عندما يكون السُؤال جُرحاً إسمه وطن !!..
سُؤالَُ يَنكئُ , في القلب جُرحاً
وقلبي في الحشا مازالَ مُدمَى.
فهل لي بالجواب على سُؤالي
ومثلي لليقينِ , رَجا ويسعى ؟.
فما يَعنِيْ لنا , وطنَُ تَخَلى
عن المعنى العظيم وصَارَ أخْوَى ؟.
وما ذنبي لكي أحيا غريباً
على أرجائهِ مِنْ دون معنى؟.
لماذا يَتَشَظَى , كُلِ يومٍ
ويحكمهُ الفجور بألف دعوى ؟.
وما المعنى لمنْ ,تُدعَى بلادي
ومالي هاهُنا , غير المُسَمَى ؟.
ومِنْ هول الرزَايا , في ثراها
تظلُ النفس طول الوقت حَسرَى.
ومَنْ يَأمَنُ فيها , الشر يوماً
فلا حَذرٍ سيُجدِيْ مَنْ تَوَخَى.
وفيها قد أُتِيحَ لكُل وغدٍ
لكي يَعلُو بها شأناً ويرقى.
وهذا الشعب , يَنقادُ ذليلاً
لمن جَعَلُوهُ مما هَالَ يَخْزَى .
وما ذَاكَ الذي خِلْنَاهُ أزْرَى
بنا قسراً , لنُحيِيْ ماتردى؟.
نُمَاهِي باطلاً , فَجاً صَفِيْقاً
وننبهرُ بِهِ في الدهر حَمْقَى.
وننخدعُ بزُخرِفهِ حَيَارى
وننجذبُ إليهِ حيثُ يطغى.
وفينا الحق يشكُو خَاذِلِيْهِ
ونُصرتَهُ هُنا , خيرَُ وأبقى.
أنا ماعُدتُ أدري مادَهَانِيْ
وخَطبِيْ في الورى ياقومَ أدهى؟!.
ولن يهدأُ رَوعِيْ في بلادٍ
فيُقلقنِي بها ماليس أجْدَى !.
وقد قبروا بها حتى طموحي
وأحلامِيْ بها , ياصَاحَ تُردَى.
وما ألفيتَ لي فيها سُعُوداً
وفيها من يعيشُ يظلُ يشقى.
وما أرض السعيدة كالمُسمى
ولا كانت لنا جناتُ مأوى !.
ففيها الصُبحِ مثل الليل أدجَى
وزيف البعض , والبُهتان يُثْرَى .
وفيها , القهر , يُودِيْ برجالٍ
وفيها الغد مما ,صَارَ يُخْشَى .
وحُلم الأمس يلقى اليوم حتفاً
وسُوء الحال , عنها ماتخلى !.
فما يعني بزوغ ,الفجر فيها
وعُتمة ليلها , الداجِيُ بلوى ؟.
وهذا الصُبح فيها ماعَسَاهُ
ومكرُ الليل للإصباح يلحَى؟.
وكيف يكون للشعب إعتبارَُ
بمن ذبحُوهُ في الأرجاء معنى؟.
دَعُونِيْ أقتفي , أثر امتعاضي
وسُخطي واستيائي حيثُ ألفى.
فما هذا القبيح يسرُ عيني
وعنهُ لم تكُ في الأصل ترضى.
دَعُونِيْ أزدري , كُل حقيرٍ
وأهجُوهُ بشعرٍ ليس يأسَى.
دَعُونِيْ أغلظُ القولَ على مَنْ
تعامى عَامِداً عن , ماتجلى !.
فما عُدنا نرى فيها مجالاً
لأن نسكتُ عن شينٍ تمادى.
لنُعلنَها مُدَوِيةً , تُزلزلْْ
كياناً خَرِباً ونكونُ أقوى.
فشعب سَادَهُ أرباب جهلٍ
مُحَالَُ كُلِ ضَالٍ فيهِ يُهْدَى.
ونحنُ ماخُلِقنا كي نُضَامُ
ونُحنِيْ هَامَنا , ذُلاً لأطغى.
ولسنا بالعبيدِ لأي غَازٍ
ولسنا التَابِعِينَ لكُلِ أعتَى .
ولسنا بالقليل بأي شأنٍ
ومنا تُبَعَ الملك , المُفَدَى.
وبلقيس العظيمة خيرُ أنثى
ومِنْ سَبأ , تُرَجِحُ كُل معنى .
ومَنْ سَادُوا البريةِ بعض قومي
لهم في الكون مجداً ليس يُخفى .
ومنا مَنْ أوى , الهادي غريباً
وناصرهُ , وآزَرَهُ وضَحَى .
وقد بلغت قُريشٍ في أذاها
لمبلغها الأثيم , كمن تَعَدَى .
وما راعتْ قرابتَهُ وتُهدى
إلى خيرٍ لها , دُنيا وأخرى .
ونحنُ في الورى أوفى ذماماً
وأهل العزم , والأسمى بمعنى.
وما كُنا عليها في سباقٍ
ليُحرمنا حياة الحُر أبغى.
وشيمتنا الإباء , كأي حُرٍ
وما كنا عن الأخلاقِ ننأى.
فإما أنْ نعيشُ , بها كراماً
وإما أن نموتُ ,كأي مُردَى.
ومَنْ يحيا ذليلاً في ثراها
فلا معنى لهُ فيها وجدوى.
وأقبحُ ماتَراهُ , العين حقاً
قبيح الشيءَ فينا أنْ يُفََدَى.
وخيرُ الناس أهلُ الفضل فيهُمْ
ومَنْ جَادُوا على , أهلٍ لقُربى .
وفي الأرض السعيدة , كُلِ خيرٍ
متى نجدُ اليماني مِنْهُ يحظى؟.
فمَنْ يمنعُ خيراً , قد تولى
فكِبْرَ الإثم , لايَعنِيْهِ , يُؤْتَى .
جراح القلب تزدادُ إتساعاً
ومِنْها لا أخَالَ القلب يُشفى.
وجُرحِيْ نَازِفَُ , ودمي سَفِيْكَُ
وما وجعي العظيم هُنا ليُنْسَى.
أيبقى وطني ألمي وجُرحِيْ
وهذا ابنهُ المسكين يشقى؟.
أنبقى هاهُنا , قصة بُؤسٍ
نعيش لها لكي تُروى وتُحكى؟.
فإنْ عَزََ الجواب على سُؤالي
فلستُ بالذي للرد , ينسى .
فأحرار البلاد , على يقينٍ
بأن اللهُ لنْ , يخذلُ رَجْوى.
وأن النصر , يصنعهُ أُبَاةً
ووجهتهم بها يغدُو لأعلى .
وأن الشعب ليس , لهُ خيارَُ
سُوى المعنى الذي سيكون أسمى !.
وقد سِيْقَتْ معانيهِ إعتباطاً
ليذبحها الذي , ماكان أحنَى .
وهذا ماجرى , واليوم يجري
ونخشى أنَهُ في الغَدِ يُجْرَى.
وما زال الخيار لنا جميعاً
بأن نبقى أعزتها , ونحيا.
فليس لنا , السبيل لنتخِذْهُ
سُوى العلياء أو نُردَى ونَفْنَى.
صلاح محمد المقداد
22 - 1 - 2022م - صنعاء -