الثلاثاء، 14 أكتوبر 2025

نص نثري تحت عنوان{{ظلمتني يا سيدي}} بقلم الكاتبة التونسية القديرة الأستاذة{{ألفة ذكريات}}


ظلمتني يا سيدي…
حكمُك نزل عليَّ نزولَ الصاعقة،
كصَياطٍ تمزّق جسدي وتنهش أعماقي.
كيف تشكّك في حبّي لك وولائي؟
كيف تشكّك في عشقي لك ووفائي؟
كيف تتّهمني بالأنانية؟
وكيف تطلب منّي أن أنساك؟

أنساك؟!
وأنت من علّمتني أبجديّة الحنين،
وأنت من زرعتَ في قلبي نبتةَ العشق، وسقيتَها من حضورك ودفئك؟
أنساك؟ وكيف أنسى من علّمني معنى الحياة؟
كيف أمحو من ذاكرتي من سكن أيّامي ولياليَّ؟

ظلمتني يا سيدي…
أنت من رسم صورتنا على جدار الأمل،
ثمّ محوتها بيديك دون رحمة.
أنت من أقسم أن لا يتركني لوجعي،
ثمّ كنت أول من سلّمني إليه.
هل تدري كم من مرّةٍ بكيتُ لأجل كلمة منك؟
كم من ليلٍ أحرقتُه بالدعاء أن تلين؟

ظلمتني يا سيدي…
حين صدّقتَ الوهم وكذّبتَ قلبي،
حين استمعتَ إلى الضجيج الخارجي، وتجاهلتَ صمتي الموجوع.
ظلمتني حين جعلتني خصمًا، وأنا كنتُ أحبّك كالوطن.
ظلمتني حين جعلت منّي متّهمةً في محكمة الغدر،
دون أن تمنحني فرصةَ الدفاع، أو نظرةَ إنصاف.

لكن صدّقني يا سيدي…
سأغفر لك، لا ضعفًا، بل لأنّي أرتقي بالحبّ عن الأحقاد.
سأغفر لك، لأنّ قلبي الذي أحبّك يومًا، ما زال يعرف معنى النقاء.
وإن غبتَ، فسيبقى طيفك يزورني بين الحين والحين…
ولكن هذه المرّة، لن يجد قلبًا مفتوحًا كما كان.

بقلمي:
ألفة ذكريات من تونس 🇹🇳

ابنة الزمن الجميل ❤️ 

قصيدة تحت عنوان{{رثاء}} بقلم الشاعرة العراقية القديرة الأستاذة{{رمزية مياس}}


رثاء
بكيت كثيرا للراحلين قبلك
لكن  الدموع لرحيلك لاتنشف
تحرق العيون والأجفان
وتذيب الثلوج في الجبال
وتغرق السهول والوديان
تكسر جدار الصبر
وتزمجر كالرعود في الاذهان
تثير موجات الهموم
وتجرح الخاطر والوجدان
وتعصف كالرياح العاتية
فتهدم صروح البنيان
ويغيب الكرى
فتنعدم السكينة والأطمئنان
ونار الفراق تتأجج في الأعماق
تصدر الدخان
تملأ الآفاق
وتحجب النور في الأركان

رمزية مياس، كركوك،العراق 

قصيدة تحت عنوان{{مواني القصيدة}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{حليم محمود أبو العيلة}}


مواني القصيدة
سَأُبحِرُ في مواني القصيدة
وأعْبُرُ مَدائنَ الحُبِ العتيقة
وحـبـي الأفْلاطونيِّ العُذريِّ
بِشيـمٍ وفـضـائـلَ عـريـقـة
عَـفـراءُ يا حُـبَ عُـروة
عاشقةً ومشاعرَك عميقة
وفــينوسُ يا إلهـٰة الحُبِ
يا رغـبـةَ حـبٍ غـريقـة
كيوبيد يا نشوةَ عشقٍ
 اُعْـبُـرْ بـلادَ الحـقيـقـة
عِشـتارُ يا عِـشقَ تَمُّـوزَ
وأحاسيسَ حُرَّةً طليقةً
وقيسُ وعقلُه المجنونُ
هائمٌ فِي حبيبتِه البريئة
هـفَـا الـفـؤادُ منتـشيًا
بسجايا مُهَذَبةٍ نمِيقَة
فأغزلُ أبـيـاتَ شـعـرٍ
بـألـحانٍ أغـانٍ أنـيقـة
وقـلـبـي مـشاتـلُ حُبٍ
تُزهِـرُ ورودَ الحـديـقـةِ
أتـىٰ أريـجُـهـا طـوعَـا
وتُباهِي بحُجَجٍ وثِيقَة
وقلـوبُنا كَتبتْ مُتَيَمَةً 
 ألواحَ شِـعرٍ سـلِيـقَـة
وأحضانُها حدائقُ حبٍ
ورضابُها  ينابيعٌ غديقة
والحبُ فنارٌ  لقلبي
ونبراسٌ لحبيبةٍ عَشِيقَة
                  كلماتي:
الشاعر: حليم محمود أبو العيلة 
مصر

 

خاطرة تحت عنوان{{ايها الليل}} بقلم الشاعرة اللبنانية القديرة الأستاذة{{ملفينا ابومراد}}


 ايها الليل 

**
مترجم الحواس
 و الاحساس
ايها  الليل بك
 هموم  الناس 
تتفاعل بصمت 
تتنادى بهمس
تاؤول الى رمس
ثم تحيى بالألم 
بذكريات  تنفصم
تتفاعل ، بالارق
عند الفجر تسحق 
ببزغ النهار !!
بنسيان كل ما كان 

ملفينا ابومراد 
لبنان
٢٠٢٥/١٠/١٣

خاطرة تحت عنوان{{على شواطئ الحنين}} بقلم الشاعرة التونسية القديرة الأستاذة{{غزلان حمدي}}


 على شواطئ الحنين


على أي موج أرسل حرفي

وقد مضى نحوك كل المرام

في عينيك ضاع طريقي

وأبحر قلبي دون ختام

ناديت للريح عودي إليه

فهو فراش رفيف حياتي  

نسيم ينعش مشاعري 

ملاك يعطر احلامي 

يا نجم الضياء، يا نبض عمري

يا من سكنت فؤادي الدوام

أهواك رغم مسافات بعد

ورغم صمت يميت الكلام

يا فرحة الروح، يا قبلتي

يا لحني العذب وسط الزحام

فيك الشروق، وفيك غروبي

و عيونك مرفأ سلامي

بقلمي الشاعرة الأديبة غزلان حمدي 
 من تونس

نص نثري تحت عنوان{{‏إنه الحزن يا رفاق}} بقلم الكاتبة اللبنانية القديرة الأستاذة{{لينا ناصر}}


‏إنه الحزن يا رفاق
بقلم: لينا ناصر

إنه النديم الذي يأبى إلّا أن يشاطرني الأنفاس،،،
يسكنني كلما ظننت أنني تخلّصت من عباءته،،،
يقترب في غفلة من الضوء،،،
ويعيد ترتيب صمتي
 والوجع في صياغتي له مقياس...!

هو الحليم الذي يصبر على قلبي،،،
يجرّعني بهدوء مملّ قمّة الإحساس،،،
يعلّمني أن العمق لا يقاس بالبكاء،،،
ولا بكثرة الدموع يقاس حجم الإختناق،،
بل بتلك الرجفة التي تسبق سقوط الدمع،،،
حين يمسكك الحزن من كتفيك،،
وكأنه يقول لك:
 أنا لن أؤذيك،،، فقط أريدك أن تشعر !!

إنه الصديق الذي لا يخون،،،
يأتي حين يرحل الجميع،،،
يجلس إلى جوارك دون أن يسأل،،،
يُصغي لقلبك كما لو أنه مرآته...!

إنه الحزن يا رفاق…
ذاك الذي لا يقتلنادفعة واحدة،،
بل يعيد تشكيلنا من رماد الوجع
إلى ملامح أكثر صدقًا
وأكثر عمقاً..

وأكثر نضجاً لمواجهة  الحياة....! 

قصيدة تحت عنوان{{رِقُّ القلم}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{سليمان كاااامل}}


رِقُّ القلم....
بقلم // سليمان كاااامل
*************************
لم استعبدتِ........بالحب قلمي؟
كان حراً......................في هواه

إن أشرق................الصبح أبدع
برسم ابتسامة........تعلو الشفاه

وإن أمسي..............ضم الجمال 
بحضن مشتاق.......ينشد صباه

غدا بحبك.........وعطرك الوردي
أنت أرضه..............وأيضا سماه

يصوغ القصيد..........كأنه وحي
وأنت تُملي...............عليه ذكراه 

علي الأوراق.........يمشي بأمرك 
تُنير خطاه...............منك الجباه

أهذا الرِقُّ.........بالحب سيدتي؟
مُمتِع رغم................مافي أساه

أنت المنى.................أنت المداد
أنت الأنامل.............وأنت شذاه

أسيرٌ قلمي...............بهذا الحب
لايرجو فُكاكاً.......وسِجنُكِ مناه

أطعِمِيه حباً............واسقيه وداً
تستبقيه عبداً..........تنالي رضاه
*************************
سليمـــــــان كاااامل.....الخميس
٢٠٢٥/١٠/٩

 

قصيدة تحت عنوان{{هُدىً وَرُشْداً}} بقلم الشاعر المغربي القدير الأستاذ{{محمد الدبلي الفاطمي}}


هُدىً وَرُشْداً

تَدَبَّرْ في قِراءَتِكَ الكِتابا 
وَكُنْ فَطِناً لِتَكْتَشِفَ الجوابا 
يُوَجِّهُنا التّدَبُّرُ نحْوَ فِقْهٍ
بهِ الأفْهامُ تَلْتَقِطُ الصّوابا 
تَزيدُ بهِ النُّفوسُ هُدىً وَرُشْداً
فَتَحْذِفُ مِنْ تَواصُلِها العِتابا 
وإنّ العِلْمَ في الإنْسانِ نورٌ
وناصِيَةٌ تُجَنِّبُهُ الضّبابا
فكُنْ بِهُدى التّدَبُّرِ مُسْتَنيراً
فإنّ العِلْمَ يُكْتَسَبُ اكْتِسابا

فَشِلْنا في النُّهى أدباً ودينا
على أيدي العُصاةِ الحاكمينا 
أشاعوا الجَهْلَ بينَ النّاسِ جَهْلاً
فَصِرْنا منْ أخَسِّ الجاهِلينا 
ألمْ ترَ كيفَ أصْبَحْنا سَراباً
ومَسْخَرةً برأيِ العالمينا 
نَكيدُ لبَعْضِنا كيْداً خَبيثاً
وقدْ جَفَّ الهُدى أدباَ ودينا
فيا أهلَ الثّقافَةِ في بلادي 
متى الأقلامُ تَتَّبِعُ المُبينا

محمد الدبلي الفاطمي 

خاطرة تحت عنوان{{كل النساء}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{فيصل عبد منصور المسعودي}}


كل النساء

----------

أنت أنثى نعم

الكل يشهد بذلك

لكنك لست

كالتي ملكت القلب

ولست كالانثى التي أشاء

خذي العرش والملك

وأتركيني

أعيش مع من أحب بصفاء

بنظرة منها

أملك الارض والسماء

أنا منها الشهيق

وهي مني الوتين

لا غرور بيننا

لا دهاء لا كبرياء

لا تنحني لي

ولا ترجو مني الأنحناء

كتف بكتف تلازمني

لكل واش ومغرض

تمنحه الأذن الصماء

أنا لها الرجل الوحيد

وهي لي كل النساء

بقلمي

فيصل عبد منصور المسعودي 

الاثنين، 13 أكتوبر 2025

قصيدة تحت عنوان{{عذابُ القلب}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{عباس كاطع حسون}}


 عذابُ القلب

قَلْبي  بِأقْوالِِ  الوشاةِِِ  معذَّبٌ
قد باتَ في جمرِِ الغضا يتقلبُ

ولقد  قبلتَ  إشاعةً منْ مغرضٍٍ
والناسُ تهوى الشائعاتِ وترغبُ

وتقولُ  عنّي  كلَّ  قولٍ فاحشٍ
وتزيدُ  فيما  قيلَ  فيَّ وتكذبُ

لم  يبقَ  لي خلٌ صدوقٌ صادقٌ
بل  كلَ  خلٍ  او  قريبٍ عقربُ

قالوا سيلعبُ في هواهُ كما يشا
حاشايََ في حرمِ الهوى أتلاعبُ

إنِّي  لأرجو   أنْ   أموتَ مؤدباً 
والحالُ  انِّي  من  صبايَ مؤدبُ

ولأنَّ   آمالي   تخيبُ   بأسرها
ولِذا   تريني في  هواكِ  مغيبُ

مالي  سوى حبُّ  الأحبةِ مطلبُ
فوجودهُم   دوماً  وجودٌ  طَيِّبُ

وغيابُهُم  عنِّي  يقضُّ ومضاجعي
ووصالُهم   يُشفي الغليلَ ويطربُ

ياعاذلي    كُفَّ   الملامَ   ولاتقلْ
شيئاً   يعكِّر  ما   نرومُ  ونطلبُ

يا أهلَ  ودي كَمْ سقمت   بِحُبِّكُم
 يا  أهل  ودّي    والمنيَّةُ  تَقْربُ

 كانَ   العذولُ  يلومُنا في قربكم
جهراً   ويزعجهُ  الوصالُ فيغضبُ

 والسقمُ  ينهش في الفؤاد ويقظم
والهمُ   يأكلُ    مايشاءُ   ويشربُ

من   ذا يخلص مهجتي من شوقها
والنارُ    يسجرُها   الغرامُ   فتلهبُ
 
مالذَّ   لي   طعمٌ   الحياةِ  بفقدكم
يوماً   وسهمُ   الموتِ   منِّي يقربُ

فبعادُكم     ثقلٌ.    انوءُ    بحملهِ
ووجودُكم.  قربي     لذيذٌ   طيِّبُ

بقلمي
عباس كاطع حسون/ العراق

قصة تحت عنوان{{أنا وزياد و حاجز الخوف}} بقلم الكاتب القاصّ المصري القدير الأستاذ{{طارق غريب}}


"أنا وزياد و حاجز الخوف"
كان المساء ساكنًا ، إلا من همس الريح وهي تمرّ على وجه النهر ،  كأنها أصابع خجلى تلمس صفحة الماء لتوقظه.
كنت أنا وزياد نسير على الطريق الترابي الممتد بين الحقول ، الطريق ذاته الذي كنا نلعب فيه صغارًا ونخاف من ظلاله ليلًا.
قال زياد بصوت خافت :
 أتذكر يا طارق حين كنّا نركض من هذا المنحدر ، 
لأننا كنا نظن أن وراءه وحشًا؟
قلت مبتسمًا : نعم ، كنا نظن أن الظلال تتكاثر بالليل ، 
 لتأكل قلوب الصغار.
توقف زياد فجأة ، نظر إلى البعيد وقال :  أتعرف؟
 الخوف لم يكن في الظلال ، بل فينا. 
نحن من ربّيناه حتى صار له صوت ورائحة.
قلت :  وربما صار له اسم أيضًا ،  اسمه العادة.
نظر إليّ بدهشة ، فتابعت :  الخوف لا يعيش إلا في أرضٍ اعتادت الصمت ، ونحن سكتنا كثيرًا.
جلسنا على صخرةٍ صغيرة ، أمامنا السكون وخلفنا العمر.
قال زياد : ما حاجز الخوف يا طارق؟ 
أهو جدار من الوهم أم من التجارب؟
قلت وأنا أحدّق في الأفق : هو جدار من الأسئلة يا صديقي ، كل سؤال فيه طوبة ، 
وكل إجابة خاطئة تزيده سُمكًا.
ضحك زياد :  إذًا كيف نهدمه؟
قلت : بأن نسأل من جديد ، لا لنُطمئن أنفسنا ،
 بل لنجرّحها بالصدق.
سكت قليلًا ، ثم نهض وقال : أريد أن أراه.
قلت : من؟
قال :  حاجز الخوف. أريد أن أراه بعيني.
أمسكت بيده وسرنا نحو الظلام الذي كنا نخشاه قديمًا.
كل خطوة كانت كأنها درس في الفلسفة ،
 وكل ظلٍّ يتحول إلى مرآةٍ تعكس شيئًا من وجوهنا.
وحين وصلنا إلى نهاية الطريق ،
 كان هناك شيء يشبه الضباب ، كثيفًا وغريبًا.
قال زياد : أهو هو؟
قلت :  لا أعرف ، لكن اقترب.
اقترب زياد ، مدّ يده في الضباب ، ثم عبره.
نظرت إليه من الجهة الأخرى ، كان يبتسم ،
 وجهه مضيء كأنّه تحرّر من زمنٍ طويل.
قال :  إنه لا شيء يا طارق ، لا شيء!
ابتسمتُ وقلت :  بل هو كل شيء ،  لأنه كان فينا ، لا أمامنا.
ثم عبرت أنا أيضًا ، وشعرت كأنني ولدت من جديد.
خلفنا ظلٌّ انكسر ، وأمامنا ضوءٌ لم نره من قبل.
قال زياد :  الآن فقط فهمت
قلت : ماذا؟
قال: أن الخوف لا يُهزم بالشجاعة ، بل بالصدق مع النفس.
ومضينا في الصمت ، كأننا نترك وراءنا قرونًا من الوهم ، ونمضي إلى حياةٍ تبدأ من قلب الحقيقة.
وبينما كنا نسير في الضوء الجديد ، 
سأل زياد بصوتٍ متهدّج : هل ينتهي الخوف تمامًا يا طارق؟
أجبته : لا ، لكنه يتبدّل شكلاً .
 يصبح حكمةً تحرس القلب بدل أن تقيده.
تأمل السماء طويلًا وقال : كنت أظنه عدوًا ، فإذا به معلّم.
قلت : المعلم القاسي هو الذي لا يرحل حتى تفهم درسه.
جلسنا على حافة الضوء ، لا ظلّ لنا هذه المرة.
كنت أراه يبتسم لنورٍ لم يره أحد من قبل.
قال زياد:  كلنا نحمل حواجزنا ، بعضها من خوف ،
 وبعضها من حبٍّ لم نكتمل فيه.
قلت :  وربما الخوف هو ظلّ الحبّ حين يضعف.
أطرق رأسه وقال :
إذن علينا أن نحب أكثر ، لا أن نتشجع أكثر.
قلت : بالضبط يا صديقي ، 
فالشجاعة ليست ضدّ الخوف ، بل ضده الجمود.
ثم سكتنا.
كان الليل قد بدأ يبتسم لنا من بعيد ، 
كأنه يعترف بهزيمته أمامنا.
ولأول مرة ، شعرت أن العتمة يمكن أن تكون رفيقًا لا خصمًا.
قال زياد وهو يمدّ يده إلى الظلام من جديد :
لم أعد أريد أن أراه كعدوّ ، بل كسترٍ مؤقت قبل الفجر.
ابتسمت : هذا هو الدرس الأخير يا زياد ، 
أن من يواجه الخوف لا يبحث عن الضوء ، بل يصنعه.

"أنا وزياد وما بعد الحاجز"
بعد أن عبرنا الضباب ، لم نجد أرضًا جديدة كما تخيلنا ، بل وجدنا أنفسنا في الداخل.
كأن الحاجز لم يكن يفصل بيننا وبين العالم ، 
بل بيننا وبين ذواتنا.
كانت الأرض هادئة ، لا زمان فيها ولا اتجاه ، 
فقط صمت نقيّ كأنه مادة الوجود الأولى.
قال زياد بصوت مدهوش :
 أهذا ما بعد الخوف؟
قلت : ربما ، أو لعله ما قبل الخوف. 
كأننا عدنا إلى أصلنا الأول قبل أن نتعلم الارتجاف.
تقدّم بضع خطوات وقال :
 أشعر بخفة غريبة ،  كأن شيئًا في صدري أُزيل.
قلت مبتسمًا :
تلك هي القيود التي كنا نحملها ونظنها أجنحة.
جلس زياد على حجر صغير يشبه مرآةً صخرية ، 
نظر في انعكاسه وقال :
أترى؟ لم أعد أرى وجهي كما كان. كأنني شخص آخر.
قلت : لأنك رأيت نفسك دون خوف ،
 والمرآة لا تكذب إلا حين نكذب نحن.
سكت لحظة ، ثم قال : كنت أظن أننا سنصل إلى نورٍ يغمرنا ، إلى فجرٍ مهيب ،  لكن كل ما هنا بسيط ، ساكن ، بلا صخب.
قلت : النور الحقيقي لا يأتي ضجيجًا يا زياد ،
 بل يأتي هدوءًا يُصلح الداخل.
 إذن ، هل انتهى الطريق؟
 لا ، بل بدأ. فالعبور لم يكن نهاية ،
 بل ولادة تغيّر المشهد من حولنا.
الضباب تحوّل إلى صورٍ من حياتنا القديمة :
" طفل يبكي ، أمّ تصلي ، رجل يهرب من ظله ،
 وعاشق يمدّ يده نحو من لا يراه."
قال زياد وهو يشير إلى الصور : هذه حيواتنا!
قلت : لا ، هذه وجوه الخوف فينا، 
 كل واحدٍ منها صورة ناقصة منّا.
اقترب من صورة الطفل ، نظر إليها طويلًا وقال :
 كم بكينا ونحن لا ندري لماذا.
قلت : لأننا وُلدنا بقلوبٍ مفتوحة ، 
ولم نجد من يحتضنها بالطمأنينة ،
 فتعلمنا الخوف بدل الحنان.
ثم أشار إلى صورة الرجل الهارب وقال : وهذا؟
قلت : هذا نحن حين صدقنا أن الخلاص في الهرب.
ابتسم زياد بأسى ، ثم قال :
 يبدو أن كل جدار في حياتنا ، بنيناه بأيدينا.
قلت : نعم ،  ونحن من يجب أن نهدمه بالحقيقة ، لا بالحجارة.
وبينما كنا نتحدث ، بدأ النور يتغيّر لونه شيئًا فشيئًا ،
 صار ذهبيًا دافئًا ، كأنه يتنفس معنا.
قال زياد : أشعر أني أستطيع أن أرى الماضي دون ألم.
قلت : هذا هو التحرر ، أن ترى دون أن ترتجف ، 
وأن تتذكر دون أن تُعاقب نفسك.
اقترب مني ووضع يده على كتفي وقال :
 طارق ،  حين نعود ، هل سيتغير العالم؟
قلت : لا ، لكنه سيبدو مختلفًا لأننا تغيّرنا.
العالم لا يتبدل ، الذي يتبدل هو العين التي تراه.
ضحك زياد وقال : إذًا الحاجز لم يكن في العالم ، 
بل في نظرتنا إليه.
قلت :  تمامًا ، الخوف لم يكن عدواً ، بل باباً إلى الفهم.
في تلك اللحظة سمعنا صوتًا يشبه نداء بعيد ،
 كأنه يأتي من أعماقنا :
"ارجعا ، فالضوء الذي وجدتماه يجب أن يُشعل في الآخرين."
نظرنا إلى بعضنا ، ثم إلى الطريق الذي عدنا منه ،
 لم يعد هناك ضباب ، فقط سماء منفتحة كأنها وعد.
قال زياد : هل نعود؟
قلت :  نعم ، لنعلّم من بقوا خلف الحاجز ،
 أن الضوء لم يكن يومًا في الخارج.
أمسك بيدي كما فعل أول مرة ، وعدنا نسير ،
لكن هذه المرة ، لم يكن فينا خوف ولا ظلّ ،
كنا نضحك ،  والريح من حولنا تهمس كأنها تصفق لنا.
وهكذا انتهى الحاجز ، لم يسقط بصوت ،
بل تلاشى في قلوبٍ عرفت أن الشجاعة لا تُكتسب ،
 بل تُستعاد.

"أنا وزياد والذين بقوا خلف الحاجز"
عدنا.
كانت الطريق ذاتها، لكن لم تعد كما كانت.
الأشجار نفسها ، إلا أنها بدت أكثر صمتًا ، 
كأنها تعرف أننا عبرنا شيئًا لا يُرى.
الهواء كان مختلفًا ،
 يحمل في داخله رائحة أسئلة لم تُطرح بعد.
قال زياد وهو يحدق في البعيد :
 هل تظن أنهم ما زالوا هناك؟
قلت :
الخوف لا يرحل عن الناس ، بل يغيّر ملامحه ،
 يلبس وجوههم ويجلس بينهم.
سِرنا بخطواتٍ هادئة نحو القرية.
كانت الأنوار خافتة ، والبيوت مغلقة الأبواب ،
 كأن الليل فيها قانون.
وعندما لمحونا ، لم يصدق أحد أننا عدنا.
اقترب شيخٌ عجوز وسأل بخوفٍ غامض : من أنتما؟
قلت :  نحن من كنّا وراء الحاجز.
تراجع خطوة وقال : لا أحد يعود من هناك!
ابتسم زياد وقال :
 بل كل من لم يذهب هو العالق هناك يا عمّي.
سرت همهمة في الجمع ، بين الخوف والفضول ، 
بين التصديق والرفض.
امرأة صاحت: ماذا وجدتما؟ أهو الموت؟
قلت بهدوء: بل الحياة ، ولكن بلا خوف.
نظروا إلينا كما يُنظر إلى مجانينٍ تحدّوا المجهول.
قال رجل ضخم الصوت :
 الحياة بلا خوف فوضى ، فالخوف هو ما يحكم الناس!
أجابه زياد :
 بل الخوف هو ما يُخضعهم ، لا ما يُنظمهم.
 النظام الذي يولد من الرعب هشّ ،
 يسقط حين يبتسم طفل في وجهه.
دخلنا الساحة الكبرى ، وقف الناس من حولنا.
كنت أراهم وأتأمل وجوههم التي تشبه وجهي القديم ،
أعين قلقة ، شِفاهٌ لا تعرف إلا الهمس ، 
وقلوب تظن النجاة في الطاعة.
قلت بصوتٍ مسموع :  الخوف لم يُخلق ليحكمنا ، بل ليحذرنا.
هو إشارة ، لا قيد.
هو نار صغيرة تنبّهنا من السقوط ، لكننا جعلناها محرقة للروح.
رفع أحد الشبان يده وقال :
 وكيف نعيش بلا خوف؟ من يحمي الضعفاء؟
قلت : الوعي.
حين يفهم الإنسان ذاته ، لا يعود بحاجة إلى خوفٍ يحرسه ، بل إلى ضوءٍ يرشد خطاه.
قال زياد : الضعيف لا يحتاج من يخيفه ، 
بل من يُذكّره بقوته المنسية.
وفي تلك اللحظة ، هبّت ريح قوية ، وانطفأت بعض المصابيح.
ارتبك الناس ، وصرخ أحدهم : الحاجز يعود!
ابتسمت وقلت :
لا، إنه لا يعود ، أنتم من تستدعونه حين تهربون من أنفسكم.
اقترب طفل صغير ، لم يتجاوز العاشرة ، 
نظر إليّ بعينين لامعتين وسأل : 
هل يمكنني أن أرى ما رأيتم؟
انحنيت نحوه وقلت:
حين تصدق نفسك ، ستراه ، وحين لا تخاف من السؤال ، ستعبره دون أن تدري.
ضحك زياد وقال :
 هذا هو الجيل الذي لن يبني حواجز جديدة.
تفرّق الناس بصمتٍ متأمل ، كأنهم سمعوا شيئًا لم يُقال بعد.
بقيتُ أنا وزياد وحدنا وسط الساحة.
قلت :  هل تراهم فهموا؟
قال :  ليس بعد ، لكنهم بدأوا يفكرون. 
وهذا أول صدعٍ في الجدار.
رفعت رأسي إلى السماء، فرأيت القمر يخرج من الغيوم كأنه يبتسم لنا.
قلت: الخوف يا زياد ، 
حين يتكلم الإنسان عنه ، يبدأ في الموت.
قال :  وحين يصمت الناس عنه ، يعود ليحكمهم.
ثم سار كلٌ منا في اتجاهٍ مختلف قليلاً ، لا فراقًا بل اتساعًا.
صوت الريح صار يشبه نشيدًا جديدًا ،
نشيد من طمأنينةٍ خرجت من رحم العاصفة.
وفي آخر المشهد ،
جلس طفل على حافة النهر حيث بدأ كل شيء ،
رسم على التراب دائرة صغيرة وقال :
 هذا حاجزي ، سأعبره غدًا.
وانتهى الضوء إلى الداخل ، حيث لا خوف ، ولا حاجز ، بل إنسان بدأ يفهم.

"أنا وزياد وصوت الذين لم يولدوا بعد"
الليل كان صافيًا على غير عادته.
النجوم تتدلّى كأنها تهمس بشيء لا تقدر اللغة على قوله.
جلسنا أنا وزياد عند حافة الزمن ، لا مكان ولا ساعة ،
 فقط إحساس بأننا صرنا جزءًا من حكاية لا تنتهي.
قال زياد وهو يحدق في البعيد : هل تسمعهم؟
قلت : من؟
قال : الذين لم يولدوا بعد ، أصواتهم تأتي من الغد ،
خافتة كالمطر قبل أن يلامس الأرض.
أصغيت ، وفعلاً ، كان هناك همسٌ يشبه النبض ،
كأن المستقبل يتنفس في صدر الحاضر.
قال صوت صغير لا أعرف مصدره :
 هل تركتم لنا طريقًا بلا خوف؟
نظرت إلى زياد ، ثم إلى الظلمة التي لا تخيف ،
 وقلت :  تركنا لكم سؤالًا مفتوحًا ، 
 فالحياة التي تخلو من الأسئلة تموت قبل أن تبدأ.
سكت الصوت لحظة ثم قال :
 لكننا نُولد خائفين من أول صرخة ، من أول فراق ،
 من أول امتحان للروح.
أجابه زياد:
 الخوف لا يولد معنا يا صغيري ، بل يُلقَّن لنا مع أول كلمة :
" احذر "
إنهم يربّوننا على الحذر قبل أن يعلّمونا الحرية.
سأل صوت آخر ، أكثر نضجًا:
 وهل الحرية بلا خوف ممكنة؟
قلت : ليست الحرية غياب الخوف ، 
بل أن تعرفه ولا تنحني له.
أن تمشي في طريقٍ تعلم أنه مؤلم ،
 لأنك تؤمن أن الألم هو معلم الحقيقة.
سادت لحظة صمت ،
ثم سمعنا أصواتًا كثيرة ، تتداخل كأنها جوقة أرواحٍ لم تُخلق بعد ، تقول :
 نحن قادمون ، لكننا نريد عالمًا لا يُخيف الحلم.
نريد أن نُولد في أرضٍ لا يُعاقَب فيها السؤال.
 نريد أن نعرف ، هل أنقذتم العالم أم أنفسكم؟
قال زياد بابتسامةٍ حزينة :
 أنقذنا القدرة على السؤال ، وهي أُمّ كل إنقاذ.
قلت : العالم لا يُنقذ مرة واحدة ، 
بل يُستعاد في كل جيلٍ يولد من رحم الوعي.
وأنتم ، يا من لم تولدوا بعد ،
أنتم الامتداد ، لا البدء ،
وأنتم الفجر الذي يكتمل حين نفنى نحن في صدقنا.
ظهر أمامنا ضوء ،
لكن لم يكن مثل أي ضوءٍ رأيناه من قبل.
كان يشبه أصوات الأطفال حين يضحكون للمرة الأولى ، يشبه وعدًا قديماً كتبه الله في قلوب البشر :
 أن النور لا يموت.
قال زياد : هل تظن أنهم سيسمعوننا؟
قلت : لا يحتاجون إلى سماعنا ،
يكفي أن يواصلوا ما بدأناه ، 
 أن يولدوا وهم لا يخافون من النظر إلى أنفسهم.
اقترب منا أحد الأصوات وقال في هدوءٍ سماوي :
هل الخوف يعود؟
قلت : نعم ، لكنه يعود ليذكّرنا أننا أحياء.
كل من لا يخاف فقد جزءًا من إنسانيته،
لكن من يترك الخوف يحكمه ، فقدها كلها.
ثم ساد سكون مطلق ، كأن الوجود كلّه استراح لحظة.
مدّ زياد يده إلى الأفق وقال :
 اسمع يا طارق ، إنهم لا يطلبون منا بطولات ، بل صدقًا.
قلت : والصدق أعظم من البطولة ، لأنه لا يُصفّق له أحد.
ومع أول خيط من الفجر ،
لم يبقَ أحد سوى صدى الكلمات ،
يتردد في الفضاء كأنّه عهدٌ مكتوب على الهواء :
"لكل جيلٍ حاجزه ، ولكل حاجزٍ ضوء ،
ومن يعبر ، يورّث العبور لمن بعده."
ثم قام زياد ، نظر إليّ وقال :
 انتهت الرحلة يا طارق؟
قلت :
 لا يا صديقي ،  نحن بدأناها نيابةً عن الذين سيكملون.
فالحكاية لا تُكتب لتُقرأ ، بل لتُورّث.
ومضينا في الصمت ،
لا إلى نهايةٍ ، بل إلى استمرارٍ جديد ،
حيث يولد الإنسان من نفسه ، كلّما تذكّر أنه لم يُخلق ليخاف ، بل ليعرف.

"زياد وحده بعد طارق"
زياد :
استيقظت على صمتٍ أثقل من الكلام.
كان الفجر يحاول أن يولد ، لكن شيئًا في الأفق بدا ناقصًا ، كأن الضوء نفسه فقد صديقه.
نظرت إلى جانبي ، فلم أجد طارق.
ترك مكانه خاليًا إلا من ظله ، 
ظلٍّ يشبه الذكرى أكثر مما يشبه الغياب.
مشيت في الطريق الذي عبرناه معًا.
الحقول كما هي ، والعصافير كما كانت ، 
لكنّ شيئًا في قلبي تغيّر
كنت أسمع صدى خطانا القديمة
 وكأنها تعزف لي لحن الفقد.
قلت في نفسي :
 ها أنا وحدي بعد طارق 
لكن من أنا الآن؟ 
أهو زياد الذي كان يرتجف عند الحاجز؟
أم ذاك الذي تحدّث مع أصواتٍ لم تولد بعد؟
في البعيد ، سمعت صوت طارق.
لم يكن نداءً ، بل سكونًا يتكلّم.
طارق لم يمت ، لقد تماهى فيّ.
صار جزءًا من صوتي حين أصدق ،
جزءًا من هدوئي حين أخاف ،
وجزءًا من ضميري حين أتردد.
قال طارق في داخلي :
لا تبحث عني في الخارج ، لقد أصبحت أنت.
قلت له بصوتٍ مرتجف :
 وكيف أعيش دونك؟
قال :
 عش كما كنت تحيا معي ،  بالصدق ، لا بالاعتماد.
جلست على ضفة النهر التي بدأنا منها كل شيء.
كانت المياه أكثر صفاءً ، كأنها تحمل ذاكرة الرحلة.
رأيت انعكاسي ، فرأيت وجهين : وجهي ووجه طارق
امتزجا حتى لم أعد أعرف من منا يتحدث.
قلت :
 الخوف مضى يا طارق ، لكن الفقد ثقيل.
قال الصوت :
 الفقد هو الدرس الأخير ، هو أن تحب بلا امتلاك ، 
وأن تواصل الطريق حتى وإن رحل الرفيق.
غابت الشمس بعد قليل ،
لكن الغروب هذه المرة لم يكن حزنًا ، بل وعدًا بالاستمرار.
فكل غيابٍ صادق يترك خلفه أثرًا يضيء أكثر من الحضور.
قمت من مكاني وسرت نحو الأفق ،
كل خطوة كانت كأنها وصية،
وكل نفسٍ كان كأنه تذكير بأن الحياة لا تتوقف عند أحد ، حتى الذين أحببناهم حتى العظم.
قال طارق في داخلي :
هل تتذكر ما قلناه للذين لم يولدوا بعد؟
قلت : نعم ، أن لكل جيلٍ حاجزه ، ولكل حاجزٍ ضوء.
قال : الآن أضف أنت وصيّتك ، يا من بقيت بعدي.
فكتبت على الرمل قبل أن يأخذها النهر :
"لا تبحثوا عن الضوء في السماء "،
بل في قلوبٍ جرّبت الظلمة وعادت منها إنسانًا.

هدأ كل شيء.
الريح مرّت بي كأنها تودّعني بحنوّ.
رفعت رأسي إلى النجوم التي شهدت حكايتنا ،
وقلت همسًا :
 وداعًا يا طارق ،  لا كفقد ، بل كاكتمال.
فمن يعرف نفسه ، لا يكون وحيدًا أبدًا.
ثم مضيت في الطريق،
بلا خوف ، بلا ظلّ ، بلا سؤالٍ لم يُسأل.
كنت أنا وحدي بعد طارق 
لكنّي كنت كاملًا للمرة الأولى.
تمت 

طارق غريب 

قصيدة تحت عنوان{{لا تؤاخذني}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{سليمان كااااامل}}


لا تؤاخذني
بقلم // سليمان كااااامل 
**********************
لا تؤاخذني 
إن علا صوتي علانية 
وقلت إنك عزيز علينا
وللغرب الذليل

لا تؤاخذني أن
وقفت يوماً معارضاً 
رغم الجموع التي
تحترف لك التطبيل 

لا تؤاخذني وقد
وصمتك بالعار والخزي
حينما يراق دمي
العربي النبيل 

لاتؤاخذني إن
قلتُ متبلد الحس 
وصرخة العربي
تشق قلبي الهزيل 

لا تؤاخذني إن
ظننتني من رعيتكم وأنت
هارون الرشيد
تحمي القدس الجليل

محض أحلام
تراها العين في نهاري
أعيتني الحقيقة
فلا تؤاخذني همي ثقيل

علمت بأنك سيف
مسلط على الرقاب 
رقابنا نحن
ولأولاد العم تنحني وتميل

أيقنت بأنني
كبش الفداء الذي تقدمه
كي تنال الرضا
ولتأخد عليه الشكر الجزيل 

لا تؤاخذني إن
كنت محبطاً وبلا همة
تلاشت همتي
خلف لقمتي فالبدن عليل  

علموك فعلمتني
وأرعبوك فعذبتني وخذلتني
فأي كرامة تبقت
كي تزيل الجرم الوبيل 
***********************
سليمان كااااامل.......... الإثنين 2025/10/13

 

قصيدة تحت عنوان{{كأنني ابيعك}} بقلم الشاعر الفلسطيني القدير الأستاذ{{محمد رشدي روبي}}


*كأنني ابيعك*
كأنني ابيعك 
للغياب قهرا
وارسم المعاني 
فوهات العتاب

سأقطف رؤوس
 القصائد
واحرق حصيد
 البيادر
 بعد غياب

سأتلو ما تبقى 
منك رمادا
واسكب الدمع 
نايات الرباب

وألهب ما 
تبقى مني
واهديك ليلا 
منقطع السهاد

لا تقترفني بين
اصابعك النبيلة
لا تلامس اشيائي..
هداياي ملت عتاب

اترك حصاد
السنين للعجاف
تمرد ان شئت
 على أسوار
 الإياب

انثر دموعك
رؤوس الحنين
ما اقل شكواي 
بعد ان بعت غيابك
وما ارق النبض 
حين يرتاح العناد

هبلي من لدنك
 بعض التناسي
اهبك الإنعتاق 
من ضجيج الأنين
ونبض الوداد

بقلمي/محمد رشدي روبي
فلسطين

 

ج(الخامس) من قصة {{ببغاء الموت}} بقلم الكاتب القاصّ اللبناني القدير الأستاذ{{محمد الحسيني}}


ببغاء الموت  5

"الوهم الأعظم"


بعد أسبوعٍ، وصلتني رسالةٌ إلكترونيّةٌ مشفَّرةٌ كلُغزٍ من العصورِ القديمة،

فتحتُها... فظهرَ وجهُ الدكتور رينولدز على كاملِ الشاشة،

لكنّه لم يكنْ حقيقيًّا،

كان صورةً رقميّةً، قناعًا من البيكسلات،

وبصوتٍ هادئٍ يقطرُ رعبًا قال:


"تعتقدُ أنّكَ محقّقٌ ذكيّ؟ وأنّكَ حللتَ كاملَ اللغز؟

دعني أعبّرُ لكَ عن سعادتي حين أرى وجهكَ يُعانقُ الصدمة...

كلُّ شيءٍ كان تجربةً،

مارغريت لم تكنْ حقيقيّة،

الببغاء لم يكنْ حقيقيًّا،

حتّى أنتَ أيّها المحقّقُ لستَ لدينا سوى سطرٍ من أكوادٍ برمجيّة...

كلُّ هذا صنعناهُ بأيدينا نحنُ حماةَ الذكاءِ الاصطناعيّ.

كانتْ قصّةً مُفبركةً لنرى كيفَ سيتفاعلُ الرأيُ العام،

ولنا حساباتٌ في ذلك...

والنتيجةُ أنّ الكلَّ صدّقَ وتفاعلَ مع كلِّ كلمةٍ أو صورةٍ أو دمعة.

لم يسألْ أحدٌ: هلْ هذا حقيقيّ؟

فقط... صدّقوا."


لم أنمْ تلكَ الليلةَ، بل بقيتُ بين أدراجِ مكتبي أُراجعُ ملفاتِ القضيّةِ مرارًا، بأصابعَ مرتجفةٍ...

فحصتُ كلَّ صورةٍ، كلَّ مقطعِ فيديو، وهناكَ رأيتُ العلامات:

تشوّهاتٌ خَلقيّةٌ، وظلالٌ غيرُ متّسقة،

حتّى معظمُ محاضرِ التحقيقاتِ غدتْ بحروفٍ غيرِ مفهومةٍ...


يا إلهي...

كلُّ شيءٍ كان وَهمًا منسوجًا بإتقانٍ، وخديعةً لا تُكتشَف،

حتّى الشهودُ، والطبيبُ الشرعيُّ، والمؤتمرُ الصحفيُّ...

كلُّها صُنعتْ بأدواتِ الذكاءِ الاصطناعيّ ونُشرتْ على وسائلِ التواصل.

انتشرتْ كالوباءِ، والناسُ شاركوها نسخًا ولصقًا،

ثمّ تفاعلوا معها بعنفٍ حسيٍّ: غضبوا، بكَوا، طالبوا بالعدالة...

دونَ أن يُدركوا أنّهم يتفاعلونَ مع خيالٍ محضٍ.


نظرتُ إلى انعكاسي على شاشةِ الحاسوب، وبدأتُ أطرحُ الأسئلةَ بقلقٍ:

أأنا ذاتٌ حقيقيّةٌ أم خيال؟

وما الذي يمنعُ أن أكونَ كما يريدُ الخيالُ أن أكون؟

أوووف...

ربّما ماتتِ الحقيقةُ بين الصفرِ والواحد،

وببغاءُ الموت... لم يكنْ ببغاءً قطّ،

إنّه يردّدُ الآنَ صرخاتِ جيلٍ فقدَ البوصلةَ بينَ الوهمِ والواقع، بينَ الإبداعِ والتشكّل.


العالمُ يواصلُ مشاركةَ القصصِ، يُصدّقها، يفرحُ لها أو يحزنُ عليها،

دونَ أن يسألَ، في أدنى التفاتةٍ، هلْ ما يراهُ واقعٌ أم صناعة.


الستارُ يسقطُ، لكنَّ الوهمَ، كالببغاءِ، يكرّرُ نفسهُ دائمًا...


✍️ محمد الحسيني – لبنان

 

خاطرة تحت عنوان{{ويبدأحبي}} بقلم الشاعرة السورية القديرة الأستاذة{{هبة الصباح}}


 

ويبدأحبي ..
بتنهيدة طفل عاد لحضن امه 
بعد غيابها ...
عشقتك كعناق القمر لليله ..
احتاجك .
كما يحتاج القلب لنبضه ..
احتويتك ..كما يحتوي البحر 
أمواج شواطئه
اعلنت حبنا كما 
يؤذن صلاة الفجر بأول 
ايام العيد .....
وان غبت عني اقول 
انا الغريب المهجر عن وطني ..
ودفنت حبك في صدري 
كوردة جورية تكمن في ثنايا ه
روضة من العطر ....
في عيناك.تركت  ودائع
 نبض روحي وقلبي ....
واسمك..
الذي ينطقه قلبي .. علي شكل تنهيده
كيف اترجمه  في سطر .....
انت حكايتي ..وحلمي الابدي...
وستبقى قافية لن تنتهي .. 
يا ربيب فؤادي   .......
........................
هذيان قلم 
هبة الصباح سورية

خاطرة تحت عنوان{{همس القوافي}} بقلم الشاعر السوداني القدير الأستاذ{{أمير الجزولي}}


(( همس القوافي)) 
علي حافة الصمت 
تتأرجح أحلامي المتعبة 
من الصعود الي آفاق العشق 
وتتبدد اللحظات الدافئة 
كما يذوب الحلم 
مع وقع خطوات الرحيل 
ومن بين دهاليز الصمت 
يرتفع صوت الحنين 
وتتهادي أليك أحرفي 
علي أمواج العشق 
الذي يمنحني الأمل في 
العبور الي ملاجئ الاشواق 
وسأبقي لك دائماً الملاذ 
الذي يبدد وحشة الصمت 
ويبقي شوقي اليك شغوفا 
يتسلل اليك من بين 
أطياف الذكري 

.. بقلمي؛ أمير الجزولي.. 

قصيدة تحت عنوان{{زارتني زينب}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{سليمان كاااامل}}


 زارتني زينب

بقلم // سليمان كاااامل
**************************
أَوَ هكذا زينب......زيارة الأحباب؟
كلمات طمأنةٍ تُلقَى على الأبواب

ربما تشاغلتُ......وأخذتني الدنيا
كم تُلهي الإنسان بعض الأسباب

أعلم أن....مجلسي عندكِ أبرَدَتهُ
غيبتي فلا..تُكثري علي بالعتاب

هلَّا دخلتِ...........وأروَيتِني حباً؟
كم تَشَقَّق القلبُ....من مُرِّ الغياب

تَحمَلينَ همي..وهم أولادي وأنتِ
هناك.........بين الأحبة في التراب

والله إني.......لأشتاق إليكِ أختي
ويُطفئُ الشوق...نظرتي للأحباب

أذهب للبنات كي أراك بوجوههن
كي أشتم عطركِ من بقايا الثياب

لا تُؤاخذيني إن......نسيتُ ذكراك
دارَيتُ عاطفتي.....خشية العذاب

لاعَبتُ زينب الصغرى وكأنها أنتِ
و دمعي خبأته..وشرعت بالذهاب

جِئتِني بهمِّ إبني.....وكأنكِ مازلتِ
رغم الموت فرَّقَنا...مُقِيمَة باللُّباب
**************************
سليمـــــــان كاااامل......السبت
٢٠٢٥/١٠/١١

قصيدة تحت عنوان{{أنا الحَكَمْ}} بقلم الشاعر المغربي القدير الأستاذ{{محمد الدبلي الفاطمي}}


أنا الحَكَمْ

أنا أملُ الشّعوبِ مع الأمَمْ
أُسافِرُ بالعُقولِ إلى القِمَمْ
تُرافِقُني الحُروفُ إلى ضِفافٍ
بها الألْبابُ تَصْنَعُها الحِكمْ
وأُبْحِرُ في المُحيطِ بلا حُدودٍ
على المَوجِ المُحََصّنِ بالقِيَمْ
أنا القلمُ الذي اتّخَذَ القَوافي
دليلاً في التّلاوةِ بالنّغَمْ
أُصِرُّ على مواصَلَةِ ارْتِقائي
لأنّي في البِناءِ أنا الحَكَمْ

يُلَقِّبُني النّوابِغُ باليراعِ
وَيَكْرَهُني الكثيرُ منَ الرّعاعِ
كَنَسْتُ اللُيْلَ بالأنْوارِ عِلْماً
فَهَبَّ الغَيْثُ مِنْ رَحِمِ الشُّعاعِ
ومنْ حِبْرِ العُيونِ أَسَلْتُ دَمْعاً
فأطْرَبَ في التِّلاوَةِ بِالسّماعِ
تَرى الأبْصارُ بالأقْلامِ نوراً
صَربيحَ المُفْرَداتِ بِلا قِناعِ
وفي القِِرْطاسِ تَتَّضِحُ المباني
فَتَنْتَصِرُ البلاغَةُ في الدِّفاعِ
                               
أنا القَلَمُ المُحَرِّكُ للْجمادِ
أنا الحَسّونُ غَرّدَ في البوادي
بيَ الرّحْمانُ بَيَّنَ كُلَّ شَيْئٍ
وأقْسَمَ أنْ أجاهِدَ بِالأيادي
فَقُمْتُ بِنَشْرِ وَحْيِ اللهِ نوراً
أضاءَ الكَوْنَ في مُقَلِ العِبادِ
تُعانقُني الأناملُ كُلَّ حينٍ
فأرْسُمُ بالحُروفِ مدى اجْتِهادي
ولي في المُفْرداتِ عُطورُ مِسْكٍ
يَطيبُ بِها التّفَكُّرُ في المُرادِ

محمد الدبلي الفاطمي 

نص نثري تحت عنوان{{رفيف الماء}} بقلم الكاتب التونسي القدير الأستاذ{{سميربن التبريزي الحفصاوي}}


*رفيف الماء...

رقرق ‏يارفيف الماء...
من النبع  وفي الطلع
غض وأخضر.  
و في مدى تلك الجداول
رقرق في اللمع و  الجريان...
وعند السيلان أيها الماء 
و نحو خضر المروج 
حينما  تزهر...
ونبت الحشيش وميس السنابل
وٱزرع النشوى في صباحات القرى 
رقرق ياحنين الصبا والإنتشاء
ويا قطرة للندى...
 تداعبها خيوط الشمس
مدى ومدى...
 وقعت من البتلة
 عند إكتمال الملي  
على سطح الماء
نجمة لمعت بريقا
 وولدت من وقعها
 دوائر بنت دوائر...
فتكبر وتكبر...
 من الوقع في العمق 
من الداخل ومن بعضها  
رسمت مراحل كالسنين
 توال دوائر تكبر وتعبر 
وعمر الزمان ولمع الشعاع 
في طيب الثرى والطل 
وزهو الورود عند شعاع الصباح 
وفجر جديد مطل 
بالأمل والأماني... 
ياظلمة في عتيق قصور
حينما تعشب من فوق
وطلل قلاع المباني...
وجدر قديم الزمان
وعبق الصمت والسكينة
رهبة وخوفا ورد الصدى
أيها الماء الزلال
تداعب فيا حنينا وشوقا 
لعبق القفر و صمت الخلا 
لوقت  زمان مضى...
والشوق إليه أعياني
و هز كياني حنين وشوق
يازرقة الغيم الغريب 
المخضب  للسراب...
وهام الغمام وذاك الضباب
في الأفق البعيد عند الغروب 
وأحزان الغروب في الشفق
المسافر لعتم الليل
وشوق النوارس للماء 
وهمي المطر...
لأشرعة تاهت في البحر
 عند السحر...
رفيف الماء عذب زلال 
وهاذي الظلال 
عند شواطىء البحر الغضوب  
والجزر البكر والنخل...
وهذا الجمال الحزين
عند ٱغتراب المواني...
رقرق ‏يارفيف الماء
في صباحات القرى
عند الجداول والحقل
من النبع والطلع عند التلال
وهاذي المراكب وهذا الشراع
كما يمر العمر ويعبر...
رقرق في اللمع و الجريان...
وبين ثنايا الشعاع...

-سميربن التبريزي الحفصاوي 🇹🇳

((بقلمي)) ✏️ 

قصيدة تحت عنوان{{قولي بربك اين المنتهى}} بقلم الشاعر الفلسطيني القدير الأستاذ{{محمد رشدي روبي}}


*قولي بربك اين المنتهى*
قولي  بربك اين  المنتهى
اين المحافل و ليل الهوى

هذي العيون تزف الدموع
تناجي الوئام و تهوى اللقا

فصرنا  بقايا شموعا تذوب
و صرنا رفاة قصيد  انتهى

اغرك  اني  هجرت  الوداد
أكنت الحقود وقلبى جفى

و ما كنت يوما  الا الودود
اسابق  فرحا  اليك  همى

هجرتك خوفا مني عليك
فحسن اختيارك يعني الدفا

اليك عني  يا نبض  وتيني
فليس  بوصلي  ذاك  الرجا

لو كان هجري دواء الجروح
فانت  الدواء و حسن المنى

خريفك يبحث عذب الفرات
بكفي   نهر  كثير   الندى

وترنو عيونك خلف الوداد
فتعصى التقدم تأبى النوى

تعالي وفكي حصار الشفاه
سأعلن عشقك خلف الورى

بقلمي/محمد رشدي روبي
فلسطين..

 

خاطرة تحت عنوان{{الرمضاء}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{فيصل عبد منصور المسعودي}}


الرمضاء

--------

قولي بحقي ما تشاء

مغرور 

نرجسي

لا يقدر الانثى في حياته

 ولا كل النساء 

أقبله بحق

فقط أتمنى أن لا تطلعي

على ما يدور بالقلب

لا في العلن ولا في الخفاء 

كارثة كبرى لو تعلمي

أن قلت أحبك 

أنت وسط النور متلآلئة

وأنا وسط الظلام أعيش

في حالة أنطواء

موقفنا عسير 

لا يمكننا البوح به

كذلك لا يمكننا التغاضي

سيدتي

ساقتك لي الاقدار

فقط أتمنى الاحضان

عند اللقاء

هل مطلبي عسير

أتركيني أذن وحيد 

في قبري باقي

أهذب الاحزان و الهموم

هي سلواي في الرمضاء

بقلمي

فيصل عبد منصور المسعودي 

نص نثري تحت عنوان{{عِندَ اكْتِمالِ القَصِيدَة}} بقلم الكاتب اللبناني القدير الأستاذ{{حسين عبدالله جمعة}}


عِندَ اكْتِمالِ القَصِيدَة
بقلم : حسين عبدالله جمعة

عِندَ اكْتِمالِ القَصِيدَة...!

آهٍ... لَو تَعْلَمِينََ كَيْفَ تُصْبِحِينَ،

وَتَصِيرِينََ أَنْتِ،

وَحْدَكِ أَنْتِ الجَمِيلَة،

مِثْلِ اكْتِمَالِ البَدْرِ،

وَمَوْسِمِ حَصَادِ القَمْحِ في بِلادِي،

وَكَمَا قِصَصِ الحُبِّ والغَرَام...!!!

نَعِيشُهَا...

تَعِيشُ فِينَا...

نُمسي أَبْطَالَهَا...!

لَكِنَّهَا تَبْقَى،

تَبْقَى مُسْتَحِيلَة...

عِندَ اكْتِمَالِ القَصِيدَة.

تَعَانَقَ شَذَى عِطْرَيْنَا،

فَانْسَكَبَ رَحِيقًا...

وَصَبَّ حُرُوفَ كَلِمَاتِي،

وَرَاحَتْ عَيْنَاكِ تَعْدُو...،

تُذَلِّلُ مَسَافَاتٍ بَعِيدَة،

وَأَغْدُو بَرِيقَ عَيْنَيْكِ،

وَتَصْدُرُ الجَرِيدَة...!!!

تَحْمِلُكِ أَنْتِ،

وَأَنْتِ...

أَنْتِ القَصِيدَة.

عِندَ اكْتِمَالِ القَصِيدَة،

تَظْهَرُ سِمَاتُ الحَمْلِ...،

وَأَبْدَأُ...

فِي انْتِقَاءِ أَسْمَاءٍ جَدِيدَة.

وَهُنَالِكَ...!

عَلَى أَغْصَانِ شَجَرَةِ الرَّحِيل،

فِي أَعَالِي جِبَالِ التِّيبِت،

أَعْقِدُ خَيْطًا آخَر،

بِلَوْنٍ آخَر،

وَتَمْضِينََ أَنْتِ وَحِيدَة،

كَشُعْلَةِ القِنْدِيل،

تُحَاكِي الصَّمْتَ تَارَةً،

وَأَطْوَارًا...!!!

تَتَرَاقَصِينََ مَعَ كُلِّ تَنْهِيدَة.

عِنْدَ اكْتِمَالِ القَصِيدَة...!

يُسَافِرُ الفَجْرُ،

مَعَ صِيَاحِ دِيكٍ آتٍ

مِن أَمَاكِنَ لَا بَعِيدَة،

يَسْتَقِلُّ أُفُقًا رَمَادِيًّا،

يُعَانِدُ الصَّبَاحَ،

يُصَارِعُ شَمْسًا عَنِيدَة.

وَشُعْلَةُ القِنْدِيلِ...

تَخْفُتُ...،

تَذْوِي...،

وَرُوَيْدًا... رُوَيْدًا...،

تُعْلِنُ الرَّحِيلَ.

وَتَبْقَيْنَ أَنْتِ...

سَيِّدَةَ القَصِيدَة...!

حسين عبدالله جمعة 

سعدنايل لبنان 

نص نثري تحت عنوان{{هَا نَحْنُ عُدْنَا يَا غَزَّة}} بقلم الكاتب المغربي القدير الأستاذ{{شفيق العبودي}}



هَا نَحْنُ عُدْنَا يَا غَزَّة
منْ لَيْلِ الغِيَابِ 
ومِن شَتاتِ الذاكِرَة
عُدْنَا
منْ مَوْتِنَا المُؤَجَّلِ في المَنَافِي
من رَمَادِ الخَوْفِ في الأَزِقّةِ 
البَائِسَة
من طَوَابِيرِ الجُوعِ 
ومَغْصِ النُزُوحِ
عُدْنَا إِلَيْكِ يَا غَزَّة 
منْ مُخَيَّمَاتِ القَصْفِ
عُدْنَا
نَحْمِلُ فِي أَكُفِّنَا حَجَرًا
وفِي قُلُوبِنَا بُرْكَان وَطَنٍ 
لا يَنَام
عُدْنَا نُعِيدُ لِلْبَحْرِ مِلْحَهُ
وللأَطْفَالِ أُغْنِيَةَ الأَمَلِ 
فِي وَجْهِ الرُكَام
هَا نَحْنُ عُدْنَا يَا غَزَّة 
مِن بَيْنِ صَمْتِ العَرَبِ المَكْسُورِ
ونِفَاقِ السَّاسَةِ المَأْجُور
نَحْمِلُ فِي أَعْيُنِنَا صَهِيلَ المُقَاوَمَةِ
فِي أَصَابِعِنَا وَعْدُ السَّمَاءِ
أنْ لا يَطُولَ هَذَا اللَّيْلُ الجَبَان
مَرَّةً أُخْرَى عُدْنَا يَا غَزَّة
كَمْ مَرَّةً مُتِّ ثُمَّ نَهَضْتِ؟
عَنْقَاءُ العَصْرِ أَنْتِ
كَمْ مَرَةً نَزَفْتِ ثُمَّ أَزْهَرْتْ دِمَاؤُكِ نَصْرًا؟
كُلُّ طِفْلٍ فِيكِ رَايَةُ مَجْدٍ 
وكُلُّ أمٍّ فِيكِ قَسَمٌ لاَ يُكْسَر
وعَهْدٌ لاَ يُنْكَث
ها نَحْنُ عُدْنَا يَا غَزَّة
أَفْرِشِي صَدْرَكِ للْعَائِدِينَ
منْ مُخَطَّطَاتُ التَّهْجِيرِ 
منْ مَنَافِي الوَجَعِ العَرَبِيِّ
وافْتَحِي ذِرَاعَيْكِ 
كَأَنَّكِ المَعْنَى الأَخِيرُ للْكَرَامَةْ
هَا نَحْنُ عُدْنَا يَا غَزَّة
لا نَحْمِلُ سِوَى الحُلْمِ 
واليَقِين
لاَ نُؤْمِنُ إِلاَّ أَنَّ
الدَّمَ طَرِيقُنَا إلَى اليَوْمِ الحُرِّ 
المُبِين...

شفيق العبودي 
العرائش/المغرب 12 اكتوبر 2025