بيسان
و جاءت بيسان
من زمن الورد
و الروح و الريحان
من شأو الجد
و عطر الأعمام
و عبق الخالات
و نبل العمات
و نسائم الجدات
و جاءت بيسان
تحمل بين أصابعها
خيوط الحرير إلى الأكمام
لجدة كانت هنا
ثم سافرت عبر الأزمان
إلى جنة الخلد
تدعو لبيسان
عودي أمي لترى الأحلام
لو انتظرت أمي قليلا
و لو أصاب الزمان
عطل أو اعتل و نام
و لو توقف عن المسير
و شلّ فغلّ أسير
و تعودي أمي
بفيض الحنان
من طيب الجنان
و تقبل أمي جبين بيسان
و تمسح على شعرها بحنو
و تدلك الأصابع و البنان
و تعطر خذها بقبلة
و تهمس في أذنيها
بأحلى كلام
و ينتشي الكون طربا
إلى العنان
و لكن لا مفر
نحن ضعاف البشر
و شاء القدر
بحكم حكيم مقتدر
و ترحل أمي
و آمنا بالله و بالقدر
و تأتي بيسان
من رحم الأحزان
لتشدو كالبلبل أو الحسون
بأعذب الألحان
فيطرب الكون
و ينتحر الحزن
فتصفو الحياة
و تتغنى الخالات
بأرق النغمات
و جاءت بيسان
من زمن الورد
و الروح و الريحان
من وحي الفرح و الأحزان
بقلمي
الأستاذ عبد الحكيم فارح