و عن عمد
تناسينا فلسطين
بهذا العصر قد عظمت مآسينا ــــــــ و فيه فلم نجد أحدا يواسينا
عيون القدس لسنا الآن نذكرها ـــــــــ و عن عمد تناسينا فلسطينا
بهذي الحرب وا أسفا بلا سيف ـــــــــ تركنا للعدى تلك الميادينا
مع الأوطان أعلنا تنافينا ـــــــــ غدونا لاجئين بها منافينا
تركنا العرض منتهكا سقوطا قد ـــــــــ تركنا الأرض تهوى في تنائينا
،،،،،،،،
قضاة لم نجد و الأنبياء بها ـــــــــ ملوكا لم نجد فيها ميامينا
و سادتنا أطعنا ما عصينا في ـــــــــ تردينا بها أبدا سلاطينا
بدنيانا فقد صرنا ملاعينا ـــــــــ حمانا لم نصن يوما و لا دينا
عزاء كيف نلقى نحن قاطبة ــــــــ و في الحدث الضياع جرى و تأبينا
و للأجيال ألغاما تركنا في ـــــــــ فيافينا فكيف يد توارينا
،،،،،،،
سلاما لم نكن يوما موالينا ـــــــــ حملنا دونما حرب نياشينا
تركنا للرياح و في تباهينا ـــــــــ و بالعدم الذي صغنا روابينا
و نخوتنا تركنا في تردينا ـــــــــ و غيرتنا الحميدة لم تعد فينا
سقوطا قد عرفنا في دواهينا ــــــــ و خابت في تداعينا مساعينا
لماذا تلبس الدنيا سوادا يع ـــــــــ تريها مثل أرملة غوادينا
،،،،،،،،،
من الأطلال صارت كيف تعنينا ـــــــــ و لم يأبه بها أحد مغانينا
و في قول بلا حول و لا طول ــــــــ و من هول فما نلقاه يكفينا
بأيديهم غدونا كالدمى منا ـــــــــ و في الساحات لا تلقى الملايينا
و عن وطن نسميه فلسطين ـــــــــ عدو الله في التهجير ينفينا
بنادينا سكارى نحن محتضرا ــــــــــ تركنا آخر الجرحى بوادينا
،،،،،،،،
و سكرانا كما نأتيه يأتينا ـــــــــ و من كأس يناغي السم يسقينا
ندور مع العقارب معتدين لنا ـــــــــ نربي في حظائرنا أفاعينا
بدا منا تشفينا قصائدنا ـــــــــ فما عادت من الأدواء تشفينا
نرى العقلاء في وجل جميعا قد ـــــــــ دخلنا حربنا الكبرى مجانينا
و شعب الله يلقى في إبادته ــــــــ بلاء و الدجى يدمي ليالينا
،،،،،،،،
طعنا بعضنا نغتال بعضا في ـــــــــ مشافينا و يغبطنا تشفينا
و أمجادا أضعنا في معالينا ـــــــــ تليدا بالملاحم كان ماضينا
أعدنا قصة تروى من الماضي ـــــــــ تصوغ الآن أحداثا تحاكينا
فما رمنا حلاوته و من مر ـــــــــ ليسقينا على جمر ليبقينا
و أسقطنا النظام برأسه صارت ــــــــ أهازيجا من الفوضى أغانينا
،،،،،،،
و بعد الذل صارت تزدرينا كم ـــــــــ تعادينا و غزة لا تحابينا
و في الأوطان جار بنوا عمومتنا ـــــــــ يطيب العيش دوما في تآخينا
بني صه ــــ يون للأطفال قد قتلوا ـــــــــ و زيتونا فما أبقوا و لا تينا
و تطبيعا قبلنا في غوايتنا ـــــــــ عماة نحن نرمى في مهاوينا
و خابت في السلام و في مساومة ــــــــ على الأرض التي حزنا أمانينا
،،،،،،،
تهانينا فقلنا في تعازينا ـــــــــ بدت للناس لا تخفى مخازينا
بقلب المسجد الأقصى هموما قد ـــــــــ تركنا كيف نلغيها مآسينا
و حار الدهر فينا كيف يرثينا ـــــــــ و في القتلى فقد عظمت مراثينا
و في حزن فما أبقاه يبقينا ـــــــــ و في شجن فما أشقاه يشقينا
غرقنا في سفاهتنا عراة في ـــــــــ الجنون فليس من أحد يضاهينا
،،،،،،،
عيون القدس تقلينا كثيرا لا ـــــــــ ترى الشهداء فينا و المصلينا
مقاومة فقد أجرت قيامتها ــــــــ تصيخ بآخر الوادي تنادينا
مناضلة تقول فعن مآسينا ـــــــــ بأفعال فلا يجي تغاضينا
ملائكة تقاوم مثلها نلقى ــــــــ هنا و هناك تلقانا شياطينا
عطاشا يبتلينا ما أتانا الرا ـــــــــ ئح الغادي ليسقينا و يروينا
،،،،،،،
هي الدنيا و ما فيها و من وجع ــــــــ فماجت في تدانينا أقاصينا
ترى جاءت لترقينا فكيف هوت ـــــــــ مآقينا و من أعلى مراقينا
و أعزل شعبها يجري مقاومة ـــــــــ و ما ملك السيوف و لا السكاكينا
و مختلفا مضى عنا مجانينا ـــــــــ نصارع نحن في عبث طواحينا
و ضدا عن إرادته نحاصره ـــــــــ بهاوية جرى و معا تلاقينا
،،،،،،،
فما زالت تنادينا بأيدينا ــــــــ فلم نمسك حجارتها و لا طينا
و ما سمعت هنا منا تلاحينا ــــــــ هناك ترى مآسينا تلاوينا
و ألغينا جمالا لاح في قبح ـــــــــ و أحرفه فما عادت تناغينا
ترى الأمصار ما فينا بناصرة ـــــــــ تركنا دون أجنحة شواهينا
صلبنا في الخليل على مذابحها ـــــــــ ترانا أعين الدنيا مساكينا
،،،،،،،
و من يافا و من حيفا تنادينا ــــــــ لم الطفل الشهيد بها يقاضينا
بأمريكا ابتلينا دائما كنا ـــــــــ بإجراء المعارك نطلب الصينا
و في شرك عبدناها و آلهة ــــــــ فمن ورق فقد كانت تناجينا
و سيفا داميا نلقاه مشهورا ـــــــــ و قبل القطع ينتهك الشرايينا
و أحيانا نصوغ له عناوينا ــــــــ و دين الحمق أبدينا أحايينا
،،،،،،،،
مغالينا بدين لا أساس له ـــــــــ تركنا في فيافينا غوالينا
عدوا لم نعارض في توالينا ـــــــــ على حكم له صرنا موالينا
و في الظلمات يطمس يومنا أضحى ـــــ و بالعتمات محتقرا أماسينا
عمينا لم نجد قمرا يناجينا ـــــــــ فكيف نرى سنى منها دياجينا
و كيف يفوح من فمنا المقيت شذا ــــــــ و لم تنبت أقاح في صحارينا
،،،،،،،،
بها ذهبت و في تيه سحائبنا ــــــــ الرياح و لم يعد مطر يوافينا
جيوش الأمة الثكلى برمتها ــــــــ فلم تخرج سفينا من مراسينا
نرى الأنذال من قالوا بسامية ـــــــــ و في طغيانهم نقضوا القوانينا
أخذنا كل شيء من أحبتنا ـــــــــ و أعطينا البلاد إلى أعادينا
فهم كالداء للأعداء في رهب ـــــــــ تركنا في الحمى تلك الرياحينا
،،،،،،،
دفنا بعدما عظمت مخازينا ـــــــــ و أحياء و أمواتا أهالينا
عصاة جرت الدنيا نواصينا ـــــــــ و في سفه فقد كثرت معاصينا
و في لبس فما كشفت معانينا ـــــــــ يطال الهدم منكشفا مبانينا
و أرقاما فلم نحطم مجاراة ــــــــ لغير يزدرينا في تحدينا
بها شيئا فما زرعت و لا صنعت ــــــــ و ما عادت مباركة أيادينا
،،،،،،،
يصلي الشعب متجها لقبلته ـــــــــ بمحراب المهيمن قال آمينا
سوى من زمرة تبدي مقاومة ــــــــ فليس يرى ضياء من أعالينا
فكيف نفر نحن و من معاصينا ـــــــــ بلا توب نجر فمن نواصينا
و يغوينا العدو فحين يأتينا ـــــــــ كثيرا بالسراب نراه يغرينا
و يأخذ من أيادينا العدو فما ـــــــــ يشاء و أي حق ليس يعطينا
،،،،،،،،
نصافيه العدو و لا يصافينا ــــــــ رأينا عالما حرا يجافينا
كتبنا بعد أن ضاعت هويتنا ـــــــــ و بالعبريِّ تقليدا أسامينا
بساحرة قرأنا بعدما شغفت ـــــــــ و في دجل بها دولا فناجينا
عليه فما بكينا المسجد الأقصى ـــــــــ لقد جعلت بلا دمع مآقينا
و كم من ثائر من بعد ثورتها ـــــــــ بفيء صار يهديها دواوينا
،،،،،،،
إلينا لن تعود القدس قبل السي ــــــــ ف حتى ترتوي بدم قوافينا
بقينا في الصحاري هائمين و ما ـــــــــ سقينا بالدم القاني البساتينا
تركنا للأعادي ما غلا منها ــــــــ بأوجاع تركناها أراضينا
و في أسر تركناها و أخفينا ـــــــــ فما أبدت و لم نعطي القرابينا
و ما عدنا بخير الآن نذكرها ــــــــ و عهدا كان عن عمد تناسينا
،،،،،،،،
و وعدا لم ندم فيها و لا قسما ـــــــــ من السنوات قد قاست ثمانينا
على الإسلام و العرب السلام فإن ـــــــــ جرى عن عروة وثقى تخلينا
تريد الأرض أن تلقى المحبين ـــــــــ و ربا من سموات يحابينا
و يحيينا فما يحيي فلسطين ــــــــ و تفنينا و قد صارت أفانينا
لنا خلقا فقد كانت و تكوينا ــــــــ و نصرا سوف نأخذها و تمكينا
مشيئة ربنا تجري بكن كانت ـــــــــ و بسم الله تفنينا و تحيينا
،،،،،،،،
و في الأعداء أدواء و من داء ـــــــــ ألم بنا فكم نرجو تعافينا
لنا عصر سيأتي آخر الدنيا ـــــــــ وجدنا في الصمود له عناوينا
و ننتظر المسيح هناك عودته ـــــــــ إلى رب كريم سوف يهدينا
على جبل نراه يصوغ موعظة ــــــــ مخلصنا المسيح نرى و فادينا
لربي قدرة دوما يناجينا ـــــــــ من الغرق المحقق سوف ينجينا
يراعينا و رغما من أعادينا ـــــــــ سيبقى الله مولانا و راعينا
،،،،،،،،
العرائش في 20سبتمر 2025
قصيدة عمودية موزونة على البحر الوافر
بقلم الشاعر حامد الشاعر