- رجولة -
١-وغضَّ الطرفَ إذ لاحت جمالاً
كشمسٍ في الدُجى بينَ الظلالِ
٢-تمرُّ بقربهِ كغزالِ روضٍ
فتخطفُ قلبَهُ قبلَ الخيالِ
٣-ولكنَّ الفتى ظلَّ اعتزازاً
عفيفَ النفسِ ذا خُلُقٍ مثالي
٤-فلم يُلقي إلتفاتاً إذ تبسَّمَت
كأنَّ الشمسَ أشرقَتِ اللآلي
٥-فقالت:مالهُ لم يعبأِ الفَتنَ؟
أما يخشى سهاماً في النِبالِ؟
٦-فقالَ:لهمي في الوغى عزٌّ وسيفٌ
وسُمٌ في الطِّعانِ وفي النِزالِ
٧-أنا ابنُ المجدِ لي هِمَمٌ كجبلٍ
تُعانقُ في السماءِ مدى الكمالِ
٨-فلا يغوِيني وجهٌ أو جمالٌ
ولا لحظٌ ولا زهرُ الدَّلالِ
٩-فإنَّ المرءَ يوزَنُ في المعالي
ولا يُغلى بسحرٍ أو مثالِ
١٠-فما هانت عزيمتُهُ لحُسنٍ
ولا لانت قناتُهُ للغوالي
١٢-يُقيمُ الحقَّ لا يخشى ملاماً
ولا تُغريهِ أهواءُ الجمالِ
١٣-إذا نادى المُنادي للمعالي
تراهُ السيفَ في يومِ النزالِ
١٤-كريمُ النفسِ مُمتَدٌّ عُلاهُ
كشمسٍ في المدى فوقَ الجبالِ
١٥-يُجاهدُ لا لطمعٍ أو لِجاهٍ
ولكن للنُبوغِ وللخِصالِ
١٦-فإن مرَّت غزالةٌ في دروبِهِ
أدارَ الطَرفَ مُكتملَ الخِصالِ
١٧-وقالَ:لنا المكارمُ والمساعي
وليست غايةُ الحُرِّ المُحالِ
١٨-فلا يُبنى الرجالُ سوى بعزمٍ
ولا تُهدى الكرامةُ للضَّلالِ
١٩-كرامتُهُ لهُ تاجٌ ودرعٌ
يُحصِّنُهُ من الذُّلِّ المُحالِ
٢٠-إذا ما الظُلمُ جالَ بكُلِّ أرضٍ
تراهُ الصَّخرَ في وجهِ الزَّوالِ
٢١-يُقاومُ لا يُهادِنُ في مقامٍ
ولا يرنو لعيشٍ في انحلالِ
٢٢-فعِزَّتُهُ لهُ نسبٌ وفخرٌ
وسيفُ الحقِّ مِن خيرِ السِلالِ
٢٣-يسيرُ برأسِهِ عالياً بفخرٍ
ويُدركُ أنَّهُ فوقَ الرجالِ
٢٤-فلا يُغريهِ جاهٌ أو منامٌ
ولا يرضى بعيشٍ في خَبالِ
٢٥-فمَن أرخى لذُلِّ العيشِ حبلاً
تداركَهُ الهَوانُ بلا جِدالِ
٢٦-فلا يُثني العظيمَ مقامُ زَيفٍ
ولا يُغويهِ وعدٌ في مِحالِ
٢٧-يسيرُ وكلُّ دربٍ مِن دماءٍ
يُزيِّنُهُ بأسمى من مَعالِ
٢٨-فإمّا العِزُّ يحكُمُهُ مُلوكاً
وإمّا الموتُ في شرفِ النِّضالِ
٢٩-فذاكَ الفارسُ الحُرُّ التَّقيُّ
عظيمُ الروحِ مجبولُ الخِصالِ
٣٠-تراهُ النورَ في ليلِ المآسي
يُعيدُ الحقَّ مِن وسطِ التِلالِ
٣١-فما نالَ الخُلودَ سوى كِرامٍ
بَنوا بالمَجدِ صرحاً لا يُبالي
صفوح صادق-فلسطين
٥-٢-٢٠٢٥.