"في عتمة الحافلة "
سلسلة قصصية
بقلم :
تيسيرالمغاصبه
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
قلوب تحترق
-٤-
تمنيت أن تطول الرحلة التي أوشكت على نهايتها ،لكن في الحقيقة أنني قد تغولت في رحلة العمر .. تغولت كثيرا ،قلت وقد أصبحنا مزيجا واحدا من العواطف والأحاسيس والتجانس وبات من الصعب الانفكاك :
-ليتني إلتقيتك قبل ذلك بكثير؟
-لماذا ياعزيزي .
-لأني الأن على وشك إتمام الأربعين من عمري؟
-ماهذا القول ياعزيزي ..أن عمر الأربعين هو عمر التألق ..أتعلم بأني أنا قد أتممت الأربعين أيضا.
-غير معقول ..لايبدو عليك ذلك؟
-لأني لا أعير أي أهمية بشأن العمر ..أن الأهم في حياتنا هو ماذا فعلنا في سنوات عمرنا قبل ذلك..وماذا سنفعل بعد ذلك.
-هذا صحيح لكنا نقترب بخطى سريعة نحو الخريف؟
-في الحب لايوجد أي مصطلح للخريف ياعزيزي ..أن الحب يمدنا بالشباب الدائم.
- صحيح ..هكذا شعوري وأنا معك..آه..لقد أوشكت الرحلة على نهايتها؟
-بهذه السرعة.
-الرحلة السعيدة دائما تكون قصيرة؟
-نعم هذا صحيح لإنا لانشعر بمرور الوقت.
-أتسمحين لي بأن أعزمك على شيء قبل الفراق؟
شعرت بأن جسدها قد اختلج عند ذكر كلمة الفراق وقالت:
-هل ستتركني؟
-أنا لاأستطيع أن أتركك لكن بما أنك متجة إلى إيلات بكل تأكيد أنت التي ستتركينني.
-لكن ياعزيزي كان ذلك قبل أن نلتقي ونحب بعضنا ..لكن الأن قد أختلف الوضع ..فأنا سأبقى معك إلى الأبد ياعزيزي غريب ؟
-أنا سعيد بذلك عزيزتي جانيت..وأنا لن أتخلى عنك أبدا.
-عند الوصول سوف نقيم في أجمل الفنادق وسوف أعزمك على أشهى مائدة تحتوي على اللحم والسمك ومن ثم نفكر بمستقبلنا معا؟
قلت وانا لاأكذب أبدا :
-اللحم والسمك ..لكني نباتي ؟
-يالهي ..أنت نباتي ..إذن أنت خير مني بكثير.
-لا..لست كذلك ؟
-لقد بدأت فعلا أشعر بالأمان أكثر وأنا معك بعيدا عن أجواء القصف والمذابح ..كم أكره الدم ..كم أكره التنكيل ..والظلم، أتعلم أنه يوما ما فرض علي حمل السلاح.
شعرت بغصة وقلت بسرعة:
-مستحيل أن أصدق ذلك؟
فأنهمرت دموعها من جديد ..تلك الدموع التي رأيت فيها الصدق ،وتابعت:
-ولهذا السبب أنا أمضي حياتي في السفر والترحال ولولا وجود أسرتي هناك لما ذهبت إلى هناك أبدا..أتمنى نسيان الماضي..لتذهب اسرائيل وأعدائها إلى الجحيم..ليذهبوا جميعا إلى الجحيم؟
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
على شاطىء البحر التابع لفندق من افخم فنادق الدرجة الأولى تجولنا بعيدا عن البشر بينما أيدينا تتعانق من جديد ..كانت أضواء إيلات تتلألأ من بعيد على صفحة البحر ،توقفنا بعد أن كان الاتفاق أخيرا على السفر إلى أميركا للعيش هناك.
توقفنا عن التجوال..إلتقت أنفاسنا من جديد مستعدة للحظة ما بعد الشوق ؛لكن و بتردد وجهت لها ذلك السؤال الذي يجول في خاطري وقد جاء متأخرا جدا:
-إذن أنت أميركية الأصل ؟
-لا ياعزيزي أنا إسرائيلية ،لكني أحمل الجنسية الأميركية واغلب إقامتي في أميركا .
-أ..أنت إسرائيلية ؟
لم أشعر بارتعاش يدي لكن هي شعرت بذلك وقالت:
-نعم ياعزيزي ..لكن لماذا تقشعر بدنك .. ألم تقل بأنك فنان ولا يعنيك ذلك ؟
-معذرة ..لقد تفاجأت فقط ..تفاجأت لأني لم أكن أعلم ذلك.
-ذلك لأنك لم تسألني منذ البداية كما سألتك أنا..وكنت قد رأيت بك غير ذلك..ولم أعير ذلك أي إهتمام؟
-لامشكلة ياعزيزتي ..لامشكلة فنحن بعيدون كل البعد عن ذلك الصراع..أن ماحدث يشبه بالمعنى؛الاعتياد على منهج معين زرع بنا.
لكن الحقيقة المؤلمة كانت غير ذلك،
بالرغم من أن الحب كان هو الأقوى والذي مكنا من تجاوز ذلك كله ،لكن في الفندق قرأت في عيني نظرات خيبة الأمل من حقيقة تمنيت ألا تكون .
فرض عليها السلاح يوما ..إذن قد تكون يديها ملوثتان بالدم ،
ليتها لم تخبرني بذلك الجزء من حياتها.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
في صباح اليوم التالي وكنت لاأزال في السرير بفندق لم أكن أحلم يوما في الإقامة به ،بعد ليلة حب اعتقدت بأنها ستكون البداية ..لكن جانيت لم تكن إلى جانبي ..وقد تركت رسالة إلى جانب السرير كان محتواها:
"عزيزي غريب ..
بعد تلك الليلة الجميلة التي منحتك فيها كل ما أستطعته،أحسست من نظرات عينيك أنك قد تغيرت بعد أن علمت بأني أسرائيلية ..حتى نبضات قلبك قد تغيرت، بمعنى أنك تخشى من حبك لي أيضا، لقد رأيت ذلك في عينيك.
وكانت..و..أقلها لك..و بصراحة ..كانت خيبة أمل كبيرة لي ،
فكان لا بد من خروجي من حياتك مكتفية بساعات جميلة أمضيتها معك.
لقد قمت بتسديد فاتورة الفندق بأكملها ومجرد أن تفتح رسالتي سأكون على متن طائرة مجهة إلى أمريكا وليس معي منك سوى أجمل اللحظات التي أمضيتها معك.
وداعا ...
حبيبتك جانيت"
فشعرت بغصة غريبة جعلتني أتساءل بيني وبين نفسي :
هل خذلتها فعلا ..هل أحنثت الوعد ..هل ..وهل ..
"إنتهت القصة "
وإلى قصة أخرى...
تيسيرالمغاصبه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق