الجمعة، 10 أبريل 2020

قصة قصيرة بعنوان {{ما وراء الخِْمار عاهِرة}} بقلم الكاتبة العراقية القديرة الأستاذة{{نور الهُدى الموسوي}}

ما وراء الخِْمار عاهِرة 

في إحدى الليالي ، كان صدري قد ضيق بسبب الدراسة المستمرة جالساً في شرفتي انظر للأزقة التي تقع قبالة الحيْ الذي أقطن فيهِ ، رأيتُ إمرأة مرتدية عباءة سوداء واضعة خِْمار فاحم على وجهُها خَرجَت من منزِلها بهدوء وخطواتٍ مُسرعة تتلفت تارة لليمين وأخرى لليسار ،كأنها مراقبة من قِبل شخصُاً ما فأختفت من ناظري ، كُنت لم أبرحُ من مكاني ولو لبرهة من الزمن أنتظر علّ قدومها قريب ، تأخر الوقت ومضت ثلاثِ ساعات ولم أرى عودتها، تركت مكاني وهرعت لسريري مستلقياً فأخذتني الغفوة مسرعة . في الصباح عند ذهابي للجامعة كان برفقتي صديقي الذي يقطن في نفس حَيِْنا حدثني عن إمرأة عاهرة الجميع يتكلم عنها يلقبونها ب (فتاة الليل )و (عاهِرة تحت الخِْمار) تخرج ليلاً وتعود صباحاً ،أنها في الأزقة التي قبالة حَيِنا ،ألتفتُ لهُ لبرهة وتذكرت ما رأيتهُ بالأمس لكنني لم أخبرهُ بالذي رأيتهُ أكملت طريقي صامتاً دون النطق بحرف واحد ، أفكر في تعقبها والتأكد من صحة ما رأيتهُ وسمعتهُ عنها ، أنتهى دوامي وعُدت لمنزلي مرهق ،لجأت لوسادتي ، ليستلقي رأسي في حضنِها مُتعب ، لم أنتبه للزمن لكنني أستيقضتُ عندَ صوت جرس الباب ، فكان صديقي الأبله خلفهُ فتحتهُ فصرخ بوجهي أنهُ موعد العاهرة لنتعقبُها ونكشف حقيقتها أمام الناس لتكُن عِبرة للعاهرات الأخريات ، شد على يدي وسحبني ، وغلقت الباب بالأخرى ، فغادرنا ووقفنا في إحدى الزوايا المظلمة للزُقاق بدون أن نصدر أيَ صوتٍ، نترقب خروجُها ، كان منزلها مُظلِم وجدرانهُ مائلة وسقف المنزل من حديداً متصدأ وشكلهُ من الخارج حالهُ يُرثى لها ، خرجت تلكَ المرأة من منزلِها ، وهي تتلفت ك عادتُها أنتظرنا أن تتمشى بضع خطواتٍ لنلحقها فقمنا بتعقبها بخطواتٍ خفيفة دون أصدار أيَ صوت ، أبتَعدت خطواتُنا عن الزقاق إلى أن وصلنا الى مكب النفايات الذي يقع بضع أمتار عن الزقاق ،كانت تلتقط ما ترى مخلفات فواكِه وبعض الأرغفة العفنة تجمع ما تلتقط ب(كيس ) أسود يقبع تحت العباءة ، قد تفاجأنا و نظرنا لكلانا صادمين بما رأيناهُ بدأت عيناي تدمع وأشعر بحرقة في صدري وقلتُ لهُ أهذا ما تريد مشاهدتهُ؟ أهذهِ من لقبتُها بالعاهِرة ؟أين العُهر ياهذا أين؟ ثم وقفنا في زاوية نشاهدها تنتهي من ألتقاط المخلفات مع بكاء خفيف ك مطرٍ ينزل على خدينا ، عند أكتمالها تعقبناها عند عودتها وصلت و فتحت باب المنزل وإذا بصغارٍ ثيابهم رثة وممزقة يبدو عليهم الجوعِ يصرخون أمي أتت أمي أتت جلبت الطعام فَرحين بقمامة نتنة ، بزغ الفجر وعند عودتنا ساد الصمت كُلَينا لم نستطع التفوه ولو بكلمة واحدة فقط بكائُنا ومسح دموعنا بكفيّنا ، قال صديقي سنجمع الناس ونريهم العاهرة من ! 
كيف لمجتمع متخلف أن ينعتها بالعاهرة وهي فقط تجمع مخلفات نتنة تطعم صغارها تباً لكم أيَ بشرٍ نحن لنحكُم عليها يا للخزي والعار ،

أرحموا من في الأرض يرحمكُم من في السماء .
الكثير من الفتياة وقعنَ ضحية كلام مسيء لمجتمع فاشل الكثير من تعرضن للظلم الكثير والكثير والكثير ، لا تصدق ما تسمعهُ بل صدق ما تراهُ . 

#الكاتبة نور الهُدى الموسوي
#كتاباتي 
#العراق
9أبريل 2020

ليست هناك تعليقات: