تداخلات
الطبيعة البشرية
الجزء الاول
د.كرم الدين يحيى إرشيدات
حدثني والدي عن قصة رجل
كان يعيش مع زوجته وابناءه
في بيت متواضع من الطبقة الفوق متوسطة
وكان الرجل يعمل تاجرا
ولديه دكان كبير في وسط المدينة
للبيع بالجملة
الرجل كان مسالما هادئ الطباع
يكد من اجل رزقه ورزق عائلته
رجل بسيط بطبعه
يحمل بين ضلوعه
كل الدفء والحنان
وكان محبا شغوفا بعائلته
بعكس زوجته
إمرأة نرجسية
غاضبة دوما
تخلق الف سبب وسبب لتعكر صفوة
جو العائلة
هو كان متسامحا
ويخلق لها الإعذار دائما
ويقول في قرارة نفسة
تربية الاولاد صعبة
وإدارة شؤون البيت على كأهلها
هما ما جعلاها بهذه العصبية
كل يوم كان يجد لها عذرا
ولكن عصبية المرأة
تزداد يوما بعد يوم
والرجل اصبح يتأخر قصدا
ولا يريد العودة للبيت الا في وقت يكون فيه مدركا
بأن الاولاد قد ناموا
بالرغم من شوقه إليهم
لكنه لا يريدهم ان يكونوا حاضرين
على موشح كل ليلة
علما بأنه يعود متعبا ومنهكاً
وجائعا
يريد لقمة تسندة بعد يوم عمل طويل وشاق
و كان يدعوا في قرارة نفسة بأن تكون هي ايضا نائمة
ويدخل البيت
لا يجد الا بقايا طعام
متروكا بالمطبخ وباردا
ويقوم ويصنع لنفسة الطعام
ويجلس وحيدا على مائدة الطعام
وكأن العالم قد خلى من سكانه
هي اتخذت مخدعا لها بعيدا عنه
وكأنها تتلذذ في عقابة
هو كريما لا يبخل على بيته
وهي التي تخلق الاسباب
لتحمله عقدة النقص
ومرت الايام والسنين
والصغار كبروا واستقلوا بحياتهم
مع زوجاتهم
وهي طرحها المرض
وعجز الطب عن علاجها
هو لم يتخلى عنها
لم يتركها
وكان يدعوا لها بالشفاء
الى ان فارقت الحياة بمرض عضال
لا علاج له
وبعد موت الزوجة بعام
اراد الابناء ومن باب البر والوفاء لوالدهم ارادوا ان يزوجوه
ارادوا ان يحضروا له من تؤنس وحدته
وتخفف عنه من أعباء الدنيا
وقريبة منه عند مرضه
هو تعفف عن طلب اولاده
ورفض مرارا وتكرارا طلبهم
لربما لا يريد ان يجدد الكرة مرة اخرى
وقد يكون قد تعلم من درس بأن طينة كل النساء واحدة
تتلمذن على يد شيخ واحد
كانت فكرة الزواج مرفوضة لديه
وبقي مصرا على رأيه
وابناءه ايضا ازدادوا بإلحاحهم ورجاءهم له
وأخيرا جمعهم وقال لهم
انتم تريدون ان تزوجوني
ولكنكم لا تعلموا ما هي علتي
وسبب عزفي عن الزواج
الان انا موافق على الزواج
ولكن للعلم
المراة التي ستدخل بيتي
ستكون اختا لا زوجة
سألوة مستغربين لم اختا لا زوجة
رد عليهم
لقد وصلت لسن اصبحت فيه غير قادر على معاشرة النساء
انا عاجز تماما
والمرأة تريد زوجا لا اخا
رد الابناء ومن شدة حبهم لوالدهم
لا تقلق والدنا الحبيب
سوف نبحث حتى نجد من تقبل بأن ترتبط بك
وبالفعل وجدوا طلبهم
سيدة اربعينية
وافقت على الارتباط بالاب
وتم الزفاف
في الصباح جاءوا ليطمئنوا على والدهم
طرقوا الباب
وفتحت زوجة والدهم الباب
وسألوها وبلهفة اين والدنا
هل حدث له مكروه
ابتسمت قائلة لا تخافوا
والدكم دخل ليستحم
وكانت علامات الدهشة والذهول
واضحة على وجوههم
قالت زوجة الاب مبتسمة وخجلة
والدكم بخير
لحظات ويخرج إليكم
وخرج والدهم وهم غير مصدقين
قال لهم نعم انا بخير
والاسلاف قالوا
الكلمة الطيبة تخرج الافعى من جحرها
وهذا ما كنت مفتقدة ايام والدتكم
رحمها الله
كانت قتلت كل شيء بداخلي
وحتى زرعت بنفسي كرهي لنفسي
وانا اليوم وكأني خلقت من جديد
الخلاصة
دائما الشريك هو المتمم لشريكة
واذا اختل توازن العلاقات الاسرية
مؤكد بأن المركب الذي يقلهم غارق
لا محالة
هي كلمة أقولها لكل زوج يخاف الله رفقا بالقوارير
وأقول لكل زوجة اتقي الله في بيتك وزوجك واولادك