الأربعاء، 25 ديسمبر 2019

قصة قصيرة بعنوان {{وسادته }} بقلم الشاعر العراقي القدير الاستاذ {{جاسم الشهواني}}

القصة .. القصيرة

وسادته

سألته .. والدمع قد أغرق عينيها عن مايدور بداخله لتعرف حقيقة مشاعره تجاهها .. ؟
هل كانت أحاسيسك  معي مجرد نزوة عابرة .. ؟
أم أنك تحتفظ بي كأي قطعة أثاث قديمة
في منزلك تلجأ اليه عندما لاتجد البديل .
لم يجبها ونظر لها بنظرة كلها إمتعاض
إستدار وخرج من باب غرفتها ليتركها
تكابد الأحزان لوحدها .
إستمرت علاقتهما على هذا المنوال لعدة
أعوام ، هو غارق في ملذات الدنيا وهي 
غارقة في بحر أحزانها .
صانته في غيبابه وكانت الأم المثالية 
لأولاده ، تضع رأسها على وسادة الأحزان
لتطلق العنان لنهر عينيها ، وتنظر بإشتياق لتلك الوسادة الشاغرة .
تحدث نفسها هل أنا المخطئة أم هو من
كان بنعم ربه جاحد ، ألف سؤال طرحته
كل ليلة لكن لا أجوبة لذلك الأرشيف 
المتراكم من الأسئلة التي كانت تطرحها .
دارت الدوائر وقلبت الأقدار الموازين رأسآ على عقب ، نفذت أموال الزوج الطائش وغرق ببحر لاقرار له من الديون .
وجد نفسه وحيدآ بعد أن أنفضى كل من
حوله ، كانوا كالنسور القمامة يقتاتون على
من نفق وترك في العراء .
ورثت الزوجة من أهلها مبلغآ كبيرآ من المال ، هنا قرر الزوج المفلس العودة لزوجته الثرية ، حاول مد جسور الود
المخادعة من جديد ، لكن جرحها مازال ينزف بغزارة .
حاول أن يخدعها وبدأ يطوقها من كل أتجاه ليبلغ مبلغه .
عادت الزوجة الجريحة لتلك الوسادة الشاغرة الصامتة منذ سنين ، وطرحت
عليها سؤال واحد .. ؟
هل أغامر وأعيد الكرة معه أم أستمر 
بوحدتي التي أصبحت جزء مني .. ؟
كسرت الوسادة كل القواعد ونطقت
قائلة .. ؟
أتذكرين أخر مرة وضع رأسه فوقي .. ؟
حاولي أن تشمي رائحته هل لها أي أثر
علي ياسيدتي .. ؟
سنين عجاف مرت عليك والدمع يغرق
عينيك وأنينك كان يؤرقني 
حنينك اليه أنا أشعر فيه وبكائك الحار
يكاد يحرقني 
حاولتي كثيرآ أن تخدعي ذاتك بقولك
 عسى أو لعل أن تستيقظي صباحآ 
وتجدينه يغفوا بقربك .. !
من باعك في رخائه لن يوفي لك يومآ
أبدا .
أسئلتك تراكم فوقها غبار غدر الدهر على
رفوف النسيان ، الود والوفاء وصون العهد
أساس لكل علاقة ناجحة .
ليس الرجل بذلك الشعر الذي يعتلي شفتيه
ولابعضلاته المفتولة ، الرجل من كان سندآ
لمن وهبته نفسها ومالها وكان قبلتها في حياتها ، حظن دافء وصدر تلجئ اليه وقت
الشدائد صون وفداء وعزة وكبرياء يحتظنها لتشعر بحنانه لتعيش معه بأمان .
فهل تنظرين له بأنه حقيقة أم خيال .. ؟
أسألي نفسك وستجدين الجواب حتمآ
أن كان حقيقة أم ضرب من ضروب الخيال

                          وسادته

                                              الكاتب
                                      جاسم الشهواني
                                              العراق
                                      24/12/2019

ليست هناك تعليقات: