ابن حنيفة
عادوا
من شغب الأيام
من قدر الآلهة المعاقبة
من إنحراف المزايا في العقيدة
من بلد الخفافيش لمنفاهم
الأخير عادوا
حملوا معهم لنا أكفاننا الجريحة
لغربتنا
لتؤنس وجع الغياب بوحشتنا
في بيت الألم و عادوا
من فجر الكلام الذي لم يقال عن
الحقيقة
تركوا وراءهم كل آيات الكفر
للسقوط و غابوا
خلف الذكريات بألف حكاية و
حكاية
رحلوا و تباعدوا بتلك الروح لفنائنا
البعيد
ذهبوا للقمامة لبلد الذباب ليقتلوا
الملائكة هناك من ورائهم
أخذوا منا شريان الحياة و جذورنا
في أرض الذكريات
بشهوة الكافرين
برعشة الخنازير
برغبة الحاقدين
بحلم الكلاب طعنوا و طعنوا
و كم أرادوا
جاؤوا بدين إخوتهم صاغرين
من زمنهم الغابر
ليقتلوا أحلامنا
ليكسروا صباحنا
ليحرقوا أيامنا
و يشنقوا مسائنا بالظلام الواحش
الكئيب و عادوا بجنازة صباحنا
المقتول
صنعوا لنا توابيتً من الهواء
و قتلونا حجراً حجراً
و قالوا لنا قصص عن الحب
لكنهم كذبوا علينا
كما القدمى كذبوا بسيرة المعجزات
و التربية و الدين
و عن طقوسٍ تحكي بعبادة الألهة لنا
و ناموا كالحجر منافقين مصلبين على
أشجارٍ يابسة متحجرة
كانوا عابرين على أجنحة أحلامنا
كجماعاتٍ من أسراب طيور الغراب
أو فُرادا
و راحوا يكبرون بخيانتهم لنا
و يكبرون
و راحوا يعبرون بلحمنا لنصرهم
العظيم
الخاسر الجحيم
بكسرنا
بذلنا
بهمنا
بنوحنا
بجرحنا
و ببكائنا حينما سقط الزمان
على الزمان و أجادوا
و أجهش الأموات بصدى الغياب ضجراً
بظلهم
فأجادوا و هم كافرين بلغة الإنشاد بقتلنا
و قد أجادوا
حين قتلوا فينا صورة الإله
البعيد
و إبتعدوا مع الأمس منسجمينَ
مع الدروب البعيدة
كريشةٍ تحملها الرياح لأماكن بعيدة
لا تبصرها النظر
ذهبوا بخيبتنا يزرعون في السماء
حجراً و صباراً
كي يكون بين آليهتنا و آليهتم جداراً
ليمنع التلاقي بين صلاتين و صورتين
في القرآن
ذهبوا ليسكنوا سجية الألم و يعصروا
الوجع فينا حتى الهلاك
كلما دقَ الشوق على الوتر راحوا يعصرونا
إنتظروا
تمهلوا
فالعاشق الذي كان ملاكاً لم يمت كما الأخرين
ماتوا مرتاحين
لكي نحمله كوصية المتوفي التعيس
و نشرقُ في الوداع
يا أيها الرب البعيد القوي الجبار
العنيد
كنا نعانقهم هناك و كأنهم جاؤوا بآياتٍ من
أُُلوهتنا
لكنهم إستباحوا وطن الحرام و أزهقوا
الدماء النقية
فغدوا راحلين بعشرةِ السنوات كلها
و برفقة العمر
حاملينَ كذبتهم القديمة بقوافل الطعن
و خيبوا كل الأنبياء
لم ينظروا للوراء ليشاهدوا موتنا و إلى
شكل الوجع القاتل بداخلنا
و لا إلى النهر الذي حمل دمائنا جارياً
للبعيد
ليعبر بحكاية الطعن الكبير للأموات
القدامى
تركوا خلفهم أوجاعهم فينا بألف إنكسار
و غابوا كالغرباء
كانوا يشربون من مائنا
و يأكلون من خبزنا
و كانوا يرقصون فوق أجسادنا
رقصة الشيطان الأخيرة
و مارسوا لعقودٍ الجنس اللطيف
معنا و تمردوا بالشهوات بفراشنا
المتحجر بالأثر
كانوا ينامون مثلنا قربين من الأموات
فعادوا
ثم عادوا
ثم عادوا
ثم لم يعودوا و لن
لا لا لا تقسي علينا يا أيتها الحياة
أكثر من هذا
فالمحارب البعيد أيضاً لم يعد حتى ننتصر
فأنا لم أعد من الهلاك
من الحقيقة الوحيدة لأقول لكم
ربما سأنجو من الموت إن قتلتني القصيدة
بكلمات أقل وجعاً من الكلمات
فلا الدرب يوحي بأن الراحلين سيعودون
لنحيا
و لا أهل البيت سيعودون مع الفجر الشريد
ليرتبوا أشياء البيت من جديد
فالجرح مازال يسيل منه دمه البارد
على دروب النسيان
و تلك الروح قد ماتت بحقبة الرحيل
و لن تعود
لقد أخذوا من سمائنا لونه الصافي و كل
النجوم و القمر و أراحوا فرحين
و سرقوا من زهورنا لون الحب و
زمنه للبعيد البعيد
و دفنوا العيد الذي كنا ننتظره هناك
بسابع أرض
و داسوا بأقدامهم على ياسمينة الصباح
و سرقوا منا بهجة الإنتماء و شكل الهوية
في الدنيا
أحرقوا العمر بدموعنا و فرحتنا
بالحياة
حملوا للشعراء المحبطين نوح وجعنا بلغة
الوحي الحزين
و عندما كتبوا الشعراء عن الحكايا
الموجعة
سقطت الآلهة بخيبة النجاة و لم
يبكوا مع القصيدة
عادوا ليهدموا كل سنين العمر
ليطعنوا
ليذبحوا
ليكسروا قلوبنا
ليأسروا أرواحنا بمستعمرة الاحزان
و ينكلوا بها ما إستطاعوا
إنهم من الأقذار قصدوا فينا هذا الوجع
الكبير
و إستراحوا بعِدين عنا هاجروا
رحلوا خلف المدى
لم يتركوا ورائهم لنا غير لعنة الموت
بحسرتنا و هذا الأسى
المر
و بعضً من أثر الحنين بالكفر و الشتيمة
و غضب البحر المالح
لم يفكروا يوماً بأي وجعٍ أو أيُ طريقةٍ
سنموت محبطين
و لم يسألوا الآلهة عن القيامة و دورها بكسر
المذنبين
أو عن طريق الندم إن إستغفروا الله
لا فهم لن يعودوا ليستغفروا
لم يكتبوا فوق مراياهم أسمائنا بأول
اللقاء
كي نتذكر من نحن هنا وحدنا بعدهم
و لما وحدنا
لما وحدنا علينا فقط أن نبكي من
الخيبة بكل شيء
من نحن و من نكون ؟
نحن أولادك يا الله نحن عبادك الضعفاء
كيف نقاوم الطعن بشغف الحنين
قل يا الله
كيف نحمل قلوبنا من الاوجاع و
ننقذها
قد مللتنا و عذبتنا يا الله و حطمتنا
بأسمائنا
و قلت كنوا طيبين بدنياكم تنجون بيوم
القيامة
فهناك خلف الحكايا ألف وجعٍ بالهزبمة
يا الله أنت وحدك يا الله تعلم بأمر
المصيبة
و كأنك عن قصد تتجاهلنا لنتوجع
بخذلان الجميع
فكان القسمُ بيننا نشيد المشعوذين
يوما إلتقيناهم بالمراهقة
الأولى
و سيوف الغدر وحدها كانت صلة الوصل
بيننا و بينهم
الوقت كالتابوت كان و مازال يحملنا
ثقيلاً ثقيلاً
لم يقولوا لنا عندما كنا نعانقهم أكثر
و نتعلق بهم أكثر فأكثر
إنهم سيرحلون سيهربون بالروح
التي إحتلوها
فلا صباحٌ لنا غيرَ شكل الصباح
و لا غدٌ لنا بقي ليطلُ كضيفٍ كزائر
خفيف الظل
يأتي ليصافح من إنتظره طويلاً
في العدم
فكل أبجديتي هي كتاب الندم
لم يقولوا لنا و لو همساً بأن هناك
بالآتي هواءٌ مر و حاقد
لم يقولوا أحاديث الشرفاء بصدق
الكتب المقدسة
و لم يتركوا لنا فسحةٌ صغيرة
كي لا نحبهم أكثر و أكثر
إستباحوا فينا كل شيء و أخذوا قلوبنا
معهم
و لم يتركوا لنا أي خيار آخر كي
لا نبكي بقهرنا
كان يجب أن نبني بيننا و بينهم
جداراً لحدود السماء
من الحذر قبل الإنكسار و لو بقليل
منذ البداية
ربما حينها كنا سننجو من كل هذا
المر الذي يكسرنا
قد إقتبسوا كلام الفلاسفة الحمقى
من الظلام
عن الضحية و لون السماء الشاحبة
بيوم النكبة
عندما حسموا أمرهم بالرحيل و تركنا
بجراحنا نتسلق جسد الأوجاع
غردوا أناشيد المودعين بنقنقت
الغراب الأسود
عانقوا مشانق حتفنا بزحامهم في
الرحيل
كل شيءٍ قد جاء متخافياً خلف الشبح
القريب و بلمح البصر
فالحب و كلامه الجميل كان لعبة الموت
بسحر القاتل المحترف
كانوا كالسحرة يتقنون فن الرقص و التلاعب
بمشاعرنا البريئة
قل لي يا قلبي بماذا كنتَ تحلم يا أيها
المسكين
أقول لك من أنتَ
فعلى الظالمين أن يعيدوا ما إقتبسوه
من شعرنا القديم
كي نقرأ ما تاه في النسيان منا
بزمن البدايات
فهم لا يستحقون قصيدةٍ حتى و لو
مسروقةً من الوحي القديم
قد تعبنا من الخلل الساكن فينا
و من رقصة الأيام بآلامنا
هناك
فلنا ما لنا من الآلهة كلَ ما يكسرنا
و لنا متاحفٌ من الأوجاع بنكسة الزمان
و كفر العابرين
فهم الذين قتلوا صغار الملائكة و داسوا
على كلام الله
و لذوا بالفرار لينجوا من الندم بلغة
الكفر و الشرك الأبدي
لم يسمعوا صراخ الضحية بساعة ذبحها
و هي تقسو بالروح المتألمة
و لم يخجلوا يوماً من ضحاياهم و لن
يندمون يوماً بما فعلوا بنا
لقد غيروا كل الصفات فينا إلى حزنٍ
قاتل
فبدلوا الزمان بآخر أكثر وجعاً و أكثر
ألماً و غيروا المكان
و بدلوا كل الأسماء و الذكريات بأسماء
الغرباء
لم ينتظروا حتى نعيد لجنازتنا
موكبٌ يليق بالخاسرين
القدماء
و لم يتركوا لنا و لو صورةٍ واحدة
من صورهم لنحيا بالذكرى
فإنكسر الوقت مضرجاً أمام الريح
و شهق الليل في البكاء طويلاً
بنسيانهم
و حلقَ الأنينُ عالياً بصراخه حتى تنهد
الصدى بوجه السماء
قد كانت لنا مواعيدٌ مع الفرح هناك
و أحلامٍ صغيرة لكنها دفنتْ مع الفراشة
بباب الكنيسة المهجورة دون
أن يمر من هناك عليها
أحد
و نسينا أنفسنا من نحن أمام الموت
من نحن مع الأيام
كما نسينا كيف نعود للحياة ثانيةً
من وطن الإنكسار
فلا نستطيع أن نلمس صوت الريح
بأيدينا لنشعر بأننا مازلنا أحياء
و لا الريح يحملنا للننجو من الخيبة
و الشلل العاطفي
هل هي هكذا قلت لهم
نعم هكذا هكذا قالوا لنا
سألت لماذا أنا وحدي .؟
قالوا لتموت أكثر
قد رأينا فيك صورة الملاك
الطاهر
و الشياطين كما تعلم لا تهوى النقاء
و الشرف
فمارسنا كل طقوس الخيانة
فيك لكي تموت
لكنكَ أدهشتنا بتحملك لكل هذا الوجع
و لم تمت كما كنا نريد
قلت لهم .....
لي أبديةٌ بالجرح و الخذلان بطعن البشر
فأموت و لكن فموتي لا يُرى
و لي أزليةٌ بزمن الخيانة و مرها
و مازلت أحمله وجعاً بكل حياتي
أنا لم يكن ينقصني كل هذه المآسي
فالوجع قد مارس نهوضه الحر
بالعمر المكسور
و لم أحظى يوماً من الحظِ أن أحيا
و لو قليلاً
و لو على طريق المصادفةِ كعابرٍ في
المدى إلى ثراه
قد كان كل شيء بجسدي متعب
و مرهقٌ و قاتل منذ البداية
و القهر قد أورثني كل مزاياه
و مهمته القديمة و استقال معتزلاً
فإلى أين تمضي بنا يا أيها
العمر الجريح
لقد إغتالوكَ و أنت كنت ملازهم الوحيد
حطموكَ و أحرقوك من الوريد إلى
الوريد
و أدهشوك
شردوك
أتعبوك و أدخلوك بعتمة الوجع بدوامة
العناد في بحر الغياب و أذلوك
و دفنوك بين الذكريات ثم أردموك
في التراب
و شنقوك كالمحكوم بالإعدام من غير
ذنب و كسروك
بجدار الطعن بوجعٍ عميق لا نجاة
منه
فرموك مثلَ يوسف النبي في البئر
المرير بوحدةٍ قاسية مع جرحٍ
لا يستكين
و راحوا يشدون بالحرام ليومهم السعيد
و يضحكون
بنوا لنا بجراحهم بجسدنا ألف منفى
و ألف قبر
و لم يكتبوا تاريخ العودة
فمات الحنينُ و ذبلتْ في الروح كل
وردة زرعتها بدمي
كانوا عابثون يجهدون كل شيء
ثم رحلوا هاربين لعالمٍ يشبههم تماماً
عالمٌ قذر و ريخص
قد أشبعهم بحر الوهم بالحرام البعيد
بعالم القمامة
و نحن بقينا نجرُ الوجعِ ورائنا
بخيبة السنين
فماذا فعلنا يا الله بمن أردنا رفقتهم
مع العمر حتى تخوننا زوجاتنا
ماذا فعلنا يا الله حتى نعطي أرواحنا
كالقرابين للآلهة الجديدة التي
لا ترحم
فأيوب قد مات و نثر الصبر فينا بهلاكنا
و بالوجع الكبير
فكل القوافل العابربن التي مرت بأعمارنا
كانت قوافل النكسات بالهزيمة
و الإنكسار
لقد لبسنا ثوب الأحزان و هي لم تكن
تليق بنا و لا من مقاسنا
و أمضينا من سوء الإختيار
العمر كله ندماً
فجلسنا متكأين بظهورنا لجدار العار
كاليتامى من شدة الصدمة
كنا طيبين جداً
و مخلصين جداً
و كنا أغبياءٌ جداً
فالحماقة كانت ولادتها بولادتنا
الساقطة
من كان سبب الكارثة بحياتنا
المتشابكة بسقوطها
من رسم لنا هذا الدرب العسير
كي نمضي به خاسرين
كانوا قطعةٌ من الروح بهذا الجسد
لكنهم باعوا رفقة العمر بلحظة غدر
كبير
كذبوا
جرحوا
طعنوا
حرقوا
فيا أيها القريب البعيد
ما أقذرك
ما أجهلك
ما أطعنك
يا أيها القريب البعيد
ما أثقلك و ما أحقرك
ما أجملك
ماذا تحمل في الغياب للمقتول
الغائب
فليس هناك عمرين لنكون في
التجربة الفاشلة عائمان
فأنا و أنتَ من بين الأحياء
الغائبان
يا أيتها الآلهة الحالمة
بهزيمتنا
إنهم و كأنهم جاؤوا متنكرين
بشكل الأنبياء ليستكملوا الهدمَ
ما بقي فينا
كانوا يرددون الهتافات المؤيدة
للصباح
و كانوا يغنون معنا أغنية الطفولة
يا حب أرجعنا إلى ضفة
البدايات
كي نحمل للفراشة وردةً لتحيا ثانيةً
هناك
كنا معاً كتوأمين منذ زمن المراهقة
إلى عمر الخمسين
فماذا إستجد حتى نفترق بعد هذا
العمر
يا حب ما أسهلك و ما أعدلك و ما
أبعدك
قد قتلوك يا حب و أردموك و وضعوا
رمادك بداخلنا كالقدر
و قالوا للأيام كوني لهم مقبرة
أبدية
ثم صنعوا من الشتائمِ وطنً و سكنوه
لوحدهم
لقد دمروا كل الأشياء الجميلة
فينا
قد تركونا عند أبواب القيامة
نبكي وحدنا
و رحلوا خائبين بظلمهم متنهدين
بالحسرة الأخيرة
و قد أجروا قرآنهم لأهل الكفر
و الشرك و هم فرحين
فهل نحن رجالٌ تستحق البطولة
من عرش الحياة
لا لا
بل نحن أشباه الرجال لقد تركنا
الكلاب تأكل من جسدنا
و أقمنا معها صلوات الجنازة على
ذبحنا
لا و لا و كلا نحن فقط رجالٌ
بفراش زوجاتنا
أم في وقت الصمود نحن أجبن و أضعف
من دجاجة عمياء
فلا نتقن إلا صراخ الجهالة و لغة
البكاء
بدرب الهروب من الحالة التعيسة
المذرية
فكم صرخنا متوجعين مكبرين
بأسم الله الأحد يا الله
أعدل فينا ما مال من حكايات
الأمس الطويلة
و قل لنا بعضٍ من النصائح التي
تساعدنا
كي لا نموت أكثر من الضجر
القاتل
قل لنا ماذا دار بزمن البدايات
هناك
أو من الذي فقدناه هناك لننكسر
في النهايات هكذا
لكن السؤال هنا ..... ؟
هل يجوز للمقتول أن يطلب النجاة
و هو المتوفي
كيف تطلب من كان منذ البداية
ضباباً و معجزة
عبثٌ هي الكلمات و المفردات بقيت
غباراً على كل القصيدة
فكن شفافاً يا أيها العمر المشلول
و دقيقاً بدعائك للآلهة
البعيدة
و لا تكن حجراً قاسياً علي يا أيها العمر
مثل الذابحين
فأنتَ وحدك تدرك الطريق إلى موتك
لا أحد غيرك
يا أيها العمر لقد عادوا بكل أسلحة
الخيانة و خانوا حتى العظم
عادوا من نفق الطويل بأثواب الكفن
بخناجرهم المسمومة
ليعلموننا لغة الحوار كله بولادة الغدر
و الخذلان
و أخذوا معهم من جسدنا كل الماء
و كل الهواء
أخذوا منا الزمان الذي صنعناه بأيدينا
و أحرقوه
و المكان راح على طريق الموت
يلملم الذكريات
رحلوا من حياتنا خاسرين ببقايانا
من عرش الرحمن
و رتبوا هناك أحلامهم بموتنا كما يريدون
و قتلونا حجراً حجراً
ثم ماتوا بالكفرِ القديم بذاكرتنا و
هم بعِدينَ بصور الأمس
و وقفوا على قبورنا بذات الوجع
القديم
و ناموا ساقطين ......... بآخر
القصيدة
مصطفى محمد كبار
درويش عفرين
حلب سوريا ٢٠٢٤/٢/٢٨