الأحد، 10 أبريل 2022

قصيدة شعبية تحت عنوان{{ناس و ناس}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{ماهر محمود}}


ناس و ناس كلمات ماهر محمود 
في الدنيا ياما نشوف وياما 
ناس نضيفه وناس لمامه 
ناس تاكل عيشك وملحك 
وهم فيهم طبع الخيانه 
ناس وناس 
ناس معاك تحضن وتبوس 
وتبيع ضمايرها عشان الفلوس 
ولما الدنيا تديك ضهرها 
اول ناس عليك بتدوس 
ناس وناس 
ناس ضمايرهم من دهب 
في الشده معاك بدون غرض 
الطيبه ساكنه قلوبهم 
سبحان ربي اذا وهب 
ناس وناس 
ناس تبيعك بأرخص ثمن 
ملهمش ديانه ولا وطن 
عايشين عبيد للمال 
جهنم مصيرهم وبئس السكن 

ناس وناس 

قصيدة تحت عنوان{{أنا سيدتي}} بقلم الشاعر الفلسطيني القدير الأستاذ{{شريف القيسي}}


أنا سيدتي 
لست بشاعر 
ولا أعرف نظم حرف
من حروف أهل الهوى
كل ما في الأمر
إني تجاوزت تلك المرحلة 
وصرت مثل عابد يسكنه الصمت 
يرتلك آيات للغرام 
في واده المقدس طوى
عابد يفتش عن تلك الأماني العذراء 
بين المسافات وكثبان النوى 
يا ليتني أمتلك ناصية الكلام
لأقدم إليك قاموس العشق بما حوى 
ليتني أمتلك عصا كعصى موسى
الجم بها فم الريح إذ بصرصره قربك عوى

،،شريف القيسي،، 

نص نثري تحت عنوان{{ياندمي أني أستطيع}} بقلم الكاتبة العراقية القديرة الأستاذة {{فاطمة محيسن الجنابي}}


 {**ياندمي أني أستطيع **}

بقلمي -فاطمة محيسن الجنابي 
كنت أتمنى ان أقوم الليل لكن الفراش دافئ جدًا ومريح كما كنت أتمنى ان أصوم يوم قربتاً لله تعالى او قضاء مافي ذمتي لكن أتراجع لأني احب  تناول وجبة الافطار هذا يمنعني ان ألتزم بصيام يوم  وكثير ماكنت لااستيقظ لصلاة الفجر لأني سهرت لوقت متأخر من الليل لمشاهدة فلم وكنت وكنت وكنت حتى أتضح لي بالايام الأولى من شهر رمضان اني أستطيع ان أقوم من الفراش قبل اذان الفجر بساعة للأكل وشرب الماء مع أني متاخرة بالنوم لكني أريد القيام فقمت!
 كما أتضح لي اني أستطيع الصيام كل أثنين وخميس من كل أسبوع قربتا لله واستطيع ان أعمل مالذ وطاب من الآكل بإي وقت لابوقت محدد واستطيع ان اقوم الليل وأصلي حتى مئة ركعة واستطيع ان أقرأ القرآن كل يوم 
واستطيع أن اطعم مسكين لاني أقوم بارسال الأطباق الذيذة للجيران والأقارب 
هنا اخذني التذلل لله واستحيت ان اقول له إنك تعلم أني استطيع ..............وقلت انا الذي أحسست بلطف الله عندما أحتجت له انا الذي رفعت يدي وايقنت الإجابة انا الذي أتهرب منه اليه ويأويني انا الذي يساندني ربي إذا سألت وإذا لم أسأل ويعطيني اللهم كما هديتنا لصيام هذا الشهر الفضيل وسلمته لنا ونحن في اتم الصحة والعافية أدم نعمتك علينا انك انت الوهاب

قصيدة تحت عنوان{{الحياة مسرحية}} بقلم الشاعرة الجزائرية القديرة الأستاذة {{أسيا حملاوي}}


الحياة مسرحية

يامسرحية الحياة تمهل،،،،
فالزمن أكبر مخرجك  ،،،
أين دوري ومن هو ابطالك،،،
وأين الكنبارس أخبريني،،،،
لأفتش عن أجمل سناريو يرضني،،،،
وأختار من يكون بطلي،،،،
اكتبه بشوق وحب من حروفي،،،،
وابعد الحزن والألم عن دروبي،،، 
يامسرحة الحياة تمهلي،،،،،
لألبس معطف الصبر انتظريني،،،،
وأجعل قلبي بيمن يدي،،،،
لكي لا يخرج عن طوعي،،،،
ولا يكون شئ يبكيني،،،،
وأكون سيدة  المشاهد بكل حنيني،،،
على ركحك أرتجل دوري،،،،
واجعله كله سعادة لوتيني،،،،
وأختار من هم بطريقي،،،،
ليكون يد تمسح دمعي،،،،
يا مسرحية الحياة 
لا تستعجل برفع الستار،،،،،
فانا أعجبتني ماكتبت بيمني،،،،
واستمتعت بكل تمثلي،،،،
لا حزن فيها ولا شئ يألمني،،،،
بحر من الاحلام جعلتها،،،،،
وفجأة اسيقضت من احلامي،،،،
وجدة نفسي انا الكونبا رس فيك،،،
ولا املك إلا مدونتي وقلمي،،،
مشهد من عدة فصول،،،

زهرة الحروف

        أسيا حملاوي 

قصيدة تحت عنوان{{مملكة السراب}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{محسن عبدزيد العرباوي الموسوي }}


بقلم الكاتب والشاعر العراقي/
محسن عبدزيد العرباوي الموسوي 

          《مملكة السراب 》 

في عيناها قصة ترويها آهات ودموع
عيناها مملكة تتظاهر ،،، فيها الجموع
بين عشق واشتياق وصمت  وخضوع
في شفتيها  بوح من الكلام ،،،، ممنوع
همس عيناها وشفتيها ،، غير مسموع
تحمل لغز بداخلها ولسان ،،،،،، مقموع
فقدت الآمال على سكة سبيل مقطوع
مملكتها الهوى وعرشها قلب مصدوع
ياويل الزمان ان سقى كأس ،، الدموع
غدقا لا يجف ونزف لايعرف  موجوع
وكأنها متاهة لا باب فيها ولا ،،، رجوع
يائسة بحجرتها على ضوء ،،،، الشموع
وشموعها تنطفئ  برياح بابها المخلوع
          سيدتي  ،،،،،،، سيدتي
أميرتي لاتتقوقعي بسراب ،،،، مجموع 
انهضي وانتفضي لابد للشمس ،، طلوع
كفى كبد المشاعر ،،،،،،،،،،،،  كفاك خنوع
بانت شمسك تظهر ،،،،،،   وبان السطوع
همشي الذكريات أحرقي الحبر المطبوع

ارمي كل شيءخلفك لله وحده الركوع 

قصيدة تحت عنوان{{بان منكِ الوجدُ مكتوماً بلوعاتٍ حزينة}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{عبد الكناني}}


 بان منكِ الوجدُ  مكتوماً بلوعاتٍ  حزينة

يتوارى   بين   طياتِ    محياكِ     أنينه 
وتأنى في خشوعٍ  يرتجي النكرانُ  منكِ
كيفَ يخفي ما تكتمَ  وجدُكِ بين جبينه 
كيف   يغفو   الليثُ   ليلاً    في   خنوع 
وكلابُ  الغابِ  تجرأ  تستلب  منهُ عرينه 
كيف  تتقدُ الشموعُ في  لقاءاتِ الغروب 
وذبالاتُ  الهوى  حيرى  تؤرقها  السكينة 
في  جوفِ  رحمِ رغامها اختلط  اللجين 
ايُ  ارضٍ  تستسيغ الحب لو صار رهينة 
شئتِ  ام   منكِ  أبى  ودٌ   تمرد   صارخاً
سوف ينأى الحبُ عنكِ طاوياً كل سنينه 
سوف يغلي ما تبقى الشوقُ  فيكِ  حانياً
بين  انقاضٍ  لأوهامٍٍ  بها  الذكرى  ضنينة 
كم تعمدتِ مداراة  اهتمامكِ  في  الهوى 
في ظنونٍ مات فيها الحبُ  قهراً تكتمينهُ
لستُ ادري كيف تهنا في مسارت  النوى  ؟
هل ستبحر دون ماءٍ تمخرُ الرملَ السفينه؟ 

عبد الكناني
الاحد ١٠ / ٤ / ٢٠٢٢

قصة قصيرة بعنوان{{يوم حلمتُ أنني فراشة}} بقلم الكاتب والقاصّ القدير الاستاذ {{ ربيع دهام}}


 ( يوم حلمتُ أنني فراشة/ ربيع دهام)   

في يومِ كئيب كمسرحية شكسبيرية، غامضٍ مثل كتابات نيتشه،
عفِنٌ ككتيبة فطريّاتٍ أعلنت نصرها العظيم فوق جثمان ليمونة، بعد أن شكّت يراعَ إسفنجها الأخضرِ عليها.
في يومٍ تقزّمت فيه أحلامُ اليرقة من فراشة إلى شرنقة. واستقالت الوردة من نثرِ عبيرها. 
ورمت العقولِ إلى الطحالب ضميرَها.
 وفي ليلةٍ ما وصلت لحظةُ أفول الشمس خلف البحر الكبير، بل قبل ذلك بكثير، 
تسكّعتُ أنا، مثل الوطواط، خلف خطوط النور.
ورحتث أبكي عتمتي التي ألتحفها. وأشكو فاجعتي التي أدمنها.
وأسائل نفسي: " أيعلن الليل عن تفسه بتمزّقِ ستارة النور؟ 
واعتكاف الشمس عن العطاء والعمل؟
أو يحلّ الظلامُ بانسداد أفق الأحلام؟
حين يضبضب العملِ حقائبه ويرنو للسفر؟
وإلى النوم المتسكّع في أحضان السهر؟
أيكون الظلام هو غياب النور؟
أو اعتكاف العقل عن اجتراح البديهيات؟ 
أو عزوف القلب عن النبض، والبصيرة عن النظر؟  
في ليلةٍ أرسلتني فيها تخمتى الممتلئة بالفراغ،
 وفراغي المتورّم بالتخمة، إلى الحل الذي لا حل غيره. 
أرسلتني، كطائر الفينيق، إلى ناري التي أضرمها، والرماد التي أرسمها. 
أرسلتني، مثل كل مرةٍ، إلى سجّادة الصلاة، علّني أروي بها بئر عطشي المثقوب، وحاضري المقلوب.
وحقي المسلوب. 
وفي طريقي إلى هروبي الأزلي، تراءى لي الشمس والقمر. وكانا مثل زميلي صفٍ مشاكِسَين ومشاغبَين. يغمران بعضهما بعضاً ويحدقان بي. يرمقان خطواتي المتعكزتين على عصاة كسلي.
على ضموري الذي علّقني قلادة حول جيدِ الأيام.
ماذا أفعل أنا بقلبٍي الذي أمسى بثقل ثقبٍ أسود؟
 لا تضيئه كل الأنوار المنبعثة من جميع الأجرام الفضائية والسماوية.
وماذا أقول للشمس والقمر حين راحا يوشوشان في آذان بعضهما بعضاً. ويستهزئان بي. ويضحكان عليّ. ويقهقهان. ويضرمان النار تحت ناري المتأججة.
وهل حدث أن اشتعلت النار بالنار؟ 
وأكملتُ المشي على ناري التي من دون دفء. وعلى رمادي الذي من دون جمر. وعلى حريقي الذي من دون دخان.
ولما وصلت سجادة الصلاة. ركعتُ. أغمضت عيني. وصلّيت.
وصلّيت. وصلّيت حتى لم يبق في ذاكرتي إلا رذاذ كلمات.
وتوسّلت إلى الله أن يعيد لي، ولدنياي بهجة الحياة.
وقلتُ للله : " وطني من دون أرض. وأرضي من دون شجر. وشجري من دون ثمر. وثمري من دون ورد. ووردي من دون رحيق. ورحيقي من دون فراشات. 
وجُلّ ما أراه، في داخلي، وحول نفسي،عقولاً مخنوقةً في قبو جماجمها، 
وقلوباً صدئة في قمقم هياكلها،
 وطحالب وإسفنج وشرنقات، تركض لاهثةً وراء بقايا عُمُلات.
وركعت للمرة الألف وصلّيتُ. 
وصلّيتُ. وصلّيتُ.علّ الله يزيل عنّا هذا الكرب.
وزحفت زوجتي نحوي وسألتني، بصوتٍ كتمت أنفاسه الدموع : " متى يأتي النور يا فؤاد؟".
وقلتُ لزوجتي: " غدا يرسله الله على صهوةِ جواد",
وأكملتُ الصلاة. ليومٍ. لعشرةِ أيامٍ. لخمسينٍ. لألف يوم.
وشاب شعري. وذبك عمري. ودبدب حتى وصل إلى 
شرفةِ الوفاة.
ورمقت لآخر مرة سجادة الصلاة. 
وسألتها: " لماذا؟".
رمقتني هي بوجهها الحزين. ثم التفتت يميناً وشمالاً.
يا إلهي! كيف لم أنتبه للرفشِ الذي على يمينها. والمعول الذي على يسارها. 
كيف لم أر الكتاب الذي كان، منذ زمنٍ، يفلش أمام ناظريّ الصفحات؟
كيف؟ كيف لم ألاحظ العقلِ الذي على كتفي؟
عقلٌ أهداني إياه الله، حتى قبل أن أبدأ بأيّة صلاة.

قصة قصيرة بعنوان{{رسائل الزمن الضائع}} بقلم الكاتب والقاصّ القدير الاستاذ {{ ربيع دهام}}


 (رسائل الزمن الضائع / ربيع دهام )

في ساعات الليلِ الكئيبة، حيث لا صديقٌ ولا حبيبةْ.
ولا قمرٌ يطرق كالثلجِ على شبّاكي. 
أزحف أنا إلى زنزانتي السريريّة. أطفو على فراشِ العزلةِ. أقوقع نفسي كالمحارِ بين براثنها. أحشرها بين قضبان اللحاف والفراشِ، وأركن رأسي على فتحة الوسادة. 
أسدل الستائر على ألمي، وأغفو. 
وأحلم... وأحلم... وأحلم.
أحلم بدنيا يأتي فيها الديك ليصبّحني، لا زمامير السيارات والشاحنات والقاطرات.
أحلم بدنيا أركضُ فيها بشوقٍ إلى مركز البريدِ. 
أسألهم عن رسالةٍ لطالما انتظرتها. 
وأرى الرسالة كعروس البحر تأتيني من خلف الأمواج.
أغازلها بعينيّ وأدمع. 
وأبأصابعَ مرتجفةٍ أفتحها وأقرأ. 
رسالةٌ من حبيبٍ أقبّل حروفها بشغفٍ. أشمّها. 
أحضنها بين ضلبوعي وأضحك. 
وأضحك. وأضحك.
رائحة أصابعه فيها. طلّته فيها. ضحكته. عبسته. صوته. لهفته. 
عيناه ترمقني من بين حروفها. 
حتى بصمة أصبعه موجودة على الورقة. وأتوه في البصمةِ وأغرق.
أراقب خطوطها. أدرس تعرّجاتها. أشدو بسحِرها. غموضها.
أفك طلاسمها.
وأعود وأضمّها إلى صدري. وأضحك. 
لا... بل وأبكي. 
لا... بل وأضحك. ثم أبكي.
رسالةٌ بنكهة حبٍ لا تشبه آلاف الرسائل الإلكترونية المكدّسة على جهاز الخلوي، ولا طعم لها ولا لون.
يدق باب قلبي. أصرخ : "من؟".
ويجيبني الصوت الحنون : " إفتح أنا جدّك".
ويدخل جدّي إلى النبضِ ويحكي.
يجلس على كرسي الصدر. يفلش ورقة السجائر.
يضع عليها التبغ. يكوّرها. ثم حنين الماضي يشعلها وينفثُ.
وينفث...وينفث...
ويطير الدخان أمام ناظري، وأحدّق في الدخان ، أرمقه.
ويتحول الدخانات إلى فقاعات بالون.
أراني ألعب على الفقّاعاتِ وأشدو. وأطير من فقّاعة إلى أخرى وأصرخ.
وأسقط على طشت ماءٍ صغيرٍ.
وقبل أن أرتطم بحديده، تمسك بي أصابع أمي. تضمني.
تضع الصابون على رأسي المحتج. تفركه. 
وقبل أن أهمّ أبكي أسمع صوتها الحنون يداعبني. يحدّثني. يطمئنني. وأضحك لكلامها الجميل. وأبكي.
وأضحك وأبكي.
وأضحك وأبكي.
وأستفيق من حلمي. أجلس على فراشِ الوحدة ضائعٌ بين موتٍ وحياة.
تُرى أين أنا الآن؟
 ويرن الهاتف فأنزعج . ويزعق جهاز التلفاز. فأخاف. 
ويصرخ المنبّه فأنتصب. وتسعل الغسالة فأصاب بضيق النفس. 
وتولول الخلاطة فألطم. 
ويرنّ الجرس.
أزحف إلى الباب. أفتحه. 
يحدّثني شخصٌ لا أراه.
يأتي شخصٌ آخر. يحدّثني، وأيضاً لا أراه.
أخرج إلى الدار لأبحث عن مصدر الصوتين.
وما إن تطأ قدماي إسفلت الطريق، يهرسني كميون إمسه "حضارة"، 
ويكمل الكميون طريقه، دون أن يتوقّف.
أسقط على الأرضِ. أرى دمي يسيل. ألعقه كي لا يراني أحدٌ ويشفق عليّ وبكي.
لكن لا أحد يشفق عليّ ويبكي.
تتراكض وسائل الإعلام إلى الكميون وتسأله: 
" هل ضايقك قاطعِ الطريق هذا؟".
ويدمع الكميون ويصرخ : " أجل. إنه إرهابي!".

قصة قصيرة بعنوان{{مِن أيِّ دينٍ أنت}} بقلم الكاتب والقاصّ القدير الاستاذ {{ ربيع دهام}}


 (مِن أيِّ دينٍ أنت/ قصة قصيرة/ ربيع دهام)

وأنا أقود سيارة حياتي، مِن المجهول إلى المعلوم، أوقفتني إشارة استفهام، مدجّجة بكل الأوهام.
شهرَتْ سلاح الجهلِ بوجهي وسألتْ: 
"مِن أيٍّ دينٍ أنت؟"
صفنتُ ولم أعرف ماذا أجيب. 
سمعتُ صوتاً مصدره داخلي. تفاجأتُ. لا أعرف كيف حصل هذا؟ 
تنصتُّ جيداً. وإذ بصوتٍ عابقٍ بزمن الماضي الرملي يحدّثني :
" أنا خلية فيها شيفرة أبيك الجينيّة. إذن قُل لإشارة الإستفهامِ أنت من دين الإسلامِ. عندئذٍ، تصل إلى طريق المعلوم".
كلامه منطقي. كوّرتُ فمي لأقول. لكن قبل أن أقول، صوتٌ آخر استوقفني.
صرخ الصوتُ: " تمهّل. أنا خلية فيها شيفرة جدِّك العاشر. وجدُّك العاشر مسيحيُّ. إذن قُل له أنت من دين المسيح. ساعتئذٍ، تشدّ الرحال إلى الطريق الصحيح. طريق المعلوم".
كلامه صائب. كوّرت فمي لأنفّذ، لكن صوتاً آخر زعزع حروف الكلمات المعلّقة على باب فمي، وأسقطها عن جدار اللسان.
صدحَ الصوتُ:" وأنا خليةٌ ما زالت فيها الشيفرة الجينية لجدِّك الواحد والثلاثين. وجدُّك الواحد والثلاثون كان وثنياً. إذن قُل له أنتَ وثني. وبهذا، وفقط بهذا، تطأ قدماك طريق المعلوم".
كلامُه حصيف. كوّرت فمي لأقول. لكن قبل أن أقول، داهمني صوتٌ هزّ كل مفاهيمي السابقة.
صرخ الصوت: " جدُّك السادس والأربعون كان فينيقياً. وإلهه هو بعل. فسجِّل عندك. وقل لإشارة الإستفهام تلك، أنك من دين بعل. وبعدها، بعد أن تنفّذ ما بحته لك، بإمكانك الإبحار إلى شاطئ المعلوم".
كلامه سديد. أردتُ أن أقول. وما إن كوّرتُ فمي لأقول حتى سمعتُ صوت خليّةٍ تدقُّ باب عقلي وتهمس:
" أنا من خليّة جدِّك السابع والخمسين. وشيفرتي الجينية تقول أنك سومري الأصل. إذن أنت تعبد الإله إنليل. فاكتب على صخرةِ عقلك وقُل لإشارة الإستفهام الغبية تلك أنكَ من دين إنليل. وبهذا، وفقط بهذا، يمكنك أن تسير إلى طريق الأبديّة. طريق المعلوم".
كلامه ثاقب. كوّرتُ فمي لأقول، لكن قبل أن أقول
سمعتُ صوتاً يخرج من مكانٍ بعيدٍ في داخلي.
وهمس الصوتُ: 
" أنا مادة الكاربون. ما وُجدِتُ لولا انفجار النجوم في الكون. وهذا يعني، أيها المجبول بتلك المادة، أنك من صنعِ النجوم. 
فأرجوك. أرجوك قُل للإشارة، أنك من دين النجوم".
كلامه بيِّن. هيّأتُ لساني ليقول. وما إن كوّرتُ فمي المسكين وهيّأته للنطق، حتى قرّر أن يكوّرهُ أكثر عقب البندقية اللعين. 
العقب الذي كان قد شهَرَته إشارة الإستفهام بوجهي.
اصطدم العقب بعظام فكي فكسّرها وطحنها. ثم مزّقت الإشارة بسنانها الحادة ثيابي، وطرحتني عارياً، مثل أنيابي المهشّمة، في حضيض الطريق.
غرستْ حدَّها المسن برأسي وهدرتْ:
 " أيها الكافر اللئيم. ألمتردّد الرعديد.
ألا تعرف ما دينك؟". 
انتظرت جوابي من دون طائل.
ولمّا لم تلق مني إلا الصمت ركلتني. وعادت وركلتني. وركلتني وركلتني. 
وعلى وقع صراخ الألم، أمرتني بأن أقِف، فوقفتُ.
وما إن انتصبتُ كلوحةِ الأقدار على قدميّ المترهّلتين، حتى أشارت بسبّابتها نحو طريق المعلوم.
زأرت بكل ما أوتيتْ من لؤمٍ وتعصّبٍ لا حدود له وأمرتْ: 
"عُد! عُد من حيث أتيت أيها الكافر الزنديق!".
وعدتُ. عدتُ من حيثُ أتيت. وهل بإمكاني ألا أفعل ذلك وهي المسلّحة وأنا لا؟
ومشيتُ. ومشيتُ. 
بجسد العاري، ومبادئي المنبوذة.
بالأصوات التي في داخلي، تتناوب وتحثّني على الرجوع.
وراحت الغبار والأشجار، والسنين والأفكار، تعبث بكياني المتهدّم. 
وراح يشدّني الضياعُ من يدٍ، والتيه من اليد الأخرى، إلى أن وصلتُ ، بعد عدة أميالٍ، إلى لوحة خشبية مرمية، اتخذَتْها حبيبات الرمل مسكناً لها، فغطّتها، وحجبت ما تحتها من كلام.
اقتربتُ من اللوحة علّها تكون دليل طريقي الصحيح. 
وما إن أزلتُ الرمال عنها حتى صعقني ما شاهدتُ.
كانت اللوحة عارية، مثل عرائي أنا، مِن كل حرف.
مثل واحة ماءٍ ما إن تصل إليها حتى يتبيّن لك أنها لوحة بريشةِ فنان.
أرخيت كتفيّ وجثوتُ على الأرضِ باكياً.
وهناك، رأيتُ فراشةً صغيرةً، قد علِق أحد جناحيها بحافة اللوحة. اقتربتُ من الفراشة، وبكل دقةٍ وتمعنٍ وإصرارٍ، حرّرتها.
طارتْ الفراشةَ فرحةً، عائدةً إلى سمائها.
ودّعتُها وابتسمتُ. وعلى وقعِ رفرفةِ جناحيها أدركتُ: 
 " ديني ليس الطريق التي اختاره ليَ الآخرون. 
بل ديني هو ما أفعله أنا، في كل طريق أسلكه".

قصة قصيرة بعنوان{{رحلة إلى العالم السفلي}} بقلم الكاتب والقاصّ القدير الاستاذ {{ ربيع دهام}}


 (قصة قصيرة / رحلة إلى العالم السفلي / ربيع دهام)

وقف سقراط، المحب الأبدي للسفر، على تخوم جِسر الحقيقة، الفاصل
 بين جزيرة وجزيرة. 
وهناك، قبل أن تطأ قدماه سطح الجسر، سدّ طريقه الحارس أفلاطون.
 "ماذا أتيتَ تفعل هنا؟"، قال.
أجابه سقراط: "أنا الذي أسأل وليس أنت. ألم تقرأ عني في كتب التاريخ؟
أنا ما جئت هنا إلا لأجل الحقيقة، فهيّا. أفسِح الطريق للحقيقة ودعني أمر".
أجابه أفلاطون: " لن أدعك تمر إلا إذا قلتَ الحقيقة. فإن كذبتَ عليّ في شيء، رميتك من فوق الجسر، وإذا صدقتَ، مررتَ. والآن هيّا قُل".
فكّر سقراط قليلاً. حدّق في عيني أفلاطون، ثم همس: 
" أنتَ سترميني من فوق الجسر".
تفاجأ أفلاطون بما قاله سقراط.
ارتبك، وراح يفكّر في الأمر. هي أحجية يصعب حلّها.
فإن رماه، كما قال سقراط، يكون الرجل الذي أمامه قد قال الحقيقة. 
ولأنه قال الحقيقة، عليه هو، أي أفلاطون، أن يدعه يمر، لا أن يرميه.
أما إذا لم يرمه من فوق الجسر، فهذا يعني أن سقراط كان يكذب، 
بما أنه قال لأفلاطون: 
" أنت سترميني من فوق الجسر".
وإذا كان سقراط يكذب، وجب على أفلاطون رميه مِن فوق الجسر، لا تَركه يمر.
احتار أفلاطون في الأمر ولم يعرف ماذا يفعل. 
هذه أول مرة يرى نفسه عاجزاً عن حل مفارقة فكرية.
وحين يئس، رفع المنشفة البيضاء ورماها. ثم سار إلى منتصف الجسر.
 توجّه نحو الحافة، وقف عليها، ورمى نفسه من هناك.
وما كاد يصل النهر العظيم، حتى قطعت طريقه سفينة، صودف مرورها من تحته. فارتطم بها. 
وهناك، على سطح السفينة اقترب منه رجل ذو لحية طويلة بيضاء، 
وقال : " أأرسلك الله إلى هنا؟".
متألماً من الإصطدام، حاول أفلاطون الوقوف. نجح أخيراً في مبتغاه.
" لا. أرسلتني حماقتي إلى هنا"، أجاب. 
ولمّا استقام جسده، حدّق في عيني الرجل وسأله: 
" ومَن تُراك تكون أيها الرجل العجوز؟".
أجابه العجوز: "أنا نوح. وهذه سفينة الإنقاذ".
"إنقاذ؟ إنقاذ ماذا؟"، سأله أفلاطون.
" إنقاذ الحياة"، قال نوح.
احتار أفلاطون في الأمر. 
وهو، القارىء النهم ، كان قد قرأ عن سفينة نوح. 
 لكنها قصة قديمة وليست معاصرة.
وفي خضم التفكير المعتاد عليه، راح يستذكر أحداث القصة. 
وما إن انتهى من عصفه الفكري مع نفسه ، الشبيه بالإمواج العاتية التي راحت تعصف بالسفينة آنذاك، كما كتب السومريون، وجّه ناظريه نحو العجوز وقال : 
" لقد أنقذتها مرةً من قبل، لكن ها هي الحياة في طريقها مجدداً إلى الزوال. ومن السبب؟ الإنسان. نعم. الإنسان هو السبب. أتعرف؟ كان عليك أن لا تستقبل على سطحها أي إنسان. وكان عليك أن تقتل نفسك أنت أيضاً ".
ضحك نوح وقال: " وما فائدة الحياة من دون إنسان؟ ما معناها؟ ما قيمتها؟ ألستَ أنت الذي كتبتَ عن المدينة الفاضلة؟ وماذا تعني الحياة من دون بيكاسو وبيتهوفن والمتنبي وغاندي؟".
زجره أفلاطون قائلاً : " نحن معشر الفلاسفة لسنا متحجّري الفكر. نغيّر رأينا ونصحّح أفكارنا إذا ما وجدناها دون جدوى. أنت تتكلم عن أناس فاضلين 
وأنا أتحدث عن المدينة الفاضلة.
لا! لا توجد على هذه الأرض مدينة فاضلة. قد تكون فاضلة وهي طفلة. 
أما في الطريق إلى شبابها وبلوغها، تزيح المدينة الفاضلة عن جدرانها كل براءتها وبساطتها، وتترنّح وتصبح امرأة مغرورة وشهوانية وشيطانية. وعابدة للجاه والمال، مثل كل الرجال".
وفي أثناء الحديث، صودف مرور كانغارو أمامهما.
ولمّا رآه أفلاطون، حدّق في نوح وسأله : 
" وماذا يفعل هذا هنا؟".
"ماذا تقصد ماذا يفعل؟"، قال نوح.
"أقصد كيف سبح هذا المخلوق من أستراليا ليصل إلى السفينة؟"
 احتار نوح في الأمر: " أستراليا؟ ما تعني أستراليا؟ لم أسمع بهذا الإسم".
قهقه أفلاطون وقال : " تريد أن تنقذ الحياة ولا تعرف ما هي أستراليا؟".
أجابه نوح: " ربما هو مجرّد إسم. لكن ما يعنيني أنا هي الحياة لا الحروف. في النهاية كلنا أبناء الله".
ضرب أفلاطون بقدمه الأرض وصرخ : 
" لا!...كلنا أبناء الرزيلة لا أبناء الله. ويجب أن نفنى. وأنا واحد منهم. 
ولكي أثبث لك ذلك، سأرمي الآن بنفسي من هذه السفينة".
صرخ نوح محذراً: " لا! لا! وماذا ستفعل تحت في العالم السفلي؟ 
أنت ابن خير. وتحت لا يوجد سوى أبناء الشر؟".
"أبناء الشر فوق...على الجسر، لا تحت "، قالها أفلاطون ورمى نفسه من السفينة.
وما إن وطأ جسده أعماق النهر، حتى رأى ملايين الرؤوس والأجساد البشرية، مع زعانف بدل الأقدام، تتجه نحوه.
صرخ بالرؤوس البشرية : " ماذا تريدون مني؟".
أجابته الرؤوس: " أيها الإنسان المغرور. نحن أصلك وها أنت تعود إلينا".
سمع أفلاطون جوابهم. ابتسم وقال : " صحيح. وكم كنّا نحن مخطئين. ويا ليتنا. يا ليتنا لم نتطوّر".
ما إن قالها حتى راحت تنبت له زعانف مكان القدمين. وخياشيم بدل الرئتين. 
فجأة، يدٌ بشرية، تأتي من فوق الماء ، تمتد إليه ، وتحاول إنتشاله.
صاحت اليدُ : " يا إنسان. أنت ابن آدم لا سمكة. ومكانك فوق لا تحت".
يدٌ أخرى تنقض عليه من الأعماق، تقترب منه وتحاول شدّه نحو الأسفل صارخة :
  " لا. لا تنصت لليد العليا. أنت ابن سمكة لا إبن آدم، 
ومكانك هنا تحت، وليس فوق". 
وراحت اليدان تتعاركان فيما بينها على أفلاطون. 
يدُ آدم ويد السمكة. يدُ المسكة ويدُ آدم.
وفجأة، في خضم المعركة، انشطر أفلاطون إلى نصفين. عقله ونصفه الأعلى، صعدا إلى النور. أما نصفه الاسفل، فانحدر إلى الأعماق.
وفي رحلة صعود النصف الأعلى، رأى أفلاطون عن يمينه، رجلاً يكدّس 
قطعاً من الخشبِ، ويضع عليها زعانف وأعضاء بشرية.
يبيعها ويقبض ثمنها.
ولمّا اقترب من أفلاطون أحد الرؤوس البشرية بزعانف،
سأله أفلاطون : " من هو ذاك الرجل؟".
أجابه الرأس: " هو مالك البنك البرمائي الأول".
"ما إسمه، وماذا تراهُ يفعل؟".
" هو تاجر دنيء. وإسمه يهوذا"، قال الرأس.
"يهوذا؟ ومن أين أتى بالخشب في نهر عظيمٍ كهذا؟"، سأله أفلاطون.
ضحك الرأس وقال : " مِن سفينة نوح".
" سفينة نوح؟!"، صرخ أفلاطون للوهلة الأولى غير مصدقٍ. 
ولما عاد عقله إلى دفة القيادة، أكمل مسلسل أسئلته :
 "وأين سفينة نوح؟".
" سفينة نوح أغرقها يهوذا، وهذا حطامها "، قال الرأس.
" غرقت؟! وأين نوح؟!".
تغيّرت ملامحُ الرأس حتى بان الحزن في عينيه. 
أجهش بالبكاء وصاح: " نوح؟! ذاك الذي تراه مصلوباً على أكوام الخشب 
هو جسده المقطّع. وهذه أعضاءه. يبيعها يهوذا ويرمي عظامه للكلاب".
" كلاب؟ لكن لا توجد كلاب في العالم السفلي هنا"، قال أفلاطون.
" أعرف"، أجاب الرأس.
ثم أسترسل في الحديث : " يومياً تأتي سفينة ، بقيادة قبطان عجوز. 
يشترون الخشب والأعضاء البشرية من يهوذا. يأخذونها إلى عالمهم.
يسيّلونها إلى نقودٍ، ثم يبيعونها، على شكل قروضٍ، عبر البنك الدولي، إلى جميع أنحاء العالم. يغرقون الدول بالديون ليحكموا قبضتهم عليها".
" رجل عجوز؟ ما إسمه؟"، سأله أفلاطون.
" لا أعرف بالضبط . لكن ينادونه العم سام".

قصة قصيرة بعنوان{{ مِن خلف مكتبِهِ المكدّسة فوقه حُزَم الأوراق}} بقلم الكاتب والقاصّ القدير الاستاذ {{ ربيع دهام}}


 مِن خلف مكتبِهِ المكدّسة فوقه حُزَم الأوراق.
ومن بين تلّتي الكتب، اللتان تشبهان برجَي نيويورك قبل أن تدمرهما المخابرات الأميركية، أطلّ برأسه مصوّباً ناظريه نحو الطالب الشاب الواقف أمامه، ثم أفشى:
" هل تعرف أن التفاحة الحمراء ليست بحمراء؟".
"ماذا؟"، لم يفهم الشاب شيئاً.
وقف الدكتور في علم النفس، والشغوف بالفيزياء. وتوجّه نحو السبّورة خلف المكتب. وبالطبشورة الحمراء أخذ يرسم تفاحة. ثم استدار نحو الشاب وسأله:
" أنت درستَ عِلم الألوان في مادة الفيزياء. أليس كذلك؟".
" نعم"، أجابه الشاب.
" إذن أنت تعرف أنّ الضوء المرئي ليس إلا خليطاً من الأطوال الموجية لألوان الضوء المختلفة، التي هي ألوان قوس قزح".
" نعم"، وافقه الشاب.
" وهل تعرف ما هي ألوان قوس القزح؟"، سأله الدكتور.
"أحمر، برتقالي، أصفر، أخضر، أزرق، نيلي، بنفسجي"، أجاب الشاب.
صفّق الدكتور بحماسٍ ظاهرٍ لا يخفيه كلما تكلم في أمور علمية، ثم قال:
" وأنت تعرف أن اللون الخارجي لأي شيء هو اللون الذي يعكسه، أليس صحيحاً؟".
أومأ الشاب برأسه موافقاً.
" وهذا يعني أن التفاحة، التي نقول عنها حمراء، هي كذلك لأنها استقبلت في داخلها كل ألوان قوس القزح عدا اللون الأحمر".
نظر إليه الشاب بإعجابٍ ثم ضحك.
ابتسم الدكتور وأكمل:
" يعني أنّ في تلك التفاحة كل الألوان باستثناء اللون الأحمر التي منعته من الولوج لداخلها".
تسمّر الشاب في مكانه من دون حراكٍ واضعاً سبّابة يده اليمنى على صدغه الأيمن.
وأخيراً، اقترب الدكتور من الشاب وهمس في أذنه: " في الحقيقة، إنّ التفاحة التي نسمّيها حمراء هي كل شيءٍ. كل شيءٍ إلا حمراء".
أطلق الشاب قهقهة طويلة ثم صاح بالدكتور:
" هذه يا دكتور معلومة مفيدة. مفيدة جداً. لكن بالله عليك، أريد أنا الآن أن أسألك".
" إسأل"، قال الدكتور.
"ما علاقة هذا بعلم النفس؟"، سألَ.
وضع الدكتور يده اليمنى على كتف طالبه وهمس:
" التفاحة الحمراء"
" التفاحة الحمراء؟!"، سأله الطالب مشتّت الذهن.
" تعال لأريك"، قال الدكتور.
وخرجا سوياً من الغرفة. ثم من المدرسة. وتوجّها نحو الشارع العام.
سارا نحو قاعةٍ فوق بابها الرئيسي يافطة كُتبَ عليها "المهرجان الأكبر".
دخلا القاعة، وجلسا في آخر صف.
قال الطالب: " ماذا أتينا نفعل هنا؟ وما علاقة هذا المهرجان بالتفاحة؟".
أجابه الدكتور: " ينال الظفر أكثر من صَبَرْ. أُصبُر يا بُني. أصبر".
وبعد دقائق ثلاث، عُزِف النشيد الوطني إيذاناً ببدء المهرجان.
وكانت قدمي الطالب، في تلك الأثناء، تهتزّان بعصبية كالذي امتلأت متانته بالسوائل، ولم يجد أي مكان لإفراغها.
ومن عمق الفراغ، في الجهة اليمنى من المسرح، انبثق النائب عن المنطقة، مترجّلا كهارون الرشيد نحو منبرْ العظمة.
مكبّرُ الصوت، المتكىء على وسادة القيلولة، ما إن رأى النائب، حتى انتصب، حمل معدّات المعركة، من سيفٍ إلى جوشن، وأخذ وضعيّة قتالية.
كدّس النائب في رئتيه الإرتوازيتين أنفاسَه، فأخذ صدره ينتفخ وينتفخ حتى تفتّق قميص بدلته، فخرج منها، وبعد طول انتظار، صوص كلامِهِ :
" باسم السيادة والحرية والإستقلال، نعلن بدء الإحتفال".
قهقه الدكتور عالياً وصاح بالطالب: "أرأيت؟".
تقطّب حاجبي الطالب وتوسّعت حدقتاه. لم يفهم شيئاً.
وفيما راحت تعلو أصوات الحشد المصفّق والمردِّد:
" حرية...سيادة...إستقلال..."، أجال الطالب بناظريه أرجاء القاعة دون أن يرى أي أثر لتفاحةٍ حمراء.
صاح بالدكتور: " أين؟ أين التفاحة الحمراء يا دكتور؟".
وما إن خرجت تلك الجملة من فمه حتى اصطدمت بكلمة "حريّة" طائشة، صودِف مرورها في الأثير،
في ذاك الزمان والمكان ، فعُطِبتْ وأعطبت.
وسقطت التفاحة مع الحريّة على الرخام وترنّحت. ولسوء الحظ والقدر، لم يكن إسحق نيوتن يجلس هناك كي يكتشف، بِفِعل السقوط اللعين، قانون الجاذبية المبين.
ولم يكن آدم موجوداً لكي يقرشها، ولا حوّاء لتشجّعه على ذلك.
بل ما كانت هناك إلا الأفعى، تشي بعقل الطالب، تقول له : " خرِفٌ جداً هذا الدكتور. أين التفاحة الحمراء يا تُرى؟".
أعاد الطالب السؤال: " أين التفاحة الحمراء؟".
وطارت الجملة من فمه، متوجّهة نحو أذُن الدكتور، لكنها قبل أن تهمّ بالنزول، أوقفتها كلمة
"إستقلال"، مهدِّدةً ومتوعِّدةً :
" أيها العنصر الغير منضبط، أطلبتَ إذن تجوّل من السفارة؟".
ولمّا هزّت الجملة رأسها بالنفي، صاحت الكلمة:
"هنا، حتى السمكة في السنّارة، ليس بإمكانها الخفقان إلا بإذن سفارة ".
وعادت الجملة أدراجها فوراً إلى فم الطالب معتذرةً.
لم يسمع الدكتور شيئاً.
فجأةً، توقّف التصفيق والتصفير والزغاريد.
اغتنم الطالب الفرصة وسأل أستاذه الدكتور:
"إين هي التفاحة الحمراء؟".
وانتظر جوابه.
صرخَ النائب المعتلي عرش المنبر :
" سيادة... حرية ...إستقلال" ،
فحدّق الدكتور في عيني طالبه وقال : " أرأيت؟".
" رأيتُ ماذا؟"، سأله الطالب.
صمت الدكتور لبرهة ثم أردف:
" ثلاث تفاحات حمراء".

خاطرة تحت عنوان{{أخطأت_كثيرا}} بقلم الشاعر المصري القدير الاستاذ {{ايمن_شتا}}

 


#أخطأت_كثيرا

#قلم_ايمن_شتا 

اخطأت كثيرا يا قلبي

إن كنت تراها فاتنتي

جذبتني بكلام يخدع

واذني إليها قد تسمع

وانا كالطفل في يديها

منساق إليها لا ارجع

......

نظرات تثقب جدراني

لمسات تشعل نيراني

واهات صارت تسكنني

تمزقني تأرقني تحتل كياني

وانا منساق لا ارجع

ولصوت ضميري لا اسمع

أخطأت والخطأ قراري

اخطأت كثيرا يا قلبي

إن كنت تراها فاتنتي

....... 

نستشعر كالجسد الواحد

نتعانق...

تشبع لهيبي وحرماني

وانا اتساقط كالثلج

ولهيبي مثل البركان

وانا انساق لا ارجع

ولصوت ضميري لا اسمع

أخطأت والخطأ قراري

اخطأت كثيرا يا قلبي

أن كنت تراها فاتنتي

......

اخطأت كثيرا يا قلبي

أن كنت تراها فاتنتي

جذبتني بكلام خداع

واذني إليها قد تسمع

وانا كالطفل في يديها

منساق إليها لا ارجع

اخطأت هذه اسراري

اخطأت كثيرا يا قلبي

والخطأ قراري....

قصيدة تحت عنوان{{وشهر رمضان بيان}} بقلم الشاعر العراقي القدير الاستاذ {{رياض النقاء}}


 وشهر رمضان بيان
وقدسية الشهر لها نفح ايمان 
لك من وسط انفاسك امتنان
على كل لحظة تمر والبيان 
فلا تضيع وقتا منها انها الامان 
من كل عذاب في الدنيا ضان
ومن هول الآخرة نعم بالامكان 
وكن مسراعا لقطوف الجنان 
واياك ان تقول اين البرهان 
فهذا التخطي نحو الغد صان 
جلد من النار غدا يحرق ياجان 
على الجوارح تحرقها الما النيران 
اياك ان تضيع التواصل مع المنان 
ربنا ورب كل شيئ ورب الاحسان 
شهر رمضان دليل لكم وترجمان 
لان تتساقط تراكمات الانااااااام 
وان تملي الصفحات نور وايمان 
وان تحارب النفس ولهوات الدان 
وان تغذي فكرك وتصحح الميزان 
فكم نتسارع إلى لذيذ الافتتان 
انك قاس على الغيب والعرفان 
وظل ظليل يوم إذ غزير واعان 
فحذار من تشتت النوايا فكان 
ياقسوة السنين دليني بامان 
إلى أن اكون خالي من الذنب 
يوم ائذ لكم اتمنى فيض رحمة 
تتنزل علينا فنكون بجنة وامان 
رياض النقاء 
العراق 
شهر رمضان  
١٠/٤/٢٠٢٢

قصيدة تحت عنوان{{مشانق على ذمة الصمت}} بقلم الشاعر التونسي القدير الأستاذ{{حمزة أونسي}}


مشانق على ذمة الصمت...

الخوافي في لغة الصمت
تداري غصة البوح
تخبئ ودائع فاتت وعود
انعتاقها
بخافق النطق
ليمتلئ الجوف بمرارة الإنتظار
ويرهقني الهمس بعبء الحناجر
وليس هناك إلا السكون
يلاحق بلا جدوى أجنحة الغيب
وأنقاد بليلي المعتم
كأرض منزوعة السلاح
لا ترى في المرآة عراها
أركن إلى أزقة وجلي
عساي أستنطق حلما لا يأتي
ثمة طفحت بدمي تجليات امرأة
ودعت قبضة الأوردة
وحملت حقائب خاوية
إلا من رغبات البقاء
لها أن تبرح دروب مزقت أصدائها
فالأمكنة مفعمة بخيبات الرجاء
ولي أن أنغمس في سقط المتاع
هي هناك تنحني لها الضفاف
بطوع مشاربها
تعبر حدود الغياب
وانا هنا مفلس الزاد والمدى
سلال هباء
ماسكا تلابيب الظلام...

بقلم حمزة أونسي 

قصيدة تحت عنوان{{أراهـــا}} بقلم الشاعر الجزائري القدير الأستاذ{{زيان معيلبي}}


(((  أراهـــا  )))
أراهـا مشوشـــة 
تقلب نـظرتهــا 
شمــالاً ويميــن
أراهـا كورقــة 
خريـف
تلهــو بها الريـح 
إلـى أقصـى نقطــة 
فـي البعيــد.....
أراهـا تايـه تبحـث 
عــن طريـق 
مـنطـويـة 
لا تعـرف أيـن 
تسيــر وإلـى 
أيــن يسـلك 
بها هــذا المصيـر
أرهــا تطفــي 
نــــار أحزانــها
بضحكـات وأخـرى 
بالدمـوع و الأنين 
ضائعــة السبــل لا 
يعــرف
الفـرح إلــى قلبــها 
طريق
كنـت ياصديقـي 
كأشعـــاع نـور 
وقـت المغيــب 
كنـت للفجــــر 
أبتسامــة ولصبـح 
نفحــة طيـب
اليـوم يسكنهـا 
الحــزن روحــها 
مهاجــرة تبحـث 
عـــن
أبتسامـــة تبحث 
عـــن قلبــها
الـــذي ضـــاع 
بيــن أحـــزان
السنيـــــن 
تبحـث  عـن الأمل 
تعيــد لهــا 
حـلــم الحيــاة....!!

_ زيان معيلبي (ابو ايوب الزياني) 

قصيدة تحت عنوان{{شفيع الأمة}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{مقداد ناصر}}


            شفيع الأمة  
           بحر الكامل 

دانت لك الأيام تمضي طائعة
نور سرى  بالناس شمساً ساطعة 

ساد الورى  بعد الظلام ضيائه 
و  طغى على نصع البياض  الناصعة 

فيك الخلائق تقتدي  يا مدركي
أنت النجاة و طوقه في القارعة

من ذا الذي يوم القيامة شافع 
مَنْ غيره للناس يوم الواقعة 

يوم التناد ترى القلوب بخوفها
ترجو الإلٰه و الجباه خاضعة 

من كفِّك الميمون قد ملئت ندىٰ
تلك القفار تجمَّلَت  كاليافعة

منك السداد يفوح يا علم الهدىٰ 
في روضةِ الأطياب روحك يانعة

كثر الكلام لمدحه متحيرا
أيُّ القصائد في مديحك ذائعة

بل أيُّ فحوى من صفاتك نستقي
من منهل الأخلاق تلك الرائعة 

متقلد نهج الرسالة في دمي 
و القلب في وسط الجنان الشاسعة

مقداد ناصر.. العراق

Mukdad #اريج_الذكريات# 

قصيدة تحت عنوان{{آه}} بقلم الشاعر السوري القدير الأستاذ{{سهيل أحمد درويش}}


آه ....!
________
آهٍ على شفةِ الهوى ، تشتاقُكِ 
تشتاقُ عَينيكِ دواءْ 
هذا البنفسجُ ينحني 
و يقول إنّكِ في الهوى :
شوقٌ على خفقِ الدِّماءْ 
آهٍ على شفةِ الهوى 
تشتاقُ دوماً ، تحتفي 
ببهائكِ ، بحلاكِ دوماً ...
ما تشائين ، يشاءْ ...!!
أحببتُ فيكِ مدامعَ البدرِ الذي...
يهفو إليكِ في المساءْ
و يجول في خديكِ 
في قُبَلِ الهوى 
و يقبّلُ النسرينَ يغفو 
في السماءْ
آهٍ على شفةِ الهوى 
تغريكِ يا أحلى النِّساءْ 
***
طبعاً أقولْ :
ذا وجهُكِ الغالي على قلبي ، صباحاً
أو أفولْ ...
ذا وجهكِ ، يقتاتُ من قلبي رؤىً 
فتًّانةَ العينينِ  ،  تسعى في الأصيلْ 
خمراً خجولْ 
و يسيرُ في هذا النَّدى 
من مثلِ عشتار الهوى 
تهوى  لعينيكِ القفولْ 
أحببتُ نسريناً غَفَا 
في وجهِكِ الغالي إلى قلبي وُصولْ 
و أحبُّ فيكِ نواعساً 
سكنتْ دمي 
سكنتْ و مهجةَ خاطري 
في مقلتِي ، دوماً تراءَت لي 
كما غيم هطولْ 
أحببتُ فيك البيلسانْ 
و حلاوةً كالزعفرانْ 
أحببتُ فيك مواسمَ القمحِ التي 
في شوقنا ، في خفقنا 
تهوى النزولْ 
يا قلبُ ،  إنكَ في الغرامِ مساكبٌ 
تشتاقُ للوردِ الذي 
يهوى بعطركِ ريحةً 
هي ريحةُ الوردِ الذي 
يهواكِ يا أختَ الورودْ
يهوى شفاهَكِ و الخدودْ 
و لذا أراه في دمي 
دوماً لعينيكِ عذولْ 
دوماً لعينيكِ الهوى 
يبدو على شَغفٍ خجولْ ...

سهيل أحمد درويش

 سوريا _جبلة 

خاطرة تحت عنوان{{ديقراطية عربية}} بقلم الشاعر التونسي القدير الأستاذ{{محمد طه العمامي}}


ديقراطية عربية 
تلك الحسناء ،كم رأيتها تتنزه في حدائق العرب ، وديعة، بسيطة ،لطيفة، تعتلي في الافواه وتقطف النسرين 
تنحني فتجمع في سلتها ثمار البلوط في اراضي البسطاء 
أحببتها وتابعتها حتى سعيت لخطبتها .
هناك من قال لي : حذار، لا تغتر بمظهرها انها حسناء خائنة.

محمد طه العمامي 

قصيدة تحت عنوان{{همسُ الفراشات}} بقلم الشاعرة السورية القديرة الأستاذة {{لميس منصور}}


همسُ الفراشات 
يا جمال العشق بين......العاشقين
أسألُك :
أن تزرعني وردةً........باسمك 
بين ورود.........البساتين 
أو ترسمني زهرةً.........بلونك
بين زهور نيسان أو........ياسمين
ليتك تنظر في.......عينيّ 
قد تلقى النّور المشعّ من صباحات.......السّنين 
وقد مرّت مرور........العابرين 
يا زهرة.......الجمال 
تسلّق شراع الحبّ في بحر........عينيّ 
فقد أصبحا.......يمّاً 
فأبحر بهما كم يُبحرُ........المحبُّ
في عيون.........المحبّين 
كم أريدُ وأنا ما زلتُ ألهجُ........باسمك 
أن تكتبني قصيدةً 
حروفها من نغم......شفتاك 
لون مدادها من..........لماك
أو ليتك تسردني قصّةً 
تلبّست ذاكرتك من..........ماضيك 
يا نجمةً في سمائي أنا........دنياك
أضئ عتمة الخوف من.......ضياك
وادفئ برد البوح  من لهيب........صمتك 
وأنر ليل الحبّ من ضيا.......عينيك 
لا تعاندني لا تعاند.......قلبي 
لا تعاند.......قلبك فلتبح بما......يختلجك
فأنا سأجعلُ من شهيق حبّي.......تنفّسك 
ومن عسل شهد رضابه .........أسقيك 
ومن دفقات الفرح......أغذّيك.....وأرويك 
وبضلعي الورديّ........أكتبك 
قصيدةً تروي حكاياتي........معك 
يا نجمتي دعني :
بزفرتي.....بلهفتي....بشهقتي......أستقبلك 
دعني بلهيب شوقي ألثمُ........ثغرك 
فأنا مازلتُ...... أنتظرك 
ألهج...........باسمك
أبحثُ بحيرةٍ عن ليلٍ.......يأويني
في بيض ساعاته.........معك 
وأنا بين......يديك
فيا أغنيتي :
سأهمسُ همس الفراشات كي......أسلّيك 
وبلحن العود بصوت العنادل........أغنّيك 

بقلمي 
لميس منصور 
10 /4 /2022

سوريّة طرطوس 

قصيدة تحت عنوان{{وطئ الخجل}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{يحيى نفادي سيد}}


(((( وطئ الخجل  ))))
 
على محيا الورق يسطر 
حبرالقلم
 
وبين رعشة الأنامل 
...........رجفة ووجل
 
ذواب المشاعر م ناعس 
عيناي كالحلم

ومن خافق الحياء اسدالات
  .....حمرة وخجل

رسائل كم تعبر كلماتي فيها
.....بحور الحرم

وليل لثلة الجوارح ملئ 
.......بهزوا الثمل

للهوى صغيرة أنا  فرشت 
  ..... قلبي للغنم 

وأسميت لمعالي الحنين
ومضات م أمل .....

وناديت ف الأفاق أيها
......الحبيب الأرم

كم زهد كتابي لحديث
حرفه باء زلل....... 

فخيلا وحشتي همت
.. بأنثاي لنزال خضم

 بعدما جمعت لهواك أجناد
.......الحروف والوسل

يبوء رهس مناجاتي 
........ف ربابي لحدم

فكيف الهوى أسدوه
......وفيك  شائب الأيل

فإن علا لفروض حبي
........صحاف الندم

فانت الهوى الذي فيه
.......... ثمالة الخجل

كيف ازود عنه وفيك
.......... للرسل وجم

سيبقى خجلنا وطئ
.............شعور وخامه جلل

وسيبيت الصلا حرون
............ف ليلنا والسقم

جفت أحبار القلم وكاف 
.... للأسطر عاذر سبل

فمن رسائلي اما يخط
..........قلمك إلي بقسم

*******************ـــــ
يحيى نفادي سيد فـ ـــــــــ 

9/4/2022     ــــــــــــ 

خاطرة تحت عنوان{{الحد}} بقلم الشاعرة الفلسطينية القديرة الأستاذة{{أنس أنس}}


الحد!! 
لم أعد أبالي
فقلبي بات
ملجأً لغرابيب
الشوق
وروحي مهجورة
على عروشها
واسقطتني نفسي
إلى سابع حنين
عجيبٌ هو أمري
أرمم مابي من بقايا
نبضٍ فيأتي
سهم غدر آخر 
يزيح كسري 
إلى مليون درجة
وجع
بتُ هشة روح
لا أستطيع ترتيب
فوضاي
أعدني يا الله 
صورتي الأولى
وكفكف دمعي 
فقد فاق
وجعي النصاب
والحد.. الحد

أنس أنس 

قصيدة تحت عنوان{{الشّاعر}} بقلم الشاعر التونسي القدير الأستاذ{{حسن المستيري}}


الشّاعر 

تظلُّ  بركانا  مهابا و إن  أُخْمِدَ
تكفيه  شرارة   عشقٍ    لِيَتَّقِدَ
أَطاح بِكَ جوادُ  العمر  مُتَعَمِّدَا
و قد كنتَ للعاشقين فارسا مُتَمَرِّدَا
تهفو إليكَ كَاحِلَاتُ الطَّرْفِ عَنُودَ
ترجو بِحُرقة للوصال موعدَا

تظلُّ المُهاب في زمن الرَّدَى
و إن اجتمعت عليك النّوائب و العِدَى
سَيَأْفَلُ حتما كلّ زائف و إن عَرْبَدَ
و يبقى وَهَجُ حرفكَ وَضَّاءً متجدّدَا
فلا تأسى إن غيّبوك و ذَرُوكَ فردا
سيذكر التّاريخ أنّكَ كنت مُتَفرّدَا
لا يُنْصَفُ العظيم و إن عاش عهدَا
فإن مات أقاموا له صرحا مُشيّدَا
هم يخشون صوت الحقّ إن تردّدَ
أن يجرف كالسّيل وحلهم الأسود
جهلٌ فواحشٌ بغضاءُ للحروب موقدا
وكلمة الحقّ توأد قبل أن تولد

تظلُّ المهاب و إن جرحك النّازف بدا
تَخشى السِّباعُ و تَتّقي مِن جُرحهِ الاَسَدَ
فاصبر على الأذيّة و كن في الحقّ جُلْمُدا
وإن كنتَ شريفا ؟ فلست أشرف من محمّدا
فادع إلى سبيل ربّك تضرّعا و تهجّدا
وازرع أينما حللت زيتونا و وردا
شرف الشّاعر كمال الخلق و الهدى
و تاجه رضا الرّحمان و جنّةٌ فيها خالدا

بقلمي : حسن المستيري

تونس الخضراء 

خاطرة تحت عنوان{{دعني أخبرك أمرا}} بقلم الشاعر الليبي القدير الأستاذ{{يزيد مجيد}}


 دعني أخبرك أمرا ..


أن تحاول الإعتراف بحبّك لإمرأة هو أمر بغاية السّخافة ..

أخبرها عن كسرها لقانون الجاذبيّة بتواجدها ..

إشتري لها وردة بلا مناسبّة .. غنّي لها بصوتك البشع .. داعب شعرها .. أحضنها حتّى يكاد قلبك أن ينبض بداخلها ..

و الأهم من هذا كلّه هو الإستماع لها بلا ملل و عدم نكثك لأي وعد قطعته لها ...

يزيد مجيد

قصيدة تحت عنوان{{أسفي}} بقلم الشاعرة المصرية القديرة الاستاذة {{هيام_الشوربجي}}


 أسفي

يا أسفي على عمر عدى انشغلت به

طاوعت نفسي في حب الحياة

لم أوفي ما عليا كما ترضى

لكنك داخلي يسيطر حبك عليا 

فأحببت كل شيء حولي لكرمك

عفوك عني أخجلني أمامك

ليت العمر يعود أوفي حقك

يكون القلب خاشعا بين يديك

يتمنى أهيم في بحر حبك 

أحببتك ربي لا محال فسكنت النفس

أرمي همومي بين يدك في سجودي

يطمئن القلب و يرتاح الجسد

فأن قلت عشقت حب

فحبي لك ربي عشق لا يقارن

#هيام_الشوربجي ✏️

قصة قصيرة بعنوان{{مقعد و راحل}} بقلم الكاتب والقاصّ العراقي القدير الاستاذ {{ جاسم الشهواني}}


قصة .. ( مقعد و راحل )

بعد أن فقد الأمل بإحداث التغير لمحيطه الذي نشأ فيه . شعر بالخيبة و الإنكسار و قرر الرحيل لغير عودة . لم يحدد وجهة معينة ليقصدها . كان همه الوحيد أن يبتعد .
حمل حقيبته و اتجه مباشرةً الى محطة القطار . قطع تذكرة و سار بإتجاه الباب المؤدي لرصيف المحطة . فضل الانتظار بالهواء الطلق بدل الجلوس بالقاعة الداخلية . نظر لوجوه المسافرين الذين كانوا ينتظرون قدوم ذلك العملاق الحديدي الذي لاقلب له ليأخذهم للمقاصدهم . شعر بالتعب من طول الانتظار . سار بإتجاه مقعد خشبي مثبت على أرضية الرصيف . جلس ليريح قدميه و ليدخن سيجارة . نظر لساعة المحطة الكبيرة . هز رأسه مازال أمامي ساعة كاملة ليصل قطاري المنتظر . و على حين غرة سمع صوت أنين من تحته و من خلفه ؟
إرتعب الراحل وقفز من مكانه مذعورا
يا إلهي ما هذا ؟
هل هذا المقعد مسكون ؟
كانت عيناه حائرتان تبحثان عن أي شيء يقنعها بأنه مجرد وهم . و إن ذلك الصوت
من صنع خياله . لكن صوت الأنين مازال يسمع !
أنصت ليحدد مصدره . كانت المفاجئة ؟
المقعد الخشبي هو من كان يصدر منه صوت الأنين ؟
ذهل الرجل .. تردد كثيراً ، هو خائف بالفعل ، لكن الفضول دفعه للإقتراب 
قال المقعد للراحل مابك لِمَ أنت خائف
أنا مجرد جماد كما تقولون . لاروح تسكنني ، لاقلب لي ، لا إحساس و لاشعور
أنتم أيها البشر من جعلني أتكلم ؟
بطغيانكم وجبروتكم وغلظة قلوبكم ، أنا
أكثر إنسانية منكم .
بداخل تجويف أفواهمك ألسنة تجيد في الحديث . أقوالك كثيرة و أفعالكم قليلة
قساة أنتم ياسيدي ؟
تزرعون الحقل بالياسمين و تمنعون عن السقي ليذبل قبل يبلغه الربيع . حقولكم تبذرونها حباً و لاتحصدون . لتموت السنابل واقفة و مثقلة بأحمالها !
تحبون و تهجرون ، تبنون و تهدمون !
سقف أحلامكم تعانق السماء ، و لاتسعون لتحقيقها فتسعدون . الحياة أبسط مما تظنون .
كل يوم يسرد العابرون عشرات الحكايات
وهم على ظهورنا جالسون . كرهت مكوثي هنا . كل من جلس فوقي مازلت أحتفظ بتفاصيل جسده و أنت آخره ياسيدي .
زوجة تنتظر بشغف قدوم من شاركها حلمها ، وأولاد تملء عيونهم دموع الحنين
و تلك الأم المكسورة تحمل بين يديها كيس الحلوة لتطلقها للسماء قبل الزغاريد
ما أقساك يا إبن آدم ؟
ألم تستوقفكم كلمة أو ضحكة او موقف تذكره لمن تركتهم من غير وداع ؟
ما أسرعكم بحمل الحقائب و على محطات الهجر تتهافتون !
محطاتكم لم تكن في أي يوم من الأيام محطات حياة . وقطاركم عنوانه قطار الذكريات !
تعشقون الهروب بعد نحر ضحاياكم بنصل بارد . ليبتلعكم ذلك الضخم ويلقي بكم بأرض ليست بأرضكم وأناس لم ولن يكونوا بأي من الأيام لكم محيط !
أنتم تشبهون قطاركم بل أنتم أشد قسوة منه .
صمت المقعد الخشبي 
تنهد الراحل بعمق كبير و كأنه أدخل كل الهواء الذي ملء فضاء المحطة . ليخرج زفيراً ثقيل الوزن قاتم اللون . 
كانت لحظة المواجهة ، لحظة الحقيقة الصادمة ، مقعد خشبي لقن ذلك الرجل درساً لن ينساه . أطال النظر للمقعد ، بعدها مد يده ليحمل حقيبته و سار بإتجاه باب المغادرة ، عند الباب توقف وأخرج من جيبه تذكرة القطار ، مزقها ورامها على الأرض و سحقها بقدمه . نظر للمقعد وجده مبتسماً ، فابتسم و أكمل طريقه لمحيطه الذي نفر منه بعد ان تملكه الحنين

                         تمت

                                       الكاتب
                                 جاسم الشهواني