-ناداكَ صَمتي-
-ناداكَ صمتي ولم تنطق شِفاهُ هَوىً
فهل شَعرتِ بقلبي حين ناجاكِ
-كُلُّ الليالي التي عشتُ انتظارَ سَنا
عَينَيكِ..باتت تُجافيني لنَجواكِ
-ما زلتُ أذكرُ حين الليلُ يسألُني
عن طَيفِكِ الهادي في نورِ مُحيّاكِ
-وكنتِ إن همسَتْ أنفاسي بحُبّكِ لي
تهزُّني رعشَةٌ من شوقِ لُقياكِ
-إن مَرَّ طَيفُكِ في قلبي تَبسَّمَ لي
كأنَّهُ الحُلمُ قد ضَمَّتهُ يُمناكِ
-مرَّ النسيمُ فهل في مَسِّهِ عِعطرُكِ
أم أنَّهُ سرَقناهُ من شذاكِ
في الدُّجى حين يُصغي الليلُ مُبتهجاً
أحكي لهُ عنكِ..فيصحو من رؤاكِ
-يا نَجمةً كلما اشتاقَ الدُّجى لها
جاءت تُضيءُ الهوى من حُسنِ مَغناكِ
-ما كنتُ أعرفُ أنَّ البُعدَ يُشعلُني
حتى غفوتُ على الذكرى وأشواكِ
-والقلبُ مُذ سافرَت عَيناكِ عنهُ سَرى
في كُلِّ دربٍ يُنادي طَيفَ مَرساكِ
-حتى النجومُ التي كانت تُسامرُني
صارَت إذا جئتُها تبكي لفُرقاكِ
-طالَ المدى والرجا حتى تَخيَّلتُني
أمشي إليكِ وقلبي ضاعَ في خُطاكِ
-وبين نبضُكِ والأحلامُ أُغنيةٌ
تروي بصمتِ الهوى والكونُ يصفاكِ
-حتى إذا ما التقت عَيناكِ بي سَكتَت
روحي كأنّي وجدتُ اللهَ في عيناكِ
-يا مُبتغى الحرفِيا سِرَّ القصائِدِ إن
نامَ الكلامُ فنبضي سوفَ يهواكِ
-ما زلتُ أشتاقُ حتى بعد أن نظرَت
عَيناكِ نحوي كأنَّ الشوقَ أبكاكِ
-كأنَّ حُبَّكِ بحرٌ لا شُطآنَ تحتويهِ
والموجُ فيهِ نداءٌ لا يَسلاكِ
-أراكِ دوماً وفي كُلِّ الزوايا صدىً
من همسِكِ الحُلوِ يُحييني ويَغناكِ
-تمضي الليالي وأحلامي تُلاحقُني
وكُلُّ حُلمٍ بغيرِ الوصلِ لا يصلاكِ
-يا مَن سَكبتِ على أيامي مَطرَ الهوى
حتى غَدَت كُلُّها تُزهِرُ بذكراكِ
-ما بين نبضي ودقّاتِ السكونِ صدى
يَنداحُ باسمِكِ لا ينسى مُناجاكِ
-أحِنُّ متى لأوهامٍ رسمتُ بها
ِ ظِلَّ اللقاءِ الى جُدرانِ رؤياكِ
-وجاءَ اللقاءُ فاخضرَّ الوجدانُ فينا
وتاهَ بين الخَطواتِ حُلمُ سَراكِ
-هَمسَ الزمانُ لنا في لحظةٍ باهرةٍ
إنَّكِ أنتِ الزّهرَ والروحُ فاكِ
-أخيراً اشتعلَت بين يَديكِ مواقدٌ
ووجدتُ فيكِ حياتي وسِرَّ نَجواكِ
-فيا حُبَّ روحي لا تبعدي عنّي
فإنَّكِ العُمرُ وقلبي مفتاحُ هواكِ
-ومع اللقاءِ طارَ الفؤادُ بفرحةٍ
كأنَّ الزمانَ أضاءَ من ضياكِ
-ضحكتِ فاستفاقَ القلبُ من سكوتِهِ
وتدفَّقَ في الأُفُقِ كُلُّ صَداكِ
- ورُحتِ تَهمسينَ لي والكونُ مُشرقٌ
بفرحٍ لا يَمسُّهُ شَكٌّ ولا بُعدٌ سِواكِ
-وها نحنُ الآن معاً في قلبِ الوجودِ
وحُبُّكِ في دمي نبضٌ فيهِ بهاكِ
-وفي عيونِكِ وجدتُ العالمَ ينبضُ
بالسلامِ وكُلُّ حُلمٍ صارَ في يديكِ
-أنتِ الحياةُ التي لاتنتهي فصولُها
وأنتِ الأملُ الذي أضاءَ دربي في غيابِكِ
-فتناثرَت حولنا ضحكاتُ الزمانِ
وكأنَّ العالمَ يحتفلُ بنا في هواكِ
-فيا فَرحَ العُمرِ أقبل بكُلِّ بهجتِكَ
لنطوي سوياً الفصولَ تحتَ رِداكِ
صفوح صادق-فلسطين
١١-٤-٢٠٢٥.