قصة
لحظة ضعف
الجزء الرابع
آه .. ياسيدي
عن أي شيء أحدثك .. ؟
عن قصة تتكرر كل يوم هنا وهناك .. !
عن وئد أزلي لايعرف التوقف .. ؟
عن جنس ينتهك عرضه كل ثانية بمسمى مقدس .. ؟
هل أخبرك عن حيتان شرهة لاتشبع بطون رغباتها ، وراقت لأفواهها طعم لحم حواء
ياسيدي ..
حكاية بدأت منذ بدء الخليقة ..
حكايتها أبطالها كل الأجيال ..
حكاية فراشات حلمت بالتحليق فوق حقل الياسمين ، حلم لازمها وهي بداخل شرانقها ، ولحظة الولادة .. ؟
كانت لحظة الوئد ، وبتر الأجنحة الملونة التي تغار الشمس من ألوانها .. !
كم هو صعب ذلك الشعور .. ؟
عندما يدفع جسدك ضريبة الوجود والإستمرار ..
ان تشعر بأنك وجبة ساخنة ، دفع ثمنها من قبل وحشن ينظر إليك بشراهة ..
والأصعب من ذلك .. ؟
من طبخك وقبض قيمة الوليمة هم سر وجودك .. !
شعور سيء للغاية .. ياسيدي
تشعر بالظلم ، ومن يقدمك بيده ، كانت يده قبلة شفتيك وجبينك ..
ان يكون الحاكم والجلاد من دمك ولحمك
والسجان ينتظرك عند عتبة الباب ..
أجيال حملت رآيات الظلم على أجسدها المنتهكة بكل صدق وأمانة لتكمل الآجيال مسيرة الظلم لآخر الزمان ..
هي سلسلة طويلة لا إنفصام لها ، تديم تماسكها العادات والتقاليد ، وحق البيع مكفول لمن كان سبب وجودك ..
حكايتي حكاية جنس محدد ، ينظر إليه على إنه خلق ليتمتعوا بجسده ، من دون مراعاة لحقوقه بالعيش بكرامة وكبرياء
ينظرون لذلك المخلوق بنظرة نقص بالفطرة ، وتناسوا بأنه بشر بداخله يغلي بركان من المشاعر والأحاسيس ..
لكنني قررت ان أكسر قيدي ، وأنا أجل ان أثبت إنني بشر يستحق العيش بكرامة ..
هل تريد ان أسرد لك المزيد .. ياسيدي
لم يجبها ..
إكتفى بالنظر إليها ..
فهمت من تلك النظرات الكثير ، رمت بنفسها على الوسادة ، وإنفجرت بالبكاء
بكت بحرقة وألم كبير ..
نهض الرجل من مكانه ، وسار بإتجاه باب الكوخ ، فتح الباب وخرج ليتنفس الهواء البارد ، بعد ان حرقته حكاية زائرة الليل
قطع سطح التلة عدة مرات ، صنع رجلاً من الثلج ، وبدء بقذفه بالكرات الثلجية التي يصنعها بكلتا يديه ..
لم يعد يشعر بكل يحيط به ، كانت زائرة الليل تقف خلفه مباشرةً ، شعرت بمدى غضبه تجاه الوحوش ، وضعت يدها على كتفه ، قالت له .. ؟
هون الأمر على نفسك .. ياسيدي
هذه الحياة فيها من الظلم الكثير ..
وفيها من الخير أكثر ..
لكن الخير يخص والشر يعم
الخير لايظهر ..
والشر يطفو على السطح ليكون عبرة وعظة للناس ..
نعم .. حبل الظلم قصير ..
لكن المعضلة بأن الناس لاتتعظ من تجارب الأخرين ..
ولذلك ستستمر تلك الدوامة بالدوران الى ان يرث الجبار الأرض وما عليها ..
أود ان أخبرك .. ياسيدي
عندما إستعدت وعي ، أصبت بالذعر .. ؟
ملابسي قد أنتزعت عن جسدي بالكامل
وعندما ورأيتك ، أصبت بالفزع .. ؟
لأنك تشبههم بالشكل ، لكن نظرتي تغيرت
تجاهك ..
كثر هم الذكور ، وقليلون هم الرجال
وأنت منهم ، أشعر الأن معك بالسلام والطمئنينة ..
لا لاتكترث لأمر حكايتي ..
مدت يدها للثلج ، صعنت كرة ثلجية ورمت ذلك الرجل الثلجي بها ، مسكين رجل ذاك ، تحمل العبء لوحده ..
ضحكا معاً ، وتحدثا بود ..
كانت لحظة لاتنتمي للزمن ..
لحظة كسرت كل القوانين والقيود ..
لحظة إنسجام كبير ..
يتبع
جاسم الشهواني