حين خذلوني... وقفتُ
بقلم عمار جامع
البحر الكامل
خانَ الذينَ أحببتُهم.. فتنكّروا
لبكاءِ عيني.. وانطفاءِ حياتي
ما عادَ شيءٌ يشبهُ الأشياءَ في
قلبي.. ولا وجعي ولا لهفاتي
لا لم أعدْ أبكي على ما قد مضى
لكنّني أبكي على سُكْراتي
كلُّ الجميلِ تهدّمَتْ أركانُهُ
فغدَتْ تُساوي الحزنَ في لحظاتي
ووقفتُ وحدي والخرابُ أمامي
ما عادَ في مرآي غيرُ شتاتي
أرنو لوجهٍ كانَ يضحكُ دائماً
فتكسّرتْ روحي وكلُّ صفاتي
مضتِ السنين على يديّ كأنّها
سِكّينُ وقتٍ نازفِ النبضاتِ
هذي الملامحُ ما تبقّى من فتى
قد كانَ يحلمُ تحتَ كلِّ سماةِ
والآنَ يسكنُ صمتَهُ المتجبّرا
لا شيءَ ينطقُ فيهِ من أُهاتي
فإذا سكَتُّ... ففي السكوتِ قصائدٌ
تغلي، وتكتبُ صبرَها بثباتِ
قد علّمتني النارُ كيفَ أكونُها
وأعيشُ فوق الجمرِ.. كالجمراتِ
لم أنحني... رغمَ الخساراتِ التي
سُفِكَتْ على بابي بلا رَحماتِ
فأنا الذي إن هدَّني خذلانُهم
زدتُ احتمالا.. واستوت خطواتي
صارت خطايَ جراحَ نارٍ في الثرى
تُحْيي القلوبَ بطينةِ الأمواتِ
منها أقاتلُ في عزيمةِ عازمٍ
خلقت لتطفئَ خيبةَ العثراتِ
فإذا سقطتُ... فتلكَ كبوةُ فارسٍ
يرنو لقمّةِ عزّهِ بثباتِ
إنّي من تمرّستُ الوقوفَ على الأسى
لا تقتربْ.. فالجرحُ في نبراتي
لكنني ما زلتُ أمضي شامخا
وأشدُّ بالأمل العزيز رفاتي
ما عادَ دربٌ في الظلامِ يخيفني
ولقد عرفتُ مسيرةَ العتماتِ
ما كنتُ يومًا هامشًا في دفترٍ
بل كنتُ معنى الحرفِ في صفحاتي
والناسُ تَنسى.. غير أني شاهقٌ
كالصخرِ، لا تُمحى علاماتي
