تلك السفينة ...!
__________
تلكَ السفينةُ أبحرتْ بعدي
على نفسِ الدروبْ
نفسِ المواني، والمنارةِ والنوارسِ
والندوبْ ...
تلك السفينةُ مثلُ قلبي هائماً
لا مثلُ شمعٍ ذائبٍ
في الصبحِ كادت ...
أنْ تذوبْ ...!
تلك السفينةُ أبحرتْ
وتريدُ عينيكِ هوىً
وتريدُ خديكِ عطورًا
أو طيوبْ ...
تلك السفينةُ خفقُ قلبي ، إنها
نبضُ القلوبْ ...
هل كنتِ يومًا روحَها ، أو جفنَها
أو لون فجرٍ ...
يشتكي همسَ الغروبْ؟
تلكَ السفينةُ قبّلتْ خديكِ ...
تهواكِ ...
و تريد في عينيك " طبعا "
أنْ تجوبْ ...!
****
تلك السفينةُ أبحرتْ ...
لمّتْ على شوق الهوى
ذاك الشراعْ
مدّتْ يديها للسما ...
إذ تشتهي منكِ الوداعْ
نادتْ عيونَكِ والندى
وتموّجتْ تشكو بعينيها الصراعْ
هذي السفينةُ ملءُ عينيَّ جروحاً داميات
أنتِ التي أدميتِها
أنتِ التي لوّنتِها
لونَ الأصيل...
أو لون نجمٍ
يكتري منك العيون...
همسًا ، بريقاً
أو شعاعْ
فسمعتُ صوتًا للبحارِ
يقول لي :
لبيّكَ إنكَ أنتَ من ريح الأيائل
و العنادل ...
أو انت حلو كاليراع
أنت الذي من صوت همسك جاءني
همسٌ نديٌّ ، صار في القلبِ
دموعًا أو نزاعْ ...
تلك السفينة أبحرتْ
تبغي عيونك رفةً
أو رعشةَ القلب الذي
يدعو عيونك أن تكون
أمرًا على قلبي مُطاعْ
تلك السفينة أبحرتْ ....
لله ما أقسى الوداع ...!!
سهيل أحمد درويش
سوريا _ جبلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق