الأحد، 22 يونيو 2025

قصيدة تحت عنوان{{دَاعَبَ مَسْمَعِي هَدِيلٌ يُرِيحْ}} بقلم الشاعر التونسي القدير الأستاذ{{سميربن التبريزي الحفصاوي}}


وختامها مسك وبمناسبة نجاح  إبنتي آثار في ٱمتحان الباكالوريا اقتصاد وتصرف
 أقول لأبنائي  
  هديل، سمر،  غسان، وآثار (درّة):

دَاعَبَ مَسْمَعِي هَدِيلٌ يُرِيحْ 
يَا حَمَامَ  الأَيْكِ سَامِيرِينِي
أَطْرِبِينِي ، آنِسِينِي، أَسْعِدِينِي 
 عَلِّمِينِي  أَهَازِيجَ السَّمَرْ....
أَحْمِلِينِي عَلَى بِسَاطِ الرِّيحِ
عِنْدَكِ ...ثُمَّ رَفْرِفِي بِي 
 فِي الجِباَلِ الشُمِّ  فِي الأَعَالِي 
وَانْثُرِينِي بِسَلاَمٍ وَوِئاَمٍ
عَلَى جَنَاحَيْكِ  اللِّطَافِ
زَخَّاتُ مَطَرْ ...
نُوحِي ضَمِّدِي  جُرْحَ اللَّيَالِي 
دَاوِي لِي قَلْبِي الجَرِيح ْ... 
غَرِّدِي وَأَجِيبِي عَنْ سُؤَالِي 
أَنَا الحَيْرانُ وَ الهَيْمَانُ  
 فِي مَتَاهَاتِ السَّحَرْ.. 
إِقْتَفِي  بِي نَحْوَ آثَارٍ لِلْغَوَالِي... 
وخُذِينِي عِنْدَ ذَكَ الأَثَرِ الصَّحِيحْ
ياَ  قُمْرِيَّةً بَيْضَاءَ فِي خَيَالِي   
كَمْ أَنَا مُشْتاَقٌ لِطِيبِ  الأَثَرْ... 
آنِسِي وِحْشَتِي وَاحْمِلِينِي لِلْمَعَالِي 
عَلَى جَنَاحِ الرِّيحِ نَحْوَ بَدْرٍ فِي اكْتِمَالِ
طِيرِي بِي نَحْوَ القَمَرْ ....
إِنْزِلِي بِي فِي وَادِ الدُّرِّ لاَ تُبَالِي 
أَرْوِنِي مِنْ مَائِهِ التِّهَامِيِّ
 غَسَّانُ أَيُّهَا المَاءُ الزُّلاَلُ
غَسَّانُ أَيُّهَا  السَّيْلُ النَّضِيحْ 
وَابْحَثِي أَنْتِ  ياَ حَمَامَهْ...
دَقِّقِي   فِيهِ عَنْ عَلاَمَهْ..؟ 
يَاعَيْنَ  زَرْقَاءَ اليَمَامَهْ.... 
 عَنْ دُرَّةٍ نَادِرَةٍ بَيْنَ الدُّرَرْ..
جَمَالُهَا  الفَتّاَنُ بَانَ...
عِنْدَ النَّبْعِ لَمْعًا  بِاكْتِمَالِ
بِدَلاَلٍ جَاوَزَ حَدَّ الخَيَالِ 
أَبْهَرَتْنِي بِبَرِيقٍ فِي اللِّقَاءِ 
أَسْعَدَتْنِي لَحَظَاتَ  الظَّفَرْ
كَمْ جَمِيلٌ أَنْ أَقْتَفِي أَثَرَ الدُّرَرْ  
وَجَمِيلٌ أَنْ يَخْتَلِطَ عِنْدِي  شَدْوُ  الهَدِيلِ
بِرُوَى الغَسَّانِ السَّلْسَبِيلِ 
 بِدِفْئِ جَلَسَاتِ  السَّمَرْ ...
جَمِيلٌ أَنْ أَرَى فِي سَمَائي العَالِي
ثَلاَثَ بُدُورٍ أَحَطْنَ نُورًا  بِالهِلاَلِ
هُمْ قُرَّةٌ لِلْعَيْنِ يَالَهُمْ  مِنْ قُرَرْ ..
دَاعَبَ مَسْمَعِي هَدِيلٌ يُرِيحْ 
يَا حَمَامَ الأَيْكِ سَامِيرِينِي
أَطْرِبِينِي ، آنِسِينِي، أَسْعِدِينِي 
 عَلِّمِينِي  أَهَازِيجَ السَّمَرْ....

              

-سميربن التبريزي الحفصاوي-تونس 

قصيدة تحت عنوان{{صرخة الأوطان}} بقلم الشاعر الجزائري القدير الأستاذ{{فارح عبد الحكيم}}


صرخة الأوطان 
هي صرخة الأوطان
صمت صوتها من زمان 
صرخة أبي مزلزلة 
من عراقي شهم أبي 
تدوي المكان
تهز أركان الخونة 
من الخليج إلى المحيط 
و قد سلخت في وطننا العربي الكبير 
النعاج و الخرفان 
أسود على شعوبهم 
و عند الكفار نذلان 
سرقوا من قلوبنا السلم و الأمان 
و كانوا لغزة و العراق 
طغاة و عديان 
و لليمن و الجزائر ذباب
و لكن هم بقيع أرض سراب
و بأرض الشرفاء تعض الكلاب 
و لولا الشهامة بأرض دجلة و الفرات 
ما عزفت للحب أوتار زرياب
و لا زينت الارض المحتلة
من إيران جميل النيازك 
صواريخ تسقط من السماء شهاب 
لك من الجزائر 
دمنا الفائر 
و قلبنا الثائر 
سلام يحمل شوقنا إليكم 
أيطير مقصوص الجناح حمام 
أنتم للحضارة رمز 
و للعلم منارة و إمام 
أنتم أم الدنيا 
و فرح الروح 
و من قلب الجزائر 
تحية و سلام
بقلمي 
الأستاذ فارح عبد الحكيم 
مدينة جيجل 
الخميس مساء 

الجزائر 

قصيدة تحت عنوان {{أستيقظي}} بقلم الشاعر المغربي القدير الأستاذ{{عبدالغني_أبو_إيمان}}


.:: أستيقظي :..

يا أمتي..
إلى متى الذل والخور؟..
إلى متى الضلال والكدر؟..
إلى متى ركبنا في التخلف يندحر؟..
إلى متى أخلاقنا أصابها الضرر؟..
بالأمس كنا بالعزة نتصف..
وكنا بالضياء المستنير نهتدي..
وكنا في علوم الدين والدنيا نَتَسَيَّد..
وكنا لجميل الخلق الكريم نتسابق..
نبيٌّ قاد مشعل النور بيننا..
وأسّس مجدا تليدا خالدا..
وصحبه والأسلاف يهديه استناروا..
فَقُدْنا الدنيا إلى الأمجاد العلا دون كلل..
علوم شرعية ودنيوية لها أقمنا..
وأنرنا بنورها ظلاما دامسا كان مسيطرا..
رياضيات، فلك، طب، هندسة..
وعلوم شتى بين الأنام وضعنا..
واليوم يا ويح اليوم صرنا خدما..
و للذل أصبحنا عنوانا..
جهل مقيتٌ به نتصف..
وشرع مكين عنه بخبث تخلينا..
نعيش ضنكا بين الامم..
وصرنا غثاء فتكالبت علينا..
هيا انفضي عنك غبار الذل وانتفضي..
و عودي لمجدك كما أمر الكريم المتعالي..
عودي خير أمة للناس أُخْرِجَت..
بكريم الخلق واستمساك بالدين..
قومي من تحت الرماد بركانا يتَّقِد..
وكوني سيفا بتارا للجهل البغيض..
وأركبي سفينة النجاة دون وَجَلٍ..
و بحبل من الله استعيني ولاتيأسي..
كفاك سباتا استيقظي أمتي..
و كوني للاستخلاف خير مُمَثِّلِ.

#عبدالغني_أبو_إيمان 
الدار البيضاء - المغرب
22/06/2025
@followers
@à la une

@everyone 

قصيدة شعبية تحت عنوان{{ﻻ ياحبيبتي}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{مصطفى عبد النبى}}


ﻻ ياحبيبتي:

لو كنتي فاكره اني حعاتبك
او الومك او احاسبك
انتي اللي اخترتي تبعدي
انتي اللي عايزه تهجري
يبقى ليه العتاب واللوم 
ومين السبب وفي العموم
اذا كان في الحب غيرة
وعذاب وسهد وحيرة
وليالي طوال وعذاب ومرار
يبقى مفيش من الهجر حيلة
لو اخترتي تبعدي متقربيش
لو قررتي تهجري متهوبيش
خلي الحب ذكرى جميلة
متفتحيش للوصل باب وﻻشيش
الحب عندي ييختلف 
القلب مني بيعترف
ايام جميلة عشتها
ليالي طويلة سهرتها
وحنين وشوق واشتياق
لكل همسة همستها
لكل نظرة من عنيكي
حسيتها بقلبي وعشقتها
الحب عندي نجمة عالية في السما
اسهر معاها أناجيها بعيني وحتي بالوما
نقول كلام صادق نابع من القلب 
ﻻ لوم وﻻ عتاب وﻻحتى كلمة إنما
ﻻﻻﻻﻻ
يا من كنتى يوما....
حبيبتى.

 مصطفى عبد النبى 

نص نثري تحت عنوان{{العرافة}} بقلم الكاتبة الليبية القديرة الأستاذة{{ ام البراء}}


قرات لي الفنجان احد العرافات  قالت  ستلتقين برجل يقتحم عطر ذاكرتك و للهوى  اسطورة وسيضرب به  المثل بين الرجال فهو اقدامه على الارض وروح  في السماء  لقد اختاره لك الخالق انه قبيله  من الرجال ويختاله ويحق له الدلال يسبح بين عروقك كطهر  والصدق والايمان  مبهر حين يمشي ويجلس  فهو من رجال الجنه يمشي على الارض والنظر في عينيه عباده وطاعه للخلاق وابتسامته عطر الياسمينه  وفي عينيه ستبدا رحلتك مع القصيده وتتهئ في فضاء  المفردات فانتي قبل كنت مبتدئه ومعه ستتحولين الى شاعره العشق العصماء و يزرع قلبك بين ضلوعه و تتوه منك جدورك و  سيقف في منتصف روحك ولهيب   انفاسك تحشرجت فلا يعود له جسد ولك جسد في التوحد هو سيد الموقف فهو رجل تفرد في السباحه  تحت جلدي فانتي معه في جنه الفردوس وهو كالمساء كل شيء فيه جميلا و كالكتب القديمه بدونه لا يصبح للحروف قيمه و كالوطن ان ضاع الوطن ضاعت الانثى واليتم سيد المدينه.......!!

👈  نص بعنوان
                  👈العرافة

بقلمي ام البراء✍️
             

في يوما ما سنلتقي هكذا قالت لي العرافة
سأغادر إليك وحدك
سأعزف لحن الخلود
سأمضي فوق الأشواك
برغم الوجع
برغم الألم
سأغادر
سأزرع فوق الرماد
سنابل الأمل
سأعيش ف صقيعك
وألتحف بحمم بركانك
وأمضي
حيث لا حدود
ولا قيود
ولا جروح
ولا وجع
سأمضي بعيدا بعيدا
عن كل الضجيج
عن كل الآهات
سأكون ظلك
سأزرع فوق رماد السنين سنابل الأمل
وسيزهر قلبي وقلبك
سنفرح ونمرح
سنعانق السماء
وسيكون اللقاء
ف ذاك المساء
عبر فضاءات العشق
عبر أرواحنا المعتقة
بالعشق اللذيذ
وسنغرق ونغوص ونموت
ف ذاك العشق
ونرتوي بالحياة
بالأمل
ونشعل النور
وننبذ الانطفاء،،،،،،،!

@إشارة 

نص نثري تحت عنوان{{ذاتك والقلم}} بقلم الكاتب التونسي القدير الأستاذ{{محمد الهادي الحفصاوي}}


(ذاتك والقلم)
اكتب متى ألحَ الحرف  وحان مخاض اليراع والدواة..واهتز بين اناملك القلم يروم ان يلفظ مدادا ساخنا متوقدا من جوفه...
اكتب متى انتابك فرح دافق غامر ،او كمد غائر قاهر ،او صفاء نفس ونقاء ذهن زكي عاطر...
اُكتب متى توقد حسك ألما او جذلا، انسا أو شوقا ، حنينا وتوجعا وتفجعا،.رجاء وتطلعا واملا 
ياسا وانكسارا، أو توثبا وانتظارا ..
اُكتب متى لم يبق لك سلاحا غير القلم ،وانت تغرق في وحل المكابدة والآلام، او اذا غازلتك الرؤى والرجاء والاماني والمنى والاحلام ..
اُكتب متى الفيت ان الحروف آخر عتادك وعديدك للمقاومة، وأطوع سفينة للنجاة..او اذا آمنت ان الحروف أسلك السبل الى سكينة وتوازن وأمان واطمئنان تنشدها الذات..
اُكتب متى كان الحرف نهجا لإثبات الوجود وبرهان الإرادة والحرية والحياة..
وإياك ان تغتصب الحروف من اليراع اغتصابا، لغير داع باطني ضاغط ،وحس مضطرم متوهج ، وانفعال حي ملتهب..إياك أن تكتب لمجرد الكتابة..
فذاك اعتداء على قداسة الحرف وحرمته..
الحرف- لغير موجب نفسي قاهر- يولد أشْوَهَ فاترا بلا أثر ولا قوة ولا وهج ولا صدى ..قد تنتقي اللفظ وترصفه وتنضده .وتحرص على نقاوة معدنه سجلّا معجميا وأناقة عبارة وتراكيب ومستحدث مجاز وأخيلة..ولكنه يظل ذا جمال بلاستيكي اصطناعي يبهر الأبصار ولا ينفذ الى صميم البصائر....
ولرب نثر كان بساطا أخضر نضِرا، ولكن من عشب اصطناعي موات..
ولرب قصيد كان منتهى جمال اللبوس لغة واساليب..ولكنه يظل نظما بلا روح ولا أثر  ولا حياة!
ان الكتابة في نهاية الأمر صورة الماهية، ومرآة الذات!

                                 محمد الهادي الحفصاوي-تونس🇹🇳                                  (بقلمي) 

قصيدة تحت عنوان{{آيات محكمات}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{سليمـــــــان كاااامل}}


آيات محكمات
بقلم // سليمان كاااامل
********************، *****
ماجئتم به....من كيد فالله يبطله
لم يسلم من..........كيدكم الأنبياء

فما من نبي... إلا وقد دعا عليكم
لهذا قد......غضبت عليكم السماء

بنو إسرائيل..........لا نذمكم إسماً
فإسرائيل ومن.....بعده لله حنفاء

نحن وأبناء.....يعقوب ظهر واحد
هو الخليل بالإسلام وحد الفرقاء

حقد دفين....وخبث تناسل بينهم
مذ أتم...الحبيب المصطفى البناء

لكن الله............القدير يُحكِم آياته
مهما علو......في الأرض لهم الفناء

دمروا أو خربو أو قتلوا أو ضللوا
لنا يوم.....ستقر فيه العيون شفاء

قلوب تاهت.....بالحزن بين فكين
خائن منها....وعدو تجبر استعلاء

فاصبروا يا...أهل غ...زة وأبشروا
مر الظلام.....وأوشك الفجر ضياء

وعد من الله......ولن يُخلِف وعده
أليست الفردوس..تستحق الدماء؟
**************************
سليمـــــــان كاااامل......السبت

2025/6/21 

نص نثري تحت عنوان{{نار لا رماد فيها}} بقلم الكاتبة السورية القديرة الأستاذة{{هبة الصباح}}


 (((نار لا رماد فيها ...)))

اتوارى من كلماتك  عشتها حقبة من الزمن!!!
أخجل من الغسق ،كنت سميري معه...
اغص ،،،بانفاس امتزجت مع هسهسةصباحك الندي 
اتوارى ...ابتعد..اخاف عتاب نبض لك عزف. ..
ثم ماذا..  ؟
وضعت جمرك في طريقي وقلت تعالي....
تعالي ...!احرق اخمص قدميك ...حتى شعث 
قلبك.....
وعدتك بالصبر ...ولكن؟.. أكانت امتيتك 
ابتسامتك على نار اضرمت اعناق ،روحي..
واخرست، صدى شريان الألم ..
اغمض عيناي. وقت فجر ذكرني ..
بنسائم هيبات غزلك الدافيء... .
ضحكنا معا .ولكن ...!!بكيت لوحدي...
صدقا.... رجل ماعرف قرأتي.....
ولكن أبدع في اتلاف روحي.....
بارع ..يارجل عزفت على وسائد ليلي 
جرحا استنفذ،صبري ....فادمى عيني ....
كيف اعاتبك ..؟وانت ماعرفت عن عزتي 
وكبرياءقط...  
صدقا ماقراتني ....عاجز عن ملامح صوتي...
انا امرأة..في تلابيب صوتي حشرجة الوداع 
امرأة نار تحت قدميها لا رماد فيها ...
انهكتها لظى نار اضرمت حتى انفاسها ...
امي انت، ماقرات فصاحتي ...ولن تجرؤ 
بعد اليوم على قرأتي ..!!!!!
هبة الصباح سورية 
ثرثرة قلم ......

قصيدة تحت عنوان{{بائِسٌ يَندُبُ أُمَّه}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{محمد رشاد محمود}}


(بائِسٌ يَندُبُ أُمَّه) - (محمد رشاد محمود)
كانَ ذلِكَ في إبريل من عام 1980 وقد رُحتُ أضرِبُ في شوارِع الرَّمادي بالعراق  في هزيعٍ متأخِّرٍ من الليل ، بعد أن ظللتُ أقرعُ بابَ الفندقِ الذي أودَعتُ فيه جواز السَّفَر محاولًا إيقاظَ راعِيه حتَّى استَحيَيتُ ، ووجدتُني لقًى على الطريق أمامَ جهامٍ يتَرَصَّدُالسائِحَ ويُمسِكُ بخناق النَّفس وسماءٍ تكادُ تُطبِقُ على الأرض ، لولا غمزات نجومها ، ولم يكُ بُدٌّ من التطوافِ حتّى يمتَعَ النَّهار ، في تَرَصُّد من سيَّارات الشُّرطة وتَجَهُّم المارَّة ، واسْتَشعَرتُ حينها مرارَة العجز ، وتلَبَّستُ حالَ البائِس اليتيم يضيعُ بعَوزِهِ في غمَّاء ذلك العالم الكبير والمُقَيَّد الراسِف يستشرِف الفكاكَ من القَيْد ، وبعدَ لأيٍ أطلَّ الصباحُ بوجهِه  وفي جيبي قصيدَةً استعَنتُ بِدَندَنَةِ أبياتها على جهامَة الظُّلمَةِ ورتابَة السُّكون ، كانَ منها هذه النَّبضات :
نَجمَــــــةً يَـــا أُمُّ نَجمًــــا 
قَــد رَمَـــقْـتُ الأنجُمَــــــا
غَاضَ مِنِّي الـبِشْـرُ يَا أُمــ
ــمُ ولَـــم يَـجْفُ السَّـــــما
نامَ حَولي الـكَـونُ يا أُمْـــ 
ــمُ وَوَحْـــدي لَــــمْ أَنَـــمْ
أسْـأَلُ الـظَّلْمَـاءَ عَنْ حِصْـ
ــني وأَسْتَجْـــدي العَــدَمْ
أَيْــــنَ يـــا أُمَّــــــاهُ وَجْـهٌ
مِنْــكِ يُــذري بـِالشَّـجَـنْ ؟ 
أَيْــنَ يَــــا أُمَّــــاهُ حضْنٌ
أتَّـقِي فِيــــهِ المِـــــحَـنْ ؟
مِنْ وَرَاءِ الــدَّمْـعِ يـا أُمْــ
ـــمَاهُ أسْتَجلِــي سَـنَــــاهْ
شَـاكِــيًا مِنْ ظُلْـمَةِ الـدُّنْـ 
ــيَــا وَمِنْ ظُلْـمِ الحَيَـــاهْ
كَيْــفَ صَاحَ البُؤْسُ فَظًّا
كُـــنْتُ لِلـبُــؤْسِ صَــدَى
لَــيْتَني كُــــنْتُ هَـــــبَاءً
لَــيْتَـني طَـوْعُ الــــرَّدَى
يُقْبِـــلُ العِيــــدُ ونَوْحِي
بَيْـــــنَ أَتْــرابِي وَحِيــدْ
لَهـوُهُـم لِـي مُـحْرِقٌ يَــا
أُمُّ والكَــــرْبُ شَــــدِيــدْ 
كُلُّهُـــم قَـد زَفَّــــهُ لِلسَـــ
ـــسَــــــــعْــــــدِ أُمٌّ وَأَبُ
وَاَنــا في العِيدِ يَـــا أُمْـــ
ـــمَــاهُ يُتْمِـــي مُـــذْنِـبُ 
لَوعَتِي فِي القَلْبِ لا تَخــ
ـــبُـو وشَـــوْقِي دَائِـــــمُ
هَــــدَّ مِنِّي الـنَّـأيُ نَعمَــا
ئِـي وَكَـــــــرْبي قَـائِــــمُ
آهِ يَـــا أُمَّــــاهُ يَـــا أُمْـــ 
ـــمَـــاهُ يَــــــا أُمَّــــاهُ آهْ
بَـاطِلٌ ذا العَـيْشُ جَهْــمٌ 
بَـاطِشٌ شَـــوكٌ جَنَـــــاهْ
أَشتَكِـي البَلـوَى وأبْكِــي
لَيْسَ مَنْ يَبْكِـــي مَعِـــي
تَضْحَكُ الدُّنيَـا وكَـــرْبي
عَــــاصِـفٌ في أَضْلُـــعِي
وَيَـرَاني النَّـاسُ لا يَكْــــ
ـــفِيهِــــمُ أنِّـــي فَقِيــــرْ
إِذْ بَلَــــوْا بَعْـــدَ اغْتِــناءٍ
فــاقَةً كُـــنْـتُ النَّذيــــرْ
كَــــمْ كَـــبِيرٍ مِنهُـــمُ قَدْ
كــانَ بِالبَــطْشِ صَغيـرَا
يَجتَــوي نَفْـعِي وَيُلْــفِي
مَطْلَــبي المَأوَى كَبيـــرا
وثَـرِيٍّ غَــــلَّ عَـنِّي الـــ
ــمـالَ واسْتَحْلَى دَمِــي
مُتْخَــمٍ دُوني وجُــوعِي
نَـــاخِــرٌ فِي أَعْـــظُمِـي
نَجْمَــةً يَــــا أُمُّ نَجْمًــــا
قَــدْ رَمَــقْتُ الأَنْجُمَــــا
غَاضَ مِنِّي البِِشْرُ يا أُمْـ 
ــمُ ولَــمْ يجْفُ السَّمَـــا
فارِيَـــاتٌ هُـــنَّ يَــا أُمْــ 
ـــمَــاهُ مَــــوْجَ الغَلَـــسِ
وَدُجَى الحَــــوْباءِ لا يُفْـ
ـــرَى بِضَـــوْءِ الـقَبَـــسِ
خَــاطِـري يَــــا أُمُّ قَرحٌ
في حَشَى الصَّدْرِ خَطِير
أُبْصِرُ الكَـــوْ نَ فَيَــدجُو
في رُؤَى نَفسِي المُنيــرْ
أيْــــنَ أيَّــــامٌ تَقَـضَّــتْ
جَاهـلًا فيهَــا السُّمُـومْ ؟
غَابَ عَنْهَـا السُّهدُ وانْجَا
بَــــتْ شَقاوَاتُ الهُـمومْ
كُـنْتُ كَالعُصفُورِ أَلْهُــــو
مِــنْ بسَـــــاطٍ لِـــفَنـَـنْ
غَافِلًا عَنْ نَكْـبَةِ الـدُّ نْــ
ــيَـا وبَأسَـــــاءِ الزَّمَـــنْ
ارْجِـعِي يَــــا أُمُّ تَـرْجِـعْ
لِــلدُّنـــــا رُوحُ الـحُبُـورْ
طَيْفُــكِ الخافِي رَجَائِي
فِيــــهِ بُرئِي لَــــو يَزُورْ
رَحْمَـةُ اللهِ لَــدَى ذا الــ
ــقَبْــرِ مِنْ بَيْـنِ القُبُــورْ
فِيــــهِ مَنْجـاتي ورُكني
فِيــهِ خَفْضِي والسُّـرورْ
لاعِجِي قَدْ هَـاجَ يَا أُمْــ
ــمَاهُ والخَفْـــضُ رَقَـــدْ
مِنْ ضَبَابِ الـدَّمْعِ أَرْنُـو
غَيْــرَ غَافٍ مِنْ كَــــمَدْ
نَجمَـــةً يَـــــا أُمُّ نَجمًــا
قَـــدْ رَمَــقْـتُ الأنْجُمَـــا 
غَاضَ مِنِّي البِشْرُ يَا أُمـْ
ـــمُ ولَــمْ يَجفُ السَّـــما

(محمد رشاد محمود) 

قصيدة تحت عنوان{{أعلّلُ النّفسَ}} بقلم الشاعرة التونسية القديرة الأستاذة{{رفا رفيقة الأشعل}}


أعلّلُ النّفسَ ..

ليلٌ تمادى كئيبًا  .. داجيًا ..  نكدَا
نور الصّباحات عنهُ غاب مبتعدَا

يا قلبُ لا تلتفتْ .. واهجرْ شواطئهُ
واتركْ هواهُ .. فحلمُ الأمس قدْ وُئِدَا

لا تأسفنّ على منْ لمْ يصنْ ذِمَمًا
باع الودادَ وفتّ القلبَ والكبدَا

كانوا نجومًا  إذِ الأجواء هادئة 
 ما بالهمْ قد غدوا في النا ئبات عدا ؟

أعلّلُ النّفسَ حتّى ما يتعتعني 
سكر الفراقِ .. إذَا خلّ قدِ ابتعدَا

وكم سهرتُ ونجمُ  الليلِ يؤنسني 
مسهّدًا .. كحّلتْ أجفانه رمَدَا

يقتادني وجعٌ والرّوح تائهةٌ
على الدّروبِ تلمّ العسرَ والنّكَدَا

لولا الخيال وذاك السرّ في قدري 
لم يبقِ فيَّ الأسى روحًا ولا جسدَا

حتّى القريبُ أراهُ اليوم يظلمني 
كم طال ليلي وأحلامي غدتْ بِدَدَا

يبدونَ ودًّا وهذا القلبُ صدّقَهُمْ
وينسجُ الحقدُ في أعماقهم زردَا

ما كنتُ ممّنْ أجادوا وضعَ أقنعةٍ
ويحسدونَ وهذا القلبَ ما حسَدَا

وكم نصرتُ الّذي عضّتهُ نائبةٌ 
حَتَّى وإنْ كانَ ممّنْ خان أو جَحدَا

كلّ الأماني سرابٌ لستُ أدركهُ
يتوهُ قلبي .. يعبّ القهرَ والصّهُدَا

وليس لي من إليهِ أشتكي ألمي 
الاّ يراعي ومنهُ أطلبُ المددَا

أدعو القوافي .. وما في النّفسِ من وجَعٍ
ينثالُ حرفًا ..  به أستلهمُ الجلدَا

عذبُ القوافي يواسيني .. يعلّلني
بها ألوذُ .. وأدعو الواحدَ   الصّمَدَا

 رغم الأسى ما تماهى اليأس في خلدي 
صبري على حادثات الدّهر ما نفدَا

               رفا رفيقة الأشعل/تونس 

نص نثري تحت عنوان{{الموت}} بقلم الكاتب السوري القدير الأستاذ{{مصطفى محمد كبار}}


 بقلم ابن حنيفة 👉


الموت 
فإن الموت مثلي لا يحب الإنتظار

الموت ما هو .... ؟
هل هو يشبه شكل الصحراء 
واسعٌ بالفراغ الكبير 
أم هو إسطورة الخرافة و شكل الشبح 
القريب 
أم هو  مثل الحلم الازرق البعيد الشكل
و إن إقترب
أو  ربما يكون مثل المطر الخفيف يسقط علينا
فجأةً و لا  يشعرك بالصدمة بقدومه إليك
أو ربما هو يشبه شكل الظلام المخيف فيعتم
حياتنا و يأخذنا إلى لا شيء 
هل هو سيد الأقدار لأنه يعرف عنا كل شيء 
مهما ابتعدنا عنه بوهمنا التافه
و يعرف أين يكمن نقطة ضعفنا فيرانا من أبعد 
مسافة يقربنا إليه 
فلا نشعر بإقترابه منا و لا نراه و هو يجلس
بجوارنا و فوق صدرنا ليقتلنا بلا
إنتظار  
و هل للموت لديه رؤيةٌ واضحة كي يوحي لنا 
بإنه الملاك الكافر المؤمن بكلِ الكتب 
المقدسة 
فمن هو هذا المخلوق الغريب العجيب الذي يمر بنا 
من كوكبنا إلى كوكبه الأبيض لعالم الغياب
فمن هو هذا الإله النادر الوجود العنيد الشديد
الخفيف ليقتلنا بدمٍ  باردة
فلا يكلُ و لا يملُ من التربص بنا و نحن غافلين
فيصتادنا واحداً واحداً 
فالموت  بلا جذور و بلا أجنحة للطيران فهو لم يلد 
من الكائن البشري و لم يخرج من بيض الطيور 
كي نقول له قد ظلمتنا
و لا هو حيٌ كما الشبح القديم الذي يراقب ليلنا 
بكنائسٍ خاليةٍ من القدسين
فهو الشيء الذي لا يكبر أبداً و لا يصغر و لا يحيا 
مثل أوجاعنا و مثلنا هو
لا يموت 
و أظنه لا يتأمل مثلنا شكل القمر في المساء و لا 
يسكن في الريح و ينتظر طويلاً عودة 
الراحلين 
فما هو هذا الشيء الغامض الكحلي فينا
و الحامض الشرير الشجاع الجبان سيد كل 
الزمان و سيد كل مكان 
فهذا السؤال المحيرين و لا جواب له 
فإنه يأخذنا للمنام بصمت و يخرج من أجسادنا 
كل الضجيج بالصمت ثم ينسانا تائهين عند أبواب 
القيامة و يمضي بطريقه لضحيةٍ أخرى 
ليتركنا في الحجر عدماً 
إنه ضحكة الإبليس بقلوب الظالمين إنه سارق 
القلوب و محارب الإله البعيد 
إنه شرسٌ مرنٌ و ماكرٌ داكنٌ و متكبرٌ على القلاع
و على الملوك من شهقات الجن بألف صلاة و قد 
لا يكون كالملاك
فربما يكون هو شيطانٌ يأتي بصورة ملاكٍ
بريء
فالموت متعدد الألوان و الطرق فهو ذاك اللغز المفقود 
بمشانق أرواح القتلى 
يكون فلا نكون و نحن نكون فهو  لا يكون ربما هذا 
هو الواقع و الشيء الوحيد المغاير 
بيننا
يمضي فلا نمضي  و نمضي  هو  لا  يمضي
فهو يلحن للمسافر لحن الخلود
ثم يجلس على كرسيه و يراقبنا عن كثب و نحن 
نغني أغنية المسافر المتوفي معه و نحن 
راحلون 
لكنه لا يبكي علينا إن بكينا بالوداع فالموت هو قاتل 
الغائبين القديمين و هو قاتل الحاضرين بقدرٍ 
محتوم لا مفر منه 
فهو كالجليد يجمد كل شيء فينا و ثم يكسره بمطرقته
ليصبح رماداً ما داخلنا 
فالموت لا يتسع به سوى خوفنا الشديد و تلك 
التنهيدة من الخوف و الرحيل 
فهو يأتي و يذهب كالبرق دون أن نشعر  
به
فهو القوي المتين الشديد يرتب لنا الشكوك حينما
نشك كي نفهم لغزه القديم 
فلا يحن لأحد و لا يسأل أو يستئذن أحد و هو يسلب 
روحه بوجعه
هو لا يتعرف على أحد إلا عندما يذكر إسمهِ 
بوقت الدفن 
و الموت هو جسد كل بشري في الغياب لكنه 
لا يشعر بأحد إن بكى حين يقسُ عليه 
الرحيل 
و الموت لا ينام مثلنا في الحجر و ربما لا يحلم 
مثلنا ليموت 
فالموت لا ينكسر مثلنا بشيء عندما يحمله الزمان 
إلى الزمان بنظرات الضحية 
فكل راحلٍ من الحياة هو ملكه وحده فهو عابر الزمن 
للزمن بكل ضحاياه
فهو عصا الحاكم و سيفه القاطع للروح و هو المطرقة 
التي تدق فينا مساميره حتى آخر نفس
فهو قوة كل قاتلٍ و هو الجبروت بقتل القصيدة 
و القصيدة عارية الذراعين فهي بسقوطها 
لا تحمل كل ذاكرتنا 
فإن قتل الأرواح حكرٌ  على الموت وحده 
في كل زمان و في كل مكان
فإنه سيد العرش العظيم بموتنا و هو الكلب و الذئب 
بشتائنا يعوي صراخاً بالروح الأبدي
إنه كالضباب يشع منه فراغ الهواء و لا يُرى من أي 
نافذة سيأتي لينتصر علينا
فأنا لا أقول له قف هناك يا موتي و كف عني 
و عن ملاحقتي بعربة التابوت 
أنا فقط أنتظر دوري على درب الرحيل و أراقب الوقت 
بشيب الشعر المبكر 
فأنا مثل الحجر الثقيل بلا مطرٍ  و بلا زاوية و لا ينبت بجسدي عشبٌ أخضر و لا سنبلة بموسم الطيور 
لكي يأكلها الغراب
فيا أيها الموت إنهض من زمن الإنكسار و لا تنتظر 
الوقت البعيد لتقتلني مجففاً ببرودة 
التراب
فمثلي لا يحق  له أن يبقى يصارع السراب بكلام 
القصيدة 
فأعلم كيف أمضي إلى شيء لا أعرف عنه شيء
سوى شيء ما يهدني 
فلا تمتحني أكثر بالوقت بدل الضائع بكل الحكايات 
بكل القصص التي دارت مراً فهي لعنتي  
فيا أيها الموت دعني أنتمي لفوضويتي من الوجع 
إلى الوجع 
و أتحايل عليك مراراً بأرض الهلاك كي أعفو عن 
القصيدة  فتعفو  عني 
فأنتَ أنت هو يا أيها الموت وحدك القادر على حملنا 
للبعيد و أنتَ وحدك كل المعنى حينما نراك 
و ترانا 
و أنت فينا هو الشيء اللانهائي الواسع الضيق بموتنا 
الضعيف القوي 
فأنتَ الغائب و الحاضر المقتول و العامر المتطاير 
المحاير المغاير و المعتاد بأجلنا الحتمي
أنت هو القاتل المتمرس بقتلنا بكل الأيام و أنت دائماً 
هو الشخصُ الوحيد البريء من ببن كل
القاتلين 
فأنت المتسطر على دروب الأرواح و الميسطر على 
الحقيقة كلها 
أنت المتسكن و المتمكن من سحب النفس بلحظة
واحدة من الجسد 
و أنت صاحب السمو ملك الملوك السمين و النحيف 
البطي السريع  بصفحة العمر 
الأخيرة 
فخذنا من هنا إلى هناك لموتك المشتهى بمعجزةٍ
أخرى و اسلم من الوقت 
فالجميع هنا يسألون عنك  يقولون ما هو الموت 
من هو إله موتنا 
و ما هو  هذا الشيء الخافي العنيد بمركبات الريح 
بتوابيت الوداع 
فلا  يجس  و لا  يمس فلا ينسى وقت رحيلنا 
و لا زمن اللقاء إن غفلنا عن وقتنا
قليلاً 
فقل لنا يا أيها الموت المثنى في ضجر الوقت 
عن كل مزاياك العديدة 
فمن أنت و من أبوك و ما هو أسمك بحروف الديانات
فمتى جئت و من أين  أتيتَ بكل هذه القوة و ما هو 
سلاحك القوي و سر نجاحك بقتل 
الأرواح البريئة 
قل لنا ماذا تعلم عنا لكي تقتلنا و نحن ضيوف 
البساطة في الأبدية 
فنحن لم نولد بعد من الحياة لتقتلنا و كل أمهاتنا
ماتزال عذراء 
فمالك غيرنا لتحيا و مالنا غيرك لنموت إن ضاق بنا 
لعنات الدروب 
فماذا يوجد هناك خلف ذاك السواد البعيد الأعظم 
بعالم النسيان في الأزلية قل لنا
و ماذا ينتظرنا هناك من بعد التنازل عن كل الأحلام 
تكلم عن سر جاذبية الحياة في الروح و إلى أين 
سنمضي بعورة الجسد 
فهل سنطوي هناك بظلنا و نشيخ كالقط المعمر  
بصفحة الحياة كي نخلد الغياب فينا
أم سنقول بعضً من الحقيقةِ ببوح القصيدة 
للقتلى القدامى 
و هل هناك يحق لنا أن نتكلم بالعربية و نشكو 
من الخلل في التكوين بزمن الولادة 
أم سيملكنا الصمت برهبتك للأبد بلغة المحبطين 
هناك هل سنبصر وجه و شكل العدم أكثر من الآن  
أم  لا  شيء هناك  لا لشيء ... ؟
فقط أريد أن أطمئن على روحي معك هناك 
من العذاب
فهل بعالم الغياب سيكون هناك لغة نفهمها و 
نتقنها مع الآلهة فبأي لسان هناك الآلهة يتكلمون
و هل يصدقون بوجعنا 
أم يتجاهلوننا و ما هي المدة المتاحة التي سنقضيها بالأحاديث و نحن ضيوف القيامة 
فيا أيها الموت قل لنا بعضٍ من خصائص العدم
و ما نجهله برحلة النعش المحجر
بدنيا المنكسرين 
و لا تكن حجراً يا أيها الموت بقسوتكَ و أنتَ
تسرقنا من الدنيا
فلا تكن قاسياً علينا بيوم الرحيل كن كبيراً 
مع المنهزيمين المنكسرين 
كن شفافاً و ليناً طرياً كظهر القط الناعم بوقت القيلولة
عندما يأمن لك على كل جسده و أنت تأخذ 
منه روح المتعبة 
فيا موتي إنتظر ما يقلل من صدمتي بقدومك
فإمسك بقلبي بيديك بهدوء
كي لا يتوجع قلبي الحزين بفارقه عن الروح الذي 
ضيعته ذليلاً بالنكبات
فقلبي ضعيفٌ بوقت الفراق يا أيها الموت السعيد
عند الجنازات فهو لا يتحمل وداع الروح لأكثر 
من مرةٍ بالعذاب 
فكن شفافاً كالماء يا أيها الموت و رقيقاً 
مثل الزهرة بقبلة الفراشة  
راقص تلك الروح البريئة كالفراشة عندما تلامس 
نبضه الأخير 
حتى نراك عن كثب و أنت تنفض الروح من الجسد 
بلحظة اللقاء فنبتسم بوجهك فرحين بقدومك 
هناك
فحافظ على المسافة في الغياب بينك و بيننا و 
إنتظر حتى نستوعب هلاكنا البعيد 
فلا تأخذ كل الهواء من كبدي و من صدري 
دفعةً واحدة فتقتلني خنقاً 
إنتظر ريثما أرتب لخيبتي تلك وصيتي الأخيرة 
حتى إنتهاء آذان الفجر ما بعد الغسق
فكل شيء هنا زائلٌ و كل شيء يا أيها الموت
له نهاية قاسية تلخص كل وجع
فأعطني قليلٌ من الوقت يا موتي القديم 
دعني أرتب كل أشيائي و ألقي بنظرةٍ أخيرة على 
شارع بيتنا و من شرفة بيتنا 
لأتفقد أثر الذكريات و بقايا من ذاكرة إمتلئت
بالراحلين 
دعني أتأمل صورة المكان بذاكرتي قبل
رحيلي 
فأنظر إلى إنارة أعمدة الكهرباء و أصغي لسكون 
الليل بروحي المتهالكة هكذا أرتاح أكثر 
و أستكن
دعني أعيد الوقتَ للوراء و أراجع صور ذكرياتي 
كلها و تلك لحظات العمر بتلك السنوات الطويلة 
بالاوقات المشاغبة مع الملائكة 
دعني أخرج من البيت بذاك المساء بكل ضجري
كي أركض حافياً طفلاً يعتلي جدار الخيال و يتسابق 
مع حلمه البريء قبل لحظات الإنتحار
دعني أستنشق رائحة أمي من جدار بيتنا القديم 
و أرى شكلها فأتخيلها من جديد 
بذاكرتي 
اتركني كي أرجع إلى زمن أبي المكسور هناك حيث
كنت هناك حيٌ كما الشمس الظهيرة
دعني يا أيها الموت أن أعتذر بشدة من وداعهما 
عن غفلتي فأبكي على من خذلوني برحيلهم 
نحو البعيد قد هجرتني كل الحياة 
فتوقف يا أيها الصارم الحازم العازم على ملاحقتي 
بسيفك الطويل حيث جنازتي 
فمالك تحشرني بين يديك و لا تفك و تهدم أسوار 
حصاري فأينما ذهبت لك من جسدي حصتك 
محفوظة 
فهل مازال لدي هناك بعضاً من الوقت يكفي لأنهي 
عمل شيءٍ ما ....... مثلاً 
كتابة قصيدةٍ طويلة لا تنتهي و أخرى تحكي 
عن الحقيقة و عن سيرتك الذاتية 
فهل حفظت ملامح و شكل الطفل الذي قتلَ في داخلي 
بأيام النكسات و لم يمت بعد 
فيا موتُ إنتظرني كي أجمع كل حقائب الوداع
و لا تستعجل و تستبق الأمور كقدري 
فتسرقني على العجل
دعني لجرحي لساعة واحدة كي أُودعه كما هو يريد 
كي يشبع من حصته من قلبي و يرحل معي
للغياب 
فدعني قليلاً لقهري الأبدي لجرحي العنيد لعذابي 
الطويل الشديد مع الفواجع
اتركني ساعة أخرى لتعبي و أملئ فراغ حياتي
و دعني أستميت حزناً في دنياك و أرجع 
لشغبي
لدمعي
لحسرتي
لإبتلائي البعيد بكل جنازات الراحلين لعشرتي بالفشل 
مع الناس المقنعين  
دعني لنكبي لعطبي لتلك الروح المتهالكة في الوجع 
من الخذلان لثقل الأوجاع بكل المحن في 
رؤآك لمأساتي 
لمعاناتي لتكلبي في الأوجاع لسنين الملامات
في زمن إبتلائاتي 
و للومي و لكل الحماقات لإعتباراتي المأكدة 
بعمر الألم 
و إنتظرني كما أنتظرك طويلاً لأشكرك يا موتي 
هناك فقط 
إن منحتني قليلٌ من الوقت أكثر بوقت سفر
جنازتي بالخيبة 
فمازال لدي فكرةٌ قديمة تدفعني بالخطوات لأشعل
محرقة ذاتي 
لدي رغبةٌ في الكتابة و البوح بما يداعبني من الوحي
الصادم بلغة الكلام و الخرف
تمهل قليلاً سأكون أول من يرشدك لنقطة ضعفي 
حينما أنتهي من الفراغ و من العبث
فدعني ألبس لك طقم زفافي الأسود و قميصي 
الأبيض و ربطة العنق الأسود بالكحلي 
سأكون سعيداً لو أني لم أشكو في طريقي إليك
من الكآبة و أنا أسافر معك 
دعني أضع ساعتي بيدي و خاتم إصبعي و
أرش بعضٍ من بخات العطر الفاخر على جسدي
كي أكون حراً و أنيقُ المظهر بيوم عرسي 
المفجوع
فلا تستعجل برحيلي ياحاكم رفاتي يا قبلة المماتِ 
يا سيد العرش بهريمتي
فمازلنا نملك الوقت الكافي لنكمل معاً مشوارنا 
الطويل
فأنا أحتاج قبل الرحيل أن أنجز ما يريحني بآخر
الأشياء 
أن أحضر لنفسي فنجان القهوة المعتاد عليه فأشربه 
بآخر وقتٍ بقي لي
و أن أدخن سيجارة التبغ من نوعٍ فاخر  أمام صورتها 
و لآخر مرةٍ لأتذكر هناك انكساري
من كانت تشرب معي قهوتي قبل رحيلها بالأمس 
البعيد من كانت تغني حباً بألحان
الصباح 
فدعني أنفخ من ذاكرتي دخان إحتراقي بالحسرة
و بالغضب على الخسارات الكبرى 
فمازلت أبحث عن كل شيء ملائم يؤنس وحشتي
بسفري الطويل شيءٌ ما يكون مناسباً لصورة 
الحياة المفقودة 
أريد أن أكون أنيقاً عندما أستقبل قاتلي سيد الغيب
ذاك الزائر العنيد قاضي القضاة بإعدام 
البريء 
فدعني يا أيها الموت أن أصفن لبعض دقائق 
معدودة فقط 
لأكتبَ خُلاصة الكلام على مرآة البيت و أمسح 
ما فيها من بقايا الصور
و أن أقرأ في المرآة عن قصيدتي القديمة
صرخة الروح 
و أعتذر من نفسي طويلاً و من العمر الذي بكى 
بالحزنِ معي طوال السنوات فلك الخيار و 
كل الوقت 
سوف أترك تلك القصيدة في المرآة محفوظة
بصورة انكساري للأبد 
حتى إذا وقف ولدي أمام المرآة بكل صباح 
يتذكرني بخير 
فيقول للمرآة هذا هو أبي ملامحه صورته قصيدته 
و ذاك فجره المكسور يوحي بتاريخ وفاته 
كيف  أتذكر سقوط أبي
فهل ولدي سيفتخر بي يا أيها الموت من بعد 
مماتي و يفهم حقيقة الحياة 
فدعني أفكر و أفكر طويلاً بكامل الواقعة 
و أسأل نفسي يا أيها الموت
لما أنا جئت إلى الحياة و و لدتُ بقلبٍ مكسورٍ 
و محطم فلما كسرتني العناوين 
كلها 
فما هو ذنبنا الكبير مع هذه الحياة الملعونة 
التي أرهقتنا مع الأيام فعش ساعةً 
أخرى 
كي أودع أهل بيتي و أحفادي و أقبلهم  واحداً  
واحداً 
و أنحني لزوجتي و أودعها بطريقتي إن بقيت 
معي و بحلمي
فلن أنسى أولادي و إن سكنوا مع زوجاتهم في 
بيوتهم و نسوا زمني كله و طريق 
بيتي
فمازال لديك الوقت الطويل الطويل يا أيها الموت
لتجر  بروحي كالشاة المذبوح في المدى
فكيف ستتحمل دموع ولدي علي و حزنه 
فوق جنازتي
كيف ستتحمل صراخ إختي و عواويلها مع إبنتي 
الصغرى علي بوقت الدفن إن وجدوا
قبري هناك
فمن أنت يا أيها الساطع في شمس الظلامات 
حتى تزورني بثوب التملك
فأنت يا أيها الموت بقسوتك لا ضمير لك و لا تملك 
قلباً مثل الملاك كي تلوم نفسك 
فيا ليتك ذقت مثلما تذوقه للأموات حتى تعرف 
بأي وجعٍ يموتون
فإنتظرني يا أيها القابع فوق صدري
سيكون هناك لك كل الوقت لتنجز عملك بجسدي 
و تستريح من العناء و من الشقاء 
في الإنتظار
فإني أراك واقفُ فوق صدري و تراقب غفوتي 
عن كثب
كن عادلاً مثل الريح و عانق الغيم مثل المنام 
مع روحي المتعبة و إدخل إلى معجزة إنكساري 
مثل الضباب
و حلق بي لسابع السماوات فوق كل الكواكب 
فوق كل النجوم و خض التجربة
و لا تستئذن عابراً هناك مرَ بالجوار من الخيبة 
في طريقه و هو يبكي
قل لي يا أيها البعيد القريب هل سننجو من الإحباط 
و من خيبة الأمل بموتنا
و هل هناك لنا بعالم الغياب ذاكرة ستدركنا 
كي نصحو من العدم
أم إن للراحلين زمنٌ طويل في الحجر و عبثٌ الندامة 
بحضن التراب و لا نجاةٌ هناك
و حلمنا الخاسر من الفراغ الأبدي من يحمل ذنبه
لا شيءٌ آخر  لا شيء
فإنتظر يا أيها الموت إنتظر علامك ترفع بوجهي 
سيفك المسنون لتذبح ضحيتك 
إنتظر حتى أعتذر من أمي بخجلي بحسرتي
بدمعَ لوعتي
لأني لم أحمل نعشها لمثواها الأخير و لم أكن موجوداً 
بوقت دفنها حينذاك
فتركتها بين أيدي الخيبة و حسرتها تموت لوحدها 
فجدران المنفى من كان يحاصرني بقسوته و 
قيدني بالهلاك
فيا أيها الملاك عن ماذا تبحث في نعشي القديم 
قل لي كيف أغتسل مع جنازة أمي و أصلي 
بوضوئها و أسجد لله
فيا الله لما خذلتنا و أحرقتنا في الشتات و الضياع 
لما فرقتنا عن بعضنا
هكذا 
لما لم تقربنا من باب الحياة يوماً فقتلتنا و نحن 
محرمون من حياتنا منذ البدايات 
فيا أيها الموت كيف لا أبكي يا أيها القاهر الحقير 
إن قتلتني مجدداً 
فدعني هناك هناك يا موتي كي أسقي قبر أبي 
بقليلٍ من الماء و أجهش بصورة 
الفاتحة 
لكي أعود طفلاً يلعبُ برائحة والديه الراحلين
فكم مرةً يجب أن نموت معك يا أيها الموت
كم مرة
كم مرةٍ سنمثل دور الموت بجسد الأحياء 
و  بهذا العمر  
فخذني إليك كواحدٍ من أهل النسيان و إقتلني 
يا أيها الموت و أنا على قبر أبي 
كي أنام بحضنه و أبكي له و عليه و أخبره عن شر  
الحكايات بمر السنين و عن الطعن الكبير 
بسيف من كانوا أصحاب الروح
فالقد سبقوك إلى جسدي و لتلك الروح المتهالكة
و كم أجهدوني بالطعنات
قد سبقوك كل الأحباب القدماء و الخلان و تلك السماء 
و كم قتلوها بتلك الروح المقتولة 
فكل العابربن قد قتلوني بسيف الغدر قد قتلوني 
و مضوا بنعوتي من حياتي فرحين
فما أغباك يا أيها  الموت و ما أجهلك فماذا 
تنتظر
فربما لم يعد  لك دورٌ بحياتي لتكون سيد الإسطورة 
إلا بخبر الوفاة و خيبتك
قد أحرقوا فيني كل الحياة و أهلكوني بنيران الغربة 
و كم قد قتلوني بألف موت
فلا أريد أن أموت أكثر و أكثر  بنفس و ذات 
الوجع
فكن برفقة الروح مسامحاً كريماً و مختلفاً و لا 
تعذبني كما الأخرين عذبوني
قل يا أيها القريب من تكون و من نحن نكون
و لما كلما جئتنا سفاحاً تكالبنا 
فلا تستئذن أحداً و لا تطرق باب أحد كضيفٍ 
محترم أضرب بعنف كل الزمان
فعند جدار الألم نحيا فلا نحيا فكن شريفاً مع الألهة 
بضجر موتنا فلا تدع فرصةً لمخيلتي أن تشرق
مع القصيدة 
فخذ  ذمام المبادرة وحدك و أقسم المقسوم 
بالهلاك 
حطم ضوء النجاة بقدميك و زلزل قيامتي 
حتى السقوط الأخير
فلا ترفق بحالي كن ذابحاً ماهراً و ذو حكمة 
فإني مازالت مستعمرة الحزن المقلد 
بزمن التشرد 
مازلت أرشفُ من جسدي غبار اليأس و تصدع 
اليقين
فهل حقاً أنا مازلت موجوداً في الحياة هنا 
و أنا الحي
فيا موتي إنتظر فهناك عبثٌ طويل بالعمر
و لعنة العابرين
فأحمل خيبتك يا أيها الموت من حضوري فالمكان 
هو مكان الأثر 
فخذ من جسدي حصتك و حررني من الضجر 
أغرني بدهشتك القاتلة و أدفئني بظل 
الخلاص
فلا سبيل للنجاة إلا معك لا دروب للاحلام في المدى  
إلا دروب هزائمك
فأحمل كل ضحاياك مني كما تريد و إلى أي وجهةٍ
أو عنوان ٍ تريد
فقد دار الزمان بمره بكل السنين و لم يحالفنا الحظ 
يوماً أن نبتسم بغيابك و قد ضاع منا الحنين 
خلف الذكرى 
فلكَ منا ما لكَ من جسدنا و لنا منك ما  لنا 
من وجعك فلا إختلاف لنا معك ها هنا 
لنتخاصم
تكون فلا نكون و نكون فلا تكون تلك هي المعادلة 
و الحقيقة الأصح
فلا نلتقي في مكانٍ واحد نحن و أنت و لا نحن 
نشبه بعضنا البعض 
فأنت كشبح المرايا يا موتي و أنت سيد الهلاك 
و الزمان و نحن نحن  
فنحن لا شيء أمام سيفك فلسنا إلا أبناء هذا الهواء 
و أبناء القهر البعيد في الغياب 
فدعك من الخلل الذي يهدد بالذاكرة و إمضي 
بمهادمي لأخر الطريق و إنهض بما كسرتني
مضرجاً برقصة الأيام فقتلتني
فإن الشرح قد يطول و يطول بنص القصيدة 
التي كتبتْ  
بلا  وعي من شاعرٍ محبط يقلد الوجع الكبير 
لا ينسى صورتك الباقية
فيا أيها الموت تمعن جيداً قبل أن تشلني 
بكل شيء 
فهذا النص الذي قرأته الآن هو نصٌ فاقدٌ للشرعية 
و هو الحرف  الهابط بالمعنى و المعنى لا
أهلٌ له غيرك 
فقل عني  ما تريد  فالقد إرتكبت خطأً فاضحاً 
بشكل القصيدة و بترتيبها 
فالذنب  هو ذنب الوحي  و ليست ذنب الفكرة 
وحدها
لقد كبرتُ بظل القصيدة كاليتيم بلا أهل 
و نسيت هناك من أنا 
فأنا لا يشبهني التحايلُ على البقاء بكفر الجهات 
فالوقت لن يدوم طويلاً بجسد الضحية
فهل قرأت قصيدتي الأخيرة .... ؟
فإن قرأت فلك كل الحق بقتلي و تجريدي من 
عبثية الحياة 
و إن لم تفعل و تقرأها أو إن لم تفهم لغتي الصريحة
فلا يحق لك تسلبني من جدار القصيدة و تحقق آخر 
أمانيك بجسدي
فكيف ستقتل شاعراً كان محبطاً من الرغبة و معذبٌ 
بكل شيء منذ البداية 
فإن كان و لابد أن تنجز عملك بخيبتي و تجعلني 
دخاناً أمام الريح 
فأنجز عملك بروية دون أن تستحي من ظلي
المكسور بهدوء 
حطم بجدار المأساة و بحدود كل اللعنات
و لا ترحم زمني
فإني قد تعبت من كل هذا التعب بهذا الوجع 
الكبير فلا شيء ينبض بهذا 
المستحيل 
اتركني يا أيها الموت لذاتي المعتوه هناك أريدُ أن 
أضع رأسي على حجرٍ و أنام كالحجر 
لأنسى لعنة الحياة  
فالفرصةُ لن تدوم أكثر من مرةٍ للمكسور
الغريب فكن فظاً كي أراك
فأنت مثلي يا أيها الموت القريب البعيد 
لا تحب الإنتظار 
و أنا كذلك مثلك عندما أبكي مع الذكريات 
لا أحب الإنتظار كي أختم 
القصيدة 
فمر يا أيها الموت من هناك إلى هناك كما تريد 
و كما تشاء إلى موتك المشتهى 
و أنفض عن نعشي ما تبقى من غبار جسدي 
بنزعك الأخير بحلمك اللانهائي من 
حكاياتي 
فكن لوحدك حجراً و إنثر بصور الراحلين من قلبي 
المقسوم بينك و بيني و تقاسم معي كل
الوقت 
و إنفجر هناك قبل بداية رحلتي إلى زمنك 
الغامض الكحلي
و لا تنتظرني أكثر في موتي بأيام الإنكسار 
معي كي لا تسقط القصيدة 
فالقد إنتظرناك هناك و إنتظرناك مع القصيدة في 
أيام العدم و انتظرناك
فما أحقرك بإنتظارنا بتلك السنين على طريق 
الرحيل ما أجهلك
فأحمل ضحاياك من جسدي الهزيل و من جرحي 
و مر بإنكساري بما حملتني إلى هناك
قد قتلتني و نسيتني  يا أيها الموت عندما
قلت لي في الموت ما أجملك
و أنا نسيت من وجعي في الهلاك أن أموتَ 
لأحملك ...........

ابن حنيفة العفريني 
مصطفى محمد كبار 
حلب سوريا ٢٠٢٤/٥/١٧

قصيدة تحت عنوان{{لمن أشكو}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{سيد ابوزيد}}


لمن أشكو 

يا خيبة فؤادي إذا تبلدت
مشاعري وماتت ولا نطقت 

لمن أشكو صبايا إذا ماتت 
بالعشق روحي أو سلبت   ؟ 

لمن أشكو خبية حروفي 
إذا سقطت وأوراقها جفت  ؟ 
 
أ أشكو خيبة فؤادي  أم 
خيبة الساقي بعدما سقطت 

ياخيبة مشاعري إذا نثرتها 
بأرض وماتت ولا نبتت 

وأنا بأرض العشق فلاح 
تزهو أبياته  وإن سقطت 

بروحي لن يجف الود وإن 
جفت روحي أو عطشت 

رعى الله بذور الحب في
زمني إذا بالناس قد زرعت 

أنا عاشق حضارة الموتى 
والثقة بعشقي قد غرست 

لم أنكر هوى من هوى 
بروحي والروح به إنتعشت 

لم أنكر نبض من أحببتها  
وبحبها فؤادي قد عبرت 

روحي وإن نادت بالهوى 
أحد تراها بحبها صدقت 

ويبقى حبها أغنية تعانق 
روحي حتى إذا  سلبت 

بقلمي/ سيد ابوزيد 

مصر 

قصيدة تحت عنوان{{عشق شاعر}} بقلم الشاعرة اللبنانية القديرة الأستاذة{{ملفينا ابومراد}}


 عشق شاعر

** 
لكل شاعرٍ عاشقٌ و معشوقُ 
شاعرٌ يَعشقُ الحَرف بالترفِ

يبني منهُ ابراجاً من الخَّزفِ
كريشة رسام بالبهاء متصف
 
كموسيقى شجية من عودٍ
رنان لعازف يتقن فنَّ العَّزفِ 

مطرباً السَّامِعَ مُكفكفاً الدَّامعَ
مرنما اناشيدً كجمال الزغرف

كجواهر من لؤلؤ و مرجان 
كبريق الماس بالسحر متصف 

ان الشعر للمبدع غرام باهر 
و فكري منشدا الرقي كالصدف ( اللؤلؤ بالصدف )

ملفينا ابومراد
عضو إتحاد ألكتاب اللبنانين 
٢٠٢٥/٦/٢١

نص نثري تحت عنوان{{بساط الريح}} بقلم الكاتب الأردني القدير الأستاذ{{صفوت أكرم الصادق}}


- بساط الريح -

أن تطيرَ في الخيال 
ليسَ كما هو حين تتوقفُ فيه.
هنالك خيالٌ يتملكُ كل الحواس
ويرسمُ أميرةً من حروف ومملكةٌ من ورق
هنالك خيالُ يلونُ مشاهد الحياة التي تشبهُ أفلام
الأسود والأبيض ولكن بألوان تحاكي حداثة وإثارة الغامض من مشاعرنا.
 كثيراً ماحلقتُ في الخيال على بساط الريح
ولم أهبط كل مرة بسلام. 
لم اكن يوماً علاء الدين ولكنني كثيراً ما ركبت بساط الريح وحلقت في عوالم النور والفضاءات الواسعه
ولكن حين أقتحمني نورك َوذلك الخيال الرائع
توقفنا كلانا عند شيء لانعرفه.
عند حدود أسوار الدهشة والغرابه
تخترقنا عيونٌ بلا نظرات
ونسمعُ ثرثرة بلا أصوات
رسائل تكتبُ وترسلُ الى بلدة ليس فيها صناديق بريد
الى عنواين بلا عنواين
حين توقفتُ في الخيال
تحركت كل التماثيل القديمة في مدن ذاكرتي
وأقبلت عليَ كالأحلام توقظني 
وهي النائمةُ مذ زمن بعيد في متاحف الأيام الباردة والمتكرره.
لاشيئ أكثر إثارة من التوقف في الخيال
وأن نصبح أصدقاء
حين أستأذنه كل ليلة في أن أستعيرَ قاربهُ الصغير
كي أبحر في مياه سحرية .الغرقُ فيها عودةٌ للحياه.
حين تستأذنُ من الخيال أن يعطيك قلماً   وأوراقاً وألواناً لتكتبَ كلماتٍ بحروف الأبجدية 
ولكن بمشاعر عاشق أفلاطوني .
بلهفة محب دون حبيب
أن ترسمُ بالألوان صورة لوجه أنجبتهُ تراتيلُ وجدانك الخفي ولكنهُ ضاع في زحام الملامح الأخرى .
التوقف في الخيال ..
يشبهُ المشي على الشاطئ في المساء
بعيداً عن كل تلكَ المساءات الكئيبة والمتشابهة 
ونوبات التثاؤب الممله.
الخيال تذكرةٌ سفر مجانية على أجنحة لاتطير.
تقطعُ بك مسافات الزمن في غفلة من الزمن
التوقفُ في الخيال يؤجج الرغبةَ في الحياة .
تحومُ حول َ تلك الأحلام المحرمة كي تستلذَ 
بطعم اليقظة ونكهة الموجود.
تلك الرحلات المؤجلةُ في الواقع 
تنتظركَ دون ملل على سلم أجنحة الخيال.
هذا المساءُ سأقول للخيال اذا غادرتَ مُدُني
سأطالبكَ بإقتحامها ثانية واحتلال كل تفاصيلي القديمة
سنرتدي معاً زمناً جديداً ونتمشى سوياً في حارات
التفاصيل القديمة وكأننا سائحين نراها لأول مرة
ونلتقط صور التذكارات عند كل تمثال تحرك في الخيال.

(صفوت أكرم الصادق)

         الأردن 

نص نثري تحت عنوان{{لقد تماديت في التّرقب هذه المرة}} بقلم الكاتب الليبي القدير الأستاذ{{يزيد مجيد}}


 خربشه....

لقد تماديت في التّرقب هذه المرة، كنتُ أراقبكِ من خلف زجاج نافذة قلبي ، أراقبكِ كطفلٍ لا يمل النظر إلى دميته وأفكر فيكِ كمراهق ابتسمت له فتاة لأول مرة وأرسمكِ بأصابع مبتورة وأضعكِ برفق قرب مسقط رأسي العارم بالهواجس التي تبتزني وتجعلني على قيد القلق والحقد والحنق إنسان مركب من الفوضى ممزوج بالتناقض لا يعرف الإتزان ، ربما لإنكِ أردت ذلك اذكر أنكِ قلتِ ذات مرة قلتِ أنكِ تملين قرب الأشخاص العاديين، لا تطيقين الذين يتقيدون بطقوس خاصة ؛ ربما كان من حسن حظي أن أكون خارج هذا الإطار لأكن الإستثناء في عينك !
كالعادة لا أحب ان أكتب عن مشاعري خاصة...
أشعر بصعوبة في الشرح ولا أجد ان الحروف عادلة كفاية لسرد مشاعري على النحو الذي ينبغي أن يكون ، ولكن الجأ للكتابة كفض جزءاً من الشعور بي، أكتب لكي أخفف عني وطأة الشعور الذي يشكل أثراً داخلي كحوافر الخيل، أكتب لكي اعانق امرأة دون الحاجة لتسلق سور منزلها مع وجود احتمالية سقوط مفاجيء يؤدي بي إلى كسر في القدم اليسرى أو كدمات في الوجه أو شرخ في الجمجمة، أكتب لكي اتجاوز محنة التفكير في لؤم عينيك لكي أنجو من كمائن دفء وجمال صدرك المكتنزة لكي أغض الطرف عن شاماتكِ الداكنة التي سقطت سهواً من يد الملائكة وهي تربت على كتفكِ، أكتب لكي أتناسى خطوط الصحراء على شفتيك وهي تلوح لي أن ابللها بكل ما أُتيت من ماء وشبق
أكتب لكي لا أرى موعد تشييع جثماني بالخطأ وهي تمر في شريط أسفل شاشة التلفاز ، أكتب لكي امارس ادنى حقوقي كأي إنسان ، أكتب لأنني أجهل كيف أحبكِ بطريقة درامية ؛ لأنني بدائي لا يعرف كيفية تنميق العواطف ولا يعرف كيف يبتكر شيئاً خارقاً أو مثير...
أنا اعيش داخل قوقعة لم يكن حبي لكِ سوى مغامرة قد تبوء بالفشل، رجل توغل في دهاليز الحب دون التّعرف على ماهيته، رجل وجد نفسهُ لقيط فكرة حرضته على استكشاف معنى الإنسجام ، لذلك أحبك بكل عواطفي
أحبكِ بقلب طفل ولهفة عاشق وأشتهيكِ كمراهق ، أحبكِ لأنكِ درع اتصدى به وحشية الأيام وسيف أغرزه في صدر خيباتي أحبكِ وأنا اعلم ، حتماً سأكون أحد ضحايا أفكاركِ الذين وضعتيهم أسفل سريرك !.

قصة تحت عنوان{{في عتمة الحافلة}} بقلم الكاتب القاصّ الأردني القدير الأستاذ{{تيسيرالمغاصبه}}


 "في عتمة الحافلة "

  سلسلة قصصية 
         بقلم :
 تيسيرالمغاصبه 
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
       الزائرة
         -٢-
   
   
وعندما إقتربت مني إنبعثت رائحتها العطرة التي قد تكون طبيعية أو هي من عطور جديدة مبتكرة ،لقد كانت مزيج من الرائحة الأنثوية ورائحة لوازم  الأطفال.
فكانت مركزة جدا كما وأنها صنعت للإثارة. تركت جميع  المقاعد   المحيطة بي وإختارت الجلوس إلى جانبي.. ملاصقة بي، فأنتثرت بعض نجومها المتلألئة التي كانت تزين شعرها،تناثرت حولي لتلتصق بثيابي فتشعرني بشعور غريب.
هو اقوى بكثير من شعور الحب والهيام.بل جاوز حتى الرغبة  الحميميةبكثير.
قلت مستعينا بذلك الحافز الذي قدمته لي :
-أهلا بك أيتها الجميلة ..سعدت بصحبتك؟
-لماذا تجلس وحدك؟
-أنا هكذا افضل الجلوس وحدي ياعزيزتي.
فقالت وهي تنهض:
-حسنا فهمت ..إذن أسمح لي بالمغادرة ؟
قلت محاول أصلاح ماأفسدته وأنا أوبخ نفسي في سري "ماذا فعلت أيها السطحي":
-لم أقصد ذلك ياعزيزتي ؟
-إذن ماذا كنت تقصد ؟
-أن ماقصدته هو أني أفضل الجلوس وحدي في حالة.. أني لم أجد فتاة جميلة تجالسني.. كأنت؟
عند ذلك أبتسمت وهي تجلس ثانية وقالت :
-أنا أعلم أن جميع الرجال عندكم يحبون النساء ؟
-الجميلات فقط.
-أعلم وقد يكون ذلك سببا رئيسيا في تأخر التطور والتحضر  عندكم؟
لم أفهم فحوى كلامها لكني قلت :
-جمالك الساحر هو الحضارة ياعزيزتي؟
ابتسمت وقالت:
-سعدت بمعرفتك ياعزيزي خصوصا أنني اعيش في مكان لايوجد فيه رجال أبدا؟
قلت بسعادة وحماس :
-ليتك تصطحبيني معك فأكون الرجل الوحيد عندكم؟
قالت بدهشة واضحة:
-ذلك أمر  مستحيل ياعزيزي؟
-ولماذا ياعزيزتي.
-أن ذلك يعيق العمل والتطور والإنجاز السريع؟
-من أي دولة أنت ياعزيزي؟
-دولة هههههههه أنا من مكان بعيد ..بعيد جدا ياعزيزي؟
-خشيت ألا يسعفني الوقت لأسأل أسئلة كثيرة منها كيف تتم عملية التكاثر عندهم إن كان لا يوجد تزاوج بين الجنسين ،فسألتها :
-كيف حضرت إلى هنا ياعزيزتي..و..ومن أين حضرت؟
-لن تستطيع إستيعاب ما سأوضحه لك.. أن عقولكم ياعزيزي لن تستوعب الأمر ..لكن أنا قدمت بزيارة سريعة وسوف أعود الآن؟
-وهل سنلتقي ثانية.
لاأعتقد؟
-ولماذا ياعزيزتي. 
-لأنهم قد علموا بقدومي إلى الأرض ؟
-الأرض؟!
-نعم ..وسوف أعاقب بسجن طويل الأمد ..و..قد يكون مدى الحياة؟
نهضت من مكانها ومدت يدها مصافحة لكني عاجلتها بضمها إلى صدري  لأختطف  قبلة تذكارية طويلة من شفتيها فأرتعشت بشدة..تمر لحظة من الزمن قبل أن تدفعني إلى الوراء. 
وقالت لي معاتبة لكن بضعف أنثوي مشابه لضعف جميع النساء على الأرض  في لحظات الحب،تغير لم أتوقعه :
-ماذا فعلت بي ..عليك اللعنة؟
في تلك اللحظة تعطلت الحافلة بقدرة عجيبة ؛كانت هي من وراء تعطلها،فتح بابها وقبل أن تستدير للنزول قالت هذه المرة بصوت رقيق :
-عزيزي..إن ..إن تمكنت من الهرب سأعود إليك..لكن ..لاأعتقد أني ...
صمتت وكادت دموعها أن تنهمر ،وبخفة الفراشة تستدير  مسرعة لتنزل من درجات الحافلة الضيقة، ثم تتحرك الحافلة من جديد لمتابعة سيرها. 
ومن بعيد رأيت ذلك الشيء مرة أخرى وهو يرتفع من جديد ويختفي في السماء .
فتأكد لي حينها أن مارأيته قبل ذلك كان حقيقة لاخيال.

                             "إنتهت القصة "
                           وإلى قصة أخرى 

تيسيرالمغاصبه