوان{{ ثمةَ أمرأةٌ مصابٌ بها}} بقلم الشاعر الليبي القدير الأستاذ{{يزيد مجيد}}


 ثمةَ أمرأةٌ مصابٌ بها ،


امرأة ،

وكأنها وُجدت من اجل الشّفاء ،

من أجل السّعادة و الحزن معاً ،

امرأة ،

بل للتمتّع بمشَاهدتها و كأنّها لوحةٌ فنية ،

امرأة ،

تَحسُد الشوكولاتة في كلّ مرة تُشاهدها حين تقضمها ،

و حين تُداعبها بلسَانها فتذوبُ في فردوسِ فمها ،

امرأة ،

تدفعكَ للجّنون في كل مرة ترى شامتها ،

و للطيران كلما صَفعتك بقبلةٍ سَريعة ،

امرأة ،

يجبُ أن تُستخدم كـَدواءٍ خارق ،

ينظرُ إليها كلّ من يشعر بسوءٍ ليزول ،

امرأة ،

تُحول صحراء قلبكَ إلى واحة ،

و حزنكَ إلى سعادة ،

و جمودكَ إلى شغف ،

امرأة ،

تراها مرةً واحدة في حياتك ،

ثم ترحل إلى الأبد !

امرأة لا أحبها بل مصابٌ بها !

يزيد مجيد

الأحد، 10 أبريل 2022

نص نثري تحت عنوان{{الإفطار على الوجع}} بقلم الكاتبة الفلسطينية القديرة الأستاذة {{إيمان مرشد حماد}}


 الإفطار على الوجع


سيُرفع آذان المغرب وتُقرع الملاعق في صحون الفطور وسيأكل الجميع إلا أطفال غادة بساتين سيفطرون على خبز القهر ويشربون من دموع الوجع وسيتحلون على اليتم الذي سيغلف آيامهم.سيحتفل أطفال الدنيا بعيدهم إلا أطفالها فإنه لا عيد لهم. رائحة دمها ستبقى عطرهم الازلي وصوت رصاص الغادرين سيبقى صداه في ذاكرتهم يذكرهم بوطن ليس لهم فيه إلا الحرمان... من مسافة صفر أعدمت غادة كما القادة العظام مع ان ليس لها إرث من نضال ، فَجُلُ إرثها ستة يتامى  يفتحون أفواههم كطيور غضة يغطيها الزغب. صعدت روحها نحو القطن الأبيض في سماء تستقبل اللاجئين والمظلومين  بلا بطاقات إعاشة وتسكنهم بلا خيم وتطعمهم بلا ذل ولا تقليص خدمات. مضت غادة بلا وداع ، بلا حشرجات انتزاع الروح من ثنايا الجسد ... ماتت قبل أن تفهم ما يجري ورقدت في رحم الأرض الثكلى التي اتخمتها أشلاء الضحايا. ماتت وهي تتخيل صراخ أطفالها ويتمهم الثنائي الفقد... الوجع يمتد ... يال المهابة ! كان دماء الفلسطينيين بلا لون اجسادهم مجرد فزاعة لتعليم التسديد والرمي... لك الله يا غادة وعظم الله اجر اولادك...

قصيدة تحت عنوان{{ لا تَبكِ حبيبتي}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{حسام الدين صبرى}}


 لا تَبكِ حبيبتي

_____________________________________

      لاَتَبكِ حَبِيبَتي طَالمَا الحُبُ بَيننَا موصُول                 
       وقلبى مَازالَ يَهوَاكِ ولازالَ بِعَينَيك مقتُولا
       كَيفَ تَقُولين أنْى لِغَيرَكِ وأنتِ نبضُ الحَياةِ             
               فى قلبى، ووجهُكِ أنتِ قِندِيلٌ،         
       كيفَ تَقُولين أني سَلَوتُكِ ولازالَ الشجرُ شجرا                 
                      ولاَزَالَ النِيلُ نِيلا        
      وأني لازلتُ طفلا وأنتِ أمي ولاَ أرى لأمي                      
                         يَومًا بَدِيلا
      عَلى عَهدِكِ باقيَا بَاقيَا ياكُلَ أحلامُ الطفولَة                
      ولو أنتِ صَحراءً سأختارُكِ وأرفُضُ البِحارَ               
                     وأرفضُ النخيلا
     لاتَقُولى أني سَلوتُكِ أنا لازِلتُ سَقِيما ولازِلتُ            
                    فى هواكِ ذاكَ العليلا     
      فَلا تعبَ البحَارِ مِنَ البحرِ ولأحُطَّ يَومًا عَلى             
                   شَواطِىءِ الرَّحِيلا
      سَتبقَى عَينَاكِ أغنِيتى وقِبلَتى وإن أصبحَ          
                   اللقاءُ بيننَا مُستحِيلا               
      نعم يُدمِينا الفِراقُ ويقتُلُ أفراحنا ولكن في     
                    عَينَيكِ يَبقَى الدليل      
     يَبقَى ببننَا شَىءٌ مَا أقَوى منَ الفِراق أقَوى           
                  مِنَ الليلِ الطَويلا
     لاَ تَحزني يَاهُدى القَلب لاَ تَحزني فَالنبيلُ            
         لاَ يَخافُ وهوَ في أيدِي النبيلا
    للعهدِ قلبٌ يحفَظُهُ لايحمِلُهُ أبدًا عِبأً ثَقيلا       
   إن جفَّ الزمانُ يجُودُ بدمعهِ يسقِيه إن غدَا         
                   الليلُ بخِيلا      
   حَملتُكِ كَطيرٍ يحملُ صَغيرَهُ فى زمانٍ يَقتُلُ
           الطيورَ ويُخلدُ العَويلا        
   حَلقتُ بِكِ بلا خَوفٍ ووَاجهتُ الإعصار وبِكِ         
                 هزمتُ كُلَ مُستَحيل،  
   الآن تخَافينَ الآن ترتَعِشين من خَوفٍ باطلٍ         
                  واستعبدكِ الذلِيلا
    أمَارأيتِ حُبي فوقَ النجومِ يُضيئ وفى النهارِ                   
                      كَشمسِ الأصيل
    أمَاسَمِعتِ بُكَاءَ شَوقى فى أناتِّ الليل وفي   
                    شَدوِ العصافيرِ
    أمَا وضعتِ يدَكِ على قلبك حِينَ أسأتِ الظَنَّ           
                  بي ليدُلكِ خيرَ دليل
   أقسمُ بالذي وهبَ قلبى حباً سَكنَ جَوارحِى                   
   عِشقُكِ يسري بشُرياني وصارَ دماً لا يسيل
                        مَاأحببتُ غيرَكِ
    وليسَ لدي غيرَ عَينيكِ أنتِ سَبيلا  
   ولا كَتبتُ الشعرَ إلا فيكِ أنتِ فأنتِ المعنى
                     الخالدُ الجميلُ     
   فى غيركِ مَاكتبتُ حرفا فإن كانَ الشعر بحرا          
                     جفت بعدكِ البحورُ
  وإن كانَ الشعر زهرةً تبورُ بعدكِ الحقولُ   
   لا تبكِ حبيبتى دموعُكِ تُدمينى وإن كانت   
                       خوفا منَ الرحيلا
   بالله لاتبكى وانظُري فى وجهى ترى أشواقى              
   تكسو وجهى كأن أولَ ملامحى شوقا لكِ يَدومُ
          عهدا بعد عهدٍ وجيلا فجيلا       
   إنى أحبُكِ فى الليلةِ ألف عامٍ ولأجلكِ  تَمنيتُ     
                     تمنيتُ العمرَ الطويلا
_________________________________
حسام الدين صبرى/ديوان/قال لي سنلتقي

قصيدة تحت عنوان{{المسحراتي}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{يحيى نفادي سيد}}


 (( المسحراتي  ))

مسحراتي مطبلاتي 
 لسيرة النبي ف كل درب 
بقول موال

مداح ف حب الحبيب وخيرة
 الكلام لمقامة عشق
 مالوا مثال

اصح يا نايم وحد الدايم 
سبح بحمده وبارك 
رحمة  ذي الجلال

 أبعد وسواسك وسلسل شيطانك
وشوف جنة صيامك تلقاها 
ليك مآل  

بارك سحورك ونادي 
صيامك وادعوا ربك زى 
الرسول ما قال

وصلي فجرك واسعد قلبك 
بصبح يملي النفس 
رضا وجمال

 مسحراتي أنا طول عمري 
ومن صوتي بنادي حسناتي
وربك يكرم الحال

من  كل صايم  شايف
 شفاعة وقبل الفجر 
ألاقي راحة البال
 
من رمضان لرمضان العمر
 يجري وأنا ديما  رحال

ألف بلاد وأشوف بلاد
المدح سفنتي والربان
طبال

من كل حارة وكل جامع
صوت طبلتي تسمعها قلوب
تقيه تسبح بالحمد والابتهال
 
اصح يا نايم بارك صيامك
واحسب لعمرك عديت 
فيه كم هلال

مسحراتي و السحر مدنتي
  بعلن عن الخيط الأبيض 
يحسب طاعة النفوس
ومنى الآمال 

اسمع أهات العليل يناجي
 ربه ورضا الصبر م قلبه
 دقات أشد م الزلزال

ومن أخر المطاف القبلة
 تجمعني والطبلة يصوم صوتها
 وفطورها قبل الفجر وأنا جوال
&&&&&&&&&&&ــــــــــــــ
يحيى نفادي سيد   ف 23/4/2021

خاطرة تحت عنوان{{كأنني ولدتُ توأمًا}} بقلم الشاعرة العراقية القديرة الأستاذة {{ندى الساعدي}}


كأنني ولدتُ توأمًا
نِصفهُ الاول
انا..
ونِصفهُ الثاني 
انتَ..
أنا وأنتَ هكذا ولدنا 
عند بزوغ الفجر، 
مع تساقط المطر ،
امتزجت أرواحنا وأصبحنا قطرة  
أراد الله أن يغسل قلوبنا من خبث البشر 
فسقطنا على بذرة طاهرة 
نمت وأصبحت شجرة جميلة مقدسة 
شجرة تدعى (الحب) ،يقول الرب 
أن هكذا بذور لا تموت و دائمًا ما يظهر 
على أزهارها  ملامح وجه طفل يشبه المطر بخشوعه ...

#ندى الساعدي 

قصيدة شعبية تحت عنوان{{ناس و ناس}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{ماهر محمود}}


ناس و ناس كلمات ماهر محمود 
في الدنيا ياما نشوف وياما 
ناس نضيفه وناس لمامه 
ناس تاكل عيشك وملحك 
وهم فيهم طبع الخيانه 
ناس وناس 
ناس معاك تحضن وتبوس 
وتبيع ضمايرها عشان الفلوس 
ولما الدنيا تديك ضهرها 
اول ناس عليك بتدوس 
ناس وناس 
ناس ضمايرهم من دهب 
في الشده معاك بدون غرض 
الطيبه ساكنه قلوبهم 
سبحان ربي اذا وهب 
ناس وناس 
ناس تبيعك بأرخص ثمن 
ملهمش ديانه ولا وطن 
عايشين عبيد للمال 
جهنم مصيرهم وبئس السكن 

ناس وناس 

قصيدة تحت عنوان{{أنا سيدتي}} بقلم الشاعر الفلسطيني القدير الأستاذ{{شريف القيسي}}


أنا سيدتي 
لست بشاعر 
ولا أعرف نظم حرف
من حروف أهل الهوى
كل ما في الأمر
إني تجاوزت تلك المرحلة 
وصرت مثل عابد يسكنه الصمت 
يرتلك آيات للغرام 
في واده المقدس طوى
عابد يفتش عن تلك الأماني العذراء 
بين المسافات وكثبان النوى 
يا ليتني أمتلك ناصية الكلام
لأقدم إليك قاموس العشق بما حوى 
ليتني أمتلك عصا كعصى موسى
الجم بها فم الريح إذ بصرصره قربك عوى

،،شريف القيسي،، 

نص نثري تحت عنوان{{ياندمي أني أستطيع}} بقلم الكاتبة العراقية القديرة الأستاذة {{فاطمة محيسن الجنابي}}


 {**ياندمي أني أستطيع **}

بقلمي -فاطمة محيسن الجنابي 
كنت أتمنى ان أقوم الليل لكن الفراش دافئ جدًا ومريح كما كنت أتمنى ان أصوم يوم قربتاً لله تعالى او قضاء مافي ذمتي لكن أتراجع لأني احب  تناول وجبة الافطار هذا يمنعني ان ألتزم بصيام يوم  وكثير ماكنت لااستيقظ لصلاة الفجر لأني سهرت لوقت متأخر من الليل لمشاهدة فلم وكنت وكنت وكنت حتى أتضح لي بالايام الأولى من شهر رمضان اني أستطيع ان أقوم من الفراش قبل اذان الفجر بساعة للأكل وشرب الماء مع أني متاخرة بالنوم لكني أريد القيام فقمت!
 كما أتضح لي اني أستطيع الصيام كل أثنين وخميس من كل أسبوع قربتا لله واستطيع ان أعمل مالذ وطاب من الآكل بإي وقت لابوقت محدد واستطيع ان اقوم الليل وأصلي حتى مئة ركعة واستطيع ان أقرأ القرآن كل يوم 
واستطيع أن اطعم مسكين لاني أقوم بارسال الأطباق الذيذة للجيران والأقارب 
هنا اخذني التذلل لله واستحيت ان اقول له إنك تعلم أني استطيع ..............وقلت انا الذي أحسست بلطف الله عندما أحتجت له انا الذي رفعت يدي وايقنت الإجابة انا الذي أتهرب منه اليه ويأويني انا الذي يساندني ربي إذا سألت وإذا لم أسأل ويعطيني اللهم كما هديتنا لصيام هذا الشهر الفضيل وسلمته لنا ونحن في اتم الصحة والعافية أدم نعمتك علينا انك انت الوهاب

قصيدة تحت عنوان{{الحياة مسرحية}} بقلم الشاعرة الجزائرية القديرة الأستاذة {{أسيا حملاوي}}


الحياة مسرحية

يامسرحية الحياة تمهل،،،،
فالزمن أكبر مخرجك  ،،،
أين دوري ومن هو ابطالك،،،
وأين الكنبارس أخبريني،،،،
لأفتش عن أجمل سناريو يرضني،،،،
وأختار من يكون بطلي،،،،
اكتبه بشوق وحب من حروفي،،،،
وابعد الحزن والألم عن دروبي،،، 
يامسرحة الحياة تمهلي،،،،،
لألبس معطف الصبر انتظريني،،،،
وأجعل قلبي بيمن يدي،،،،
لكي لا يخرج عن طوعي،،،،
ولا يكون شئ يبكيني،،،،
وأكون سيدة  المشاهد بكل حنيني،،،
على ركحك أرتجل دوري،،،،
واجعله كله سعادة لوتيني،،،،
وأختار من هم بطريقي،،،،
ليكون يد تمسح دمعي،،،،
يا مسرحية الحياة 
لا تستعجل برفع الستار،،،،،
فانا أعجبتني ماكتبت بيمني،،،،
واستمتعت بكل تمثلي،،،،
لا حزن فيها ولا شئ يألمني،،،،
بحر من الاحلام جعلتها،،،،،
وفجأة اسيقضت من احلامي،،،،
وجدة نفسي انا الكونبا رس فيك،،،
ولا املك إلا مدونتي وقلمي،،،
مشهد من عدة فصول،،،

زهرة الحروف

        أسيا حملاوي 

قصيدة تحت عنوان{{مملكة السراب}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{محسن عبدزيد العرباوي الموسوي }}


بقلم الكاتب والشاعر العراقي/
محسن عبدزيد العرباوي الموسوي 

          《مملكة السراب 》 

في عيناها قصة ترويها آهات ودموع
عيناها مملكة تتظاهر ،،، فيها الجموع
بين عشق واشتياق وصمت  وخضوع
في شفتيها  بوح من الكلام ،،،، ممنوع
همس عيناها وشفتيها ،، غير مسموع
تحمل لغز بداخلها ولسان ،،،،،، مقموع
فقدت الآمال على سكة سبيل مقطوع
مملكتها الهوى وعرشها قلب مصدوع
ياويل الزمان ان سقى كأس ،، الدموع
غدقا لا يجف ونزف لايعرف  موجوع
وكأنها متاهة لا باب فيها ولا ،،، رجوع
يائسة بحجرتها على ضوء ،،،، الشموع
وشموعها تنطفئ  برياح بابها المخلوع
          سيدتي  ،،،،،،، سيدتي
أميرتي لاتتقوقعي بسراب ،،،، مجموع 
انهضي وانتفضي لابد للشمس ،، طلوع
كفى كبد المشاعر ،،،،،،،،،،،،  كفاك خنوع
بانت شمسك تظهر ،،،،،،   وبان السطوع
همشي الذكريات أحرقي الحبر المطبوع

ارمي كل شيءخلفك لله وحده الركوع 

قصيدة تحت عنوان{{بان منكِ الوجدُ مكتوماً بلوعاتٍ حزينة}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{عبد الكناني}}


 بان منكِ الوجدُ  مكتوماً بلوعاتٍ  حزينة

يتوارى   بين   طياتِ    محياكِ     أنينه 
وتأنى في خشوعٍ  يرتجي النكرانُ  منكِ
كيفَ يخفي ما تكتمَ  وجدُكِ بين جبينه 
كيف   يغفو   الليثُ   ليلاً    في   خنوع 
وكلابُ  الغابِ  تجرأ  تستلب  منهُ عرينه 
كيف  تتقدُ الشموعُ في  لقاءاتِ الغروب 
وذبالاتُ  الهوى  حيرى  تؤرقها  السكينة 
في  جوفِ  رحمِ رغامها اختلط  اللجين 
ايُ  ارضٍ  تستسيغ الحب لو صار رهينة 
شئتِ  ام   منكِ  أبى  ودٌ   تمرد   صارخاً
سوف ينأى الحبُ عنكِ طاوياً كل سنينه 
سوف يغلي ما تبقى الشوقُ  فيكِ  حانياً
بين  انقاضٍ  لأوهامٍٍ  بها  الذكرى  ضنينة 
كم تعمدتِ مداراة  اهتمامكِ  في  الهوى 
في ظنونٍ مات فيها الحبُ  قهراً تكتمينهُ
لستُ ادري كيف تهنا في مسارت  النوى  ؟
هل ستبحر دون ماءٍ تمخرُ الرملَ السفينه؟ 

عبد الكناني
الاحد ١٠ / ٤ / ٢٠٢٢

قصة قصيرة بعنوان{{يوم حلمتُ أنني فراشة}} بقلم الكاتب والقاصّ القدير الاستاذ {{ ربيع دهام}}


 ( يوم حلمتُ أنني فراشة/ ربيع دهام)   

في يومِ كئيب كمسرحية شكسبيرية، غامضٍ مثل كتابات نيتشه،
عفِنٌ ككتيبة فطريّاتٍ أعلنت نصرها العظيم فوق جثمان ليمونة، بعد أن شكّت يراعَ إسفنجها الأخضرِ عليها.
في يومٍ تقزّمت فيه أحلامُ اليرقة من فراشة إلى شرنقة. واستقالت الوردة من نثرِ عبيرها. 
ورمت العقولِ إلى الطحالب ضميرَها.
 وفي ليلةٍ ما وصلت لحظةُ أفول الشمس خلف البحر الكبير، بل قبل ذلك بكثير، 
تسكّعتُ أنا، مثل الوطواط، خلف خطوط النور.
ورحتث أبكي عتمتي التي ألتحفها. وأشكو فاجعتي التي أدمنها.
وأسائل نفسي: " أيعلن الليل عن تفسه بتمزّقِ ستارة النور؟ 
واعتكاف الشمس عن العطاء والعمل؟
أو يحلّ الظلامُ بانسداد أفق الأحلام؟
حين يضبضب العملِ حقائبه ويرنو للسفر؟
وإلى النوم المتسكّع في أحضان السهر؟
أيكون الظلام هو غياب النور؟
أو اعتكاف العقل عن اجتراح البديهيات؟ 
أو عزوف القلب عن النبض، والبصيرة عن النظر؟  
في ليلةٍ أرسلتني فيها تخمتى الممتلئة بالفراغ،
 وفراغي المتورّم بالتخمة، إلى الحل الذي لا حل غيره. 
أرسلتني، كطائر الفينيق، إلى ناري التي أضرمها، والرماد التي أرسمها. 
أرسلتني، مثل كل مرةٍ، إلى سجّادة الصلاة، علّني أروي بها بئر عطشي المثقوب، وحاضري المقلوب.
وحقي المسلوب. 
وفي طريقي إلى هروبي الأزلي، تراءى لي الشمس والقمر. وكانا مثل زميلي صفٍ مشاكِسَين ومشاغبَين. يغمران بعضهما بعضاً ويحدقان بي. يرمقان خطواتي المتعكزتين على عصاة كسلي.
على ضموري الذي علّقني قلادة حول جيدِ الأيام.
ماذا أفعل أنا بقلبٍي الذي أمسى بثقل ثقبٍ أسود؟
 لا تضيئه كل الأنوار المنبعثة من جميع الأجرام الفضائية والسماوية.
وماذا أقول للشمس والقمر حين راحا يوشوشان في آذان بعضهما بعضاً. ويستهزئان بي. ويضحكان عليّ. ويقهقهان. ويضرمان النار تحت ناري المتأججة.
وهل حدث أن اشتعلت النار بالنار؟ 
وأكملتُ المشي على ناري التي من دون دفء. وعلى رمادي الذي من دون جمر. وعلى حريقي الذي من دون دخان.
ولما وصلت سجادة الصلاة. ركعتُ. أغمضت عيني. وصلّيت.
وصلّيت. وصلّيت حتى لم يبق في ذاكرتي إلا رذاذ كلمات.
وتوسّلت إلى الله أن يعيد لي، ولدنياي بهجة الحياة.
وقلتُ للله : " وطني من دون أرض. وأرضي من دون شجر. وشجري من دون ثمر. وثمري من دون ورد. ووردي من دون رحيق. ورحيقي من دون فراشات. 
وجُلّ ما أراه، في داخلي، وحول نفسي،عقولاً مخنوقةً في قبو جماجمها، 
وقلوباً صدئة في قمقم هياكلها،
 وطحالب وإسفنج وشرنقات، تركض لاهثةً وراء بقايا عُمُلات.
وركعت للمرة الألف وصلّيتُ. 
وصلّيتُ. وصلّيتُ.علّ الله يزيل عنّا هذا الكرب.
وزحفت زوجتي نحوي وسألتني، بصوتٍ كتمت أنفاسه الدموع : " متى يأتي النور يا فؤاد؟".
وقلتُ لزوجتي: " غدا يرسله الله على صهوةِ جواد",
وأكملتُ الصلاة. ليومٍ. لعشرةِ أيامٍ. لخمسينٍ. لألف يوم.
وشاب شعري. وذبك عمري. ودبدب حتى وصل إلى 
شرفةِ الوفاة.
ورمقت لآخر مرة سجادة الصلاة. 
وسألتها: " لماذا؟".
رمقتني هي بوجهها الحزين. ثم التفتت يميناً وشمالاً.
يا إلهي! كيف لم أنتبه للرفشِ الذي على يمينها. والمعول الذي على يسارها. 
كيف لم أر الكتاب الذي كان، منذ زمنٍ، يفلش أمام ناظريّ الصفحات؟
كيف؟ كيف لم ألاحظ العقلِ الذي على كتفي؟
عقلٌ أهداني إياه الله، حتى قبل أن أبدأ بأيّة صلاة.

قصة قصيرة بعنوان{{رسائل الزمن الضائع}} بقلم الكاتب والقاصّ القدير الاستاذ {{ ربيع دهام}}


 (رسائل الزمن الضائع / ربيع دهام )

في ساعات الليلِ الكئيبة، حيث لا صديقٌ ولا حبيبةْ.
ولا قمرٌ يطرق كالثلجِ على شبّاكي. 
أزحف أنا إلى زنزانتي السريريّة. أطفو على فراشِ العزلةِ. أقوقع نفسي كالمحارِ بين براثنها. أحشرها بين قضبان اللحاف والفراشِ، وأركن رأسي على فتحة الوسادة. 
أسدل الستائر على ألمي، وأغفو. 
وأحلم... وأحلم... وأحلم.
أحلم بدنيا يأتي فيها الديك ليصبّحني، لا زمامير السيارات والشاحنات والقاطرات.
أحلم بدنيا أركضُ فيها بشوقٍ إلى مركز البريدِ. 
أسألهم عن رسالةٍ لطالما انتظرتها. 
وأرى الرسالة كعروس البحر تأتيني من خلف الأمواج.
أغازلها بعينيّ وأدمع. 
وأبأصابعَ مرتجفةٍ أفتحها وأقرأ. 
رسالةٌ من حبيبٍ أقبّل حروفها بشغفٍ. أشمّها. 
أحضنها بين ضلبوعي وأضحك. 
وأضحك. وأضحك.
رائحة أصابعه فيها. طلّته فيها. ضحكته. عبسته. صوته. لهفته. 
عيناه ترمقني من بين حروفها. 
حتى بصمة أصبعه موجودة على الورقة. وأتوه في البصمةِ وأغرق.
أراقب خطوطها. أدرس تعرّجاتها. أشدو بسحِرها. غموضها.
أفك طلاسمها.
وأعود وأضمّها إلى صدري. وأضحك. 
لا... بل وأبكي. 
لا... بل وأضحك. ثم أبكي.
رسالةٌ بنكهة حبٍ لا تشبه آلاف الرسائل الإلكترونية المكدّسة على جهاز الخلوي، ولا طعم لها ولا لون.
يدق باب قلبي. أصرخ : "من؟".
ويجيبني الصوت الحنون : " إفتح أنا جدّك".
ويدخل جدّي إلى النبضِ ويحكي.
يجلس على كرسي الصدر. يفلش ورقة السجائر.
يضع عليها التبغ. يكوّرها. ثم حنين الماضي يشعلها وينفثُ.
وينفث...وينفث...
ويطير الدخان أمام ناظري، وأحدّق في الدخان ، أرمقه.
ويتحول الدخانات إلى فقاعات بالون.
أراني ألعب على الفقّاعاتِ وأشدو. وأطير من فقّاعة إلى أخرى وأصرخ.
وأسقط على طشت ماءٍ صغيرٍ.
وقبل أن أرتطم بحديده، تمسك بي أصابع أمي. تضمني.
تضع الصابون على رأسي المحتج. تفركه. 
وقبل أن أهمّ أبكي أسمع صوتها الحنون يداعبني. يحدّثني. يطمئنني. وأضحك لكلامها الجميل. وأبكي.
وأضحك وأبكي.
وأضحك وأبكي.
وأستفيق من حلمي. أجلس على فراشِ الوحدة ضائعٌ بين موتٍ وحياة.
تُرى أين أنا الآن؟
 ويرن الهاتف فأنزعج . ويزعق جهاز التلفاز. فأخاف. 
ويصرخ المنبّه فأنتصب. وتسعل الغسالة فأصاب بضيق النفس. 
وتولول الخلاطة فألطم. 
ويرنّ الجرس.
أزحف إلى الباب. أفتحه. 
يحدّثني شخصٌ لا أراه.
يأتي شخصٌ آخر. يحدّثني، وأيضاً لا أراه.
أخرج إلى الدار لأبحث عن مصدر الصوتين.
وما إن تطأ قدماي إسفلت الطريق، يهرسني كميون إمسه "حضارة"، 
ويكمل الكميون طريقه، دون أن يتوقّف.
أسقط على الأرضِ. أرى دمي يسيل. ألعقه كي لا يراني أحدٌ ويشفق عليّ وبكي.
لكن لا أحد يشفق عليّ ويبكي.
تتراكض وسائل الإعلام إلى الكميون وتسأله: 
" هل ضايقك قاطعِ الطريق هذا؟".
ويدمع الكميون ويصرخ : " أجل. إنه إرهابي!".

قصة قصيرة بعنوان{{مِن أيِّ دينٍ أنت}} بقلم الكاتب والقاصّ القدير الاستاذ {{ ربيع دهام}}


 (مِن أيِّ دينٍ أنت/ قصة قصيرة/ ربيع دهام)

وأنا أقود سيارة حياتي، مِن المجهول إلى المعلوم، أوقفتني إشارة استفهام، مدجّجة بكل الأوهام.
شهرَتْ سلاح الجهلِ بوجهي وسألتْ: 
"مِن أيٍّ دينٍ أنت؟"
صفنتُ ولم أعرف ماذا أجيب. 
سمعتُ صوتاً مصدره داخلي. تفاجأتُ. لا أعرف كيف حصل هذا؟ 
تنصتُّ جيداً. وإذ بصوتٍ عابقٍ بزمن الماضي الرملي يحدّثني :
" أنا خلية فيها شيفرة أبيك الجينيّة. إذن قُل لإشارة الإستفهامِ أنت من دين الإسلامِ. عندئذٍ، تصل إلى طريق المعلوم".
كلامه منطقي. كوّرتُ فمي لأقول. لكن قبل أن أقول، صوتٌ آخر استوقفني.
صرخ الصوتُ: " تمهّل. أنا خلية فيها شيفرة جدِّك العاشر. وجدُّك العاشر مسيحيُّ. إذن قُل له أنت من دين المسيح. ساعتئذٍ، تشدّ الرحال إلى الطريق الصحيح. طريق المعلوم".
كلامه صائب. كوّرت فمي لأنفّذ، لكن صوتاً آخر زعزع حروف الكلمات المعلّقة على باب فمي، وأسقطها عن جدار اللسان.
صدحَ الصوتُ:" وأنا خليةٌ ما زالت فيها الشيفرة الجينية لجدِّك الواحد والثلاثين. وجدُّك الواحد والثلاثون كان وثنياً. إذن قُل له أنتَ وثني. وبهذا، وفقط بهذا، تطأ قدماك طريق المعلوم".
كلامُه حصيف. كوّرت فمي لأقول. لكن قبل أن أقول، داهمني صوتٌ هزّ كل مفاهيمي السابقة.
صرخ الصوت: " جدُّك السادس والأربعون كان فينيقياً. وإلهه هو بعل. فسجِّل عندك. وقل لإشارة الإستفهام تلك، أنك من دين بعل. وبعدها، بعد أن تنفّذ ما بحته لك، بإمكانك الإبحار إلى شاطئ المعلوم".
كلامه سديد. أردتُ أن أقول. وما إن كوّرتُ فمي لأقول حتى سمعتُ صوت خليّةٍ تدقُّ باب عقلي وتهمس:
" أنا من خليّة جدِّك السابع والخمسين. وشيفرتي الجينية تقول أنك سومري الأصل. إذن أنت تعبد الإله إنليل. فاكتب على صخرةِ عقلك وقُل لإشارة الإستفهام الغبية تلك أنكَ من دين إنليل. وبهذا، وفقط بهذا، يمكنك أن تسير إلى طريق الأبديّة. طريق المعلوم".
كلامه ثاقب. كوّرتُ فمي لأقول، لكن قبل أن أقول
سمعتُ صوتاً يخرج من مكانٍ بعيدٍ في داخلي.
وهمس الصوتُ: 
" أنا مادة الكاربون. ما وُجدِتُ لولا انفجار النجوم في الكون. وهذا يعني، أيها المجبول بتلك المادة، أنك من صنعِ النجوم. 
فأرجوك. أرجوك قُل للإشارة، أنك من دين النجوم".
كلامه بيِّن. هيّأتُ لساني ليقول. وما إن كوّرتُ فمي المسكين وهيّأته للنطق، حتى قرّر أن يكوّرهُ أكثر عقب البندقية اللعين. 
العقب الذي كان قد شهَرَته إشارة الإستفهام بوجهي.
اصطدم العقب بعظام فكي فكسّرها وطحنها. ثم مزّقت الإشارة بسنانها الحادة ثيابي، وطرحتني عارياً، مثل أنيابي المهشّمة، في حضيض الطريق.
غرستْ حدَّها المسن برأسي وهدرتْ:
 " أيها الكافر اللئيم. ألمتردّد الرعديد.
ألا تعرف ما دينك؟". 
انتظرت جوابي من دون طائل.
ولمّا لم تلق مني إلا الصمت ركلتني. وعادت وركلتني. وركلتني وركلتني. 
وعلى وقع صراخ الألم، أمرتني بأن أقِف، فوقفتُ.
وما إن انتصبتُ كلوحةِ الأقدار على قدميّ المترهّلتين، حتى أشارت بسبّابتها نحو طريق المعلوم.
زأرت بكل ما أوتيتْ من لؤمٍ وتعصّبٍ لا حدود له وأمرتْ: 
"عُد! عُد من حيث أتيت أيها الكافر الزنديق!".
وعدتُ. عدتُ من حيثُ أتيت. وهل بإمكاني ألا أفعل ذلك وهي المسلّحة وأنا لا؟
ومشيتُ. ومشيتُ. 
بجسد العاري، ومبادئي المنبوذة.
بالأصوات التي في داخلي، تتناوب وتحثّني على الرجوع.
وراحت الغبار والأشجار، والسنين والأفكار، تعبث بكياني المتهدّم. 
وراح يشدّني الضياعُ من يدٍ، والتيه من اليد الأخرى، إلى أن وصلتُ ، بعد عدة أميالٍ، إلى لوحة خشبية مرمية، اتخذَتْها حبيبات الرمل مسكناً لها، فغطّتها، وحجبت ما تحتها من كلام.
اقتربتُ من اللوحة علّها تكون دليل طريقي الصحيح. 
وما إن أزلتُ الرمال عنها حتى صعقني ما شاهدتُ.
كانت اللوحة عارية، مثل عرائي أنا، مِن كل حرف.
مثل واحة ماءٍ ما إن تصل إليها حتى يتبيّن لك أنها لوحة بريشةِ فنان.
أرخيت كتفيّ وجثوتُ على الأرضِ باكياً.
وهناك، رأيتُ فراشةً صغيرةً، قد علِق أحد جناحيها بحافة اللوحة. اقتربتُ من الفراشة، وبكل دقةٍ وتمعنٍ وإصرارٍ، حرّرتها.
طارتْ الفراشةَ فرحةً، عائدةً إلى سمائها.
ودّعتُها وابتسمتُ. وعلى وقعِ رفرفةِ جناحيها أدركتُ: 
 " ديني ليس الطريق التي اختاره ليَ الآخرون. 
بل ديني هو ما أفعله أنا، في كل طريق أسلكه".

قصة قصيرة بعنوان{{رحلة إلى العالم السفلي}} بقلم الكاتب والقاصّ القدير الاستاذ {{ ربيع دهام}}


 (قصة قصيرة / رحلة إلى العالم السفلي / ربيع دهام)

وقف سقراط، المحب الأبدي للسفر، على تخوم جِسر الحقيقة، الفاصل
 بين جزيرة وجزيرة. 
وهناك، قبل أن تطأ قدماه سطح الجسر، سدّ طريقه الحارس أفلاطون.
 "ماذا أتيتَ تفعل هنا؟"، قال.
أجابه سقراط: "أنا الذي أسأل وليس أنت. ألم تقرأ عني في كتب التاريخ؟
أنا ما جئت هنا إلا لأجل الحقيقة، فهيّا. أفسِح الطريق للحقيقة ودعني أمر".
أجابه أفلاطون: " لن أدعك تمر إلا إذا قلتَ الحقيقة. فإن كذبتَ عليّ في شيء، رميتك من فوق الجسر، وإذا صدقتَ، مررتَ. والآن هيّا قُل".
فكّر سقراط قليلاً. حدّق في عيني أفلاطون، ثم همس: 
" أنتَ سترميني من فوق الجسر".
تفاجأ أفلاطون بما قاله سقراط.
ارتبك، وراح يفكّر في الأمر. هي أحجية يصعب حلّها.
فإن رماه، كما قال سقراط، يكون الرجل الذي أمامه قد قال الحقيقة. 
ولأنه قال الحقيقة، عليه هو، أي أفلاطون، أن يدعه يمر، لا أن يرميه.
أما إذا لم يرمه من فوق الجسر، فهذا يعني أن سقراط كان يكذب، 
بما أنه قال لأفلاطون: 
" أنت سترميني من فوق الجسر".
وإذا كان سقراط يكذب، وجب على أفلاطون رميه مِن فوق الجسر، لا تَركه يمر.
احتار أفلاطون في الأمر ولم يعرف ماذا يفعل. 
هذه أول مرة يرى نفسه عاجزاً عن حل مفارقة فكرية.
وحين يئس، رفع المنشفة البيضاء ورماها. ثم سار إلى منتصف الجسر.
 توجّه نحو الحافة، وقف عليها، ورمى نفسه من هناك.
وما كاد يصل النهر العظيم، حتى قطعت طريقه سفينة، صودف مرورها من تحته. فارتطم بها. 
وهناك، على سطح السفينة اقترب منه رجل ذو لحية طويلة بيضاء، 
وقال : " أأرسلك الله إلى هنا؟".
متألماً من الإصطدام، حاول أفلاطون الوقوف. نجح أخيراً في مبتغاه.
" لا. أرسلتني حماقتي إلى هنا"، أجاب. 
ولمّا استقام جسده، حدّق في عيني الرجل وسأله: 
" ومَن تُراك تكون أيها الرجل العجوز؟".
أجابه العجوز: "أنا نوح. وهذه سفينة الإنقاذ".
"إنقاذ؟ إنقاذ ماذا؟"، سأله أفلاطون.
" إنقاذ الحياة"، قال نوح.
احتار أفلاطون في الأمر. 
وهو، القارىء النهم ، كان قد قرأ عن سفينة نوح. 
 لكنها قصة قديمة وليست معاصرة.
وفي خضم التفكير المعتاد عليه، راح يستذكر أحداث القصة. 
وما إن انتهى من عصفه الفكري مع نفسه ، الشبيه بالإمواج العاتية التي راحت تعصف بالسفينة آنذاك، كما كتب السومريون، وجّه ناظريه نحو العجوز وقال : 
" لقد أنقذتها مرةً من قبل، لكن ها هي الحياة في طريقها مجدداً إلى الزوال. ومن السبب؟ الإنسان. نعم. الإنسان هو السبب. أتعرف؟ كان عليك أن لا تستقبل على سطحها أي إنسان. وكان عليك أن تقتل نفسك أنت أيضاً ".
ضحك نوح وقال: " وما فائدة الحياة من دون إنسان؟ ما معناها؟ ما قيمتها؟ ألستَ أنت الذي كتبتَ عن المدينة الفاضلة؟ وماذا تعني الحياة من دون بيكاسو وبيتهوفن والمتنبي وغاندي؟".
زجره أفلاطون قائلاً : " نحن معشر الفلاسفة لسنا متحجّري الفكر. نغيّر رأينا ونصحّح أفكارنا إذا ما وجدناها دون جدوى. أنت تتكلم عن أناس فاضلين 
وأنا أتحدث عن المدينة الفاضلة.
لا! لا توجد على هذه الأرض مدينة فاضلة. قد تكون فاضلة وهي طفلة. 
أما في الطريق إلى شبابها وبلوغها، تزيح المدينة الفاضلة عن جدرانها كل براءتها وبساطتها، وتترنّح وتصبح امرأة مغرورة وشهوانية وشيطانية. وعابدة للجاه والمال، مثل كل الرجال".
وفي أثناء الحديث، صودف مرور كانغارو أمامهما.
ولمّا رآه أفلاطون، حدّق في نوح وسأله : 
" وماذا يفعل هذا هنا؟".
"ماذا تقصد ماذا يفعل؟"، قال نوح.
"أقصد كيف سبح هذا المخلوق من أستراليا ليصل إلى السفينة؟"
 احتار نوح في الأمر: " أستراليا؟ ما تعني أستراليا؟ لم أسمع بهذا الإسم".
قهقه أفلاطون وقال : " تريد أن تنقذ الحياة ولا تعرف ما هي أستراليا؟".
أجابه نوح: " ربما هو مجرّد إسم. لكن ما يعنيني أنا هي الحياة لا الحروف. في النهاية كلنا أبناء الله".
ضرب أفلاطون بقدمه الأرض وصرخ : 
" لا!...كلنا أبناء الرزيلة لا أبناء الله. ويجب أن نفنى. وأنا واحد منهم. 
ولكي أثبث لك ذلك، سأرمي الآن بنفسي من هذه السفينة".
صرخ نوح محذراً: " لا! لا! وماذا ستفعل تحت في العالم السفلي؟ 
أنت ابن خير. وتحت لا يوجد سوى أبناء الشر؟".
"أبناء الشر فوق...على الجسر، لا تحت "، قالها أفلاطون ورمى نفسه من السفينة.
وما إن وطأ جسده أعماق النهر، حتى رأى ملايين الرؤوس والأجساد البشرية، مع زعانف بدل الأقدام، تتجه نحوه.
صرخ بالرؤوس البشرية : " ماذا تريدون مني؟".
أجابته الرؤوس: " أيها الإنسان المغرور. نحن أصلك وها أنت تعود إلينا".
سمع أفلاطون جوابهم. ابتسم وقال : " صحيح. وكم كنّا نحن مخطئين. ويا ليتنا. يا ليتنا لم نتطوّر".
ما إن قالها حتى راحت تنبت له زعانف مكان القدمين. وخياشيم بدل الرئتين. 
فجأة، يدٌ بشرية، تأتي من فوق الماء ، تمتد إليه ، وتحاول إنتشاله.
صاحت اليدُ : " يا إنسان. أنت ابن آدم لا سمكة. ومكانك فوق لا تحت".
يدٌ أخرى تنقض عليه من الأعماق، تقترب منه وتحاول شدّه نحو الأسفل صارخة :
  " لا. لا تنصت لليد العليا. أنت ابن سمكة لا إبن آدم، 
ومكانك هنا تحت، وليس فوق". 
وراحت اليدان تتعاركان فيما بينها على أفلاطون. 
يدُ آدم ويد السمكة. يدُ المسكة ويدُ آدم.
وفجأة، في خضم المعركة، انشطر أفلاطون إلى نصفين. عقله ونصفه الأعلى، صعدا إلى النور. أما نصفه الاسفل، فانحدر إلى الأعماق.
وفي رحلة صعود النصف الأعلى، رأى أفلاطون عن يمينه، رجلاً يكدّس 
قطعاً من الخشبِ، ويضع عليها زعانف وأعضاء بشرية.
يبيعها ويقبض ثمنها.
ولمّا اقترب من أفلاطون أحد الرؤوس البشرية بزعانف،
سأله أفلاطون : " من هو ذاك الرجل؟".
أجابه الرأس: " هو مالك البنك البرمائي الأول".
"ما إسمه، وماذا تراهُ يفعل؟".
" هو تاجر دنيء. وإسمه يهوذا"، قال الرأس.
"يهوذا؟ ومن أين أتى بالخشب في نهر عظيمٍ كهذا؟"، سأله أفلاطون.
ضحك الرأس وقال : " مِن سفينة نوح".
" سفينة نوح؟!"، صرخ أفلاطون للوهلة الأولى غير مصدقٍ. 
ولما عاد عقله إلى دفة القيادة، أكمل مسلسل أسئلته :
 "وأين سفينة نوح؟".
" سفينة نوح أغرقها يهوذا، وهذا حطامها "، قال الرأس.
" غرقت؟! وأين نوح؟!".
تغيّرت ملامحُ الرأس حتى بان الحزن في عينيه. 
أجهش بالبكاء وصاح: " نوح؟! ذاك الذي تراه مصلوباً على أكوام الخشب 
هو جسده المقطّع. وهذه أعضاءه. يبيعها يهوذا ويرمي عظامه للكلاب".
" كلاب؟ لكن لا توجد كلاب في العالم السفلي هنا"، قال أفلاطون.
" أعرف"، أجاب الرأس.
ثم أسترسل في الحديث : " يومياً تأتي سفينة ، بقيادة قبطان عجوز. 
يشترون الخشب والأعضاء البشرية من يهوذا. يأخذونها إلى عالمهم.
يسيّلونها إلى نقودٍ، ثم يبيعونها، على شكل قروضٍ، عبر البنك الدولي، إلى جميع أنحاء العالم. يغرقون الدول بالديون ليحكموا قبضتهم عليها".
" رجل عجوز؟ ما إسمه؟"، سأله أفلاطون.
" لا أعرف بالضبط . لكن ينادونه العم سام".

قصة قصيرة بعنوان{{ مِن خلف مكتبِهِ المكدّسة فوقه حُزَم الأوراق}} بقلم الكاتب والقاصّ القدير الاستاذ {{ ربيع دهام}}


 مِن خلف مكتبِهِ المكدّسة فوقه حُزَم الأوراق.
ومن بين تلّتي الكتب، اللتان تشبهان برجَي نيويورك قبل أن تدمرهما المخابرات الأميركية، أطلّ برأسه مصوّباً ناظريه نحو الطالب الشاب الواقف أمامه، ثم أفشى:
" هل تعرف أن التفاحة الحمراء ليست بحمراء؟".
"ماذا؟"، لم يفهم الشاب شيئاً.
وقف الدكتور في علم النفس، والشغوف بالفيزياء. وتوجّه نحو السبّورة خلف المكتب. وبالطبشورة الحمراء أخذ يرسم تفاحة. ثم استدار نحو الشاب وسأله:
" أنت درستَ عِلم الألوان في مادة الفيزياء. أليس كذلك؟".
" نعم"، أجابه الشاب.
" إذن أنت تعرف أنّ الضوء المرئي ليس إلا خليطاً من الأطوال الموجية لألوان الضوء المختلفة، التي هي ألوان قوس قزح".
" نعم"، وافقه الشاب.
" وهل تعرف ما هي ألوان قوس القزح؟"، سأله الدكتور.
"أحمر، برتقالي، أصفر، أخضر، أزرق، نيلي، بنفسجي"، أجاب الشاب.
صفّق الدكتور بحماسٍ ظاهرٍ لا يخفيه كلما تكلم في أمور علمية، ثم قال:
" وأنت تعرف أن اللون الخارجي لأي شيء هو اللون الذي يعكسه، أليس صحيحاً؟".
أومأ الشاب برأسه موافقاً.
" وهذا يعني أن التفاحة، التي نقول عنها حمراء، هي كذلك لأنها استقبلت في داخلها كل ألوان قوس القزح عدا اللون الأحمر".
نظر إليه الشاب بإعجابٍ ثم ضحك.
ابتسم الدكتور وأكمل:
" يعني أنّ في تلك التفاحة كل الألوان باستثناء اللون الأحمر التي منعته من الولوج لداخلها".
تسمّر الشاب في مكانه من دون حراكٍ واضعاً سبّابة يده اليمنى على صدغه الأيمن.
وأخيراً، اقترب الدكتور من الشاب وهمس في أذنه: " في الحقيقة، إنّ التفاحة التي نسمّيها حمراء هي كل شيءٍ. كل شيءٍ إلا حمراء".
أطلق الشاب قهقهة طويلة ثم صاح بالدكتور:
" هذه يا دكتور معلومة مفيدة. مفيدة جداً. لكن بالله عليك، أريد أنا الآن أن أسألك".
" إسأل"، قال الدكتور.
"ما علاقة هذا بعلم النفس؟"، سألَ.
وضع الدكتور يده اليمنى على كتف طالبه وهمس:
" التفاحة الحمراء"
" التفاحة الحمراء؟!"، سأله الطالب مشتّت الذهن.
" تعال لأريك"، قال الدكتور.
وخرجا سوياً من الغرفة. ثم من المدرسة. وتوجّها نحو الشارع العام.
سارا نحو قاعةٍ فوق بابها الرئيسي يافطة كُتبَ عليها "المهرجان الأكبر".
دخلا القاعة، وجلسا في آخر صف.
قال الطالب: " ماذا أتينا نفعل هنا؟ وما علاقة هذا المهرجان بالتفاحة؟".
أجابه الدكتور: " ينال الظفر أكثر من صَبَرْ. أُصبُر يا بُني. أصبر".
وبعد دقائق ثلاث، عُزِف النشيد الوطني إيذاناً ببدء المهرجان.
وكانت قدمي الطالب، في تلك الأثناء، تهتزّان بعصبية كالذي امتلأت متانته بالسوائل، ولم يجد أي مكان لإفراغها.
ومن عمق الفراغ، في الجهة اليمنى من المسرح، انبثق النائب عن المنطقة، مترجّلا كهارون الرشيد نحو منبرْ العظمة.
مكبّرُ الصوت، المتكىء على وسادة القيلولة، ما إن رأى النائب، حتى انتصب، حمل معدّات المعركة، من سيفٍ إلى جوشن، وأخذ وضعيّة قتالية.
كدّس النائب في رئتيه الإرتوازيتين أنفاسَه، فأخذ صدره ينتفخ وينتفخ حتى تفتّق قميص بدلته، فخرج منها، وبعد طول انتظار، صوص كلامِهِ :
" باسم السيادة والحرية والإستقلال، نعلن بدء الإحتفال".
قهقه الدكتور عالياً وصاح بالطالب: "أرأيت؟".
تقطّب حاجبي الطالب وتوسّعت حدقتاه. لم يفهم شيئاً.
وفيما راحت تعلو أصوات الحشد المصفّق والمردِّد:
" حرية...سيادة...إستقلال..."، أجال الطالب بناظريه أرجاء القاعة دون أن يرى أي أثر لتفاحةٍ حمراء.
صاح بالدكتور: " أين؟ أين التفاحة الحمراء يا دكتور؟".
وما إن خرجت تلك الجملة من فمه حتى اصطدمت بكلمة "حريّة" طائشة، صودِف مرورها في الأثير،
في ذاك الزمان والمكان ، فعُطِبتْ وأعطبت.
وسقطت التفاحة مع الحريّة على الرخام وترنّحت. ولسوء الحظ والقدر، لم يكن إسحق نيوتن يجلس هناك كي يكتشف، بِفِعل السقوط اللعين، قانون الجاذبية المبين.
ولم يكن آدم موجوداً لكي يقرشها، ولا حوّاء لتشجّعه على ذلك.
بل ما كانت هناك إلا الأفعى، تشي بعقل الطالب، تقول له : " خرِفٌ جداً هذا الدكتور. أين التفاحة الحمراء يا تُرى؟".
أعاد الطالب السؤال: " أين التفاحة الحمراء؟".
وطارت الجملة من فمه، متوجّهة نحو أذُن الدكتور، لكنها قبل أن تهمّ بالنزول، أوقفتها كلمة
"إستقلال"، مهدِّدةً ومتوعِّدةً :
" أيها العنصر الغير منضبط، أطلبتَ إذن تجوّل من السفارة؟".
ولمّا هزّت الجملة رأسها بالنفي، صاحت الكلمة:
"هنا، حتى السمكة في السنّارة، ليس بإمكانها الخفقان إلا بإذن سفارة ".
وعادت الجملة أدراجها فوراً إلى فم الطالب معتذرةً.
لم يسمع الدكتور شيئاً.
فجأةً، توقّف التصفيق والتصفير والزغاريد.
اغتنم الطالب الفرصة وسأل أستاذه الدكتور:
"إين هي التفاحة الحمراء؟".
وانتظر جوابه.
صرخَ النائب المعتلي عرش المنبر :
" سيادة... حرية ...إستقلال" ،
فحدّق الدكتور في عيني طالبه وقال : " أرأيت؟".
" رأيتُ ماذا؟"، سأله الطالب.
صمت الدكتور لبرهة ثم أردف:
" ثلاث تفاحات حمراء".

خاطرة تحت عنوان{{أخطأت_كثيرا}} بقلم الشاعر المصري القدير الاستاذ {{ايمن_شتا}}

 


#أخطأت_كثيرا

#قلم_ايمن_شتا 

اخطأت كثيرا يا قلبي

إن كنت تراها فاتنتي

جذبتني بكلام يخدع

واذني إليها قد تسمع

وانا كالطفل في يديها

منساق إليها لا ارجع

......

نظرات تثقب جدراني

لمسات تشعل نيراني

واهات صارت تسكنني

تمزقني تأرقني تحتل كياني

وانا منساق لا ارجع

ولصوت ضميري لا اسمع

أخطأت والخطأ قراري

اخطأت كثيرا يا قلبي

إن كنت تراها فاتنتي

....... 

نستشعر كالجسد الواحد

نتعانق...

تشبع لهيبي وحرماني

وانا اتساقط كالثلج

ولهيبي مثل البركان

وانا انساق لا ارجع

ولصوت ضميري لا اسمع

أخطأت والخطأ قراري

اخطأت كثيرا يا قلبي

أن كنت تراها فاتنتي

......

اخطأت كثيرا يا قلبي

أن كنت تراها فاتنتي

جذبتني بكلام خداع

واذني إليها قد تسمع

وانا كالطفل في يديها

منساق إليها لا ارجع

اخطأت هذه اسراري

اخطأت كثيرا يا قلبي

والخطأ قراري....

قصيدة تحت عنوان{{وشهر رمضان بيان}} بقلم الشاعر العراقي القدير الاستاذ {{رياض النقاء}}


 وشهر رمضان بيان
وقدسية الشهر لها نفح ايمان 
لك من وسط انفاسك امتنان
على كل لحظة تمر والبيان 
فلا تضيع وقتا منها انها الامان 
من كل عذاب في الدنيا ضان
ومن هول الآخرة نعم بالامكان 
وكن مسراعا لقطوف الجنان 
واياك ان تقول اين البرهان 
فهذا التخطي نحو الغد صان 
جلد من النار غدا يحرق ياجان 
على الجوارح تحرقها الما النيران 
اياك ان تضيع التواصل مع المنان 
ربنا ورب كل شيئ ورب الاحسان 
شهر رمضان دليل لكم وترجمان 
لان تتساقط تراكمات الانااااااام 
وان تملي الصفحات نور وايمان 
وان تحارب النفس ولهوات الدان 
وان تغذي فكرك وتصحح الميزان 
فكم نتسارع إلى لذيذ الافتتان 
انك قاس على الغيب والعرفان 
وظل ظليل يوم إذ غزير واعان 
فحذار من تشتت النوايا فكان 
ياقسوة السنين دليني بامان 
إلى أن اكون خالي من الذنب 
يوم ائذ لكم اتمنى فيض رحمة 
تتنزل علينا فنكون بجنة وامان 
رياض النقاء 
العراق 
شهر رمضان  
١٠/٤/٢٠٢٢