•° رحلات اوديسيوس •°
أجمع ُفتاتَ قلبي
أدفنها بعميقِ خلجاتي
أصارع ُالمنفى
أتقدُّ نيراناً كمصنع الكبريت
أحترقُ كفوهةِ البركانِ
أضيع ُبمتاهات ِالحياة ِالعاقرةِ
يدوي بمسمعي صوت ُ أجراس الكنائسِ
وتدمع عيناي لذكرى الشهيد
.... .....
مفارقات ُ الزمان ِمتقلبة الآراجيح
كثرة البحثِ عن موانئ السعادة ِبدل التعاسة
هلاك ٌعارم ٌيستوطنُ عمق صدري
غربةٌ عارية ٌتوشح ُ يومياتي المكتئبة
أجوبُ العوالم َكأني سائحةٌ ماهرةٌ
لا تمل بسهولةٍ من كثرة التصدعات والتعقيدات والاسفار والمضايقات
أستكشف الخبايا في دياجير هذه الزمان
أرمق ُنظراتٍ بعيدة غريبة عن هذا الكوكب
أسيرُ بضعة خطوات ٍ
علّي أصل ُلساحلِ البحرِ
أمارس طقوسيَ البريئةَ
كما كنت صغيرة بعمر ِالزهرة ِ
أستمعُ لرشقات ِالموج ِالبليغةِ
أتصالح ُمعهُ وأكون رفيقة ًودودة
أداعب ُالمياه َأتحسسُ رطوبتها الباردة َوالمتجمدةَ
صوت ُتغاريدِ الطيور ِيريحني ....
يخرجني من مصرع الأيام ِ الباهتةِ
من ذكرياتِ حبيبي ورفيقي الابدي ّالراحل أبي
من تضحياتي غير المنتهية
اغامرُ كي انسى جميعَ شرائط ِاحزاني
كأسطوانةٍ قديمة ٍ
تعود ُلعصر ِالملكة فكتوريا
او أغنيات خوليو اگلسياس
يأخذني إلى حيث نور الاله
حيث الوجود حد الغرق
ما بين المكوث ِوالاختباء ِ قرار
مابين تنافر و تجاذب تناقض
مابين تناقض وإجابة حياة
مابين الكتمانِ والبوحِ ظلم
مابين الغموض ِوعدم المواجهة تردد
استرعي انتباه َالجميعِ
كنوتات ِبيتهوفن
كسقوط ِتفاحة نيوتن
كمعادلات ِأرخميدس
وأقوال الحكم للقديس أوغسطين
أجمعها كبسولةً لجرعات ِالاستمرارية
ترياقاً تعيد مراسيم الفرح بوجوه ِالبشرِ
كإعادة ِكركرات ِالعابرين
كاجداث ِالراحلين
كبريق ِوقوعِ النيازك
كجمالِ الشفقِ
أعودُ لمغامرتي
أمتطي جوادي الاصيل
وأمرح ُفي عمق ِالغابات ِمعه
يصهل ُبملئ صوتهِ
ليشعرني بنبله ِالكبيرِ
أسير بحديقتي المليئة بزهرة الليلك
أجلس ُعلى مصطبات ِفي الحقلِ
أُخرجُ مذكرتي أدون ماحل بهذا الوطن
ينتفضون شبابهم وينتفضون
ويعودون باسطولهم البحري العريق
أوديسيوس والمقاتلين الشجعان
ليعيدوا السلام لبلادهم
كريعان اجدادهم المطوية
كحفلةِ شواء ٍمدميةٍ
كتجمع ِعزاءٍ ساكن
كلهفةِ العاشقِ لحرمانهِ
لحبييتهِ البعيدة والمغتربة
أجمعهما بفكرٍ واحدٍ
بقلبٍ واحدٍ
ببوتقةٍ واحدةٍ
بينبوع ٍواحدٍ
حتى يعودَ الوجودُ للوجودِ
والقلب ُللقلبِ
والحياةُ للحياةِ
أستكينُ بهدوئي الموحش
أتمايل ُ على جحيم ِالمعيقات ما مضى
أتسامر ُ كاليتيمةِ وأنوح ُنواحُ
أناجي والدي بصلصالِ الليالي
كي يأتيني كرؤية نبي يوسف المؤقنةِ
كدهشةِ نبي إبراهيم بالبشارة لزوجته ِالعاقرةِ
كعدم ِتحمل كبر الشدائدِ
كعدم ِتوقع الامور حسب شاكلته
والبقاء بهمهمات ِالربِّ العلي
ليهديني على كل الآهات ِعلى مصيبتي
وكبر كربتي وكظم غيظي
أنادي الجميع لاحتوائي
وتجميع شتاتي المبعثرة
من شرهِ الفقدِ والحرمانِ
بت ُأهذي هذيان المغيبِ
هذيان المنتشي
هذيان العجوز ِ
لا غرابة بالامرِ
حينما تضرب ُالمشاعر بالمشاعر ِ
تنتج ُأعظم َالأحزانِ
وأعود بنفسي للغربةِ
وللوحدةِ في آن ٍواحدٍ
ولرحلاتِ اوديسيوس العظيمة
المليئة بالعجائب ِوالغرائبِ
الغامضةِ بكثرة ِالتفاصيلِ
المعلنة بأشدِّ استفساراتهِ
لأخذ الحياةِ بمحملِ الجد
كي لا نقعَ بفخ ِالعالمِ النقيضِ
نستكينُ بوجود ِارواحنا
ونتوحد ُكتوحد ِقلبينا
فيأخذني هذا الوجود
إلى حيث النور الآله
إلى حيث الوجود وجودك ..
حد الغرق....!!!!
12-12-2020ديسمبر
5:9م يوم السبت
بقلم / پرشنگ اسعد الصالحي ✍️