الأربعاء، 27 أغسطس 2025

قصيدة تحت عنوان{{تَعَلَّمْتُ مِنْكَ}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{أحمد الموسوي}}


"تَعَلَّمْتُ مِنْكَ"

أَلَا يَا أَبِي، طَالَتْ بِلَا طَيْفِكَ اللَّيَالُ،
وَمَا فِي فُؤَادِي بَعْدَ فِقْدِكَ إِلَّا الأَلَمُ.

أُرَتِّقُ يَوْمِي بِالدُّعَاءِ فَلَا أَرَى،
سِوَى أُفُقٍ ضَاقَتْ بِهِ نَفْسِي وَالنَّدَمُ.

تَهَادَى الصَّبَاحُ كَمِثْلِ بَيْتٍ خَالِيٍ،
فَلَا أَثَرٌ يَبْقَى سِوَى صَمْتٍ هُوَ العَدَمُ.

إِذَا ذُكِرَتْ كَفَّاكَ طَابَ لِيَ ارْتِقَابُهَا،
وَيُورِقُ فِي أَحْشَاءِ قَلْبِي بَعْدَهَا الحُلْمُ.

تَعَلَّمْتُ مِنْكَ تَوْقِدَ الحَقِّ ارْتِقَابَهُ،
وَحِينَ يَجُورُ الغَيْظُ يَسْكُنُ فِيهِ الحِلْمُ.

وَخَطُّكَ فِي الدَّفْتَرِ اسْمٌ لَا يَبِيدُ صَدَاهُ،
يُرَتِّلُ لِي سِرَّ الثَّبَاتِ وَيَشْهَدُ القَلَمُ.

وَنُطْقُكَ إِذْ يَهْتُفْ بِصِدْقٍ مُشَرَّفٍ،
يُغَذِّي فَمَ الأَيَّامِ حِينَ يَجُوعُهَا الكَلِمُ.

وَكَمْ رَبَطَتْ رَحْمًا بِنَا يَدَكَ الَّتِي،
فَتَهْدَأُ أَرْوَاحُ الجِيرَةِ الوَجْلَى وَيَعُمُّ السِّلْمُ.

وَإِنْ يَشْتَعِلْ فِي طُولِ لَيْلِي وَجِيبُهُ،
أُسَامِرُ صَبْرِي، ثُمَّ يَخْفُتُ فِيهِ السَّقَمُ.

وَمِنْكَ تَعَلَّمْتُ السَّخَاءَ فَمَا بَقِيَ،
لِضَيْفِي سِوَى بَابٍ يُفِيضُ بِهِ الكَرَمُ.

وَأَوْصَيْتَنِي أَنْ يَسْتَقِيمَ قَضَاؤُنَا،
فَإِذْ يَخْتَلِفُ القَوْمُ يَفْصِلُ بَيْنَهُمُ الحُكْمُ.

وَتَسْمُو بِنَا ذِكْرَاكَ حَيْثُ تَجُودُ لَنَا،
فَيَرْفَعُ فَوْقَ الدَّرْبِ بِاسْمِكَ العَلَمُ.

وَتَلْمَعُ فِي صَدْرِي وَصَايَاكَ بَاهِرَةً،
فَتَهْدِي خُطَايَ وَمِنْ جَلَالِهِنَّ الحِكَمُ.

وَإِنْ أُشْكِلَتْ دُرُوبُ يَوْمِي مَرَّةً،
أَضَاءَ لِيَ الأَفْهَامُ يَكْمُلُ فِينَا الفَهْمُ.

وَتَتَابَعَتِ الأَيَّامُ تُثْبِتُ فَضْلَهَا،
فَتَهْطُلُ فَوْقَ الرُّوحِ مِنْكَ عَلَيَّ النِّعَمُ.

وَمَا زِلْتُ أَشُمُّ مِنْ عَبِيرِكَ طِيبَهُ،
فَيَسْرِي إِلَى قَلْبِي مِنَ الذِّكْرَى النَّسَمُ.

فَيَنْقَشِعُ السِّتْرُ المُضِلُّ بِذِكْرِكَ،
حَتَّى يَذُوبَ وَيَنْجَلِي عَنِّي الوَهْمُ.

وَقَدْ جَدَّدْتُ عَهْدِي أَنْ أَسِيرَ عَلَى الهُدَى،
وَأَلْزَمَ نَهْجَكَ مَا حَيِيتُ، وَذَاكَ القَسَمُ.

أَبِي، رَحِمَ الرَّحْمَنُ رُوحَكَ مُرْتَضًى،
وَجَمَعْنَا فِي جَنَّةِ الفِرْدَوْسِ، هَذَا الخَتْمُ.

✍️بقلم الاديب الدكتور أحمد الموسوي 
جميع الحقوق محفوظة للدكتور أحمد الموسوي 
بتأريخ 08.26.2025

Time:12pm 

نص نثري تحت عنوان{{من وحي قنديل}} بقلم الكاتبة اللبنانية القديرة الأستاذة{{لينا ناصر}}


من وحي قنديل..

من عبق المساءات العتيقة
من ذلك الزمن الذي كان ينساب ببطءٍ كجدول ماء صافي  يحمل في تفاصيله هيبة لا تتكرر وبساطة تُشبه براءة البدايات... 
زمن كان يُصنع فيه الفرح من أشياء صغيرة، ويُخزن فيه الدفء في القلوب لا في الجدران...
كانت الأمسيات تحلّ على ضوء قنديل خافت، تلمع زجاجته بشحوب رقيق، كأنها تعكس خفقات الأرواح المطمئنة فتصير البيوت أوطانًا صغيرة للسكينة...
وحين يهبط الليل ساكنا ، تتسلل الحكايات من شرفات الجيران، تمتدّ كخيوط ضوءٍ أخرى تربط بين قلبٍ وقلب...
ثم تأتي الصباحات،
 نديّة كوجه طفل، يفيض عبقها من رائحة الخبز الطازج ، وصوت العصافير وهي تزاحم ضجيج المواعيد الأولى... 
كان للنهار طقوسه: نساء الحي يجتمعن عند أول ارتشافة قهوة، يتعازمن ويضحكن، 
فيغدو الحي كله بيتًا واحدًا كبيرًا... بيتًا تملأه الألفة قبل أن تملأه الجدران...
هناك، في تلك التفاصيل الصغيرة، كان يكمن سر الزمن الجميل..
 في البساطة التي نفتقدها اليوم.. في دفء العلاقات التي لم تعرف بعد برودة الغربة...
 في قلوب الناس التي كانت تضيف للحياة نكهةً أصفى من كل ترفٍ حديث...
وهكذا يبقى ذلك الزمن الجميل حاضرا في الذاكرة..
 لا كذكرى عابرة، بل كجذورٍ ضاربة في عمق الروح. نعود إليه كلما أثقلنا صخب العصر..
 فنستعيد من قناديله الخافتة نورًا يضيء حنيننا..
 ومن قهوته الصباحية دفئًا يسكّن وحشتنا...
 فما أغلى تلك التفاصيل التي علمتنا أن الحياة ليست بما نملك، بل بمن نُرافق، وبما يتركه فينا ضوء أمسية قديمة أو صدفة تعيدنا صغارا حول الموقد نستمع لحكايات جدي..

لينا ناصر 

نص نثري تحت عنوان{{ضوء في قلب موجة}} بقلم الكاتب اللبناني القدير الأستاذ{{محمد الحسيني}}


ضوء في قلب موجة***
.............................

رأيتُها بين الأَمواج،
جسدٌ يتأرجحُ كقاربٍ صغيرٍ فقد شراعه،
وعُيونٌ تتشبّث بالفراغ كغريقٍ يبحث عن طوق نجاة،
عن هواء ... عن حياة ... عن أيِّ شيءٍ يوقفُ الغرق.

اندفعتُ نحوَها ...
كان كلُّ شيءٍ بطيئًا كغوص، سريعًا كارتطام،
وحين امتدَّ الموجُ ليبتلعَنا معًا،
عرفتُ أن قلبي أسبقُ من خوفي،
وأن للذاكرة ذراعًا أقوى من الموج.

وعلى الرمال...
نفختُ في رئتَيها كما يُردُّ للصدفة صَوتُ البحر،
سحبتُ الماء من فمها كما يُنتزع الملح من جرحٍ مفتوح،
ضغطتُ على صدرها مرّة... ثم أخرى... وعاشرة ،
حتى سمعتُ قلبها يقرع من جديد،
كقطرةٍ تنبثق من صخرٍ مبلَّل.

ارتجفت كلها بين يديّ،
وعيناها تحدّقان بي كنافذتين 
وفوق جسدي المنهك وأنفاسي المتقطّعة
انزلقت ابتسامةٌ من فمي :
"حافِظي على نبضك... الأولادُ بحاجتِه، وأنا."

كانت طليقتي،
وكان المساءُ مثقلاً كحجرٍ على صدر ،
وحدها قهقهةُ طفلَين كانت تزيّن الشاطئ
كأصدافٍ صغيرةٍ ...

قبل دقائق، كانت تمسكُ كتابًا وتلوّحُ للبحر 
لكنّ الصرخة التي أتت
بابنتي تركض متعثّرة في الرمل، ودموعها تسبق كلماتها:
"بابا! بابا! ماما غرقت..."

✍️ محمد الحسيني ـ لبنان 

قصيدة تحت عنوان{{هَذَا شَرَكٌ}} بقلم الشاعر الفلسطيني القدير الأستاذ{{عزالدّين أبوميزر}}


 د.عزالدّين أبوميزر

هَذَا شَرَكٌ  ...

فِي     إحدَى     الغَابَاتِ     لَدَينَا

أُعْلنَ      في  يَومِِ    عَن    شَاغِرْ

وَوَظِيفَتُهُ       يَعمَلُ         أرنَبْ

وَتَقَدَّمَ          دُبُّ          وَيُسَمَّى

فِي   سُوقِ  العَمَل  الحُرِّ  بِعَاطِلْ

وَوَحِيدََا      كَانَ      وَلَيْسَ    لَهُ

فِي   الغَابَةِ    مِنَّا   أيُّ    مُنَاصِرْ

وَبِأدَبِِ      لَا     يُنكَرُ     وَبِيُسْرْ

قُبِلَ     الدُّبُّ     وَصَدَرَ     الأمْرْ
 
وَاستَلَمَ    وَظِيفَتَهُ   فِي  الحَالْ

دُونَ     مِطَالِِ      أوْ       إمهَالْ

وَالدُّبُّ          خِلَالَ        تَجَوُّلِهِ

يَومََا   فِي   العَمَلِ   رَآى   أرنَبْ

وَبِكُلِّ      دَهَاءِِ     لَا       يَخفَى

مِن    أحَدِ    المَسئُولِينَ   تَقَرَّبْ

وَبِلَكنَةِ    أدَبِِ       هُوَ    يُتقِنُهَا

 بَدَأَ          إلَيهِ           يَتَذَبذَبْ

وَالمَسئُولُ      بِما        يَسمُعُهُ

مِن    كَلِمَاتِ   مَدِيحِِ    مُعجَبْ

وَرَآى     الدُّبُّ      بٍأنَّ    الأرنَبْ

لَيْسَ   كَمَا   هُوُ   يُعرَفُ  أرنَبْ

بَلْ      بِوَظِيفَةِ      دُبِِ    يَعمَلْ

وَلَهُ     كُلُّ      مَزَايَا        الدُّبّْ

وَاشْتَمَّ     بِهَا   عَمَلِيَّةَ     نَصْبْ

وَهُوَ     كَدُبِِ      فِي    مَنصِبِهِ

هَذَا       يَأخُذُ     رَاتِبَ    أرنَبْ

دُونَ         عَلَاوَاتِِ       وَمَزَايَا

وَخَصَائِصَ    تُعطَى     وَهَدَايَا

وَالدُّبُّ        تَقَدَّمَ     بِالشَّكوَى

لِمُدِيرِ          إدَارَةِ         غَابَتِنَا

وَالشَّكوَى   قُبِلَت   وَعَلَى الفَورِ

رَئِيسُ      اللَّجنَةِ     وَالأعضَاءُ

وَكُلُّهُمُ     مِن      فِئَةِ      فُهُودْ

الوَاحِدُ    فَهدٌ    وَأبُو     الفَهْدْ

وَكَثِيرٌ    يَصِلُ     لِرَابِعِ    جِدّْ 

هَذَا فِي  وَصفِ اللَّجنَةِ   قِيلْ

حَضَرَ  الدُّبُّ    وَحَضَرَ   الأرنَبْ

كُلٌّ       يَحمِلُ        مُستَنَدَاتِهْ

وَعَلَيهَا       خَتمُ      مُؤَسَّسَتِهْ

وَإذَا     بِالدُّبِّ    هُوَ    الأرنَبْ
 
وَالأرنَبُ  دُبٌّ   فِي   التّسجِيلْ

وَالحُكمُ   عَلَى   الإثنَيْنِ يَقُولْ

أنْ    لَا   تَغيِيرَ    وَلَا    تَبدِيلْ

إلَّا     إنْ    أحَدُهُمَا    استَأنَفْ

وَعَنِ   المَوعِدِ    لَمْ     يَتَخَلَّفْ

قَالُوا    لِلدُّبِّ     العَدلُ   إلَيْكَ
 
بِكُلِّ      الوُدِّ     يَمُدُّ      الكَفّْ

فَابْتَسَمَ     طَوِيلََا   ثُمَّ    عَلَى

مَا   هُمْ    قالُوهُ     لَهُ   عَقَّبْ

وَبِسُخرِيَةِِ        فِيهَا      الجِدّْ

لَجْنَتُنَا     وَالأعضَاءُ    جَمِيعََا

كُلُّهُمُ     مَا      فِيِهمْ      فَهدْ

وَشِعَارُ  اللَّجنَةِ   صُورَةُ  فَهدْ

وَحِمَارٌ       يَرأسُ      لَجنَتَنَا

وَالأعضَاءُ      لَدَيْهِ     حَمِيرْ

لَكِنْ    فِي   التَّسجِيلِ  فُهودْ

هَذَا    شَرَكٌ      فِيهِ    وَقَعنَا

لَا    نَحتَاجُ    بِهِ      لِشُهُودْ

وَالوَاجِبُ يُوجِبُ  ألّا  يَبقَى
   
وَمِنَ  اللّحظَةِ    عَنهُ  نَحِيدْ

د.عزالدّين

خاطرة تحت عنوان{{عنواني الصريح}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{فيصل عبد منصور المسعودي}}


عنواني الصريح
----------------
مشكلتي مجنون
لا أضع لأي شخص 
أعتبار 
يحترم نفسه 
أزيده أنا الكثير 
من الأحترام
لا أحترم الخبيث
ولا حصة لي مع اللئام
أنا كالسيف في الحق 
أقوله حتى على نفسي
لا أنتظر شكراً
لا . . . لا 
حتى ولو كان من كريم
التي احبها مشكلة 
أتمنى أن تكون صريحة
كما أنا معها جداً صريح
ديدني اقبلها أضمها 
ككل عاشق 
ديدنها 
التهرب بكل عذر 
سيدتي لست من الجمارك
ولا الضريبة 
ولا من أين لك هذا
ولا النزاهة 
أنا بك مغرم جداً
وهذا هو عنواني الصريح
بقلمي 

فيصل عبد منصور المسعودي 

خاطرة تحت عنوان{{انثى من حقبة الزمان}} بقلم الشاعرة السورية القديرة الأستاذة{{هبة الصباح}}


‏(((انثى من حقبة الزمان )))
يقال  ..!!أنه كان لها من 
الحواس سبعة ...
كان حياؤها ،،،يسمع، ويرى 
وكأنها قد خلقت من
 تراب ابن عفان ...
جبلت  بمسك العفاف...
غضبها.! ثورة الخيل الأصيل..!
قابضه علي جمر فؤادها.وتبتسم . ؟
في ثغرها عبق المسك صافية العهد..
مترفة الإحساس وجداااا..،،مفرطة العطاء.
يحكي عن دلالها وشموخها الأصيل 
عقود.. وعقودا
هي ....سيدة التاريخ الخالد ...
ومن ثم...!!
يحكى أنها كانت،،
......... بحق الله أُنثى....

هبة الصباح سورية 

نص نثري تحت عنوان{{بوح بنكهة الصباح}} بقلم الكاتب الأردني القدير الأستاذ{{كرم الدين يحيى ارشيدات}}


بوح بنكهة الصباح
د. كرم الدين يحيى إرشيدات

حبيبتي،
أتدرين ما الحب عندي؟
هو نبضة روحٍ التقت بشهقة قلب،
فكوّنا معًا توأمة وجدٍ
تحملها نسائم الصبح،
فتعانق الشمس،
وتتّحد بعطر النفس النقيّة،
لتصبح قطرة حياةٍ
تهطل على روحٍ أنهكها البؤس والوحدة،
فتزهر بذرة الأمل في قلبه،
وتعود الحياة لترمّم ذلك الجسد المتهالك.
الحب يا حبيبتي…
هو أكسير الحياة لمن أراد السكينة لروحه.

حبيبي،
سألوني ما الحب؟
أهو لحظة نورٍ من سماء؟
أهو بسمةُ عمرٍ في ليلٍ طويل؟
أهو نسيمٌ يسري على الأرواح؟
أم جسرٌ يُمدّ نحو غدٍ مجهول؟
هو قدرٌ مكتوبٌ،
أم حروفٌ تملى على قلب عاشق؟
هو صوتنا حين نصلّي خفية،
أم صدى أرواح في ليل الغرام؟
ربما نلقاه في غفوة حلم،
أو نعرفه بعد فوات الأوان.
الحب يا سيدي…
سرُّ الحياة، وزادُ المسير.
إن عشته كنتُ سعادة،
وإن فقدته لم يبقَ إلا الأنين.

حبيبي،
إن سألتني عن الهوى،
فهو نبض قلبي حين يهمس باسمك سرًّا،
هو قمرٌ يضيء غربتي،
ويمحو سواد العتمة المريرة.
هو بوح روحي حين تلتقي بك،
فتغدو أيامي ربيعًا وزهرًا،
هو بلسم جراحي ودواء وجعي.
أنتِ الحب…
أنتِ سر حياتي،
يا من ملكتِ القلب عمرًا وعطرًا،
إليكِ وحدك.

حبيبتي
أنت حديثي مع نفسي،
ونغم روحي أغنيك سرًّا وعلانية.
الحب لا يختبئ،
إنما يترك أثرًا جميلاً
ونورًا ساطعًا على وجه صاحبه.
لا أسرار بيننا،
إلا تلك الهمسات التي أودعها في أذنك
لتسكن وجنتيك ابتسامةً
تأسرني بخجلها وحنانها.

حبيبتي 
هل قلت لكِ إن صورتك ترتسم كل يوم
في فنجان قهوتي؟
حتى قهوتي صارت لها طقوس مقدّسة،
مرتبطة بكِ.
صباحاتي صارت طقوسًا روحانية
أعدّها مع قهوتي لتكوني شريكتي فيها.
مكانك دائمًا هنا… على يميني.
نحتسي معًا فنجان الصباح،
والصمت من حولنا يتكلّم عنّا،
والنهار يتلو قصائد غرامي في حضورك.

حبيبي 
وكيف لا أحب قهوتك،
وقد صارت مرآتي؟
كل رشفة منها تسقيني حضورك،
وكل رائحة منها تعانقني كأنها أنفاسك.
يا مالكَ القلب، يا سرّي وأماني،
أهديك شوقي ولهفتي،
أذوب فيك حبًّا وحنانًا.
إن كان للحب معنى، فأنت معناه،
وإن كان للحياة سرّ، فأنت سرّها.

حبيبتي،
ما أجمل أن نصحو على أنفاس بعضنا،
فنكون قهوة الصباح ودفء النهار،
غيمةً تمطر حنانًا،
وشمسًا تشرق بالحب كل يوم.
خذ بيدي دائمًا،
لنسير في دربٍ واحدٍ لا نهاية له،
حيث البداية في قلبينا،
والأبدية وعدنا.
أحبك… وأكتفي بك عن الدنيا وما فيها.

حبيبي،
يا ساكن الوجدان،
الصباح لا يليق إلا بك،
وجمال الكون خُلق ليكتمل بوجودك.
أنا هنا… على يمينك،
أسمع حروفك قبل أن تنطق،
وأرتشف حبك قبل أن يلامس الفنجان شفتيك.
صباحك بياض يا حبيبي،
وصباحي لا يكتمل إلا بك.
فلتشهد كل اللغات… أني أحبك،
أحبك… 
حبيبي....

د.كرم الدين يحيى ارشيدات 

الاردن 

قصة تحت عنوان{{في عتمة الحافلة}} بقلم الكاتب القاصّ الأردني القدير الأستاذ{{تيسيرالمغاصبه}}


"في عتمة الحافلة "
  سلسلة قصصية 
        بقلم:
 تيسيرالمغاصبه 
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
  القلب الكبير 
      -٢-

بعد ذلك حفزني الظلام في الخارج على فتح الكتاب القديم المهترىء لتصفح بعض أوراقه لأرى تلك  الخزعبلات والأكاذيب المهووس بها  صديقي مأمون "وفي الحقيقة أن مادفعني إلى ذلك هو فقط ماأشعر به من تناقضات الوحدة، وألم الفؤاد وشوقه". وبالصدفة وقع إختياري على الصفحات الأخيرة به لأقرأها .
بعد مسيرة ساعة توقفت الحافلة قرب استراحة في الصحراء،إنارتها جعلتها تبدو  كجزيرة صغيرة في وسط البحر.
أطل علي صديقي حسن وقال لي:
-هيا ياصديقي..كما أخبرتك نحن سنجلس وحدنا، بأمكانك أن تختر لك المكان الذي يروقك للجلوس فيه لتناول عشائك؟
قلت ممازحا وأنا أرفع يدي إلى السماء بطريقة تمثيلية :
-تهنى ياصديقي..الله يطعمنا مااطعمك .
ضحكت فتاتة ضحكة معذبة للفؤاد. 
نزلنا من الحافلة ..تأبط صديقي ذراع فتاته واصطحبها  إلى قسم العائلات وإختارا لهما  طاولة بعيدة منزوية عن الناس ؛تصلح لهمسات العشاق  .أما أنا فلم يرق لي سوى الجلوس بعيدا عن الناس ،فرأيت من بعيد مكان جميل مفروش بالبسط والوسائد حيث كانت القعدة أرضية  على الطريقة العربية ،وعرفت أنه مخصص للسياح الخليجيين لكنه لم يكن مشغولا،
قلت للنادل :
-أأستطيع الجلوس هناك وحدي؟
تردد النادل ،لكن عندما أخرجت من جيبي ورقتين من فئة الدينار ومديتهن إليه ،قال :
-حسنا تستطيع الجلوس لكن في حال حضور سياح خليجييون عليك أن تترك المكان لأنه مخصص لهم ،لأن ذلك سيسبب لي مشاكل مع مالك الاستراحة وربما أتعرض للطرد ياسيدي.
-كن مطمئنا  ياعزيزي ،الف شكر لك؟
-أشكرك ياسيدي.
طلبت طعام العشاء وجلست أدندن على عودي مستمتعا بالنسمات الصحراوية العليلة. 
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
لحظات ورأيت شبح تبين أنه لفتاة قادمة من إتجاه الحافلة ،عندما وصلت إلي  بهرت بجمالها، لقد كانت على قدر كبير من الحسن والجمال ،وقفت أمامي قليلا دون أن تتحدث ؛ حتى أنا لزمت الصمت إنبهارا وضعفا  في حضرة الجمال الساحر، ذلك الجمال الذي نقف أمامه  باحترام وضعف دون أن نتكلم .
حقا  كان جمالها من النوع الغريب ،وأنا كم أعشق تلك الغرابة في الجمال . الجمال النادر البعيد عن التكرار ؛وتشابه الأربعين،  ،الجمال النادر ،رموشها الطويلة التي لم تكن مستعارة كانت تكاد أن تصل إلى أذنيها، كانت ترتدي كامل زينتها ،كان شعرها الطويل جدا والذي يكاد أن يلامس الأرض ،قد لونت خصلاته بعدة ألوان كالبنفسجي ،والزهري والذهبي ،
وأظافيرها الطويلة بشكل لافت والمطلية باللون الأحمر  اللامع، إبتسمت إبتسامة ساحرة تسلب العقول ؛ قلت في نفسي أين أنت من جمال فتاة صديقي حسن؟
بلا  شك لا وجه للمقارنة ، أن الله قد استجاب لي ،أخيرا قالت:
-أسعد الله مساءك؟
-مساء الجمال ياعزيزتي ..أشرقت الأنوار ..لقد أنرت تلك الليلة الظلماء.
إحمرت وجنتاها خجلا وقالت :
-لقد جذبني صوت عودك الذي يجعل الصخر يلين؟
-حقا ..تفضلي بالجلوس وسأعزف لك وأغني حتى الصباح.
جلست فكان فستانها المفتوح من كلا الجانبين والذي يكشف عن كامل ساقيها ،هو  أشبه بفساتين النجمات العالميات والذي لم يكتفي بجمالها الساحر بل كان يظهر مفاتنها 
للملأ بلا رحمة بالقوب الضعيفة .
لم أتنبه إلى أن المكان قد إمتلأ بالنساء والأطفال والغلمان والرجال ،بل ومعهم قططهم وكلابهم. 
لم يكونوا خليجييون ،بل ربما أن السماء قد فتحت أبوابها وأرسلتهم إلي  وبالتالي لتأخذني إلى جنة على الأرض. 
فأن ثيابهم وشعورهم ووجوه أطفالهم كل ذلك جعلني أشعر كما وأني بداخل مشهد من فلم سينمائي  استعراضي كلف ملايين الدنانير .
ثم جلست وامسكت بعودي وبدأت بالعزف والغناء مستهلا :"تعلق قلبي طفلة عربية ..تنعم بالديباج والحلي والحلل .."بينما الجميع يشاركونني الغناء والرقص والعزف على إيقاعاتهم وآلاتهم الموسيقية الغريبة ،المبهرة ،وكان الأطفال الذين  فتني جمالهم  أيضا يرقصون في كل مكان طربا وفرحا. 
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
كان طفل في السادسة من عمره ، رائع الجمال ..شعره كالحرير، كان مستلقيا إلى جانبي، مريحا رأسه فوق ركبتي مستمتعا بالغناء طوال السهرة  فحاولت ألا أزعجه أبدا برفعه وإجلاسه، وكان أحيانا يعيق إمساكي بعودي،فكنت كلما استرحت بين الوصلات أنحني إلى هذا الملاك فأمنحه قبلة على وجنته وأمسح على شعره بحنو مستأنسا به.
في غمرت فرحي بتلك السهرة نسيت حتى أن اتناول طعامي الذي برد واستغنيت عنه لأن سعادتي قد أنستني جوعي ،بل   أشعرتني بالشبع.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
طفلة أخرى كانت تقف ورائي تحيط عنقي بذراعيها ..وحين تمسح على شعري وحين أخر تلعب بأذني كما وأنها مندهشة منها!!
بعد السهرة 
أشرت للفتاة بأن  تقترب مني قليلا لكي أهمس إليها بشيئ ،عندما مالت إلي وقد إزدادت فتنة وجمالا، سألتها:
-ماأسمك ياعزيزتي ؟
-اسمي شهرزاد .
-حقا اسم يليق بك ياجميلتي؟
-أأعجبك اسمي.
-بالطبع ..أأستطيع أن أكلمك على إنفراد.
-نعم تستطيع .
وضعت عودي جانبا ..أسندت الطفل الذي كان قد غفي على ركبتي مستغرق في نوم عميق،أرحت رأسه على الفراش ليكمل نومه ،نهضت ومشيت مع شهرزاد ،
عندما ابتعدنا عن الجميع أمسكت بيدها التي كانت في نعومتها أشد من نعومة الحرير وقلت :
-اتمانعين ذلك ؟
-لا.
ثم بادرتها ودون أن أضع لكلامي أي مقدمات :
-لن أسألك أي سؤال أخر بعد أن سألتك عن اسمك ..لكني أحببتك واطلب يدك للزواج .. اتقبلين.

                         "وللقصة بقية "

تيسيرالمغاصبه 

خاطرة تحت عنوان{{صرخة مدوية}} بقلم الشاعر المغربي القدير الأستاذ{{عبد اللطيف المنصوري}}


********صرخة مدوية******
سنعلنهاصرخة
مدوية
أيامكم فانية
شعاراتكم عارية
ايام
شهور
سويعات
وتنتهي المسرحية
سنعلها مسيرة
شموع
نطارد  خلالها فلول
 الهمجية
ظلام ليل  
استأسد
 حقبة زمنية
سعلنها صرخة 
مدوية
هيا ارحلوا
هيا
لم يعد بيننا
من
يؤمن
يصدق
شعاراتكم
وعودكم
أرازيزكم 
رقصاتكم
هيا ارحلوا
هيا
عبد اللطيف المنصوري
ابن جرير 27/8/2025

المغرب 

قصيدة تحت عنوان{{تصريح لجوء}} بقلم الشاعر التونسي القدير الأستاذ{{سمير بن التبريزي الحفصاوي}}


* تصريح لجوء ...!

إلى الميتين قبل الأوان
ضحايا الزمان...
 الذين ألفو الجوع ...
وتقطعت بهم السبل...
في اللازمان واللامكان 
واستحال عليهم العود 
ولا وطن لهم للرجوع...
وألفو والمنايا تحت الركام...!
والنار و لون الدخان
ونحن نغط  نيام...!!! 
ونحن كما قال فينا النبي غثاء...!!!
للمنسيين  للبرد تحت باليات الخيام
جياعا عند الشتات..
وعند مصائد الموت لأجل الفتات...
وهذا العويل وهذا السباة
جوع...! برد... وموت عندالعراء...!
 مصائد وإغاثة من بقايا...
أيها النازحون الملزمون
 بالبقاء بسجن الخيام مقر...
لا وجهة لكم للهروب
كل الحدود  مقفلة...!!!
 من الحتف أين المفر...؟
لا حق لكم في هوية...!
لا حق لكم في جواز السفر...!
وليس لكم بالأرض مقر...!
متى العود الى أوطانكم..؟!
وأنتم داخل الوطن بقايا أثر..!
وأنتم داخل الوطن أرقام...!
لا حق لكم في المقام...!
لا وقت هنا للسفر ...!
لا حق لكم في وطن...!
ولا حق لكم في الكلام...!
ولا العود  إلى تلك المدن
لا حق لكم في السلام... !
فقد أكتظت بكم المخيمات
وحلمكم مات هنا...!
حلمكم إحتضر  ومات ...!
حلمكم منذ الولادة يحتضر
طريحا على رصيف الموانيء
تحت لهيب الشمس...!  
وبين  عصف  وقر...
وعند البرد وتحت المطر 
و الريح والثلج القارس  
والجوع غولا أتى...
تربع عرضا وطولا على مد البصر
إلى أصحاب الأمعاء خواء... 
كاني أسمع  صراخ طفل يتضور جوعا : 
أمي رجاء ...رجاء..!
أمي أريد طعاما وماء...
بردت أماه فغطيني أريد غطاء... !!!
أريد فقط   أمنا ودفئا...
ووطنا كغيري...!
موطئا فوق الأرض وتحت السماء
 مشرد أماه و أتعبني هذا العراء...
أريد دارا للسلام وصبحا جديدا
لقد طال علينا ليل الشتاء...
أمي أريد وطنا...! حتى أنام...!
أريد فراشا... أريد غطاء...!
لماذا فقط نحن خلقنا...؟!
بقايا شعوب مضرجة  بالدماء 
ألسنا عبادا كباقي البشر...؟!
لماذا أحلامنا شاخت هنا...
وماتت هنا...؟!
مع برد الليالي و  بؤس المساء ...؟؟
حتى الطفولة لم تعد ملكا لنا..!
كبرنا سريعا وشبنا بلا موعد..!
وأستفحل فينا الأسى...
لماذا الدموع  والحزن عنوانا لنا..؟؟؟
 وحزن النساء دموع بلحن  البكاء
 بقايا نساء يتوشحن رث الرداء..
ويهربن من قصف هنا...!
ونسف هنا...!
و أنين الليل يطارد البؤس فينا  
ما هذا  البؤس الهراء ...؟
أجاب أهل المخيم :
إن الشيوخ متعبة...! وحزن الثكالى...!
عجوز عند الركام تتضرع بالدعاء ...!
 جرحى تحت الحطام يقلبون الرداء 
تقربا إلى الله بالأنين...
قبل النفوق وقبل الممات...
كلام الناس  نفاق الأحاجي...!
طلاسم تمتمة...!  وتنديد...!!!
الخوف يخيم على ما تبقى من حينا...
 ممنوع  علينا الدخول...
 هنا ترقد  حواء... 
أرملة وثكلى...!!
و أحشاؤها  من خواء... 
من فضلكم  أيها العالم الراقي
أبالفيتو والنقض نقتل...؟!
وبلا كفن نسجى وندفن...
أيها الأعداء الأشقاء...!!!
توقفوا عن التنديد والكذب...!!!
 والشجب والقلق الشعارات.... 
و أنتم جميعا خلف المكيفات 
تأكلون ما طاب و لذ... 
و تشربون المثلجات
و تحسون أقداح القهوة 
 في نشوة و كبرياء... 
و قد أمسى مصير الشعوب
بلا معنى كالريح حين تهب
مصير الشعوب هواء هراء...!!
معطل في خبر عاجل....
وفي النشرات وفي الومضات
وأرقام موتى في موجز للأنباء...!!!!
إلى الميتين قبل الأوان
إلى الذاهبين بالغصب نحو الفناء...

-سمير بن التبريزي الحفصاوي-🇹🇳

((بقلمي))✏️ 

قصيدة تحت عنوان{{ ما بيننا لن يرحل}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{سليمـــــــان كاااامل}}


 ما بيننا لن يرحل...

بقلم
سليمـــــــان كاااامل
*************************
كل حرف....................بيننا طفل
ولد من.................رحم اشتياقي

كل قصيدة............جمعتنا عائلة
بينهم الحب...............أجل وثاق

فلا مهرب.....................ولا هجر
ولا جنوح................نحو افتراق

حبنا تجسد.................روح ودم
يلوح بيديه..........ويمشي بساق

هنا قائم............له حس وصوت
يتنفس عشقاً.........على الأوراق

فإن جف.....................المداد بي
ومات حرفي.............فما الباقي؟

كوني واثقة...............بأنك حبي
وان قصائدي.....عهدي وميثاقي

وإن اعتل..........أو تباطأ الحرف
كنتِ لأحرفي.......ميدان السباق

جرت أحرفي........صوب معبدك
لتقيم شعائر.....الحب والأشواق

ولملمت قصائدي....شعث أبيانها
لبيت واحد................ينير آفاقي

تكوني أنت..............سيدة البيت
لقاؤنا فيه................. بود وعناق
*************************
سليمـــــــان كاااامل.....الأربعااااء
2025/8/27

ج(العاشر) من قصة {{الهربانة}} بقلم الكاتب القاصّ المصري القدير الأستاذ{{فتحي أبو طاحون}}


 "الحلقة العاشرة "

                     ـــــــــــــــــــــــــ
                          (الهربانة)

                    ـ "الشبكة العنكبوتية "

شغل فتحي عقله بجملة وفاء الاخيره وهي أن هذا الرجل الذي يدعى (الشاطر)يصرف ببذخ ،على كل من يخلص له ولا ،نريدان نفقده حتى تسير خطتنا في طريقها الصحيح ، هنا وقف فتحي مع نفسه وسأل روحه سؤال لماذا يصرف ،هذاالرجل بسخاء ؟وما هو هدفه من وراء ذلك ؟لابد أن الامر يتعلق بشئ اخر ،لا مجرد امرأة لعوب يلهس خلفها ،
بعلم زوجها (الدلدول)المطرود من رحمة أولاده ،هناك شئ أخطر من ذلك فهذا الرجل هو رأس مدبرة لشئ ما،والراعي وبلال يعلموا جيدا كل شئ كما تعلم وفاء ،لكنها لن ولم تفصح 
عن الحقيقة على الأقل الآن ،فأدرك فتحي أن البداية هاذين 
الرجلين ولابد أن يمسك بأول طرف الخيط  حتى يصل إلي اللغز المحير ، ثم قام من مقامه عائدا إلى منزل أبن عمه (عبد الرحمن)واثناء عودته بالطريق أخذ يفكر في هذه الشبكة التي دخلها بقدميه
ولا يجب أن يخرج منها إلا بعد اكتشاف هؤلاء الحمقى ، ومعرفة مايدبرون إليه ،اخذ القرار وهو سيكمل الطريق إلي النهاية ،ومن أجل ذلك لابد أن يثقوا به ثقة عمياء خصوصا ، بعد ظهوره في الكدر كالاعب رابع بالفريق ،قال لنفسه المهم 
الآن شخصية (الشاطر)الذي يلعب دور الزوج المستعار للقيام 
بمهام ذلك (الديوس)(دسوقي)فهو ينفق عليهم لجعلهم ، (عصا موسى)وقت ما يحتاج لهما للضغط على خصومه ، حسب ماورد على لسان وفاء اثناء الجلسة بالكافيتريا ،عندما
طلبت من عبديها أن يتركونا بمفردنا خمس دقائق،ثم اخذت تسرد إلي في الحديث أني فقط الذي يعلم ذلك ،هنا عندما صرحت بهذا القول كانت تريد التلاعب برأسي ،لغرد ما ربما ارادت أن تلفت نظري إلي اني سأكون الضحية إذا حدث في الامور أمور ليست على أهوائهم ،وعندما عاد فتحي إلي المنزل فكر في خطة جهنمية وهي استغلال وإشراك أبن عمه 
معه ،خاصة أن لا أحد يعرفه أو شاهده معه عرض الأمر عليه
فوافق أن يساعد أبن عمه في كشف المستور ،وكانت البداية 
طلب من عبد الرحمن أن يجري مكالمة هاتفية بأضعف شخصية وهو بلال خاصة انه يمتاز بالغباء ،ويقول له أنا مرسل لك من الرجل الكبير (الشاطر)فرح بلال بالمكالمة ، ثم استطرد الحديث عبد الرحمن انصت إلي جيدا ،ولا تحكي لأحد عن هذه المكالمة وخصوصا وفاء ،وإلا سيغضب عليك مولانا وأنت تعلم مدا وشدة غضبه ،رد بلال نعم اعلم ، أنا كلي اذان صاغية قال له من الآن أوامرك ستأخذها مني ، كما 
نريدك أن ترصد لنا تحركات الراعي ووفاء لحظة...بلحظة ، دون أن يشعر بك أحد ،وراتبك سيصلك عن طريق وفاء كالعادة ثم إذا أمرتك وفاء بشئ قول لها حاضر وقبل أن تفعل
بلغنا بالأمر ،رد بلال علم وسينفذ لكن حدث اليوم شئ ،قال ماهو فحكى له عن الجلسة التي كانت بينهم بالكافيتريا ، رد عليه نعم نحن على علم بذلك ،اريد منك الجديد بدون تخازل 
وبدون أي أخطاء ،هل تعلم أين يقابل الرجل الكبير وفاء ، في الأمور الهامة والخاصة بشغلنا ،قال نعم أمام مجلس أتحاد الكتاب ،قال عظيم وماهي العلامة قال سيارة سوداء بالوحات معدنية تحمل اربع ارقام متشابهة ،قال السيارة تغير لونها إلي اللون الاحمر ولوحات بأرقام أربع مختلفة هما كذا ،
سمعت ماقلته أجاب نعم سيدي قال غدا فى الساعة الخامسة مساء سأنتظرك فى هذه السيارة أمام مجلس أتحاد الكتاب ،
لا تتأخر وحينما تعبر الطريق لا تنظر حولك واصعد إلى السيارة مباشرة ،رد بلال علم يافندم وفى اليوم التالى ،جهز فتحي أبن عمه ببدلة ذات فخامة لا يرتديها إلا رجال الأعمال 
والساسة والأعلام واستأجر سيارة بذات المواصفات التي ابلغ بها بلال ،وتنكر في زي شوفير وجلس على مقعد القيادة 
وبالفعل أتى بلال في الميعاد وصعد إلى السيارة وانطلقا فتحي إلى المكان المتفق عليه ،لن يتكلم عبد الرحمن طيلة الطريق حتى إن وصل فتحي إلي طريق (مصر اسكندريه الصحراوي)وعنده وقف أمام بنزينة لأحدا الاستراحات على الطريق ،قال عبد الرحمن كيف حالك ياأخي بلال ،تلجلج بلال 
بخير والحمد لله يامولانا وشعر أنه أصبح من المقربين ،بل أن 
الدنيا زهزهت له ودخل من اوسع ابوابها إلي جنة مولاهم ، 
ثم سرد في الحديث عبد الرحمن ماذا تعلم عن اعمالنا ؟
قال أعلم أننا نستقطب بعض الكتاب والشعراء لنشر فكر الجماعة بعد نبذها فالجميع يقول انها (جماعة محظورة) ونريد إرجاع فكرها الي ما سلف ،من خلال المحافل الثقافية والندوات الشعرية بدس هؤلاء الكتاب وهؤلاء الشعراء مع بعض الإعلاميين من الجنسين لنشر الفكر الأخواني من خلال 
الثقافة المزيفة المغلفة ب سم الأخوان للسيطرة والهيمنة على 
المواطن والشارع ،قال عظيم يبدوا أنك مذاكر كويس جداً ،
ابتسم بلال ابتسامة أضاءت وجهه لدرجة الأحمرار ، اكمل يا اخ بلال ،استطرد الحديث قائلا أيضا جذب بعض رجال الأعمال اللذين لديهم مشاكل مع النظام ،للأنفاق على الحملات والدعاية الإعلانية والجوائز للرواد اللذين يقبلون علي هذه المحافل وتلك الندوات ،وابتذاذ بعض الشرفاء من 
الوسط الأدبي اللذين يقفون عقبة فى طريقنا ،برافوا اخي بلال اجزت وأنجزت،اليوم أنت أصبحت لدينا أهم رجل فى مجموعة وفاء،ونريد منك الحيطة والحذر كما أبلغتك أمس 
مع كتابة تقرير يومي بكل شئ ترسله عبر الواتس ثم تحذفه 
بعد ذلك هذا التقرير يكون بأسماء من يتعاون معنا ومن يرفض ، 
من كتاب أو شعراء أو أعلام ،وهنا سنعود من حيث أتينا ، أثناء العودة طلب بلال أن ينزل برمسيس لكي يركب القطار 
العائد إلى (دمنهور)وبالفعل توجه فتحي به إلى المحطة.

#ـــــــ@فتحي أبو طاحون.
                   انتظروني في الحلقة القادمة بإذن الله تعالى 
                مع الأثارة والمتعة وحكايات مستشفي الدكتور 
                         والعاشق الولهان (محمود).

الثلاثاء، 26 أغسطس 2025

قصيدة تحت عنوان{{ عِطــــرُ الشّهيــــد}} بقلم الشاعرة الفلسطينية القديرة الأستاذة{{ وفــاء فــلاح}}


 عِطــــرُ الشّهيــــد..... 


قـــد فـاضَ عِطرٌ للشهيــدِ كأنَّهُ
وَحــيٌ يُحلِّقُ في المدى ويَسودُ

ويعـــــودُ بالأرواحِ يُنبتُ صَبرَها
 فــكأنَّمــــا غَيثٌ هناكَ يَجــودُ

 جنّــــــاتُ عدنٍ أُزهرت لجزائهِ
فيها الخلـودُ وفي الثرى تمجيدْ

دمُــهُ الســّراجُ و للكرامةِ باعِثٌ
ويُجِـلُّــــهُ التكبيـــرُ والتحميــــدُ

يُحييــهِ فجرُ الحقِّ في أعماقِنا
لا ليــلُ بعدَ النورِ، كيفَ يَعودُ ؟!

هـــوَ مــا تحاشـــاهُ الفَنـــاءُ و إنَّهُ
في كـــلِّ قـــلــبٍ نابضٍ مَوجودُ

هــــوَ نورُ أمّتنــا إذا حَلَّ الدُّجَى
وهـــو الخلـــودُ وغيثُـهُ ممــدودُ

إنْ غـــابَ مِـنّـا في التُّـرابِ فإنَّهُ
عَـهــــــدٌ لــدى آمالِـنـــــا معقودُ

يُصغــي الصَّعيدُ إلى دَمٍ متدفِّقٍ
فيُعيـــــدُ ســـرَّ اللهِ حيثُ يقـودُ

ما مـــــاتَ، بل إنَّ الخلائقَ كلَّها
فـــي ثَوبِــــهِ خَيطٌ ، عليهِ شهودُ

يَمشــي على أهدابِ كَونٍ خاشعٍ
والكـــــونُ نــادٍ ، والدماءُ سُجودُ

وبروحـــهِ الأفلاكُ نشوى إن بَدا
وكأنّـهـــــــــا وَردٌ زَكَــــــــاهُ وُرودُ

ويظـــلُّ في عينِ الزمانِ قصيدةً
الشّمــسُ تشدوها ، فطابَ نشيدُ

يسقي ترابَ الأرضِ معنى قُدسِها
وكأنهـــا مَـجــــدٌ بِــهِ مَـحــدودُ !!

تسمــــو بهِ أُمٌّ دَعتـــــهُ إلى الذُّرا
ويُـجِـلُّـهــــــا المفقـودُ والموجودُ

لا عيــــنَ تبكيـهِ سوى من فرحَةٍ
طـــافت بنا الأرواحُ، حانَ صُعودُ

نِعْــمَ الوجــــوهُ إذا تبسّــم ثغرها
وازدانَ من عطـــرِ الجِنان شهيدُ

      وفــاء فــلاح
وفاء نجمة السماء
فلسطين 🇵🇸.. غزة

قصيدة تحت عنوان{{ يَا حُرُوفَ إلَّابْجَدِّيَةِ اشْهَدِي}} بقلم الشاعر الفلسطيني القدير الأستاذ{{خليل أبو رزق}}


من ديواني نبض قلبي بين الأوراق الجزء الثالث خاطرة بعنوان " يَا حُرُوفَ إلَّابْجَدِّيَةِ اشْهَدِي " كلماتي وبصوتي واختيار الفيديو مني أنا الأديب الفلسطيني أ/ خليل أبو رزق  . 
يَا حُرُوفَ إلَّابْجَدِّيَةِ اشْهَدِي 
هِيَ مَنْ زُلْزَلَتْ مَشَاعري 
وَكُلَّمَا مَرَّ طَيفُهَا فِي خَيَالي
زَادَ شَوْقِي إلَيْهَا وَاشْتِيَاقي 
وَزَادَتْ فَرْحَتي وَسَعَادَتي
وَأَصْبَحَتْ الذِّكْرَيَاتُ تَسْرِي في دَمِي وَكِياني 
عِنْدَمَا عَشِقْتُها كَانَ أَجْمَلَ يَوْمٍ فِي حَيَاتِي 
أَعْلَنْتُ فِيه جَدِيدَ مِيلَادِي 
وَنَقَشْتُ اسْمَهَا في دَفَاتِرِ أَشْعَاري 
وَكَتَبْتُهُ في جَمِيعِ أَوْرَاقي 
حَتَّى تَعِبَ قَامُوسُ الْحَبِّ مِنْ كَلِمَاتِي 
هَمْسُ حُبِّها يَزِيدُ مِنْ آهَاتي
وصورَتُها تأتيني في مَنامي
كَمْ أَتَمَنَّى أَنْ تَكُونَ قَدْرِي يَوْمًا مَا لِاحْقَقَ مَعَهَا جَمِيعَ
أمْنِيَاتي وَأَحْلَامَي 
هِيَ البَلْسَمُ الشَّافِي 
وَهِيَ عِطْرُ الْوَرْدِ فِي أَنْفَاسِي 
مَكَانُهَا فِي القلبِ بينَ أَحْشَائِي 
لَنْ أَتَخَلَّى عَنْهَا طِوَالَ حَيَاتي 
وَسَأكون لَهَا الصِّدِّيقَ وَالْحَبِيبَ الْغَالي  

خليل أبو رزق  / فلسطين  . 

قصيدة تحت عنوان{{سيسألنا أحفادنا}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ {{سليمـــــــان كاااامل}}


سيسألنا أحفادنا....
بقلم // سليمان كاااامل
************، *********، ***
هبوا واملأوا.......الأسماع فخرا
ثقلت أبداننا........أكلاً واجترارا

أيقظوا النُوَّام.........كسلاً وجبناً
أخبروهم أننا.............نريد ثارا

ضاع الشجب.....والندب هباءاً
يا أمة بين...........العالمين عارا

سوف يسألنا...أبناؤنا وأحفادنا
يومها يكون.........حديثهم نارا

أمازلتم هنا.....نائمون خامدون
والعدو أجرى.....دماءكم أنهارا

واستباح الأرض..والعرض معاً
والضعفاء شيوخاً.....أو صغارا

قوموا وانفضوا....عنكم الخزي
عزة المسلم........يحيا انتصارا

ألم تستحوا يا..........أمة كثرت
تعدادها تخطى...نصفاً ومليارا

وعدو لم...............يبلغ النصاب
نصفهم فرَّ.....والباقي استجارا

إنها حياة......يا أمتي سنحياها
أفلا نختار.......الشهداء جوارا؟

أخبروا الدنيا........لم يمت دين
حُماته رجال....وبأسهم إعصارا
************************
سليمـــــــان كاااامل... الثلاثاااء

2025/8/26 

خاطرة تحت عنوان{{غيابك ياانا}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{أبو عمار}}


غيابك ياانا 
يؤذيني ،،
في غيابك تتسارع 
دقات قلبي 
ويهزني الحنين ،،
في غيابك 
اهرب من كل شيء 
حولي 
للبحث عن مكان 
هادئ يأويني ،،
في غيابك 
أشعر أنني في عالم 
غريب لايشبه 
عالم كنت أنت فيه ،،
في غيابك 
يرافقني قلمي 
وكأنه يواسيني من 
خلال كتابته 
بعض السطور التي 
تحمل في 
طياتها لحظات 
وذكريات بيننا من 
الصعب نسيانها 
حتى وان مر عليها 
زمن طويل .

أبو عمار 

العراق.... 

قصيدة تحت عنوان{{ أنا لم أعلم}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{موسى العقرب}}


 أنا لم أعلم


أنا لم أعلم عن حبك شيء
أنا لم أكتب إلا سطور
لم أعلم أن حبك يختالني
لكنني اعلم بأمواج البحور
لم تكن أوراقي إلا زورق
يحملك بعين حور
أنا لم أكتب متعمدا
لافضح قلبي
لكنني كتبت مثل عصفور
اقرأ بنبضي حكايتي
تصرخ آهاتي بكل الدهور
الليل يمزج اشعاري
وقلبي كطفل تائه يلف ويدور
أنا لم أعلم أنك لص بارع
يسرق أحلامي بلا دستور
قصتي لم تبدأ بعينيك
والحرف جر خلفه السطور
آه لو تعلمي كيف أكتب
آه لو تري رعشة الحضور
أراك دون عيني
وعيني تخترق السور
أنت اسطورتي التي أكتبها
جالسة بقفص الصدور
خلف الضلوع خافقت النبض
محور الحديث المستور
أنا لم أعلم عن حبك شيء
لكن قلبي تعلم لأجلك يثور
مرة يهذي ومرة يتغزل
ومرة أراه بالشوق إليك
مكسور كأنه بلور 
يال قلمي المتهور البوح
حكايتي
وحكايتي كل من تقرأتها
تنتظر الدور

موسى العقرب
إبن العراق

خاطرة تحت عنوان{{علمك}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{فيصل عبد منصور المسعودي}}


 علمك


------

علمك سيدتي

أبجدية ألاخلاق

لم يعلمك الغدر

والنفاق

لم يزرع فيك

النرجسية أو الأنا

لا تلوميه أن أحببتيه

كذلك أزرعي

بضناك ما تعلمتيه

هكذا تكوني من الندرة

ويحاول علية القوم

التأسي فيك

دعيه يرحل أن أراد

الرحيل

أحسبيه سراباً

أو وافاه الآجل

الآن

لاتنحني

فصلاة الميت

لا ركوع فيها ولاسجود

نذرف الدمع لحظة

المواراة

ونهيل على الرأس

التراب

لا أظنه ترفاً سيدتي

نتحمل

لكن فقط لتستمر الحياة

بقلمي

فيصل عبد منصور المسعودي

قصيدة تحت عنوان{{ياأبو فهد}} بقلم الشاعر السوري القدير الأستاذ{{المستعين بالله}}


*ياأبو فهد*

    ماعاد فيها شعر 
    ولافيها نثر،،، 
    بعثرت الذاكرة 
    طلتك الجميلة*
    
    وقف رمش عيني 
    فاقد الوعي،،، 
    ياقدره الله وش 
    الهيبة الخميلة*
    
    العيون كنها عيون 
    أجمل ظبي،،، 
    والرمش  يعزف 
    عليها   ألحانه*
    
    والخد مشمش 
    توه مستوى،،، 
    وشفايف كرز
    عنابي الفصيلة*
    
    والشعر كستنائي 
    معجون  بالدم،،، 
    ياحلو الكستنايي 
    لا فليت جديلة*
    
    وباقي تفاصيلك 
    معها غاب الوعي،،، 
    راحت وتركت 
    للخافق عويله*
    
    وين ياوجه الخير 
    مضارب أهلك،،، 
    أجزيهم حمر النعم 
    والخيل الأصيلة*
    
    تستاهل يابعد 
    الحاسد لقلبك،،، 
    بحزنه يتمردغ
    كل ليلة،*
    
    ياابو فهد الحق  
    يانعم الخوى،،، 
    أنا طريح الغرام 
    من ذي الليلة*
    
    يافرخ شيهان 
    صيته عليِّ،،، 
    لاتتركني صويب  
    فاقد الحيلة*
    
    عشاك كبشين 
    ياابو فهد،،، 
    لفزعتك والثاني
    لذيك الجميلة*
    
    وأنا خافقي
    يحن ويلتوي،،، 
    ليت صويحبي 
    غيباته قصيرة*
    
    وابشرك ياالغزيل 
    بحج  معي،،، 
    وأرويك من زمزم 
    النهار وليلة*
    
    أنت تصلي وأنا
    ادعى ربي،،، 
    يجعلك في الجنة 
    يوم القيامة*
    
    تدري حظي من 
    الحور سبعين،،، 
    وأنت العريف 
    وقائد العيلة*

    بشفاعة أدعج العينين
    حبيبنا النبي
    عطا الواحد الرحمن
    مافيه حيلة
    
    بقلمي،،، 
غريب الدار العربي 
    *المستعين بالله* 
/1444/1447

/2022/2025 

مقال تحت عنوان{{الفرد والمجتمع: جدلية الحرية والانتماء}} بقلم الكاتب العراقي القدير الأستاذ{{أحمد الموسوي}}


“الفرد والمجتمع: جدلية الحرية والانتماء”

يولد الإنسان فردًا فريدًا، يبحث عن ذاته، ويجتهد في صياغة معنى خاص لحياته. لكنّه في الوقت ذاته لا يتفتّح إلا بين الآخرين، حيث اللغة التي يتعلّمها من أفواههم، والقوانين التي تحميه من جور بعضهم، والمعنى المشترك الذي ينمو من عيونهم وسلوكهم. في لحظةٍ صغيرة كوقوف رجل ليفسح الطريق لعجوز في طابور المخبز، أو شابة تمسك الباب لمن يليها، أو أم تُسكت ابنها احترامًا للناس، تتجلّى حقيقة العلاقة التي شغلت الفلاسفة منذ القدم: من أكون أنا حين أكون معكم؟ وهل تكفيني حريتي إن لم تجد صدى آمنًا في وجوه الآخرين؟ إنّها جدليةٌ بسيطة في ظاهرها، عميقة في جوهرها: أن أحفظ فرادتي دون أن أنقض خيط الانتماء.

لقد رأى روسو أنّ الإنسان يولد حرًّا ثم يقيّده المجتمع، وأن الحل يكمن في العقد الاجتماعي الذي يصون الحرية من القهر. واعتبر ابن خلدون أنّ العصبية طاقة الاجتماع التي تحفظ العمران من التفكك، بينما أكّد الفارابي أنّ المدينة الفاضلة لا تُبنى على المنفعة وحدها، بل على الارتقاء بالإنسان إلى كماله الأخلاقي. وفي العصور الحديثة، شدّد هابرماس على أنّ المجتمع لا يكتمل إلا بمجالٍ عام يتكافأ فيه القول، فتُبنى الشرعية بالحوار والاعتراف لا بالقسر. وتحدث دوركهايم عن التضامن الذي ينتقل من آلي يقوم على التشابه، إلى عضوي يقوم على الاعتماد المتبادل، فيما نبّه توكفيل إلى دور الجمعيات الوسيطة في منع استبداد الدولة أو السوق، وتعليم الناس فنَّ المشاركة. أما برلين فقد فرّق بين الحرية السلبية التي تُبقي يد السلطة بعيدة، والحرية الإيجابية التي تمكّن الأفراد فعلًا من الاختيار، بينما دعا راولز إلى اختبار القوانين من وراء «حجاب الجهل» حتى لا تُظلم فئة دون أخرى.

الحرية ليست مطلقًا يُمارَس في الفراغ، بل مجالٌ يتّسع كلما أحسنا ضبط حدوده. أول هذه الحدود هو الضرر: أن تتوقف حريتي حيث يبدأ أذى الآخر؛ فلا معنى لحرية تُخلّف وراءها ضحايا. والثاني هو الاعتراف: أن يكتمل وعيي بوجود الآخر لا كمنافس يزاحمني الهواء، بل كشريك يضيف إلى معنای. أما الثالث فهو العدالة: أن تُصاغ القواعد كما لو أننا لا نعلم مواقعنا في المجتمع، فنختار ما ينصف الأضعف. هكذا تنمو المواطنة: لا كحقٍ مجرّد، بل كنسيجٍ حيٍّ من حقوقٍ وواجبات، من نقدٍ ومساءلة، من حريةٍ ومسؤولية.

ومع ذلك، هناك خطران يهددان هذه العلاقة: الفردانية المفرطة التي تتحوّل إلى تسويقٍ للذات وشعاراتٍ براقةٍ على منصاتٍ تعيش على الضجيج، والذوبان القهري في الجماعة الذي يمحو صوت الفرد ويجعل الاختلاف تهمة والسؤال وقاحة. وقد يقول تحرّريٌّ: إنّ أيّ تصحيحٍ للّامساواة اعتداءٌ على حرية التملّك. والجواب أنّ الحرية بلا عدالة تُعيد إنتاج الامتياز، بينما يضمن ميزانٌ قوامه الحرية والعدالة والاعتراف ألّا تتحوّل الحقوق إلى سورٍ يقصي الأضعف.

الكلمات هنا ليست زينةً عابرة. فهي التي تصنع وجدان الناس وخارطة مشاعرهم. حين نصف المختلف «بعدوّ» نكون قد أعلنا حربًا قبل أن نبدأ الحوار، وحين نصفه «بالشريك» نفتح نافذة للإنصاف. البلاغة إذن ليست حيلة لغوية، بل أخلاق القول: وضوحٌ في المفاهيم، إنصافٌ في الحُجّة، إصغاءٌ قبل الرد. لقد جرّبنا طويلًا ما يفعله التحريض؛ فلنجرب قليلًا ما يصنعه الإنصاف.

وفي زمنٍ رقميّ تتكثف فيه الحياة عبر الشاشات، تصبح الخوارزميات مُحرِّرًا خفيًا لخرائط انتباهنا، تعرض علينا لا «العالم» بل «عالمنا» كما تحبّه أهواؤنا. وهنا يلزم وعيٌ مضاعف: أن يحمي الفرد خصوصيته ويشكك فيما يستهلكه من أخبار وصور، وأن يسنّ المجتمع قوانينَ تُسائل المنصات وتكشف آلياتها، وأن يربّي أجياله على التفكير النقدي قبل التصديق. فاقتصاد المراقبة يحوّل التفاصيل اليومية إلى بياناتٍ قابلةٍ للاستثمار، وإذا لم نحصّن المجال العام بالشفافية والمساءلة تراخت حرية الأفراد وتشوهت إرادتهم.

وقد يسأل قارئ عملي: وماذا بعد الكلام؟ الجواب أنّ القضايا الكبرى تبدأ من التفاصيل الصغيرة. أن تُحسن الاصطفاف في الشارع جزءٌ من العدالة، أن تمنح زميلك الخجول فرصة للكلام ممارسةٌ للاعتراف، أن تُراجع معلومة قبل نشرها دفاعٌ عن المجال العام، أن تدفع ضريبتك وأنت تعلم أين تُنفق صيانةٌ لعقد المواطنة. هذه ليست مواعظ أخلاقية، بل هندسة دقيقة لبيتٍ نتقاسمه جميعًا.

وأحبّ أن أرى المجتمع كحبلٍ مجدولٍ من ثلاث خيوط لا يقوم أحدها بلا الآخر: حريةٌ تفتح الباب للمبادرة، وعدالةٌ تُقوّم المصالح وتمنع التغوّل، واعترافٌ يُثبت الكرامة في الوجدان قبل أن يُثبتها الدستور. فإذا شددنا على خيط واحد فقط انقطع الحبل عند أول عاصفة. التوازن فنٌّ نتعلمه يومًا بعد يوم، كما نتعلم الكتابة: بخطوطٍ واثقة وأخرى مشطوبة على الهامش.

وفي الختام، الفرد لا يكتمل إلا بالمجتمع، والمجتمع لا يتماسك إلا بالأفراد الأحرار. تربية الذوق المدني، وصون القانون، وتنمية الحس البلاغي، واليقظة الرقمية ليست محاضراتٍ جامعية، بل وصايا حياة. علينا أن نحرس العقد الذي بيننا بأفعال تُرى قبل أن تُكتب، وبكلماتٍ تُصلح قبل أن تجرح، وبقناعةٍ بسيطة: أننا لا ننجو فرادى، ولا نرقى إلا معًا.

✍️أ.د.أحمد الموسوي
جميع الحقوق محفوظة للدكتور أحمد الموسوي 
بتأريخ 08.25.2025

قصة قصيرة تحت عنوان{{مدينة الطماعين}} بقلم الكاتب القاصّ المصري القدير الأستاذ{{ماهر اللطيف}}


مدينة الطماعين

بقلم: ماهر اللطيف

استفقتُ باكرًا كعادتي يوم الجمعة على صياح الديكة، متبوعًا بأذان الفجر المنبعث من صوامع جوامع المدينة في هذا الشتاء القارس. توضّأت، هيّأت نفسي، تطهرت، ثم قصدت الجامع لأداء الصلاة كبقية الناس هنا لما في ذلك من أجر وثواب.

ما إن وطأت قدماي الشارع حتى ابتسمت فجأة. توقفت في مكاني، استغفرت الله، حوقلت، قرأت ما تيسّر من القرآن، ثم أغمضت عينيّ علّي أفسخ تلك الصور التي كانت ذاكرتي تعرضها عليّ تباعًا.

لكن المشهد لم يشأ أن يغادر مخيّلتي، رغم كل محاولاتي.

ذلك المشهد الذي رواه لنا الأجداد، وحدث في هذه المدينة منذ أكثر من نصف قرن. مفاده أنّ أهل "مدينة الطماعين" ـ كما صار يُطلق عليهم بعد تلك الحادثة ـ وجدوا في مثل هذا اليوم، بعد صلاة الفجر من يوم الجمعة، أوراقًا كثيرة معلّقة في كل مكان. أوراق لافتة لا يمكن تجاهلها أو المرور دون قراءتها. وقد كُتب عليها:

"موعدنا اليوم في الغابة، على الساعة العاشرة صباحًا يا أهل المدينة. الحدث هام ،لا يمكن الغياب عنه. سنستخرج كنزًا ثمينًا اكتشفناه بعد سنوات من البحث والتنقيب، يكفي للجميع ويجعلهم أثرياء إلى يوم الدين. سنقسم ما بداخله بالتساوي مع الحاضرين فقط، فمن غاب غاب سهمه. نرجو إبلاغ الجميع حتى لا نستثني أحدًا أو نحتقره. والله وليّ التوفيق.

الإمضاء: فاعل خير."

انتشر الخبر انتشار النار في الهشيم. تسلّل بين الناس كالنَفَس الخفي. هرعوا إلى الغابة صغارًا وكبارًا، رجالًا ونساءً، بملابسهم كيفما اتفق. تجهّزوا بالحقائب والأقفاف، وتباروا في حبك الأحلام وتشييد المشاريع المستقبلية...

لكنهم فوجئوا بأعوان الشرطة يحاصرون المكان ويمنعون أي أحد من الاقتراب، في انتظار قدوم النيابة العمومية والهياكل المختصّة. اكتمل النصاب وحضر الجميع. تضاعف المنع، وأُحكم إغلاق المكان، فيما اختفى المسؤولون عن أنظار العامة، وتوجّهوا نحو "الكنز" لحضور مراسم استخراجه. عندها بدأ الحاضرون يزمجرون، يسخطون، يهدّدون...

فقال شيخ بصوت خافت:

- حتى عند الخير الجماعي يريدون أخذ نصيبهم أوّلًا وترك الفتات لنا، إن تركوا لنا شيئًا.

- (كهل آخر، غاضب) يريدون أكل الدنيا والتسحّر بالآخرة، لا يشبعون أبدًا.

- (شيخ آخر متهكّم، مقاطع بشدّة) يسرقون الأخضر واليابس دون حياء أو خجل.

- (امرأة بصوت مرتفع) حسبي الله ونِعْم الوكيل فيهم!

واستمر الناس في اللوم، التنديد، الشجب، وتبادل التهم. أمّا المسؤولون فظلّوا يحيطون بالمكان، يترقّبون "فاعل الخير" الذي لم يحضر رغم أنّ الوقت المحدّد تجاوز نصف ساعة كاملة. فأمر النائب العام الشرطة بالحفر في الموضع الذي كُتب فوق ترابه: "هنا الكنز على عمق سبعة أمتار بالضبط."

بعد ساعة أو ساعتين -كل حسب روايته- ، أتمّ الأعوان عملهم في الأعماق، لكنهم لم يعثروا على شيء. اغتاظ الجمع، غضبوا، استشاطوا، لكنهم لم ييأسوا، وطلبوا مزيدًا من الحفر. ساعات مضنية مرّت دون نتيجة مفرحة...

وفجأة، دوّى في المكان صوت قهقهة مدوّية أربكت الصمت، فإذا بأحد الضباط يتقدّم بخطى متثاقلة، ضاحكًا، ساخرًا، شاحب الوجه، يكاد يبكي من شدّة الضحك. كان يحمل في يده ورقة بالية، مبلّلة، مهترئة، كتب عليها:

"الطمع والجشع قاتلان. الفقر لا يظلم أحدًا أيها الحالم. أفق من نومك، فقد خسرت كل شيء. هل تبحث عن كنز في أرض نُقّبت في كل شبر منذ عقود بحثًا عن وهم؟ سراب؟ حلم مستحيل؟ بين شعب متواكل، مستهلك، خانع، يائس، يطلب الخير ولا يسعى إليه..."

فكانت الصدمة... الفاجعة... النكبة.

ازدادت وطأتها على من كانوا ينتظرون نصيبهم من الغنيمة، حتى اندلعت مواجهات كادت أن تتحوّل إلى حرب أهلية، لولا أن أُذن للبعض بالاطلاع على بقية الأوراق المنتشرة.

وبعدها رجع الجميع إلى ديارهم ليكتشفوا أنهم وقعوا ضحيّة عملية تحايل منظمة، مُحكمة السيناريو والتنفيذ. أبواب المنازل خُلعت، محتوياتها سُرقت، المباني أُفرغت من الأموال والعتاد وكل غالٍ ونفيس.

هكذا تضاعفت حاجتهم، وازداد فقرهم. حلم الثراء تحوّل إلى كابوس، وانتظار الثرى صار واقعًا مريرًا يترقّب الردم تحت التراب.

ومنذ ذلك اليوم، لم تُعرف هذه المنطقة إلا باسم: مدينة الطماعين.