الحلقة الثانية عشرة
.........ليس بيدي.......
تطلع إليه،وبسرعة ملحوظة،نزل ليرد على الاتصال.
لم أتمكن من التعرف على صاحب الصوت،لكن شبه الابتسامة التي لاحت على محياه،فسرت أن الأمر يخصني،فكانت النتيجة مؤيدة لظني،حين اقفل الهاتف وربت على ركبتي قائلا: الكل في انتظارك،وأنا الآخر سأمكث معك لتناول العشاء.
لم أبال بكلامه،رغم تعلقي الشديد به،فذهني كله مركز في صورة أمي،أتصور وحدتي وخوفي بعدها،وتمنيت في تلك اللحظة لو يكون في مقدوري التخلص من ذلك الذي يفكر في الارتباط بها.وبقيت الأفكار تتضارب في رأسي،ترى من سيكون..؟! أين التقى بها..؟
وعمي منتصر بجانبي يحاول استدراجي للحديث بطرق شتى.
ولم خيبت ظنه بصمتي،وعدم الرد عليه..؟!
لجم هو الآخر عن الكلام ،وبقينا على حالنا طول الطريق حتى وقفت السيارة أمام الباب.
هبطت جريا لأرتمي في أحضان أمي،وقد أصبح احتياجي إليها بمثابة الدماء التي تسري في الشرايين، وانخرطت في البكاء بحرقة قاسية.
أخذتني في حضنها ،تقبلني بحنان ولهفة ،وصدري يعلو وينخفض ،كمن يجد صعوبة في التقاط أنفاسه،وغير مبال بمن حولي، قلت في اندفاع بريء: سأقتل كل من حاول التقرب منك...
نبهني صوت عمي منتصر يقول بلطف،وهو متصلب في مكانه:حينها سأكون بمعيتك،وسنعمل على طرده معا.
والآن ،عد إلى هدوئك،وقبل جدك وجدتك.
وبمنتهى الاستسلام،انصعت لتنفيذ أمره،وبقي معنا حتى تناول العشاء.
أما أنا ،ورغم إلحاح الكل للبقاء معهم،فقد آثرت الانصراف إلى غرفتي لعلي أجد للنوم سبيلا.
لكنه عصاني، ووقف صامدا في وجه إرادتي،ولم أعبأ كم بقيت أصارعه،حتى وجدت بصري يتجاوب مع خيوط أشعة الشمس،تنفذ من زجاج النافذة،وهي لازالت تفتقد دفءها...(يتبع)
المصطفى نجي وردي 03\10\2020
الناظور-المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق