الأحد، 14 سبتمبر 2025

نص نثري تحت عنوان{{في مثل هذا اليوم، لم يطردني أبي فقط،}} بقلم الكاتب العراقي القدير الأستاذ{{نوزاد الموصلي}}


في مثل هذا اليوم، لم يطردني أبي فقط،
بل طُردتُ من رحم البيت، من ظلّ العائلة، من أمانٍ كان يُفترض أن يحميني. بعدما كنا جالسين علی مٲدبة الطعام نتعشَّی. 
لكن كلماته لم تكن جملة، بل كانت رصاصةً:
"روح ولي من البيت وازقنب من الحاويات مع كلاب الشوارع."

لكنني لم أبحث في الحاويات عن طعام،
بل عن معنى.
جلستُ مع الكلاب، لا كخائفٍ بينها، بل كتلميذٍ يتعلّم درس البقاء.
رأيتُ كيف يمكن أن تُحافَظ على الكرامة حتى في أوحال القذارة.

كنت بلا سقف، بلا نقود، بلا سند.
لكنني كنت أملك كتابًا:
"هكذا تكلّم زرادشت."
قرأته على مقعدٍ مكسورٍ في حديقةٍ موصلية،
تحت شجرةٍ لا تدري أنها صارت ملجأً لفيلسوفٍ مكسور.

لم أقرأ لأفهم نيتشه،
بل لأفهم نفسي.
لم أقرأ لأحفظ أقواله،
بل لأمسك بيده وهو يرفعني من تحت الركام.

في تلك اللحظة، زرادشت لم يكن نبيًّا،
كان أبي الحقيقي.
قال لي:
"من يُطرد من البيت، يُمنح فرصةً ليؤسّس بيتًا من المعنى."

أنا لم آكل من الحاويات،
أنا أكلت من الكتب.
مزّقت الصفحات بأسناني كما تمزّق الكلاب العظام.
ارتويت من الفلسفة، ولو كان ماؤها مالحًا.
لكنني نجوت.

اليوم، في مثل هذا التاريخ،
لا أحتفل.
أنا أعلن الحرب:
على كل أبٍ يطرد،
وعلى كل مجتمعٍ يُصفّق،
وعلى كل دينٍ يبرّر،
وعلى كل أخلاقٍ تعتبرني عاقًا، فقط لأني رفضت إهانة الطرد.

أنا ابن الموصل،
ابن الحاوية، وابن نيتشه.
ابن الشارع، وابن الفكرة.
ابن الطرد، وابن المعنى.

وهذا النص ليس اعترافًا،
بل بيان ثورة:
من يُطرد من البيت،
قد يكتب يومًا كتابًا،
يُطرد منه الآخرون.

بقلم 
نوزاد الموصلي 

ٲربيل ـ كوردستان العراق 

السبت، 13 سبتمبر 2025

قصيدة تحت عنوان{{رميت بالمحبة}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{عباس كاطع حسون}}


 رميت بالمحبة


أيا نبعَ المودةَ والجمالِ
ومهداً للسماحةِ والكمالِ

شكرتُ اللهَ أنَّكَ صرتَ خِلّي
فلستَ تغيبُ عن فكري وبالي

فهلْ تدري بأنّكَ صرتَ منِّي
قريباً لست أبْعَدَ من خيالي

ألا تعلمْ بما قد كانَ منّي
وتعلمُ ما دهاني أو جرى لي

ألا تدري بما فعلتْ بحالي
ليالينا فما اقسى الليالي

ولكنّي سلكتُ الدربَ حبّا
بآياتِ الغرامِ وبالجمالِ

رُميتُ بالمحبةِ منذُ صغري
وليداً لا أعدُّ منَ الرجالِ

ولمْ أحسنْ مغازلةَ الصبايا
ولمْ أعلمْ بما يجري بحالي

ولمْ أسلكْ طريقَ الحبِّ طُراً
ولمْ أْعرفْ يميني من شمالي

ولا في القطعِ لي باعٌ وفهمٌ
ولا في الوصلِ أفهمُ والوصالِ

ولكنّي وإنْ أرهقتُ نفسي
تعلمتُ الدروسَ ولمْ ابالي

عرفت العاشقينَ فصرتُ منهم
خبيرٌ في المحبةِ والجمالِ

بقلمي
عباس كاطع حسون /العراق

خاطرة تحت عنوان{{ارتقاء}} بقلم الشاعرة التونسية القديرة الأستاذة{{فردوس المذبوح}}


*ارتقاء*

حين تمشي
لا تكسرْ قيود الخطو
فخطواتك قد تقودك إلى مالا ترى
ولا تنحنِ في سيرك
إن طوّحتك الرّياح
واجهتك العواصف والأنواء
وإذا تكلّمت
تسلّق سلّم المعنى
وارتقِ بساط الخيال
واجعل من اللغة قصرا
لا تُغلَقُ أبوابُه أبدا
ودعْ صوتك مثل الشّرار متّقدا
يرتعد له الكون
ويصنع من حروفه
صواعق جبّارة
تُسقط نجوم السّماء
وانظر بعيدا
هناك حيث تولد الشّمس
وتمنح العالم ضوءا
وشاركها الاحتفال
والانتصار على غياهب الظّلمة
وعلى الليل الّذي اختفى.

                        فردوس المذبوح/ تونس 

قصيدة تحت عنوان{{ألا عودي}} بقلم الشاعر المغربي القدير الأستاذ{{محمد الدبلي الفاطمي}}


ألا عودي

ألا عودي فقد تعبتْ جُهودي
وضاقَ العيشُ في وسط القــــرودِ
بكى الإبداعُ في وطني سنيناً
وسال الدّمعُ من فوق الخُـــدودِ
وطلّقتِ المـــدارسُ كلّ نهجٍ
يفكّرُ في الخـــلاصِ من القـــيودِ
فعــــودي يا منارَ الفكر عودي
وجودي بالحضارة في الوجـــودِ
أحبُّ السّير نحْو الشّرق فجراً
وفوقَ عمامتي مـــجدُ الجـدودِ

أفتّشُ عنْ خيالكِ في خيالي
وأسألُ عنكِ منْ سهروا اللّيـــالي
ذهبتِ ولمْ تعودي منذ عهْدٍ
تتكـــــلّلَ بالرّفيعِ منَ الخـــصالِ
وكنتِ من العذارى في عصورٍ
لك الشّــعراءُ غنّوا بالجـــمالِ
رموْكِ بعُقمِ فهمكِ كانَ جهلاً
وساموكِ المـــهانةَ في الفـــعالِ
وأنتِ من البهاءِ أراكِ شمساً
أشعّتُها استقرّتْ في خيــالي

لساني لمْ يعدْ يجدُ الرّفيقا
وقد كرهَ الرّكاكةَ والنّهــيقا
وذهْني طالهُ الإرهاقُ لمّا
أضاعَ الفـــقهَ وافْتـــقدَ الرّفيقا
تعثّرَ في التّعلّمِ منْ زمانٍ
كأنّهُ في الكرى أضحــــى غَريقـا
وحولهُ في الورى أعجازُ نخلٍ
ولغْوٌ في الشّــــفاهِ غدا نَقـــيقا
فيا لغةَ العـــــروبةِ أينَ أنتِ
فنحنُ اليومَ أصبـــحْنا رقيـــقا

طغى التّدليسُ وانتشر البغاءُ
ومن رحِمِ الغـــــباءِ أتى الشّقاءُ
تعثّر كلّ ذي رأيٍ وفــــــهمٍ
وفي أحشائنا انتـــــــــحرَ الوفاءُ
نفـــــكّرُ في التّآمرِ كالأفاعي
وسمُّ الغدرِ ليــــــس له دواءُ
تغوّلتِ السّياسةُ في بــــلادي
وثارَ الجنسُ فانتــفضَ النّساءُ
وزغردتِ الرّذيلةُ في بيوتٍ
بها الأخلاقُ طلّـــقها الحياءُ

دعوني بالغباوةِ أسْتـــــــعينُ
فمثلي يستـعينُ ولا يــعينُ
أقبّلُ في الرّؤوسِ مع الأيادي
لأنّي في الورى عبدٌ هجـــيـــنُ
وصرتُ إذا أصابتني خــــطوبٌ
شعرتُ بأنّني بشـــــرٌ لعـــــــينُ
وما ذنبي سوى أنّى أصيلٌ
وأنّـــــي بالتّـــــلاعب لا أدينُ
ألا عودي إلى وطني فإنّي
بحرفكِ في المعارفِ أستــعينُ

طموحي بينكمْ أضحى أسيرا
وشعري عندكم أمــــسى شعيرا
تريدونَ الرّعاعَ ولستُ منهمْ
لأنّي ما استطعتُ بأنْ أصــــيرا
رفضتُ المدحَ في نظْمي انتهازاً
وفي خلدي أحاولُ أن أطـــــيرا
أفتّشُ في الحروفِ عنِ المعاني
وأرسمُ ما أراهُ لنا مصــــــــــيرا
وأعلم أنّني عبدٌ ضعيفٌ
وعبد الله من ملكَ الضّـــــــميرا

رغيفُ الشّعر يُخبز للعبادِ
ليدفعَ بالعــــــقولِ إلى الرّشادِ
يقودُ الطّامحينَ إلى ارتقاءٍ
بنظمٍ تستجـــــيبُ لهُ الأيادي
ويسقي أنفساً بزُلالِ مــــاءٍ
فتــــــشربهُ القرائحُ كالجيادِ
وَتزهرُ حينها الأفـــــكارُ فقهاً
يداوي من أصــيبَ من العـــبادِ
وإن نحنُ اعتبرنا الشّعرَ رجْساً
سنغرقُ في الهراءِ وفي الفسادِ

محمد الدبلي الفاطمي 

قصيدة تحت عنوان{{اين المسير}} بقلم الشاعر الفلسطيني القدير الأستاذ{{محمد رشدي روبي}}


 اين المسير

        اين المسير وذاك الرماد
        يسكن تشققاتها القدم..؟
            نلهث نحو الرغيف
             كأنه  قمر الخريف
          يهرب من شعاع الضوء
              ويتبعه الرصاص
           ويلحقه لهب مخيف

      اين المسير وذاك الرماد
       يسكن تشققاتها القدم..؟
        صهاريج الأنين تقرع
        طبول الموت و العدم
      ترسمنا  على جبين الحياة
     اغنية ركيكة الأوتار والنغم

         المقابر تكتب قصتها...
    فصول أخيرة، لتبدأ من جديد
         تأكل كل شاهد وفقيد 
        العنفوان لن يقتله التأني
    وهذا الجوع يصرع  كل وليد

        ايها المكلومين في زمن
       الظلال والتآكل والتعب
         ايها البؤساء من لكم
        غير الدعاء واستقبال
            الثكالى واللهب...!

        وانت ايها الشامخ فينا
         ايها المعذب يا وطني
          يا من تسكن الأماكن 
            والمرافق والدماء 
           وهذه المنافذ والألم
           وذاك الهواء  الصلب
           وتلك حمرتها السماء
         ترجل فينا ..دعنا نقارع
            ما تبقى من اجلك
         نقاوم بالجوع والدموع
          نحمل سيوف خيبتنا
             نطعن كل ما فينا
             ننهش جل ما فينا
            يالها من حرب تأكل
            حلو امانينا وتردينا

             متى الترجل ايتها
              الضمائر المغيبة
             متى نعتلي المنابر
             بالأعذار والأبتهال....؟
              هيهات ان نعتلي
              ما تهدم وما زال...
              هيهات ان يصحو
               ذاك العربي من
                مضاجع النغم
          إتلوا عليَّ ايها العربي
        صيحات العروبة بصمت
     اكتب أغاني الثائرين بصمت
      واسكبوا فتاوى مشايخكم
      على رمضاء العتاب والندم
         ليتكم خلقتم من اوتار
          ليتكم خلقتم من عدم
         ليتكم بقيتم رعاة للغنم
         ليتكم ما قرأت التاريخ
          وما اعتبرتم من قيم
         اين المسير وذاك الرماد
         يسكن تشققاتها القدم..؟

بقلمي/محمد رشدي روبي
فلسطين..غزة

قصيدة شعبية تحت عنوان{{طبع الخسيس}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{نور الدين محمد}}


 ((طبع الخسيس))


ضربت يوم الودع 
قالولي بلاش منه

زهرك  حجر مقلوب
أنت فى غنى عنه

ياما رجيت تعدله
ورجاك خاب ظنه

طبع الخسيس كدا
لازم تدوق سمه

مهما سقيته عسل 
الغدر دا  ف دمه

ينكر خيرك عليه
وزادك مالي فمه

ثعبان لو نوى يلدغك
يلدغ ولا يهمه

راضع من صدر الخساسة 
وناكر لبن أمه

أرضه تطرح خباسة
وريح طرحها تشمه

خلاص ياصاحب الودع 
بكيتني على حالي 
خدعني عم العشم
وباع بالرخيص غالي
زرعت في أرضي الخير
وماخطرش على بالي
يجي يوم الحصاد
ألاقي  مخزني فاضي
وفى الأخر انا المتهم
والكل عمل قاضي
الله يسامحك يازمن
وبحكمك أنا راضي

قلم/
نور الدين محمد (نبيل)
١٣/٩/٢٠٢٥

نص نثري تحت عنوان{{أفكار متناثرة}} بقلم الكاتب اليمني القدير الأستاذ{{عبدالحبيب محمد}}


 ،،،، أفكار متناثرة،،،،، 


سهرتُ الليل،
تُحدثني أفكاري المتناثرة
في وديان الخيال الشارد. 

أُصغي إلى همسات الظلام الدامس،
وهو يمحو ظلي بالسواد القاتم،
والتلال من حولي
تبدو وكأنها تتقيأ دماً،
وكأن شيطاناً ماردًا قد طغى عليها.
الدقائق والثواني
ثقيلة بطولها،
تحتسي أفراحي وأحلامي،
وتقودها بعيدًا.
في ظلامٍ
يفيض بالأشواك،
وفخاخ المآسي،
يبدو كأنه طاغٍ
يحمل في قلبه حقدًا،
ويستمتع بأنين الأمسيات الوجعى.
تجولت أفكاري
بين سطور الخيال،
تبحث عن ضوءِ حرفٍ
أو كلمةٍ أكتبها،
لتبعث الأمل في نفسي،
وكلي شغفٌ لا ينضب.
جالت تلك الأفكار
تبحث في أدراج،
وعلى رفوف الهواجس،
وفوق أكوامٍ من الكلمات المؤلمة،
التي تعكس مرياها
صور الآلام والخيبة.
في خضمّ هذا الزحام
من الكلمات المتناثرة
على سفوح الذاكرة والخيال،
كنت أحي لأفكاري تجاهلها،
لكن،
كلما تجاهلتها
وجدتها أمامي مرةً أخرى،
وكأنها تُصرُّ
إلا أن تعترض مسار أفكاري،
وتترك فيها أثرًا. 

هنا،
استجمعتُ الأفكار الضائعة
على سفوح الخيال،
وعدنا. 

ونظرتُ إلى النجوم في السماء
لتروي لي قصصها،
فإذا هي قوافي من نور،
أضواؤها تشكو مثلي
من دخان الرماد الصاعد،
ولكنها،
ورغم ذلك،
ما زالت تلمع،
رغم الغبار
الذي تثيره زوابع المكائد. 

وكأنها تقول لي:
حتى وإن خنقنا الرماد،
فنحن خُلقنا لنُضيء
بقلمي عبدالحبيب محمد 
ابو خطاب

قصيدة تحت عنوان{{الشعرُ سيّدُ الأعمَاقِ}} بقلم الشاعر التونسي القدير الأستاذ{{عزالدين الهمّامي}}


الشعرُ سيّدُ الأعمَاقِ
***
يَا مَنْ تُرِيدُ الْحَرْفَ، صُنْهُ مُقَدَّسًا 
مَرْكَبُ خُلْدٍ فِي عُيُونِ الْعُشَّاقِ

فَاحْمِلْهُ كَالشِّرْعِ الْمَتِينِ، فَإِنَّهُ
النُّورُ يَسْطَعُ فِي مَدَى الْآفَاقِ

هُوَ الْغَمَامُ إِذَا أَتَى يَرْوِي الثَّرَى 
وَالْقَمَرُ الْوَضَّاءُ فِي الْآمَاقِ

احْفَظْهُ يَا ابْنَ الْحَرْفِ زَادًا لِلْهَوَى 
إِنَّ الْحَيَاةَ بِغَيْرِهِ إِمْلَاقِ

فَالشِّعْرُ صَرْحٌ لِلْخُلُودِ مُهَابَةً 
يُعْلِي الرُّؤُوسَ عَلَى الْمَدَى كَالْأَطْوَاقِ

مَوْطِنُ الْأَرْوَاحِ، مِحْرَابُ الْهُدَى 
فِيهِ الرُّؤَى تُزْهِى كَزَهْرِ السَّاقِي

هُوَ سَيْفُ حَقٍّ يَقْطَعُ الْجَهْلَ الَّذِي 
غَشَّى الْعُقُولَ وَأَرْهَقَ الْآفَاقِ

مَا دَامَ فِينَا حَرْفُهُ مُتَأَلِّقًا 
فَالشِّعْرُ يَبْقَى سَيِّدَ الْأَعْمَاقِ
***
عزالدين الهمّامي 
بوكريم/ تونس 

2025/09/13 

قصيدة تحت عنوان{{أثقلنا الضعف}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{سليمان كاااامل}}


أثقلنا الضعف
بقلم // سليمان كاااامل
***********************
كفانا إدانة..........يا أمة مهانة
رضينا الذل.... وآثرنا السلامة

تآكلت أوطاننا....قطعة قطعة
ونزعم أننا..........فينا الكرامة

أصواتنا تحت... الموائد بادية
وجوهنا سواد.....وبها الندامة

تحدى العدو......جمعنا وهزلنا
فهو لم ير.............منها جهامة

صمت سكون.........جبن تردي
حتى ميَّزَنا.....بالضعف علامة

عُرِفنا بين............الأمم أذناب
وآخر جهدنا......زعم استقامة

نُضرَب بالنعال....صباح مساء
ونعتذر لهم.........نبدي شهامة

وكأن الإسلام......يأمرنا بمذلة
نقدم القربان....ونحني الهامة

ألن نستفيق.....وننظر بأعيينا؟
بعدما ظللت......عيوننا عتامة

وظننا بأن...ص...هيون أخوة
رضعنا وإياهم السلم والأمانة
************************
سليمان كاااامل........السبت

2025/9/12 

نص نثري تحت عنوان{{حالماً بالصراخ والحياة}} بقلم الكاتب اللبناني القدير الأستاذ{{حسين عبدالله جمعة}}


 حالماً بالصراخ والحياة


بقلم حسين عبدالله جمعة

ليس سرًّا، إن أجابتني ذاكرتي وقالت: أجل… لقد تعوّدت الانتظار!
لكنني ما زلت أسأل نفسي: إلى أين يمضي بي هذا الانتظار؟ وماذا أنتظر أصلًا؟

العمر انبرى ومضى… وأنا ما زلت واقفًا على رصيفٍ بارد، يزدحم بالسنوات المهدورة. مرساتي ألقيتها منذ عقود، وكل ما حولي ملَّ صمتي وانتظاري: الأرائك الضيقة، المقاعد الخشنة، محطات القطارات، طرق السيارات، وأجنحة الطائرات... حتى الأشياء بليت، وأنا وحدي ما زلت أرمم الحلم وأدور حول نفسي مثل نحلة تبحث عن رحيق في أرضٍ جافة.

لم أنسَ، لكنني نسيت أنني ضعيف أيضًا…!
ظننتني قادرًا على صنع قوى خارقة لأحلق من جديد، لأجدد الأسماء، وأعيد تدوير الأمل… لكن الانتظار سرقني، والأنفاس غدت ثقيلة، والحشرجات صارت تصفع صدري كل صباح.

أنا الانتظار… أنا الصمت الهادر في عالم أصمّ.
أنا الغريب الخارج عن سباقٍ لا يشبهني…
فهل صمتي هذا ميزة أم لعنة؟
هل هو بقايا قوة، أم مجرّد صورة بالية تُرمى مثل صور البشر حين تبلى؟

لم أعد أميّز.
ما أعلمه أنني تعبت… وسئمتُ هذا الانتظار الطويل.
صرتُ أحلم بمعجزة تكسر جدار الصمت، وتعيد الحواس لمن ظننت يومًا أنهم يستحقون كل هذا العناء.

ليست ندامة، إنما إنهاك.
أبحث عن شجرة وداع، مثل "شجرة كونتا كونتي" على أطراف التيبت، تلك التي تعلّق عليها الأوشحة مع كل رحيل وكل بداية جديدة.
أبحث عن غصن أعلّق عليه صمتي، وأكتب عليه حلمًا جديدًا.

هل هو حلم؟
ربما.
لكن في زمنٍ أكلني فيه الصمت، لم يعد لي إلا أن أبقى:
حالِمًا بالصراخ… حالِمًا بالحياة.
حسين عبدالله جمعة 
سعدنايل - لبنان

قصيدة تحت عنوان{{سأكتب الى الأشجار أحزاني}} بقلم الشاعر الجزائري القدير الأستاذ{{زيان معيلبي}}


 ((سأكتب الى الأشجار أحزاني)) 


بعد الرحيل يزداد الجرح عمقاً 
سأكتب إلى الأشجار  أحزاني  
واجعل من حروفي قصيدةً تغنيها 
طيور  الشوق  في كل وادِ 
وانكِ قصة لم يكتب لها الحياة 
تبقى تسكن بين الضلوع 
إلى المماتِ وأطوي  ذكرك  
من كتابي النسيانِ من وراء
رفوف حلم الذي إنتهى وشاخ 
مع الأيامِ  يبحث عن أنيس عن 
سند وظل يقتات منه ميلادِ 
الجديد تلاشت حـــــــروفي 
وتمزقت  كل أوراقي ورحلتُ 
أنا في صمت  دون إنتظري
إلى من كان يحيا ويسكن  أرضي 
التى إقفرت  وشاخت  من عجاف 
نهر الود الذي جف دون إنذارِ...!!

_زيان معيلبي (أبو أيوب الزياني)

قصيدة تحت عنوان{{الانعزال}} بقلم الشاعر المغربي القدير الأستاذ{{منصور العيش}}


الانعزال 

هي الوساوس تغذيها الهموم 
و يطمس نار العزائم الشؤوم 

و الإقدام لجم الشدائد قابر 
و إن طفت فهو عنها لا يروم 

عذب المنام في تخيل راحة
حول جنبات الذات تحوم 

و النعماء  في الحشايا لها
همس ذو صدى حلو منغوم

ها قد تنسم رنينها الشافي 
فانجلت من حولها الغيوم

قد تؤخذ الحياة من أيسرها 
و عسيرها مصيره ألا يدوم 

أوقات الوحدة للروح بهجة
يثمن فضائلها لسان مكموم 

أي ضير لو هبت عليك أكدار
قد  ترافق  هبوبها السموم

و العاديات الضواري  رسم 
على أجبنة الأحزان موشوم 

قد تلاحقك و أنت عنها غافل 
و في الضلوع وخزها محتوم

فتودعها قهرا مكمن التجاهل 
فينمو و الأيام ضرها المشؤوم 

قد تواسيك عنها ناقدة راحة
ما كدرت لحظاتها آنا غيوم

و السلوان  كما علمت يقال
هو للنفس الشقاء المحتوم

فاجن الحياة من حيث هانت 
لا تبالي لو نال طعمها الزقوم 

فد كفاك من الأنام مر عشرة
من تبعاتها هو القلب مكلوم 

عشرة نحس للمضيعة جالبة
ما أسعد من هو منها محروم

ها قد أرحت كما استرحت
فما عادت تفسد ليلك الهموم.

       منصور العيش 
       طنجة

      09 - 09 - 25 

خاطرة تحت عنوان{{نشازاً}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{فيصل عبد منصور المسعودي}}


نشازاً

-------

ألم يخبرونك يا مليكة

مذ يوم دمعك أنهمر

أصبت بالخذلان

حتى أصبحت كفيف البصر

يا مليكة رفقاً بحالي

أنا الذي يرجو

بين يديك الآن المستقر

القلب مستمر بالعزف

يا مليكه

ألم يخبروك أصبح عزفه

صخب وهذيان

لم تغبيبي عن عيني كثيراً

يوم وليلة

ما الذي يجري لو كان الغياب

شهور أو أيام

هل يصبح العزف نشازاً

قلق يا قلبي هو أم شجار

لكل أنسان ظروفه

ليس في كل الأمور

يملك حق الأختيار

بقلمي

فيصل عبد منصور المسعودي 

نص نثري تحت عنوان{{لا حياة في الحياة}} بقلم الكاتب المغربي القدير الأستاذ{{إدريس سراج}}


لا حياة في الحياة

 

و اليوم كالأمس

ينسل خيط الضوء

من عين الحلم

رحل و لم يترك

خلفه صورا

ذكرى للأمس

لا حياة في الحياة

و غدا كاليوم

لا ننتظر شمسا

تخفف حزن النفس

و لا نجوم تضيء

طريق الأرض 

و سماء الحلم

ھا ھنا الأرواح

تبحث عن نھايات 

تليق بالھزائم الأخيرة

ھا ھنا شمعة 

تتلمس ظلام الروح

و تجاعيد الحروف الخجلى

من قصور البوح

و عراء الفكرة

ذرف الفؤاد دمع حزنه

و انتشر صمت مريب

خلف الحياة

كانت طيور تحلق

في سماء

ليست كالسماء

تسبح في ظل الله

بين أغصان شجرخرافي

تكسوھا أوراق 

ألوانھا

ليست كالألوان

و نحن على قيد الحزن ذاته

نجتر الحياة 

وجبة فاسدة

أنھكھا قيض الخصاص

و نھب الكلاب 

لا مطلب من الغد

الأمس ذكرى حزينة

و الحلم

يترقرق في عين طفل

نسى اسمه

و انتشى بالفراغ

و المساء كھل

مثقل بالخيبات

لم يعد يذكر 

أسماء من رحلوا

أدرد الأحلام

محاط بالفراغ الكبير

لا وجود يشبه الوجود

إلا في ذاكرة 

من أفرط التشبث

بالوجود

تأدب 

في حضرة الجرح

قالھا و غاب 

كان يمسك

بين أنامله سنبلة قمح

كان يدون بھا خيباته

حين اصطفاه الخالق

فارتقى شهيدا

و شاهدا

على كل الخذلان

قلت

لا تتعلق بأحد

فكلھم عابرون

كانوا ھنا

ولا زالوا ھنا

تحت أنقاض الروح

ھنا 

في ھذا الخراب العظيم

ترقد كل النفوس

غير مطمئنة

لما أصابھا من تشظي

و نسيان

كأنھا لم تكن

كأنھا ھامش الھامش

كأنها ضمير الخائب

الغائب المجنون

قلت لا تنظر خلفك

و انتصر لنا

أيها المستحيل

فنحن ميتون قبل الموت

و أحياء في جحيم

الأرض و السماء .......

 

إدريس سراج

فاس  /  المغرب 

قصيدة تحت عنوان{{الأمة_العربية_و_حرب_غزة}} بقلم الشاعر السوري القدير الأستاذ{{أحمد البدر}}


أمانه خلينا نطلع يا ماما...مابدنا نأخذ أشي"
  
 استهداف منزل بجوار عائلة كانت تقوم بتجهيز أغراض النزوح 
 الموت يلاحق أهلنا في غزة حتى وهم يتجهزون للنزوح 💔

أقول قصيدة بعنوان:
#الأمة_العربية_و_حرب_غزة

قد طال ليلكِ ما عساي أقولُ
                                        جفَّ الصباح وأطفىء القنديلُ

قومي الذين توارثوا شمس الضحى
                                            تبكيهم الأمجاد وهي طلولُ

أنا مذ ولدت إلى المحال مسافر
                                       أبغي الوصول وما هناك وصولُ

عيناي ميدان الدموع ففيهما
                                            الدمع يصرخ شاكيا ويجولُ

لم يبق في ليل العروبة نجمة
                                           لم يبق في هذا الظلام دليلُ

كل الدروب بوجه فجري أغلقت
                                            لم يبق إلا في دمشق سبيلُ

هل تعلمون على المعابر ما جرى
                                            والموت بين الساكنين نزيل

وعلى السفوح الباكيات فواجع
                                         وعلى التخوم الداميات فلول

والثائرون بليل غزة أنجم
                                             يأتي الصباح ومالهن أفول

والعرب منهم ناصحون ومنهم
                                                 متعقل ومشارك وعميل

وقفوا بصف المعتدين تعقلا
                                              حتى تحير فيهم المعقول

لا تعرف الخجل القليل وجوههم
                                         سقط القناع وما هناك خجول

يا أمة العرب المغيب وجهها
                                              وتقودها نحو الهلاك ذيول

إن كان جل الزارعين  تقاعس
                                         رباه كيف سيصبح المحصول

الليل في بلد المعابر عابر
                                          والليل في مصر هناك طويل

مصر العزيزة بالوفا مشغولة
                                                وببيعها فرعونها مشغول

الذل عشعش في ملامح وجهه
                                             والعار فوق جبينه مجدول

باع الخليلي والقناة بدرهم
                                            والمشتري مستقبل مجهول

ما وجه مصر ما أراه وإنما
                                                 مصرالفتاة تغير ونحول

فمتى ستنتقم القناة لضيمها
                                        والنيل في وجه الطغاة سيول

فالنيل اقسم أن غزة لا تمت
                                       ما دام يجري في الصعيد النيل

والرمل يعتزم النهوض لأنه
                                           بدماء من ضحوا بها مجبول

والنخل أقسم أن يظل مجاهداً
                                           مادام في بلد الرسول نخيل

والغرب صناع الحضارة عندهم
                                         يُعفى الجناة ويحكم المقتول

من لم يطابق قوله أفعاله
                                              ماذا يفيد كلامه المعسول

هو منطق التاريخ يحكم بيننا
                                              الظالمون وليلهم سيزول؟

جئناكِ بالشعر الجريح تأسياً
                                            والشعر فوق رؤوسنا إكليل

فالشعر يفتتح النزال كأنه
                                           من صدر كل الثائرين رسول

والشعر يقتحم الحصون كفارس
                                               الشطر فيه مهند مصقول

والشعر يشعر تحت أجنحة الدجى
                                            مثل الكواكب أنه المسؤول

فينير للشعب الطريق وماله
                                         عن ساحة الشعب الأبي بديل

ما قيمة الشعر المعيل لأهله
                                            إن كان نحو الظالمين يميلُ

الشعر إما للنهوض بأمة
                                                  أو أنه قبل اللقاء رحيل

مهما الأعارب بدلوا وتغيروا
                                          فهناك وجه في دمشق أصيل

أم المدائن قاسيون جبينها
                                             والغوطتان لصدرها منديل

والشام شريان العروبة مالها
                                            بين العروق النابضات مثيل

والشام من زكى النبي ترابها
                                            وأضاءها القرآن و  الإنجيل

والشام تاج للعروبة مالها
                                          عن هامة المجد الرفيع نزول

والشام مفتاح اللغات بجيبها
                                            والمجد عن قسماتها منقول

والشام لا شيء يطاول وجهها
                                            فالله يحفظ وجهها ويحول

#بقلمي 

قطعة شعرية تحت عنوان{{أحن الى لقاكَ}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{عباس كاطع حسون}}


أحن الى لقاكَ

أحن الى لقاكَ حنينَ ثكلى
وزادي بعدَ شخصكَ لايطيب

ولكني وإن قست الليالي
وعاداني بحبكم القريب

فاني لست أعبأ بالليالي
وقلبي من ودادكَ لايتوب

ولي ثقة بربي عندَ كربي
يزول بحمده الأثر العصيب

ومهما ضاقت الشدات يأتي
على أنقاضها فرج قريب

لي

عباس كاطع حسون/العراق 

قصيدة تحت عنوان{{قارئة فنجان القرود}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{بلال هشهش}}


قارئة فنجان القرود

جلست غزة والخوف بعينيها 

تتأمل أثار دمار الحروب

قالت يا ولدي لا تفزع 

فالموت عليك مكتوب يا
 ولدي

يا ولدي قد مات شهيداً

من مات فداء المحبوب
يا ولدي

بصرت وانزعجت كثيرا 

من شرذمة تعطينا بالمركوب

لكني لم أعلم يوما 

حكاما تصدر احكام

صليت ودعوت كثيرا 

لكني لم أرى ابدا اخواناً
تحارب إخوان

مقدورك أن تقاوم مستنقع

الخسة بصدر موجوع

ويكون طعامك بعد الصبر

كسرة لا تسد الجوع

مقدورك أن تبقى محاصر

في خندق وسط دمار

فبرغم جميع جرائمه

وبرغم جميع سوابقه

وبرغم القهر القابع فينا 

وحطام سقف الدار
وبرغم النار 

وبرغم الحصار الجائر
والدمار

فستبقى غزة يا ولدي

مغيرة الأقدار يا ولدي

بحياتك  يا ولدي قطاع
مهدود

فيه أحلام صغار فيه أشجار وورود

والفُجر العربي الممحون 

 يتمحك في كل الدنيا

قد تغدو قذيفة  ياولدي 

تهد المعبد في ثانية

لكن سمائك ممطرة

 بصواريخ لا تحترم عهود

وحبيبة قلبك  يا ولدي

نائمة في قبر مرصود

من يدخل حجرتها من يطلب  جثتها

من يدنو من أنفاق حديقتها

من حاول فك طلاسمها

يا ولدي مفقود مفقود
يا ولدي

ستفتش عن أسراها يا ولدي
في كل مكان

وستسأل عنها صُرَامب وكل حاكم عربي خان

وستسأل عنها الخائن

 وتسأل كل جبان 

وتجوب بحاراً وبحارا

ويصبح صراخك إنذارا

وسيكبر حزنك حتى يصبح
 يدميه صوت أذان

فحبيبة قلبك غزة في كل مكان

ليس لها عنوان يا ولدي

بقلم مولانا العارف بالله الضاحك الباكى بلال هشهش بيلا مصر 

خاطرة تحت عنوان{{هلوسات المياسة}} بقلم الشاعرة العراقية القديرة الأستاذة{{رمزية مياس}}


 هلوسات المياسة

نبرات صوتك الرخيم الاتي..
من المنفى البعيد .
كغنوة رقيقة تلامس هلوساتي..
تشاكس هواجسي وتبعثر اشلاء ذكرياتي..
تدعوني الى ادراج ذهبت بها الرياح العاتيات..
تتسلق كاللبلاب على شرفاتي..
وتقتحم منافذ خلواتي..
تلوح اعواد النور من بعيد ..
وتغازل  في غسق الليل نجماتي .
تهديني قمرا ..
وسوارا من زمرد ..
وتتوجني سوسنة بين الاميرات...
وتعيد الماء الرقراق الى جداول الحكايات..
تمهد طريق الوصل..
وتختلس اللقاءات..
رمزية مياس ،كركوك ،العراق

الجمعة، 12 سبتمبر 2025

قصيدة تحت عنوان{{إستشهد الحق،انهضوا}} بقلم الشاعرة العراقية القديرة الأستاذة{{تغريد طالب الأشبال}}


الأديبة تغريد طالب الأشبال/العراق 🇮🇶
..............................
(إستشهد الحق،انهضوا)
…………………………….. 
أطاحتْ بنا
زُمرُ الخَنا
حتى غدونا ها هُنا
كلّ الأيادي مُكَبَّلةْ
وعقولنا صارتْ بخوفٍ مُثقَلةْ
والثائرونَ دماؤهمْ تجتاحنا
وتريدنا
سَنَداً لدينِ اللهِ 
حَيّوا المِقصَلةْ
لكنَّنا خُفنا ،خَذلنا الثائرينَ
كما جَرى في(كربلة) 
والحقُّ يحتاجُ الرجولةَ
والرجولةُ فارقتنا
أرهقتنا
خاصمتنا
لم نَعُدْ كالماضي فينا (مرجلةْ)
وقضيةُ الإسلامِ ماتتْ في ضمائرِنا
وما عُدنا نرى فيهمْ عَدوَّاً
أو نراهُمْ مُعضِلةْ
غَسلوا لأفكارِ (الشبيبةِ) 
حينها
نامَ الشبابُ على الهَنا
مُتَقبِلين خنوعَهمْ
بينَ الرذيلةِ والمُنى
نَزعوا ثيابَ الدينِ عندَ المغسلةْ
قَلعوا غِراسَ الحقِّ من أطيانِهِمْ
زَرَعوا وكُلًّ قد جَنى
واليوم نأكلُ ما جَنَوا
من مهملاتِ المَزبلةْ
كُنّا رِجالٌ عندما
كُنّا نقولُ الحقَّ دونَ مُجاملةْ
(فَرِّقْ تَسِدْ) ما غَيَّرَتنا
ما ثنتنا
ما استطاعتْ أنْ تُفَرِّقَ بيننا
رغمَ العوادي النازِلةْ
ومصيرُ(سايكسْ بيكو)غَدا لَنا
أضحوكةً عن زُمرةٍ مُتسافِلةْ
ووعودُهمْ(بالفور)،(بالتيمور)
للعروبةِ ـ إنْ صَدقنَ ـ كمَهزلةْ
وَمَضَتْ مع الأيامِ صارتْ مُهمَلةْ
ما اسطاعوا تطبيقَ البنودِ 
ولم يكُنْ
يوماً سَيَقبلُ عقلُنا
تلكَ البنودِ المُشكَلةْ
أفكارُنا بالكبرياءِ مُناضلةْ
طلقاتُهمْ ورصاصُهمْ
وسلاحُهمْ
حتى دويِّ القُنبلهْ
ما غَيَّرَتْ فينا شِعاراً
أو يَقيناً
او صغيراً فينا هَزَّ أنامِلهْ
إنّا جعلناها بنوداً فاشِلةْ
كُنّا جبابرةٌ عِظامُ بأرضِنا
يَشهدُ لنا التاريخُ
عنّا فَاسألهْ
واليوم صرنا كالأسارى في أراضِينا
وهذا الأجنبيُّ يقودُنا
للموتِ دونَ مُساءلةْ
والكلّ يشكو من مصيرٍ
صارَ مجهولاً ويَخشى أولهْ
زرعَ الغريبُ لواءَهُ في أرضِنا
وغَدا صديقاً ناصِحاً
قد أطعمَ السُمَّ الزُعافَ لجيلِنا
وبيوتَنا باتتْ مَقرَّ معاوِلهْ
هَدماً وتدميراً بِنا وبفكرِنا
لكِنَّنا كُنّا نراهُ ونَقبلَهْ
حتى غَدونا بينَ تفريقٍ وتمزيقٍ
وتشتيتٍ وتفتيتٍ
أضرَّ العائلةْ
والمُقبِل الآتي يَقودُ العاجِلةْ
وغداً لناظرِهِ قريبٌ
عن قريبٍ تسمعونَ التَكمِلةْ
فَقَصيدَتي حُبلى بِأحداثٍ
تَجَلَّتْ للعَيانِ
وبَعضَها 
لا زالَ قيدَ الحربِ قيدَ مُنازَلةْ

أو قيدَ رأيٍ يقتضي لمُداوَلةْ 

قصيدة تحت عنوان{{جميلة الطرف}} بقلم الشاعر السوري القدير الأستاذ{{حسين عطاالله حيدر}}


 جميلة الطرف


أشرقي
 كشمس النهار بنورك
وأضيئي
 عتم ليلي المظلم

ملكت فؤادي
 منذ أن رأيتك
بت عاشقا لك
 وبروضك أحلم

كل من رآني
 علم ودي لقربك 
ليرأف قلبك
 بالعاشق ويرحم

بالشوق 
أساهر ليالي غرامك
يلوح الفجر
 ومنه ثمل أترنم

أكاد 
أن أنسى نفسي
 وأتبعك 
نار الصبابة
 بين الحشا تضرم

أينما ذهبتِ أكون
 أهرب إليك
روحي هائمة بك
  وقلبي مغرم

أعتزل البشر
 أخفي عنهم حبك
لاجدوى
 ملامحي باتت تتكلم

دعيني
 أتنفس رحيق أنفاسك 
ولكل داء بي
 أحضانك البلسم

دعيني مطمئنا
  بنزل عينيك
وبربيعك
  أحط رحالي وأنعم

جودي بوصلي
 وبطيب كلامك
ضميني لدفء
  حنينك المفعم

ياجميلة الطرف
  ردي بوصلك 
جننت
 بحسن محياك ومتيم

قد كنت خالي
 من العشق قبلك
لاشيء عن
 أمور العاشقين أعلم

لنقرب المسافات
  بيني وبينك
انثري زهرك الندي
 كي لك أبصم

اسقيني الحب 
من خمر رضابك 
واجعلي
 نبضي ونبضك يتناغم

                    الشاعر 
           حسين عطاالله حيدر 
                          سورية

نص نثري تحت عنوان{{السعادة إنسان}} بقلم الكاتب الأردني القدير الأستاذ{{كرم الدين يحيى إرشيدات}}


السعادة إنسان
د. كرم الدين يحيى إرشيدات

حبيبتي،
هل الحب يصنع المعجزات؟
وبه تستقر النفوس؟
وهل نستطيع العيش بلا حب؟

حبيبي،
الحب معجزة لا تُرى بالعين، بل تُحَسّ بالروح…
هو النور الذي يبدّد عتمة الأيام، والنبض الذي يعيد للقلوب طمأنينتها.

حبيبتي 
ومن دون الحب؟
نكون كمسافرين بلا وجهة، كأرض بلا مطر…
نعيش بالجسد فقط، بينما الروح تبقى عطشى.
الحب يا عمري ليس ترفًا، بل حياة أخرى تولد فينا كلما التقينا.

حبيبي،
وهل يحتاج الحب إلى نذر أو قرابين
ليكبر في نفوسنا وتسمو به أرواحنا؟
الحب يكبر بنا،

يكفي أن نغدو روحين في جسد واحد، وقلبًا واحدًا نابضًا متجدّدًا.
سنرتقي به كما الطيور تعانق السماء،
ونزرع به الأمل في صحارى العمر العجفاء.
قصورنا ليست فوق السحاب فقط،
بل في كل نظرة وابتسامة،
في كل لحظة يلتقي فيها نبضي بنبضك فتولد القيامة.

الحب يا حياتي جسر من نور
يمتد بين الأرض والسماء، فيغدو فينا سرورًا.
فلا تسأل عن القرابين ولا عن النذور،
فأنت نذري الوحيد، وأنت القربان،
أنت العمر كله والقدر.

يحيى الروح…
هل السعادة قدر؟
أم هي مكان؟
أم أنها إنسان بقلب بحجم الكون،
يتسع لفتاة تخطّت العشرين،
وما زالت طفلة مراوغة تبحث عن حضن يحتويها؟

حبيبي،
السعادة ليست قدرًا يُفرض، ولا مكانًا نُسافر إليه.
إنها حين تتجسد في قلب إنسان يحتوينا بكل ضعفنا وقوتنا، ببراءتنا وجنوننا.

السعادة أن تجد الطفلة التي تسكنك حضنًا يراها كما هي،
يبتسم لعفويتها، يصغي لدهشتها،
ويمنحها أن تبقى طفلة مهما مرّت السنوات.

السعادة يا عمري أن تكون أنت القلب الذي يتسع لي بحجم الكون،
وأنا… كل الكون في قلبك.

حبيبتي 
السعادة لا تُقاس بعمر ولا تُحدّ بمكان،
بل تولد في لحظة صدق حين يلتقي قلبان.
أنت السعادة التي هبطت عليّ من سماء الرحمة،
أنت الطفلة المدهشة التي مهما كبرت تبقى في عيني وردة لا تذبل.

فليبحث العالم عن سعادته حيث يشاء،
أما أنا فقد وجدتها فيك، في براءتك، في جنونك الجميل.
ومنذ عرفتك، أدركت أنني لا أحتاج قدرًا ولا مكانًا،
فأنا أعيش السعادة فيك، ومنك، ومعك.

حبيبتي،
أسأل عن نفسي بين الحروف والكلمات،
أبحث عن معانٍ أكبر من تلك التي دونتها عن الحب،
أبحث عن يحيى في زحمة الكلمات،
وعن كل لحظة تاهت بين المعاني ولم تكن لي ولك.

فلنسرق من عمر الزمن لحظة،
ندون بها اسمينا.
ولحظة أخرى،
أقول لكِ فيها كلمة ضاقت بها القلوب، واتسع لها الكون:
أحبكِ… أنتِ حبيبتي.

حبيبي،
بين سطورك أرى ملامحي،
وأراك تبحث عني في أعماقك،
كأنني مرآتك، وكأنك قدرك.

أما تلك اللحظة التي تريد أن تسرقها من الزمن،
فدعني أسرقها معك،
لأكتب اسمك على قلبي،
وأحفر حروفي في روحك،
فنكون معًا قصيدة لا تُمحى.

وكلمتك التي وسِعها الكون…
دعني أجيبها بكلمة واحدة،
تهمسها روحي قبل لساني:
أحبك… أكثر مما تظن.

أحبكِ… يحيى.
أحبك… حبيبتي

د.كرم الدين يحيى إرشيدات 

الاردن