لست أكتب
إنما امتطي حروفي
وإحطم اثامي المتراكمة
على شفاه أيام ..
تناظرني بسخرية
تتحدّى هروبي نحو الإنفلات..
فأشد لجام الصبر حول عنق احتمالي
وأنزع شظايا الأذى المترسخ في ذاتي
ثم أحشو بها مخيّلة جامحة جانحة...نحو الخزعبلات..
لست أكتب ...
إنما أمضغ الأحزان على مهل
أنهش حنين ترهّلت خطاه ..
بعدما شابت جفون رؤاه..
فصار يحبو على أرصفة بلا اسفلت...
أنا لست أكتب ...
بل أستجير بحما لغتي
أستجير بهيبتها ووقارها..
من رجز الغواية
فأمحو بداية ...وأنجب بداية
أضع ..علامات استفهام
وتعجّب ..وأخادع النقاط
إنّي أرضع أجنّة الحروف
اهدهدها ,, انشدها ..اصفعها
كلّما بكت..
فلست أكتب ..
إنما أحفر القبور
لجثث انتنت ..
وتحللت ..
فأصابتني بهلوسات
وجنون وأطعمتني زقّوم
مزخرف ثريّ الثوب
تعرّيه نار وحرائق
وحمم ...ترتدي في أطرافها
خلاخل ...وحلى ..واكسسوارات
لست أكتب ..
ولست أرتّب أعجوبة
ولا أنتقي أكذوبة ..
فذي جثث الزمن
تصهر أصابع القلب ..
فأزفها على أكفّ تمطر مواجعا ..ولجوء..وشتات..!!!!
يسرى الخلف
فلسطين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق