السبت، 24 مايو 2025

قصيدة تحت عنوان{{أوّاه ياقلبي}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{عباس كاطع الحسون}}


أوّاه ياقلبي

أوّاه ياقلبي الحزينُ متى يعودُ إلى صوابِهْ

أفنى غضارةَ عمرهِ وأتى يفتِّشُ عن شبابِهْ

كانَ الجميعُ بأسرِهم يحيى سعيداً في رحابِهْ

ماكانَ يرجو منهمُ تسديدَ شيءٍ من حسابِهْ

ماكانَ يَخشى منهمُ الأسرافَ يوماً في عذابِهْ

كلَّتْ أصابعُهُ على أبوابِهم والكلُّ لا يدرِي بمابِهْ

دقَّ البيوتَ جميعَها فَمتى يُدَقُّ عليهِ بابِهْ؟ 

بقلمي

عباس كاطع الحسون/العراق 

قصة تحت عنوان{{رمثاية" ووطن}} بقلم الكاتب القاصّ التونسي القدير الأستاذ{{سميربن التبريزي الحفصاوي}}


(رواية قصيره)

            * "رمثاية" ووطن...!!!

في صائفة أثنين وتسعين من  من القرن الماضي، وابان اقامتي  في بلاد الرافدين للدراسة هناك ،
انتقلت من بغداد التي كنت مقيما بها وازاول دراسه هناك  الى صديق وقريب   كان مقيما ويشتغل سائق شاحنه في مدينة سامراء، وهي مدينة من أعجب مدن الدنيا وأجملها في ذلك الزمن.  فسامراء هي  عاصمة من أغرب عواصم العالم اجمع ساعتها...  هيخ مدينة بناها الخليفة المعتصم في أرض كانت  قفرا موحشة واتخذها عاصمة لبني العباس . ما كان يُرى قبل تأسيسها و في أنهار تلك الارض اليباب سوى قوافل السراب وهي تتعانق على مد  الأفق والبصر ...! وما كان يسمع في لياليها  الموحشة غير نباح الكلاب ونعيق البوم والغراب و صباح الثعالب و عواء الذئاب ...!ولم يكن هناك سوى أديرة للنصارى تقبع بين آكامها  وفجاجها و متناثرة  في خلائها وقفارها هنا وهناك ...
وفجأة تتحول تلك البيداء الخلاء الى مدينة من أجمل مدن الدنيا وعاصمة من أوسع العواصم التي نشأت
في تلك الحقبة...مدينة تعانق الماء والخضار، وجنة تجري من تحتها الأنهار...  حيث تتدفق المياه من نهر دجلة فتكثر الجنان والبساتين  والحدائق الغناء فيطيب فيها العيش         الهواء...                                                                  .                                                                                                                                     
وتعانق فيها البهجة أرضها والسماء.
  كان صديقي مقيما و  يشتغل فيها  سائقا شاحنة لشركة هناك. إستقبلني وأكرم وفادتي  وتجولت معه في معالم تارخية لمدينة الجند التي  أسسها  الخليفة العباسي  المعتصم وسماها باسمه "المتوكّلية' أو "مدينة الجند".  ولوقوعها  على ضفاف نهر دجلة  كانت تتميز بوفرة مياها وكثرة الخضار الشارح للصدر فيها. و كانت فيها صومعة مميزة حلازونية التصاعدو الشكل، تسمى بالملويّة تستطيع الخيول كما البشر  صعودها...!وتوجد فيها معالم وشواخص معمارية  "كقصر العاشق" وهي قلعة أثرية عظيمة...
 وعموما فمدينة سامراء  قال فيهاالخليفة المعتصم :
بأنها مدينة تسر الناظرين  وٱسمها القديم كان :"سرّ من رأى" لتصبح بعد ذلك اختزالا :  "سامراء"
وقد سماها الخليفة المعتصم نفسه باسمها المعروفة به الآن "سامراء" .
فكانت مدينة هادئة مترامية الأطراف، تزينها كثبان الرمل وآكام  البردي  المنغمسة في مساحات مائية شاسعة كالأهوار تماما.
ذات رحلة مع صديقي في شاحنته في صحاري سامرّاء ،كنت وفي لحظة صمت توقّف الكلام فيها  بيني وبين رفيقي، كنت ساعتها شارد الذهن،  أمتّع النظر برحابة الصحراء مسافرا في غيمها الموحش وسرابها المثير المستفزّ لكوامن الأشواق والحنين للوطن النّائي القصيّ البعيد ...!
 حتى رأيت على ناصية الطريق نبتتة وحيدة الطّلع...!
 شككت بأمرها...!!!؟
وسرعان ما أمرت صديقي بالتوقف على الفور...!تفاجئ الرجل من طلبي المفاجئ والطارئ والملح ...!وتوقّف على الفور مذعنا للهفتي الشديدة والحاحي ... ! كان ظنّه أني أرغب قضاء حاجتي البشرية التي انهالت عليّا فجأة دون سابق انذار...!!!
نزلت على الفور وتوجهت هرولة ورجعت للنّبته التي لمحت ومضا ورأيت عرضا...!! وكانت المفجأة عظيمة جدا وصاعقة حين وصلت اليها...!!!
 إنها "رمثاية" ...!!!؟؟
 لامستها وشممتها ...!جمّعتها...!وفرقتها...! وحرّكتها لمزيد التّأّكد ...!
أهو وهم أو  خداع بصريّ...!؟ أو أنه تشابه في الإنبات والطّلع ...!!!؟؟ 
كيف "للرمث" الذي ينبت في السباسب وفي المناطق الشبه صحراويه والجبال ببلاد المغرب العربي.. كيف له أن ينبت في هذه الأرض الصحراويه التي لا تشبه تربه أرضنا...!!؟
نزلت على ركبتايا، وٱحتضنتها بحب وشوق ولهفة "الغابّ" على النّفة منذ أربعة أعوام ...!!!
نعم لم تطأ "النّفّة" "جدڨي" منذ أربعة أعوام...!   أربعة أعوام تزيد  منذ هاجرت من  الوطن العزيز  ...! وأنا مشتاق النفة وغاب محاولة تعويضها بالسجائر....!
"النّفة" التي سماها من يعرفها مسحوق السعادة...!!!!وأنيسة الدّهر...!!!!
والرمث الذي بين يدياّ من مكوناتها الأساسية...!
  لكم حاولت تعويض "غبّها" وإدمانها بالسجائر وبما يشبهها من نفّة السودانيين والباكستانيين لكن  دون جدوى  ...
هي  الوحيدة التي تطفأ ضمأ كل التّبوغ ...!
ولا يطفأ ضمأها وغبّها  وإدمانهاغيرها في الدّنيا ...!!!
 رغم توفّر ورق التّبغ  هنا الاّ أنّ الرمث هو المعضلة لعدم وجوده وهاأنّي وجدته أخيرا ...! "رمثاية'   خضراء يافعة غزيرة الطّلع لا زهر  فيها ولا عودا يابس....!
 تفرّستها...! وشممتها فشممت  فيها رائحة الوطن ....!
رائحة الطفولة  ومسقط الرأس ودروب القرى ....!!!
رائحة الوكر، والحضن والأهل والبلد...! 
  فيها ريح من بدايتي ونهايتي من ريح "العاتڨ"....وريح "هود الشيح" ،و"جبل الساهلة" ، و"طبّة الحاج محمد الصالح" ،و"كواتير خالي زرّو ڨ"، حتى ريح عاتڨ الرمث أين منابته الرسميّة  والمدفن والمستقر والمآل  ...!!!
 كانت رمثاية  عظيمة ويتيمة لاتجاورها أخرى على مد البصر...! كأنها طلعت هديّة  ومنّة من الله عزّ وجلّ لي...!
 أو جاء ريح الغرب الطّيّب من ناحية الوطن القصيّ ...!
كلّمتها وتكلّمت عنها فقلت :
 غريبة الطّلع أيتها النّائية 
رمثاية يا بنت وطنِي...
أكرمتني بالتلاقي... 
 أجابتني مهفهفة لريح الصبا بالوصل  قائلةً :
أيّها الغريب الغابّ عن النّفة 
مذْ زمنِ... 
ها أنا بين يديك
 فاطفأْ بي نار الفراقِ ..
اقتلعتها بلطف من جذوعها ،واحتضنتها بحب ورجعت للشاحنة والفرح بالغنيمة لايوصف وأناأصيح لصديقي: 
رمث والله رمث ...!!!
أجابني الرجل :
 عن اي رمث تحكي في بلاد العراق ..؟؟لكنه تناولها من عندي والحيرة غالبت فرحه لما تاكّد منها  قائلا:
 يا والله رمث في صحراء العراق ...!!؟أخذتها وعند رجوعنا اقتنيت ورق التّبغ وجفّفته في شمس العراق الحارقة وسرعان ماجفّ  وطحنته وحرقت الرمثاية بجرفيّة وبرمادها الطيّب الثمين قمت بالخلطة السحريّة بين مصحون التبغ والرماد بالمقادير الصّحيحة وبالغت في الدقّ والسقي  بين كحّ وعطيس  ...!!!
حتى كانت  ولادة نفّة عذراء لا يعبر أجواءها لا ذباب ولاباعوض...!!
ذلك من فرط  حرفية صنعتها...
ولمّا انهيت تناولت بالسبابة والابهام مباشرة من "العرمة" والمحصول أكبر قدر يحمله الإصبعان و"جدّ ڨتها" مرتعد الفرائس  بلهفة ونهم من فرط شوق الفراق  وغبّ السنين الطوال  ...!!!وضعتها  وسكنت فتكلّمت النّفة  من موضعها الى كل الجسم الضمآن العاطش الذي تداعى لها "بتوزيز" وتنميل جميل...!
 أماّ موضعها فقد أصبح ينبض بألم حلو  شديد  لذيذ ....!!!
كأنما ضربني  أحد بفأس في ذات الموضع...!!! أو بإبرة بنج فسكرت وسافرت في ثمالة عظيمة جعلتني أرى أفلاما من كل الوان الطّيف...! ولم أعد أرى من حولي شيئا الا ظلمة جميلة ساحرة في أعيني  وأنجما  و"رواميس" ...!!!
وتداخلت الأمكنة والازمنة  في ذهني ولم يعد يربطني بالمكان غير صوت صديقي الذي كان يصلني خافتا كانما من قاع بئر...!!! حين كان يشكوا ما فعلت به النفّة أيضا  ولم أكن أفهم منه شيئا ساعتها غير همهمة وغمغة وأنين ولهاث ....!!! 

 

                                                                                                   -سميربن التبريزي الحفصاوي-تونس 

نص نثري تحت عنوان{{مواعيد عند ناصية الورق}} بقلم الكاتب الأردني القدير الأستاذ{{صفوت أكرم الصادق}}


- مواعيد عند ناصية الورق -

وأصابُ بالذكرى كلما حان المساء. 
تتأنق الكلمات تخرج عند ناصية الورق
 ويفوحُ عطرُ الإشتياق.
و أراقبُ من بعيد كيف تتمشى الحروف
  مابين السطور بلهفة وعلى ملامحها القلق.
في شوارع من ورق تتعثر الكلمات ببعضها 
 وببعض الخربشات هنا وهناك 
تتأخرين كطبعكِ. 
او لاتحضرين. 
وكومة اقلامٍ ملونة يتساقط حبرها من توترها 
فوق أرصفةِ الورق .
مثل زخات المطر 
وانا اراقبُ من بعيد.
 وبخار القهوة السمراء يجري
 كالسحاب الى الورق .
 وأراقب الكلمات تجلس في مكانها المعتاد 
تحتسي هم المساء .
هيا تعالي ... فالبردُ يجتاح السكون
ياأيها الوحي تَنَزّل  
تلك المواعيد الجميلةُ في انتظاركِ 
وانا اراقبُ من بعيد .
وتهلُ هالة من نور 
جاءت معذبتي بعدما طول انتظار .
 وأرى الحروف تهرولُ نحوها .
هي تمسكُ وردة من ذاكره
وانا أرتب أحرفي فوق السطور 
سريةُ تلك المواعيد التي 
بيني وبينك يا ورق.

- صفوت أكرم الصادق -

        الأردن 

نص نثري تحت عنوان{{ذات غروب}} بقلم الكاتب المغربي القدير الأستاذ{{المنصوري عبد اللطيف}}


****ذات غروب***
ذات غروب
على شط البحر
وقفت
أتأمل موجة
رسمت أحرفا
صارعت مد
البحر
وجزره
أعلنت تمردها
على أمواجه
رقصت طربا
على وقع
اهازيج طيور
النورس
ومشت شامخة
ترسم البسمة
على شفاه
صبية  يشيدون
تماثيل من رماله
وقهقهات
شيخ يتأمل
صولات رياحه
وتمرد عاشقين
رسم البحر
على جسديهما
قلبا
توالت نبضاته
وشمس أصيل
  ضربت موعدا
مع زواره
احمرشعاعها
ومشى متمايلا
ليغوص في
قعره
مود عا جحافل
زوار
تهافتواعلي التقاط
صور غروبه
وسرد حكاية تخبرنا
 أنه وإن غربت أشياؤنا
 الجميلة،
 لا بد لها من الشروق
 في يوم آخر
 بجمال آخر.
المنصوري عبد اللطيف
ابن جرير 24/5/2025 

المغرب 

قصيدة تحت عنوان{{عودي}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{محمد رشاد محمود}}


 عودي (محمد رشاد محمود)

في مطلَع أكتوبر من عام 1998 كانت جفوَةٌ أسالَتْ على قَلَمي هذه التَّنَهُّدات :
عُـودي فــــما انبَـــعَثتْ ألـحــانُهُ عودي
مُنـــــذُ ارتَحَلـــتِ وجافَتنـي أغـاريــدي
قَـــدْ صَوَّحَ الـهَــجرُ أزهـــاري وبَـرَّحَ بي
حَـرُّ الـرَّجـَـــاءِ ومــــا رَفَّـــت أمـالــيدي
واستَبدَلَ الــدَّمعَ بالأفـراحِ مِنـــهُ جَـوًى
مِــلءَ الجوانِــــحِ ثَـــرًّا غَيــرَ مَشـهـــودِ
يــَــا أُنــسَ ذاتي وكَـــأسي لِلـــرَّواحِ إذا
أعيـَـــا الشَّـقـاءُ ومَرسـاتي ومَــوعـودي
ورَائِـــــدي لِــلـــــرِّضـا إن راغَ بـي أرَبٌ
وأَسْلَـــــمَ السُّهْــــــدُ آمالــي لِتَنهــــيدي
مُـذْ غـَـابَ وجْهُــــكِ عَنْ عَيـنَيَّ فارَقَني
طِيــــبُ الــرُّقــاد وأَضوَتْني مساهـيدي
واسْـتَصحَبَ النَّـوحُ أشـواقي ودَرَّجَني
مِـنَ الـمَواجِــــعِ عِربيــــــــدٌ لِعِربيــــــدِ
أُولِـي الـنَّـدِيَّ مَراحًــــا غَيــــرَ ذِي مَرَحٍ
وعـاصِفُ الهَـمِّ ضَـــــارٍ في تَجَـــالـيدي
وألتَقي الصَّحبَ طَلــقَ الـوَجهِ ذا لَهَــفٍ
جَمِّ النُّــــزاءِ كَظيــــمِ الــوَجدِ مَحشـودِ
عُودي عَدَدتُــــكِ ذُخري عِنْـدَ جـائِحَتي
ومُرتَجـــــايَ إذا أعـيَــــتْ مواجِيـــــدي
ما إنْ سَـــلَوْتُ رُضــــــابًا كُنـْـتُ أرشُفُـهُ
أنـدَى على القَلــــبِ مِنْ صَفْــوِ العناقيدِ
ومــــا سَــرَى النَّـسْـمُ إلا خِلـــتُهُ أرَجًــا
مِنْ نـــَـاهِــدَيْكِ ونَفحَ النَّحرِ والجِيــــدِ
لَـو رَفَّ بالـقَفْـــرَةِ الجَـرداءِ رَقرَقهـــــــا
واحًــــا ورَقَّ لــهُ فَــــــظُّ الجَــــــلاميدِ
أَو حَفَّ بالأُفــــــقِ سالَـــتْ كُــلُّ غائِمَةٍ
مِن السَّحَـــــابِ وأضرَى اليَنْـعَ بالبِيـــدِ
أَو جازَ بالأنْفُسِ الكَــدْراءِ راوَدهــَـــــــا
بِشْـرُ الـصَّفــــاءِ وتَرديــــدُ الأناشِـــــيدِ
عُودي فَكُــــلُّ جَمــــالٍ كُنـْــتُ آنَـسُـــهُ
في ظِـــــلِّ أهْــــدَابِكِ الوَطْفاءِ مُرصودِ
قَــــدْ وَسَّدَتْهُ جِــــراحَ القَلــبِ كُــــربَتُهُ
حتَّى تَجَهَّــمَ لـي فـي غُــرْبَتي عيــــدي
تَنَكَّــرَ الـكَـــوْنُ غَيـْــرَ الكَـــونِ وائْتَزَرَتْ
مِنْــهُ الفِجَاجُ بِشَــامٍ فـي الأَسَى سُـــودِ
هِـيَ الـحَيــــاةُ وِصَــــالٌ لا فِصــــامَ لَـهُ
أَو شِقـْــــوَةٌ راتِـــــعٌ فيهَــــا كَمَــــوءودِ
عُودي إلى كَـنَـــــفٍ رَخْـوِ الـظِّلالِ فَمـَـا
يَسـتَنْـضِرُ الــــوَردَ إلا وارِفُ الـعُــــــودِ
(محمد رشاد محمود)

نص نثري تحت عنوان{{عناق الروح}} بقلم الكاتبة اللبنانية القديرة الأستاذة{{سهى زهرالدين}}


(عناق الروح )

خلف صهيل خيل تاءه
يتراكض في براري المجهول 
دعسات تمضي في السراب
في أزقة الوحدة 
يشتاق لغمرة 
لصوت أمه الحنون تنده (ولدي )
ربما يشتاق لدعوة 
أم لدمعة 
عند حافة الصقيع 
والعشب المتجمد في المدى الشاسع 
إنطلق الحب من ذاتي 
لامست وجهه الشاحب 
وبدأت أناملي تمشط شعره الثائر
تربت على ألآم غربته 
روحي ترنم له الأغنيات 
تخبره قصص الجنيات 
عن الأحلام عن الوجود عن الذات 
قبل يدي مرارا" 
وغفى في حضن الأمنيات 
حول عنقه قيد يمنعه من الحراك !!
بنعومة لم يشعر بها سوى الغيم السابح في الفضاء 
قطعت السلاسل عن سرجه 
عن عنقه ..عن يديه 
تعانقت الأرواح 
عادت له الحياة 
فأخذ يعدو ويعدو 
وغاب 
أما أنا 
أحببته بقلب أم .. وفي قلوب الأمهات لا يموت الحب ..
ولا تمضي الذكريات .
سأشتاق لدعسات ذلك الجواد 
ربما 
إن مر في خيالي ذات مساء 
سأبتسم 
لإنه ذات يوم رأيت في وجهه نور الحياة .

                                 سهى زهرالدين 

قصيدة تحت عنوان{{بوح القوافي}} بقلم الشاعر التونسي القدير الأستاذ{{عزالدين الهمامي}}


بوح القوافي

***

أيُّهَا السَّابِحُ فِي بَوحِ القوَافِي

سَيَحْيَا الِشعرُ فِي كُحلِ السَبَايَا

 

تَلُوذُ الرُّوحُ بِالأوزَانِ شَوقًا

وَتُسقَى مِن فمِ الأحزَانِ آيَا

 

كَأنّ الحَرفَ مَذبُوحٌ وَنَابِضٌ

يَخُط النَّارَ فِي وَجهِ المَنَايَا

 

فَيَنبُتُ مِن رَمَادِ الجُرْحِ وَردٌ

وَتُعزَفُ مِن شَظايَا الحَربِ نَايَا

 

إِذا مَا خَانَكَ الزّمَنُ المُعَادِي

فَفِي صَدرِكَ المَدَى وَالحَقُ رَايَا

 

سَيَنبُتُ فَجرُكَ رَغمَ الليَالِي

وَيُزهِرُ فِي الدُجَى حُلمُ البَرَايَا

 

فَلا تُطفِي الضِيَاءَ وإن تَوَارَى

سَيَعُودُ مَع الصّبَاحِ لنَا سَنايَا

 

ويَكتُبُ فِي دَفَاتِرنَا غَدٌ أخضَر

وتُنشِدُهُ القُلوبُ بِكُل أيَا

 

امْضِي فَالأمَلُ دَربُ الشُجَاع

ومَن يَرجُو النُهَى يَسمُو لِغَايَة

   

 سَقَى اللهُ الرُبَى نَبعُ كَرَامَة

وَزَيّنَ بِالنَّدَى وَجهُ الثنَايَا

***

عزالدين الهمامي

بوكريم / تونس

24 ماي 2025 

قصيدة تحت عنوان{{قل للعوازل}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{ممدوح عبد اللطيف سليم}}


{قل للعوازل }

مولاي إني قد رجوتك فاستجب
 واقبل دعائي لا ترد حبيب

قل للعوازل أن يموتوا بغيظهم
فالله ينصر عبده ويجيب 

ما إن دعاه بسجدة يكشف له 
كل الموانع والعدو يخيب

ما دام قلبي مؤمنا وسالما
إنَّ دعائي في الرجاء عجيب 

الله يمهل ويمدّ لحاسد
حتى يمزق من شقاه نحيب

شر الخلائق في الجحيم الساحر
السحر كفر والعذاب مريب

شر النميمة ما أتت من كاذب
والله يدفع شره لا يصيب

قصيدة للشاعر ممدوح عبد اللطيف سليم بخيت الضباعي الغنيمي النحال 

22/5/2025م 

قصيدة تحت عنوان{{غائبتي}} بقلم الشاعر السوري القدير الأستاذ{{حسين عطاالله حيدر}}


 غائبتي           


غائبتي  ليالي العاشقين  طويلة
 أذكريني بكلمة أو بهمسة جميلة

أنت تعلمين  أني عاشق ارحميني 
أذكري جلساتنا التي منها حرمتني

أذكرك في كل ليلة لما لا تذكريني
أذكر ابتسامات عينيك يزيد أنيني

آه غائبتي من عذابك أما يكفيني
 سئمت الغياب في بعدك تقتليني

طيفك  يلازمني   ولظلمتي  نور
الشوق  يقتادني نحوك بلا شعور 

أنا عاشقك وهبت روحي لروحك
وتحملت  ماتحملت من جروحك

أحببتك  منذ  أن  قرأت   حرفك
منذ  أن  رأيتك ولمحت   طرفك

منذ أن سمعت  صوتك  وعرفتك 
حلقت في سماء العشق فوجدتك

أنرت حياتي وأحييت نبض قلبي
زرعت ورودك الحمراء على دربي

قبلك  كنت حزين أصارع  الموت
وحدتي  تنهش أضلعي في صمت

كنت   تائها  في  أرجاء   الحيرة
بدهاليز  ومتاهات الدنيا الكثيرة

كنت في مدينة  الوهم و الأحلام
هاهو قلبي  يرسل لك هذا الكلام

اشتقت   إليك   وبعثرني  حنيني
عودي غائبتي  لتزهر بك  سنيني

         الشاعر 
  حسين عطاالله حيدر 
                 سورية

قصيدة تحت عنوان{{مليكتي}} بقلم الشاعر التونسي القدير الأستاذ{{محمد الهادي الحفصاوي}}


(مليكتي)
اني بكل لغات العالم
أهواك 
وخافقي يرقص جذلا
وينتشي
كلما خطرت له ذكراك
مازلت أتلو وِردَ عشقي
في محاريب الهوى
وأردد في خاطري 
تعويذة الوله المقدس
داعيا رب السما
راجيا لقياك
اني برغم كل مواجعي
متيم
ليس يعبق في ربيعي 
سوى شذاك
كل زهور الروض تذوي
الا التي رشفت نداك
مازلت بين يديك طفلا حالما
يرسم على رمل الشواطئ طيفك 
قبسا مرفرفا
ويرتجي سنى محياك.
اني أحبك
على جبين الشمس أرسمها
وفي وهاد البدر أنشر عبقها
وأبثّها شُهُبا
ومجرّات تزين سماك
إني أحبك
بين الفرقدين أمدّها
دربا سنيا يحتفي بخطاك
اني أحبك ملء الصدر أعلنها
بين الورى وعلى الملا:
إني اعيش فقط .........لكي أهواك!
          ( بقلمي)-محمد الهادي الحفصاوي/تونس

 

نص نثري تحت عنوان{{حكاية ورق}} بقلم الكاتب الأردني القدير الأستاذ{{صفوت أكرم الصادق}}


- حكاية ورق -
في المساء كعادته تأنق لها وأعد فنجان قهوته واشعل سيجارته ونفث دخانها الذي امتزج برائحة عطره الذكوري  وجلس امامها اقترب منها لامستها اصابعه ولأول مرة أحسَ ببرودها وكأنها لاتطيقه .
همست له برقة ياسمين 
لم يعد جسدي يحتملُ فظاعاتك .
لم يصدق ان هذا الجسد الابيض الرقيق يستعصي على يديه.
 كان ولأول مرة يشعر ببؤس نظراتها وبتلك الدمعة الحبيسة  داخلها .
تنهد بمرارة وابتعد عنها وسرعان ماأحس بقسوته كم تحملت هذه الورقة البيضاء وحملت خرافاته الحمقاء كم كتبت اقلامه بين سطورها حكايات حب لإمرأة اخرى غير آبهةٍ بهذه الورقة البيضاء التي تلطخها حكايات حبره فيضيع بياضها في قتامة حكاياته.
لايوجد جسد يحتمل كل تلك الانتهاكات مثل الورق .
كم دفن في مقابر جماعية بين سطور هذا الجسد  الابيض الرقيق اشلاء ذاكرته التي مزقتها حكايات الحب ومرارة الوجع.
كم مرة وبعدما انتهت نزوة قلمه تركها وحيدة فوق مكتبه غير مكترثٍ بها .
كم مزقها كلما خانه قلبُ اخرى
وكم وكم ...آآآآآآآآآآه
اخذها بين يديه وقال
ايتها الورقة الحبيبه لن اكتب بعد الان على جسدك الابيض الرقيق غير حكاياتكِ انتي لن ا.........
 قاطعته .. وتبسمت الورقة. 
وتيقنت في داخلها انها ستظل جسداً يُنتَهَكُ وانها لن تعيش بيضاء  مطلقاً .
ولكن حكاياته هو ستبقى 
حبراً على ورق.

- صفوت أكرم الصادق -
    الأردن

 

خاطرة تحت عنوان{{هي الحياة هي الدنيا}} بقلم الشاعرة العراقية القديرة الأستاذة{{آمنه العراقية}}


هي الحياة هي الدنيا....القلوب بها اغترت...كلما مر الزمان اكفهرت..وعن جميل الشباب ابتعدت وتعرت...وبالمشيب اكتست ...وانذوت...في انثناء ظهر والم عظم وضعف بصر...وأخذت العكاز دربها ليد مرتعشة واستقرت...فتحول السير من اثنين الى ثلاثه..بتعنت..وربما الرحيل بهما او بفراش تمدت هي النهايه للحفرة والتراب بانت وتجلت والى وطنها الأصيل رفعت واهلت فكبروها واناخوها حفرة وباركوها التراب ..وجميع الخطوات مشت وتلاشت قد ادركت انها ستعود على نعش وقد مدت...ولكنها الدنيا الدنية قد آنست وانست......آمنه. العراق 

خاطرة تحت عنوان{{كيف التقيك..؟؟}} بقلم الشاعرة السورية القديرة الأستاذة{{هبة الصباح}}


‏ كيف التقيك..؟؟
أأروي لك ....عن المرام ؟.
.........أم أراك......وانت المرام؟..
أو!!!! أرويك..... ..حكاية عمري ؟..
......أم  .. ‎أرتوي منك....؟وانت
الظمأن؟....
منيتي ومرامي . !!
 صحوت وشفتاي ترتجف،،  تثرثر
ابردا كان ..أم؟....
تعالي:  ااروي لك كيف ترقص همساتي 
وتطوق الشفاه ب لمى الرضاب ..
بعناق النظرات..... ..بسكون من وهج 
الكلمات .... ...
واذا التقت الأنفاس ؟..... غوت القبلات،
وتعالت تسابيح اللهفات.....
 اميرتي ..اروي لك وارتوي من لماك 
واغوي شفاهك... بعزيز اللقاء ..
منية القلب ....
نحن حكاية العمر من زمن الأجداد..
يا اجمل راوية من لما الرضاب ...
رويناها .....
مجرد رسم كلمات ..!!

هبة الصباح سورية 

نص نثري تحت عنوان{{حراك و الماءَ}} بقلم الكاتب المغربي القدير الأستاذ{{المصطفى ناجي وردي}}


حراك و الماءَ
قطعة منثورة بقلمي
المصطفى ناجي وردي

 نسيم يتحرك في
الميناء
باخرة تربط أوتادها
 بصخر مسطح أبيض اللون
ومسافر يحزم أمتعة
السفر..
وفي عينيه دمعتان
وابتسامة على الشفاه
وعلى الخد
يداريها
سفر واحد وحقيبتان
وقلوب شتى معلقة
تذوب في الماء
تتبخر كالثلج الأبيض
وكالملح.. 
يتقدم رجل طاعن في السن
وعيناه مشدودتان
وحزمة أحلام على
الأكتاف
والسير شاق وطويل...
هي ذي ليلى خلف الباب
قفاها يتدلى
تسترق السمع
وأنا من زحمة السفر عدت
أمسح المكان
وألهث.. 
أعبر الدرب الممتد والبعيد
هنا كنت ذات يوم
وأجبرني الرحيل..
أخطو فأتعثر في خطاي
وفي خطوي
ورحل الدرب الذي كنت فيه
أسكن الذكرى..
ها أنذا
اطرق باب الخيمة
اقلب المفتاح في جيوبها
اغرسه في مزلاج الوقت
فينفلت من بين يديًٌ..
وأنتِ تبحثين عن اسم
المكان بلا عنوان
فلا تجعلي من الاسم مقياسا
للحب...
    المصطفى ناجي وردي

       المغرب بتاريخ:34\5\2025 

قصيدة تحت عنوان{{وحيدا أنعي قصيدتي}} بقلم الشاعر المغربي القدير الأستاذ{{محمد زغلال محمد}}


 - وحيدا أنعي قصيدتي - 


--٢--

كيف أنكر أني أحبك 
وقد رأيت ذاكرتي 
تمحو مصابيح الورد  
عن وجنتيك 
رأيت العصافير عالقة بعرش الياقوت 
تخفي مفاتنها تحت نعليك 
رأيت الأصوات الساحرة 
تخرج من القلب كالمرثية المبهمة 
تعلمني كيف أردد مع الآلهة 
 لبيك 

أريد أن أمشي شامخا  
أن أستجمع ما تبقى من فصوص الملح 
في عينيك 
يا هذه التي تعتبرني شاعرا 
وأنا مجرد مهرج ، يبحث في قبعته
عن منفذ إليك 

سأبقى ها هنا 
إلى أن أبعث من جديد ، كأهل الكهف 
إلى أن يستفيق آدم من رعشته المخمورة 
ويبحث عن وجهك المتفسخ 
في فورة الجسد 
كما تبحث الحناء عن لونها 
في كفيك 

تضيق بي القصيدة إلا من رداء امرأة 
ملتاعة بشهوتها 
المحشوة  في كأس 
نصفه  ريق رمان 
ونصفه الآخر 
 رضاب من شفتيك .

محمد زغلال محمد. 
المملكة المغربية

قصيدة تحت عنوان{{أتتبع عطرها والعشق}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{ رياض النقاء}}


أتتبع عطرها والعشق
أتتبع عطرها، والشوق
مشكاة يضيء الدرب،
حيث الروح تتباهى
كأن الريح
أنفاس معطرة تحدثني،
فتطفئ بيهاها
والعشق بحر، والأمواج ذكراها تلاطم قلبي،
تحيي ما تناهى
فكل خطوة في الدرب أرتادها
تقربني لصوت قد سمعناها
أيا قلبي، ألا تكفيك أطياف؟
ورسم باق، لوعد لن نسيناها
فكم من ليلة ناديت خيالها
وكم من دمعة بالشوق نجواها
كأن الشمس تستمد من ضياها
والبدر يسكت نورا من محياها
ونبض قلبي المشغوف يرويها
حكاية روح لأين قد تمناها
فيا عطرا سرى في الروح منتشرا
ويا عشقا بقي في القلب سكناها
سأبقى دوما أتتبع خدرها
حتى ألاقي روحا طال ملقاها.
بقلمي رياض النقاء

 

خاطرة تحت عنوان{{كنت أنتظر منك ... سماع جرس الوصول}} بقلم الشاعرة التونسية القديرة الأستاذة{{هانم بن عثمان}}


كنت أنتظر منك  ... سماع جرس الوصول 
وفتحت أبواب الذكريات 
وتلك الأيام التي تميل فيها أشعة الشمس إلى التراجع ببطء 
يمضي كل شيء من حولي إلى عمقه في كل مكان 
وأنا تحت الإنتظار 
والقلب يخفق كرنة الساعة 
وعقارب النبضات للقلب مناجاة والهمس ركود يأخذه صمت قاتلي أواه .... يا زمني 
فطريق الغروب كان مجرد بداية لرحلة جديدة عسى أن يعود قارب النجاة 
ومع إكتضاض نزوله 
استبشرت الحياة 
واخضرت كلون البقاء 
وصارت الأبواب تقرع قبلات وقبلات والخدود تتراقص شوقا بين أحضان الورود 
والحب يلحن سمفونية الغرام واشرقت أنوارها ... أمطرت الفرحة وصار الوئام 
وأخيرا توحد العشق مجددا 
وركبنا سجادة السلام 

✍ هانم بن عثمان 🇹🇳 

قصيدة تحت عنوان{{أيا ظالمًا}} بقلم الشاعرة التونسية القديرة الأستاذة{{رفا الأشعل}}

 

أيا ظالمًا ..

يلجلجُ حزنٌ في الوريد ويؤلمُ
وليلٌ من الأوجاعِ قَدْ طالَ أقتمُ

ودهرٌ غشومٌ في العداوة مسْرِفٌ
وإنْ سرّ .. فيه جانبٌ متجهّمُ

لذيذُ الكرى تنفيه عنّي هواجسي
تجنّى علينا اليوم من ليس يرحمُ

لماذا المنايا لا تراعي براءةً
وصرخة أمّ قلبها يتضرّمُ

وصرخة أوطانٍ تموتُ شعوبها
تباد ..  وأنصار الحقيقة نوّمُ

قريبٌ تجنّى شتّتَ الشّملَ واعتدى
وأشعل نار الحربِ والخصم مسلمُ

أيا ظالمًا حَتَّى متى أنتَ غافلٌ 
أراك إذا يومًا صحوتَ ستندمُ

أتوقدَ نارا للعدوّ ضياؤها
وحرّ لظاها في شقيقك يضرمُ؟

وما أنت الا بالحقوقِ متاجرٌ
وما أنت إلّا ظالم يتحكّمُ 

كأنّك تنسى أنَّ ربّك عادلٌ 
وفي ديننا سفك الدَماء محرّمُ

تماديتم في جهلكم وحروبكم 
وما شاده أجدادنا اليومَ يهدمُ

ويا أسفي بعتمْ ببخسٍ ضمائرًا
ويا ويح من بالجهلِ يطغى ويظلِمُ 

تصبّ على خدّ الزّمان مدامعي 
ولا ينجلي همّ ولا الدّهرُ يبسَمُ

وفي الصّدر نبض القلب ضجّ مجلجلا
إلى الله أشكو حسرتي أتألّمُ

على مهجة الأزمان أكتبُ لوعتي
وظنّي بربّي أنّهُ سوف يرحمُ

                 رفا الأشعل 
          على تفعيلات الطّويل

قصيدة تحت عنوان{{أفنانا الوباء}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{هيثم محمد عبدالعال}}


أفنانا الوباء 

........ 

ياحكام العار هلوا 
أقتلوا فينا وذلوا

أشعلوا نارٱ وهدوا
إمحوا دينٱ كى تضلوا

وكى تراق دمانا ولوا
وطبلوا رقصٱ وعروا 

وأخمدوا صوتٱ وصدوا
وهجرونا كى فيها تبقوا 

مالنا كى فيها نبقى 
قد طمسوا العهد القديم

بتطبعٱ وخزيٱ  ذليلا
دمانا تنزف بحرٱ ونيلا

سلاحنا حجرٱ وطينا
ندعوك رب المستطعفينا

قد أهملونا وخاب فينا
من دمرونا وحلفوا اليمينا

وللطغاة صاروا عبيدا
من للشهادة يبغى السبيلا

ومن بماله ولآ جبانا عويلا
قد زقنا فيها المر العليلا

وشفانا إن متنا دليلا
أن وطنى يوماً ستحيا

إن بقينا أو منها محينا
ستظل رايات النصر تبقا

لتحيا جيلٱ تلوا جيلا
وتنبت زيتونٱ ونخلا

ودمانا تروى الأرض تحيا
بعد هدمٱ جفت دمانا

قد سقينا الأرض دمعا
فتبسمت بزهرٱ ونبتا

يا حكام العار  إخفوا
عنا ما قد صرنا نبغى

منكم الضمير أفنى
كان داء تلوا داء

حتى أفنانا الوباء
ويحيا من للحق جاء

ويموت من للنفس ساء
عهدٱ وحان أن يباد

لتقوده فرسانٱ جياد
هم عازمين على الجهاد

ليمحوا التخازى والعناد
وتبقى بلادى رمزٱ للبلاد

........ 
بقلمى 
#شاعرالعرب 

هيثم محمد عبدالعال 

قصيدة تحت عنوان{{تبت يداه}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{نور الدين محمد}}


((تبت يداه))

مابين آهات الشوق والحرمان والعتب
نبض القلوب قد زادها العطب

فلا الخداع زاد يوم رفعتهم
ولا الأموال علت في منصب الرتب

نار الخداع توهجت  وتسعرت
والصادقون  فى أمعائها الحطب

أدمنت الوصال وفي وصلهم  شغف
وعلى قدر وصلي عن الهجران لم يتبوا

هزة التحنان قاسية مرارتها
وجرح الأحبة صعب الصعب أن يطب

بليلي مؤرق متعب الأعصاب مضطرب
وكل هذا على قلب خذلانهم رطب

الشوق والسهد فى الأحداق مجتمع
قد فاضت بدمع عجزت عن وصفه الكتب

تبت يداه هذا العشق لو الأقلام
 فى الصحائف بفراقهم كتبوا

قد مللنا من العشاق أشعارا
تتلى على منابر العشق كالخطب

الوفاء والأخلاق في ساح الهوى قتلوا
وعلى جثثهم رعاع العشق قد وثبوا

قلم (نور الدين محمد(نبيل)

٢٤/٥/٢٠٢٥ 

قصيدة تحت عنوان{{يا نهر}} بقلم الشاعر التونسي القدير الأستاذ{{سمير خديم الله}}


// يا نهر//

كم شاهدت مثلنا يا نهر 
و كم حملك مثلنا القهر 
ما من نهار إلا و أكله الشهر 
و كل شهر يمر علينا وهو دهر 
يا نهر،أين قارب العشاق و الصخر 
قرب الضفتين مجلس الراح و الخمر 
كان خمرنا ذاك الغروب حين يلوح القمر 
و حين يعود الهدوء يولد منا الشعر 
و نبربش من الأطلال ما ألذ و ما يخمر
أنت القمر المؤنس تعال نشرب و نسكر 
أنت النهر المخلص تعال نسبح فيك و نسهر
يا نهر،جد بالحنين لا داعي للنسيان إني أذكر 
و الذكرى و إن طال عهدها أنت تستعيدها يا نهر 
ضربت الرياح جذوع النخل فبدأت تترنح معي و تسكر 
و الموج يقفز بالقوارب و على مسافة منا نورس يصلح ريشه المكسر 
طاب العشق و طاب السمر بعدما هجاني خيالي لم أجد ما أفسر .

كلمات الشاعر سمير خديم الله 

من تونس قفصة 

قصيدة تحت عنوان{{المُعْجِزَةُ}} بقلم الشاعر الفلسطيني القدير الأستاذ{{عزالدّين أبوميزر}}


د. عزالدّين أبوميزر
المُعْجِزَةُ ...

قَالُوا     لِحَكِيمِِ     إنَّ    فُلَانََا
 
فَوْقَ   رُؤُوسِ   النَّاسِ  يَطِيرْ

فَأجَابَ  وَمَنْ مِنكُمْ هُوَ  يُنْكِرُ

أنَّ    ذُبَابَ    الأرْضِ    يَطِيرْ

وَكَذَلكَ        قِيلَ       رَأيْنَاهُ

مِنْ  فَوقِ مِيَاهِ  البَحْرِ  يَسِيرْ

فَأجَابَ  كَذَلِكَ لَوْحُ  الخَشَبِ

يَعُومُ    وَلَا   يَغْرَقُ   وَيَسيرْ

فَأجَابُوهُ     وَمَا     المُعجِزَةُ  
 
إذَا  مَا   قُلنَا   لَيْسَ   خَطِيرْ

قَالَ   المُعجِزَةُ    بِأَنْ   تَبْقَى

مَحْشُومََا  ذَا  خُلُقِِ   وَشُعُورْ

َلَا تَكذِبُ  أوْ  تَسْرِقُ  وَتَغِشُّ
 
وَتَحْيَا  أنْتَ   وَفِيكَ  ضَمِيرْ

د.عزالدّين

قصيدة تحت عنوان{{على عمقٍ بعينيكِ}} بقلم الشاعر السوري القدير الأستاذ{{سهيل أحمد درويش}}


على عمقٍ بعينيكِِ. ...!!
____________
على عمقٍ بعينيكِ
أرى الأشياءَ ...
 تشبهُ دمعةً حمراءْ
أرى أرضاً تموجُ ، كبحرِ أوجاعي
ومثلِ رعشةٍ لمساءْ...
على عمقٍ بعينيكِ
أسائلُ جفنَكِ المعسولَ أنْ يأتي...
بروعةِ مُنتهَى الأشياءْ
و هذا العمقُ في عينيكِ...
 يوجعُني و أعشقُهُ...!
كمثل  جريحةٍ نزفتْ بأشلاءٍ ، وكلِّ دماءْ...!!
أرى الدُّنيا وما فيها...!!
أراه الكونَ مُمتَزِجاً
بآهةِ مريمِ العذراءْ
و نخلتِها الموشَّاةِ بعمقِ الليلِ
يرميها لألفِ شتاءْ...!!
****
على عمقٍ بعينيكِ أرى سُفناً
أرى عشقاً...
أرى وطناً يقرِّح مُهجتي وَجعاً
كأنََ الويلَ يأخذُهُ..
 عذاباً مفعماً وجداً يحاصرني بكل شقاء  ....!
أراكِ العينَ تكتحلُ
كمثلِ غابةٍ سارتْ بأوردتي
كأسرابِ فراشاتٍ
و قد جئنَ من الأصقاعِ ، و الأنحاءْ
على عمقٍ بعينيكِ
أرى نفسي
أُشابه شهقةً حَرَّى
أشابه جفنَكِ المنثورَ أهداباً
أشابهُ فجرَ ذاكَ الصبحْ ..
حنيناً مفعماً أصداءْ
أحبُّ العمقَ في عينيكِ
أعشقُه ، ويعشقُنِي
يعذِّبني ، يداويني
يحيلُ نجيعَ آلامي
إلى همسٍ ، يلاقيكِ صدى صوتي
و أحلى جُرعة لدواءْ
على عمقٍ بعينيكِ
أريحُ القلبَ ،  والأجفانَ
أعشقُكِ
و أعشقُ رجفةً ، في روحِكِ الرَّعشاءْ
على عمقٍ بعينيكِ
أراني و الحنينُ بها
يشابهُكِ
كأنّكِ مثلما العنقاءْ
كأنكِ مثلُ لونِ الشَّمسْ
ومثلِ النرجسِ الباهي
يزيِّنُ قلبَكِ المعجونَ في روحي
بألفِ نقاءْ
على عمقِ بعينيك ، أرى قلبي
فسيحَ العمقْ
يشدُّ وريدَ أعماقي
و شرياني  إلى الأرجاءْ
أراني مفعماً عطراً
شبيهَ البحرِ يشكو لي
بحشرجةٍ ، وهمسٍ مفعمٍ ببكاءْ
على عمقٍ بعينيك
أرى وطني ينزُّ دماءْ...!!
فأعشقكِ ...
و أعشقُه ، شعاعاتٍ من الشَّمسِ
من الفجرِ الذي يبدو
ترانيماً من الآهات ، تجعلني...
عنادلَ سوسنٍ ، وغناءْ ...!!!

بقلمي 
سهيل أحمد درويش 

سوريا / جبلة 

الجمعة، 23 مايو 2025

قصيدة تحت عنوان{{تجاعيد}} بقلم الشاعر الليبي القدير الأستاذ{{فيتوري العبيدي}}


[تجاعيد ] 
أصاب وجهَ الحياةِ التجاعيد
 مابين صورة الحزن ومرايا التناهيد  
تارة نقول هي المقادير 
وتارة عصف الرياح بالبيد 
وتارة صلف الغرور كل ساعة يزيد  
وتارة غش مسيطر هنا وهناك 
من بيع العبيد للسيد 
صديق ارتقى في سلم 
المجد كذبا بالغش وعربيد 
ومجنون هو صاحب العقل 
ضحكوا منه بالامس  
 فكان طبيب للمجاديب ... 
لك الله أيتها المجعدة 
ولن يجاريك شبان ولا شيب  
بقلمي/

فيتوري العبيدي البيضاء ليبيا 🇱🇾 

قصيدة تحت عنوان{{متى أحيا؟}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{سليمـــــــان كاااامل}}


متى أحيا؟
بقلم // سليمان كاااامل
*************************
أشتاق حباً.............أشتاق أعشق
كشعوب الرفاهة....خيرها مُغدقْ

أشتاق ابتسامة.....من قاع قلبي
تقول للدنيا.............بأنني مُشرقْ

أشتاق صباحاً..............بلا هموم
تمر ساعاتي..............أقول مُرزق

يأتي مسائي.........مُشتاق الحنان
يُغني النبض............حديثاً مُرقق

أين الآن..................تلك الأماني ؟
ويومي كئيب...............كليلٍ تَملق

وأخبار يأسٍ.............تسربت إلينا
كماءٍ آسنٍ.................للأمعاء مَزق

وتلك الأحلام...........وهي تُراودنا
أننا سنعلو..............والزيف يُزهق

مرت بنا......................الأيام تترى
نحلم ونأمل............والشر مُحدق

فلا ابتسمنا..................ولا ارتقينا
والحب خيال..........والعشق مُعلق

كيف يُحِب.............. وكيف يَعشق
من قوته..................مرهون مُوثق

وتغزل ثوبه..................بكل المنايا
أمم تسيدت.............وشرها مُطبق
**************************
سليمـــــــان كاااامل.........الجمعة

2025/5/23 

نص نثري تحت عنوان{{سكرات الغياب}} بقلم الكاتب الفلسطيني القدير الأستاذ{{رائد كُلّاب ابو احمد}}


سكرات الغياب..
حضرت بعد غياب..
بهمسات العتاب..
تسألني عن عشق دام سنوات..
عن هيام بنبض القمر..
وسمر نجوم الأشواق..
تسائلت:
هل كان ما بيننا أوهام وخرافات..
ونغمات الغرام كانت نشاز..
والبوح بحر من الأسرار..
قلت:
أما سألت نفسكِ..
عن حال عاشق أصابه الوهن من غيرة عمياء.. ولهيب الشك داء ما له دواء.. 
يا من كنتِ لي الأنفاس..
وناسة الروح..
وحسن سمر من دجى ليل لخيوط الصباح..
يا من تلاقت أرواحنا رغم بعد المسافات..
لتعلمي.. ما هان لي دمع يذرف من عيون السنديان..
تروي حقول الأقحوان..
فداك الروح والأنفاس..
تعلمين أني لست قاسي الطباع..
ولا احمل قلبا تصخر رغم مجافاة
ونيسة الأحلام..
الغدر والخيانه وشم على صدر مدعي الغرام..
 بحكم دستور العشق..
ذاك منافق أفاق..
وأنا شاعر.. عاشق..
صادق بأحاسيس ريشة رسام ..
سعى ليملأ روحك بنور العشق..
يسقيك من كؤوس الغرام..
عاشق تخطى لأجلك ألأسوار..
وأزال أنين نبض الشوق..
وأخمد ثورة بركان الفؤاد.. 
سيدتي..
أما يكفي جراح.. 
دعي الرياح تجري بما تشتهي الأرواح..
فالغيرة والشك تغرق مراكب العشاق..
إن تبتي وأعلنتي الغفران.. 
أقبلي بسحركِ.. بفتنة عينيكِ
ننشد تعويذة اللقاء..
نعتصر خمر الشوق.. 
نروي عناقيد اللهفة..
من سنا ثغر يضاهي شهد الجنان..
.... 
تحت ظلال القمر..
حروف تتعانق على أنغام 
العشق..
ملجأ يضمد الجراح..
 غيابكِ وحضوركِ قدر..
به ابتدأت وإليه نهاية المطاف.. 
بقلمي رائد كُلّاب ابو احمد

فلسطين 

قصيدة تحت عنوان{{إذكروني يرحمكم الله}} بقلم الشاعرة العراقية القديرة الأستاذة{{تغريد طالب الأشبال}}


الأديبة تغريد طالب الأشبال/العراق
………………… 
(إذكروني يرحمكم الله)من ديواني(معتقل بلا قيود) 
………………… 
إنْ غابَ صَوتي وَخَمَدْ
               فاعلَمْ لقدْ ماتَ الجَسَدْ
مُرتَحِلاً لِرَبِّهِ
                        راجٍ أماناً وَسَعَدْ
فقدْ قَضى سنينَهُ
                   ما بينَ تَعْبٍ بينَ كَدْ
وبينَ بُؤسٍ وشَقا
                       ءٍ بينَ يَأسٍ وَنَكَدْ
وحينِها يا قارِئي
                   اقرَألي(هوَ اللهُ أحَدْ) 
وقبلَها فاتحةِ ال
                       كِتابِ خيرُ مُعتَمَدْ
تُضئُ مِن نورِ الجِنا
                      نِ للقبورِ دونَ حَدْ
ومَطلَبي يا سَيدي
                 في حِينِها كُنْ لِيْ سَنَدْ
واكتُبْ بِأعلى صَفحَتي: 
                      (لا شئَ باقٍ للأبَدْ)
واكتُبْ( بياناً صادِراً
                     بِحَقِّ هذا المُفتَقَدْ):
قَد عاشَ طولَ عُمرِهِ
                      راضٍ بِما الله وَعَدْ
وعاشَ طولَ عُمرِهِ
                     يَبكي العراقَ والبَلَدْ
يَطمحُ أنْ يَمنَحَهُ
                       أمنَاً وَيُعطيهِ سَعَدْ
لكِنَّما الأمرَ جَرى
                      لَهُ خِلافَ ما اعتَقَدْ
فَالعينُ تُبصِرْ وَتَرى
                         والقلبُ نارَاً يَتَّقِدْ
والقَيدُ في مِعصَمِهِ
                              قَيَّدَهُ يَدَاً بِيَدْ
لَهُ لِسانٌ ناطِقٌ
                             سِلاحَهُ بهِ يَرُدُّ
 للعِدا إذا طغى
                      على العراقِ واستَبَدْ
ويَحمَدُ اللهَ عَلى
                             نَعيمِهِ لِمْا وَجَدْ
وكانَ عَبداًصالِحاً

                         لِغَيرِ اللهِ ما سَجَدْ 

قصة تحت عنوان{{في عتمة الحافلة}} بقلم الكاتب القاصّ الأردني القدير الأستاذ{{تيسيرالمغاصبه}}


 "في عتمة الحافلة "

  سلسلة قصصية 
         بقلم:
  تيسيرالمغاصبه 
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
        رفيقة مؤقته 
              -٢-  

عتمة الحافلة ،وعدد المسافرين الذي لم يتعدى 
حتى النصف ،وجميعهم قد  تجمعوا في أخر المقاعد ،
وظل الغيوم السوداء ،كل ذلك جعل المكان يبدو
كما وأنه صالة رقص،
قد أطفأت أنوارها لأداء رقصة رومنسية ساخنة.
سألتني السؤال المكرر،نفسه :
-أنت في زيارة أم في عمل أم في سياحة ؟
-لاهذا ولاذاك ،فأنا موظف في بلدي عمان وجئت
في إجازتي السنوية  لتمضيتها عند الحثالة من
أقاربي ههههههه حظي جميل في الدنيا أليس 
كذلك؟
-هههههه تعجبني صراحتك ؟
-لاضرورة لاخفاء أي شيء .
-أما أنا فلست مضطرة لكل ذلك ،فأنا أعيش حياتي
كما يحلو لي ،أعيشها بسعادة.. وحرية في هذا 
العلم الواسع؟
-جميل.
-بالرغم من أن مظهرك وللوهلة الأولى يوحي بأنك
رجل أعمال وماشابه؟
-كان من الممكن أن أكون كذلك ،لو لم تعبث في 
حياتنا الأقدار.
تفرست في وجهي أكثر و بجرأة مدهشة إبتسمت وقالت:
-هي بالفعل ظالمة؟
-من هي .
-الأقدار؟
-أانت  متزوجة.
-ألم تدرك بعد من خلال حديثي معك ياصديقي بأني عزباء؟
-نعم..الحرية ..والسعادة ،معك حق فالزواج سجن.
-أحسنت؟
-هل الحرية موجودة.
-بكل تأكيد أسواء كان ذلك  في عالمنا أو في عالمكم الهزلي  فهي تفرض ولاتمنح؟
-جميل .
-ميرسي؟
-لكن أنت قلت عالمكم وعالمنا ،عفوا وضحي لي 
ماذا تقصدين بقول  عالمكم وعالمنا.
-هههههه بالرغم من شرودك الذهني الواضح إلا 
أنك إستطعت إلتقاط تلك العبارة ...أه ..لاعليك 
أن الوقت القصير لايسمح لي بتوضيح ذلك ؟
-عموما من يعلم فلربما تجمعنا الأقدار ثانية .
-تقصد الأقدار التي وصفتها بالظالمة!!!
-قد تنصفني هذه المرة ..لأنك معي.
-أريد أن أسألك سؤالا؟
-تفضلي.
-ماهي قمة الحرية ؟
-أن يولد الإنسان لقيطا ،وعقيما ،وبلا وطن .
-يبدو أنك غاضبا؟
-بل أن هذه هي نتيجة تجاربي في الحياة.
-لكنها فلسفة عميقة ..ومقنعة؟
-مع القناعة التامة بما أقول .
إستمر تجاذب أطراف الحديث بيننا في كل شيء،
وأستمر إلى أكثر من ثلاث ساعات وكان في منتهى
الرقي والصدق والصراحة والتحضر ،
حتى ساد الصمت ،تأملت الظلام في الخارج ،
ماأن إستدرت إليها كانت قد إقتربت مني كثيرا ،
خيل إلي، أو هي الحقيقة لاأعلم ..أني سأستقبل 
قبلة ؛بينما أنفاسها الساخنة تلهب وجنتي ..أن 
ماأذكره هو إنا..أنا وهي  أصبحنا هناك ..فوق الغيوم وكنت
أراقصها على أجمل المعزوفات ،
قناعاتي بمفهوم الوطن الحقيقي ،هذا إن كان يوجد مصطلح  أسمه الوطن بالمفهوم السائد ..فهو أنت.. أنت وطني الحق.
أنا وأنت فقط ..نفترق ونلتقي ..نلتقي ونفترق ..
ومن ثم نلتقي ثانية والشوق يغمرنا ..المهم أننا 
سنبقى معا ..سأقبلك مئات القبلات ..وأضمك إلى 
صدري بقوة ..وشغف ..حتى تخترقين صدري ، وننسى كل ماحولنا .
فكري في قناعاتي جيدا فيما لو تحققت  ..فلن يثمر حبنا بغير الحب. 
الحب فقط ..لاثمرة في الأحشاء؛تلك العادات البالية. 
أما كيف جئت فذلك فرضه القدر..فأنا كنت أتمنى لو أني لم أكن ملكا لأحد ،
ليت قناعاتي كانت حقيقة ..لاأماني،
لاشروط ..لاقوانين ..لافوق الجميع ..ولا تحت 
الجميع ..لاسيف فوق الرؤوس..لاجبان لاقوي،
لادول عظمى ،لادول فقيرة ،لاأستبداد،لاقمع. 
الإنارة أمام شركة النقل التابعة للحافلة ونهوض 
المسافرين وتجولهم بين المقاعد لم يكن كافيا لأعلم أن الحافلة قد وصلت إلى محطتها الأخيرة،
إلتفت  ..وقبل أن أقل لها "حمدا لله على السلامة"
تفاجأت  بإنها ليست على مقعدها ..كيف 
خرجت من ذلك المكان الضيق المحصور إلى 
جانب النافذة ..فهي لاتستطيع الخروج دون أن 
أخرج أنا أولا ومن ثم أفسح لها مجالا  لتتمكن هي من الخروج،
كيف حدث ذلك !!
حضرت المضيفة وسألتني :
-لم يبق غيرك، هل أنت بخير :
-نعم..بخير ..لكن أين الفتاة التي كانت تجلس إلى 
جانبي هنا طوال الرحلة؟
لكنها نظرت إلي بدهشة وقالت:
-لم يكن هنا أي فتاة ياأستاذ..أنت هنا وحدك طوال الرحلة !!؟
-غير ممكن لقد  كانت هنا إلى جانبي وأسمها غروب .
 -أنت وأهم أستاذ ..لابد أنك كنت تحلم ،ياإلهي
ماهذا الإحمرار الذي ظهر على وجنتك ..لم يكن
قبل ذلك ..أأنت بخير ؟
تحسست وجهي الذي كان ساخنا ..تركت المضيفة 
وخرجت ..نزلت من الحافلة ..تلفت حولي ..
بحثت عنها حول الحافلة وفي داخل مكاتب 
الشركة ولم أعثر لها على أي اثر ،
ذهبت إلى الموظفة المسؤولة عن تحديد قائمة 
المسافرين ،سألتها عن غروب وأعطيتها اوصافها ،
قامت بمراجعة الأسماء على الكمبيوتر وقالت :
-عفوا أستاذ لايوجد أي فتاة بهذا الاسم وتلك 
المواصفات ؟
لمحت خطوطا بقلم الحبر على ظهر كفي ،قرأتها كانت تقول فيها:
"تذكر  إتفاقنا منذ البداية ياعزيزي "
نعم ..الأن وضحت الحقيقة ياغروب  وفهمت ماذا
تقصدين بقول  "عالمكم وعالمنا "

               "تمت القصة "
           وإلى قصة أخرى 
تيسيرالمغاصبه