صوتٌ تَراهُ في صَدى المُتأَلِمِ
عانق عراقَكَ في جروحِ المُغرَمِ
واقبض ولا تُرخي يمينَكَ مُجهَداً
فالعِرقُ يَنبضُ في الإباءِ المُقدَمِ
وابدأ بتشرينِ المُناضِلِ ثَورَةً
واجبُر بصوتِكَ مأمَنَ المتَحطِّمِ
أنعاكَ يا تشرينُ في جوفِ البَلا
هل كانَ موتُ الثائرينَ بِمُحتَمِ
هُم غادروا الدُنيا شباباً راحِلاً
قُتِلَ الحَديثُ بِغُصَةِ المُتَكَلِّمِ
هَل كانَ موتُكَ في العِراقِ مُقَدَّرٌ
يا صَرصرَ الالمِ المَقيتِ المُعدَمِ
يا حُلمَ أمٍّ والحَياةُ شَبابَهُ
دَفنَ الحَياة بِصَدرِهِ المُتهَشِّمِ
يا صَرخَةً وَصلت عنانَ سَمائِها
صَدحت بآهٍ وارتَمت في المَجثَمِ
هَل إنَ دَمعَ المُرهفاتِ تزورهم
سارت اليهِ في الظَلامِ المُعتَمِ
نثرَت على قَبرِ العَزيزِ فؤادَها
ثُمَ ارتوت في دَمعِها المُتكَلِمِ
خلفَ الجنائزِ يَرتمي دمعٌ لها
فَتعثرَت في مَوتهِ المُتقدِمِ
تَبكي وَتضحَكُ في تَناقُضِ دَمعِها
عَجِبَ الزمانُ بصبرِها المُتهدِمِ
أم انها آهُ اليَتيمِ ببابهِ
تشرينُ غَصَّ بِقَلبِهِ المُتأَلِّمِ
ماتَ الشبابُ بِثَورَةٍ لكنما
موتُ الكَرامَةِ في الحَياةِ بأعظَمِ
هي ثَورَةٌ شَرِبَت دماءَ شَبابِنا
دَمعُ الرَحيلِ بِصَرحِها المُتَقَوُّمِ
قَتلَ الشبابُ تَطَلُّعاتِ رئيسِهم
هَل ذاكَ حُلمٌ للحَياةِ بِمُسقَمِ
وَضَعوا العِراقَ وخيرَهُ بجيوبهم
حتى بَدى ضَوءُ الصَباحِ بِمُعتِمِ
فَكأنَّ سُمَّ الحاقدينَ أحاطَهُم
وسَرى بأوردَةٍ كَموتٍ مُبرَمِ
بالأمسِ خَطَّ إمامَهم طُرُقاً لَهُم
واليومَ ساروا في الطَريقِ الأعظَمِ
رُفِعَت بأَجنِحَةِ الطيورِ مُناهُمُ
أَحلامُهُم كانَت بِعيشِ المُكرَمِ
خَرَجوا تِباعاً طالبينَ حقوقَهُم
فَبَدى رصاصُ الحاقدينَ بِمُجرِمِ
دَمعٌ تَجارى كالسيولِ وصَرخَةٌ
وَصلت لأجرَامِ الفَضاءِ المُبهَمِ
أسَدٌ وتَغدرُهُ الضِباعُ بِخُبثِها
فَتَراهُ في بَردِ الحَياةِ بِمُضرَمِ
لكنما إبنُ العراقِ بَدى لَها
يلقى الرصاصَ بِثغرِهِ المُتَبسِّمِ
كَلماتُهم سيفٌ بِوَجهِ المُعتدي
كالسيلِ تَهطِلُ من فَمِ المُتكلِّمِ
لَما رأوا نَهبَ الرئيسِ لخيرهم
نادوا بصوتٍ كالهزيمِ المُكدَمِ
هَل جُعتَ يا تشرينُ فيها كالذي
سَكنَ الطريقَ بقلبِهِ المُتهَشمِ
آهٍ عليكَ و ألفُ آهٍ ناعية
والليلُ يَسردُ في الدُجى نَزفَ الدَمِ
قتلوا السَعادَةَ في الحَياةِ بِخبثِهم
كالأمنِ في مَهدِ الحَياةِ مُحَطَّمِ
فانظُر بِشهرِكَ قَتلَهُم وصراخَهُم
والمَوتُ يَقْصِدُ جَمعَهُم بِتَكَتُّمِ
ضاعَ الجوابُ بكثرَةِ الجُثث التي
سارَت الى تُربِ العراقِ المُفعَمِ
والدَهرُ في طياتِهِ حَملَ الصدى
متوشحاً في حَسرَةِ المتألِمِ
والداءُ منتظِرٌ دواءاً عاجِلاً
يشفى بهِ جَرحُ العراقِ المُسقَمِ
عتبي على هذا الزَمانِ وغدرِهِ
تركَ الزَمانُ بلَوعَةِ المُتهكمِ
حنوا إلى أمنِ العراقِ وعزِهِ
والشوقُ يسكنُ في العيونِ ويَرتمي
✍️قمر حسين أحمد