أحلام
استيقظت على رنين الهاتف،أسرعت لترتدي ملابسها وغادرت البيت على عجل.
يعلو محياها حماس ونشاط زائد،وهي تحمل حقيبة كتبها،واثقة الخطى تمشي على استحياء.
بعد أن اجتازت الطور الأول الدراسي بامتياز...
وما إن تخطت عتبة المنزل بأمتار قليلة،حتى انتابها شعور غريب سرى في جميع عروقها وجسدها،جعل قلبها يدق بغير انتظام.
تمة شاب ما ممتطيا سيارة سوداء اللون،يبدو عليه أثر النعمة،لم يتفوه ببنت شفة،لكن نظراته باحت بكل شيء.
فجأة كأن قطعة ثلج ثبت على جذوة الحماس،وأيقظت ذكرى شريط ظنت أنه تعرض للإتلاف في بحر النسيان.
ذكرى سنين خلت،يوم كانت تعود إلى منزلها في آخر الاسبوع..لتراه في مكانه المعتاد داخل سيارته،ويراقب تفاصيل حركاتها إلى أن تطرق باب منزلها.
مرت أسابيع أسابيع على تلك الحالة،وكل يوم تزداد لهفة لساعة اللقاء...
وكانت في الليل،عند تفرغها وخلودها للنوم،ترتب له في مخيلتها مجموعة من اللقاءات والحوارات،وترتب جملة من التفاصيل،تفاصيل الخطبة والعيش تحت سقف واحد على سنة الله ورسوله،دون محاولة أو لف أو دوران...
بنت صرحا من الأحلام الوردية ذات ركائز ذهبية،وأعمدة أرجوانية،وكل ليلة يكبر الحلم وتعيش معه مسلسلا تركيا أو مكسيكيا،كله حب ومودة وصفاء.
ويوما بعد يوم يزداد تعلقها به،فتلين لنظراته ويخضع سلطان الحب والإعجاب الممنوع...
وتنام على خيوط سلسلة أحلام،دون فوزها بفرصة اللقاء.
وتعاود الكرة في اليوم الموالي بنفس التيمة،وبنفس الوتيرة التي تعذبها وتأخذ أكثر من تفكيرها...
كان بالنسبة لها بمثابة غابة كثيفة الأشجار،ترى من بعيد ويصعب اقتحامها والتظلل بفيحها.
إنه مستقبل غامض يلوح من بعيد ويحجب عنها رؤية الحقيقة...
المصطفى نجي وردي 12\5\2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق