قصيدتي (أشواق العاشق القديم):
هِيَ الأَشْوَاقُ تَفْعَلُ مَا تُرِيدُ***
وَمَا لِسِهَامِهَا عَنَّا مَحِيدُ
وَمَا تَنْفَكُّ تَرْشُقُ بِالتَّنَائِي***
فَتُدْمِي الْقَلْبَ تَنْفَطِرُ الْكُبُودُ
فَمَا تُخْطِي وَأَصْمَتْ مَا أَصَابَتْ***
وَخَلَّفَتِ المحِبَّ جَوًى يَمِيدُ
وَتُوصِدُ كُلَّ بَابٍ مِنْ حَبِيبٍ***
فَتَحْتَرِقُ الأَمَانِي وَالْوُعُودُ
فَيَنْتَحِرُ التَّدَانِي فِي ذُبُولٍ***
وَضَاقَ الرَّحْبَ وَانْتَكَسَتْ بُنُودُ
فَذاكَ مُعَذَّبٌ مِنْ لَفْحِ هَجْرٍ***
وَذَا المفْتُونُ سَلْوَاهُ الْقَصِيدُ
وَمَنْ تُصْبِيْهِ أُغْنِيَةٌ وَلَحْنٌ***
فَيَذْهَلُ ما يَرُدُّ وَمَا يُعِيدُ
وَآخَرُ هَامَ حَتَّى مَا يُرَجَّى***
وَأَضْنَاهُ النَّوَى فَإِذَا شَهِيدُ
فَذَا حَالُ المشُوقِ بِكُلِّ أَرْضٍ***
يُكَابِدُ مَا يَجِلُّ وَمَا يَزِيدُ
وَتُشْقِيهِ التَّبارِيحُ الموَاضِي***
فَيَغْدُو سَاهِمًا وَبِهِ شُرُودُ
فَسَائِلْ عُرْوَةً: مَاذَا دَهَاهُ؟***
أَمَا كَادَ الْفُؤَادُ ضَنًى يَبِيدُ؟
وَيَعْرُوهُ التَّذَكُّرُ فِي هُيَامٍ***
فَيَشْقَى مَا يَقَرُّ لَهُ قُعُودُ
مُغِيْثٌ فَاضَ مِنْهُ الدَّمْعُ يَهْمِي***
وَمَا يُغْنِي الشَّفِيعُ وَمَا يُفِيدُ
فَحُبٌّ مِنْ مُغِيثٍ لَا يُجارَى***
وَصَدٌّ مِنْ بَرِيرَةَ لَا يَحِيدُ
وَمَجْنُونٌ بِلَيْلَاهُ عَمِيدٌ***
أَضَاعَ الرُّشْدَ خَانَتْهُ الْجُدُودُ
وَلَا يَلْوِي عَلَى أَحَدٍ مُجِيرٍ***
وَفِي خَبَلٍ هُوَ المثَلُ الشَّرُودُ
وَصَاحِبُ عَزَّةٍ طَالَ بُكاهُ***
وَأَوْجَعَهُ الْفُؤَادُ وَلَا مَزِيدُ
وَمَا عَرَفَ الْعَزَاءَ أَوِ التَّسَلِّي***
ضِرَامُ الشَّوْقِ أَدْمَتْها الْقُيُودُ
وَمَا عَادَ الْجَمِيلُ أَخَا شَبَابٍ***
يَكَادُ بِنَفْسِهِ يَأْسًا يَجُودُ
وَمَا رَدَّتْ بُثَيْنَةُ بِالْجَمِيلِ***
وَوَعْدٌ مِنْهَا يَسْبِقُهُ الْوَعِيدُ
وَعَنْتَرَةُ المحَارِبُ مَا يُبَارَى***
غَدَا حَمَلًا وَدِيعًا مَا يُجِيدُ
فَمَا أَغْنَتْ سُيُوفُهُ مِنْ فِرَاقٍ***
وَمَا أَدْنَتْكِ يَا عَبْلُ السُّدُودُ
فَكَمْ عَانَوا وَمَا زَالُوا ضَحَايَا***
فَلَا الأَشْوَاقُ تَرْحَمُ أَوْ حَسُودُ
كَذَا الْأَشْوَاقُ تَقْضِي مَا أَرَادَتْ***
فَطِبْ نَفْسًا بِأَنْ قَالُوا: وَحِيدُ
فَدَرْبُ الْعِشْقِ وَالأَشْواقِ وَعْرٌ***
فَحَاذِرْ أَنْ يُقالَ غَدًا: فَقِيدُ
د. حسن كمال محمد/ مصر..........................
....................................................
..........................................
...............................
......................
..............
.......
...
.