لست حرباء
هل تعلمون أن اليوم تجرأت وقصصت شعري؟
نعم الأمر الوحيد الذي يجعلني آخذ قرار بدون ندم
لم يكن يزعجني لكن كنت أريد التغيير..
غالبا ماأكره شكلي الذي يبين ضعفي
وطيبتي إلى حدّ الغباء....
كان ليل أمس طويلا، لا أعرف ماالسبب لكني كنت متعبة من لا شي. حاولت أن أقتل ما يختلجني من إحساس مبهم بتغيير لون شعري.. أحضرت صباغ الشعر الذي اخترته باللون الأحمر. كنت مترددة في وضعه على رأسي، لكن نفوري الدائم من الانتظار جعلني متسرعة في أخذ القرار.
وضعت الصباغ وأنا أنظر إلى شكله الذي بدا لي كأنه علبة معجون طماطم!
لايهم، فهذا لونه عند المزج. لكن في داخلي معارك، بين نفور وقبول، وخصلات شعري المسكينة مستسلمة للأمر....
انتظرت لبعض الوقت قبل أن اغسل شعري من الصباغ. حان الآن وقت الصدمة: شعر لونه يخطف الأنظار! ياالاهي كيف سأجلس بين أفراد عائلتي بلون كهذا؟! هل أصابني الجنون ام أعاني من الخرف؟
بقيت مستيقظة حتى الصباح رغم محاولات بناتي اليائسة بتطميني بأن لون شعري، جميل...
أنا لم أقتنع بشي من كل ماقلوه لي....
أشرقت شمس الصباح التالي وذهب أفراد عائلتي الى أعمالهم وبقيت أنا جالسة في غرفتي أمام المرآة أنظر الى صورتي الجديدة المعكوسة فيها. تغير شكلي تماماً! كأنني لست أنا! لم أحتمل الانقسام الذي حصل وخرجت وأحضرت صباغ شعر بلون داكن وبدأت بتغيير اللون... كنت أفكر.... هل سأعود كما كنت؟؟
أتعلمون أننا مرتبطون بتفاصيلنا وأن أي تغيير خارجي يطرأ علينا يقتل شيئاً ما في داخلنا كان مرتبط به؟
هل كان خوفي من نظرة عائلتي إلي أم من نظرتي ألى نفسي؟ نفسي التي لم تقبل ما هو مغاير لقناعتي.
كيف تتلون الناس بكل تلك الألوان والشخصيات المزدوجة؟
لون أرعبني وأدخلني في دوامة من التساؤلات والظنون، كأنني حرباء!
/أحلام طه حسين /العراق