------مصرع جمال افروديت---------
بتاريخ 17/05/2020
كوثر أو كما يسميها سكان تلك المنطقة افروديت التي تعرف في الأساطير الإغريقية بإلهة الحب و الجمال و يرجع سبب تسمية كوثر بهذا الاسم الى جمالها الذي ازاح ارباب الجمال عن مناصبهم و احتل مكانهم، هذه الحورية التي يقطر الجمال من ثغرها كما يقطر الماء من ورق الشجر كانت اثرى و اجمل امراة في تلك المنطقة ؛ فقد كان يحوم حولها الرجال كما يحوم النحل حول العسل يركضون وراءها و يطمعون في نيل رضاها لكن هذا الجمال الساحر و هذا الثراء الفاحش كان ممزوجا بشيء من الغرور و التعجرف الأمر الذي جعلها ترفضهم و ترفض اي رجل يتقدم لخطبتها بحجة انه لم تنطبق عليه مواصفات فارس احلامها و انه ليس من مستواها فمعظم الذين تقدموا لخطبتها من اصحاب الطبقة الوسطى و ليسوا من اصحاب الطبقة المخملية الراقية التي كانت تنتمي إليها ، ذات يوم : تقدم لخطبتها شاب حطاب استولى عليه الفقر فلم يترك له شيء سوى كوخ من القش و ثياب مهلهلة يعتريها الوسخ و الغبار كان قبيح المظهر اسود البشرة ، ردت عليه مستهزئة: حقا احلامك كبيرة انظر انت أين و أنا أين فأنت مكانك ليس هنا و الأجدر بك أن تكون في اصطبل احصنتي لتنظيف حوافرها و تريد ان تخطبني يا له من امر مضحك !! و كيف لجمالي ان ينزل من مستواه و يقبل بقبحك فهذه اهانة في حقه ، طأطأ الشاب رأسه قائلا : كوني على يقين ان الورود لا تحافظ على جمالها دوما و سوف يأتي يوم و ستذبل فيه حتما و هكذا جمالك سيذبل يوما ما بعدها غادر و هو ينزف وجعا بعدما نخرت سهام الاهانة و المذلة كيانه ، مرت الأيام بسرعة فائقة ليكتب القدر على صفحاته سيناريو جديد في حياة كوثر فقد تعرضت لحادث أليم اودى بحياة جمالها ليترك بعدها سيدته لوحدها تتخبط في زنزانة الألم ؛ فعيون الافعى تلك التي كانت محراب للعشاق إستولى على إحداها العمى اما تلك البشرة الحساسة الناعمة التي كان يسعى خلفها من اصابهم سم حبها لكي يرسمون عليها خريطة من القبلات للاسف صارت تكسوها الندب و بعض الجروح التي لم تشفى بعد ، ساءت حالتها النفسية كثيرا عندما نقلت إليها مرآتها نبأ مصرع جمالها الذي كان سر قوتها و سلطتها ، فقررت ان تتخذ من البحر الذي كان بمحاذاة قصرها ملاذا لها للهروب من دوامة حزنها و ألمها التي كانت تتخبط فيها فكان البحر تارة ينعش روحها التي تصرخ ألما بنسماته و تارة اخرى يخفف من حدة عويلها بأمواجه العاتية ، رآها الشاب الحطاب الذي تقدم الى خطبتها فذهب اليها وجلس قربها قائلا : اما الان فلا يغني الصراخ و لا النحيب فما مضى قد مضى و لا يجب ان تتوقفي عند نقطة واحدة فالحياة من خلال هذا الحادث ارادتك ان تعيشي واحدة من تجاربها و ان تحفظي درسها جيدا الذي يقول : ان الجمال لن يدوم فهو كألسنة النار التي مهما علت سيخمدها الماء في النهاية هكذا الجمال مهما علا و تجبر ستخمده نوائب الدهر يوما ما فهل إستوعبت الدرس ؟ أم أنك لم تستوعبيه بعد
بقلمي الشاعرة العنقاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق