الأحد، 10 أبريل 2022

نص نثري تحت عنوان{{الإفطار على الوجع}} بقلم الكاتبة الفلسطينية القديرة الأستاذة {{إيمان مرشد حماد}}


 الإفطار على الوجع


سيُرفع آذان المغرب وتُقرع الملاعق في صحون الفطور وسيأكل الجميع إلا أطفال غادة بساتين سيفطرون على خبز القهر ويشربون من دموع الوجع وسيتحلون على اليتم الذي سيغلف آيامهم.سيحتفل أطفال الدنيا بعيدهم إلا أطفالها فإنه لا عيد لهم. رائحة دمها ستبقى عطرهم الازلي وصوت رصاص الغادرين سيبقى صداه في ذاكرتهم يذكرهم بوطن ليس لهم فيه إلا الحرمان... من مسافة صفر أعدمت غادة كما القادة العظام مع ان ليس لها إرث من نضال ، فَجُلُ إرثها ستة يتامى  يفتحون أفواههم كطيور غضة يغطيها الزغب. صعدت روحها نحو القطن الأبيض في سماء تستقبل اللاجئين والمظلومين  بلا بطاقات إعاشة وتسكنهم بلا خيم وتطعمهم بلا ذل ولا تقليص خدمات. مضت غادة بلا وداع ، بلا حشرجات انتزاع الروح من ثنايا الجسد ... ماتت قبل أن تفهم ما يجري ورقدت في رحم الأرض الثكلى التي اتخمتها أشلاء الضحايا. ماتت وهي تتخيل صراخ أطفالها ويتمهم الثنائي الفقد... الوجع يمتد ... يال المهابة ! كان دماء الفلسطينيين بلا لون اجسادهم مجرد فزاعة لتعليم التسديد والرمي... لك الله يا غادة وعظم الله اجر اولادك...

ليست هناك تعليقات: