الأربعاء، 20 مارس 2019

قصيدة{{نشيد على ضفة الغياب}}بقلم الجوهرة السورية{{ميساء دكدوك}}

**( نشيد على ضفة الغياب )**
     *****************بقلمي:
            ميساء دكدوك /سوريا/
             ------'-------'-------'-
كلمات فقدت أنداءها ...
جفت من نسغها ...
تملأ الفضاء ضجيجا وأملاح ...
وأبواب تحطمها رياح الخطابات ...
منابر تفيض  بالعواصف ...
تكشف أسرار عاشقة على الملأ...
عبر أثير أمواج القصيدة ...
أحتمي في منفاي مع مرآة السماء..
واقحوان آمالي ...
تنتحر فراشاتي متوهمة قنديل ...
قمري قريب من حدود مدينتي ...
يقاسمني حلمي في المنفى...
يفتح نافذة الذاكرة البعيدة ..
الكرمة تهرب من تاريخي .!!!
والياسمين ينزف حزنه الممزوج بالدماء .!
يسجل أسماء الشهداء على جدار..
تسلقه شعراء يعبثون بالبيان ...
يحصدون ريحانا بلا عبق للغة ...
من دموع امرأة ثكلى في عينيها.. علامة تعجب وعلامة استفهام.
يديها تفيض بألم الخبر والانشاء..
تمدهما إلى السماء ...
تشكو اهمال الحمام ...
تشكو عقم دجاجها والأحزان.
ينتظرون تصفيقا من زرقة بحر ...
استقبل قصيدة بلا أوزان ..
ينتظرون أوسمة من لؤلؤ ...
يزرعونها على أضرحتهم ...
ينتظرون ذاكرة الأطفال تمتلىء ..
بتاريخ أناشيد بلون الشقاء..
وأنتظر شتاء يرويني شجرة على ..
أنقاض بيت تهدم ...!
أوقد شمعة ...
أتناول وجبة من قلم وكأسا من بياض دفتر ...
أفيق على آمال معلبة من سنوات.
أبوح لعصافيري ألا تهاجر ...
مازال في راحتي بعضا من قمح...
مازال في عيني بعض من دمع ..
أروي شجرة التفاح  ...
تخضر وتلون الدرب ...
مدينتي تحضر ثوب العرس...
من كتان شامي ودانتيل من بغداد..
وبخور من الهند لليلة الزفاف.
الورود ستكون من كل حديقة في البلاد ...
ستكنس الشوارع من الهموم والأوهام ...
سترقص الطيور على أنغام نشيد البقاء ...
أحرر نفسي من كآبتي ...
أحيا حريتي...
أدخل مدينتي في عصر آت ...
رغم كل التحضيرات ...
أجدها مصلوبة على الأحزان ...
الأطفال في حدائقها يتحدون البؤس
ببعض من حلوى ...
وبعض من ألعاب...
رياح تزفر بنارها الأحلام ...
تحرق الأبواب ...
ترمي في البحر الرماد ...
تعري القصيدة من قافيتها ...
تكسر الأقلام ...
قلمي في النفس الأخير...
لنشيد عن احتراق مدينتي والميلاد.
كانت بحرا من أغنيات ...
تعزف بخصرها على أوتار كمان.
تغرق بعينيها كل عاشق للجمال.
وتخاصمت مع البحر والشجر ...
صاحبت الأشجان ..
جمعت حرائقها عذابات الخليل والكليم.
عذابات المسيح وآل البيت ومريم.
جمعت أصداء الماضي من خصام الأوس والخزرج.
من عداء ثمود وعاد....
ألا من حديبية ياعرب !!!
آن الأوان لليقظة ...
آن أوان فطام الرضع ...
آن الآوان ياعرب ...
(فقد طمى الخطب حتى غاصت الركب).
وما زلت أنتظر على ضفة الوجود..
كطائر يحتضر !!
لن ينال الموت منه .
مدينتي وقلمي وأنا.
قصة عشق.
لن نساوم  على الحياة....
نحن عشاق البقاء.
*********
***20/3/2019/بقلمي:
ميساء دكدوك.

ليست هناك تعليقات: