عزف ..بلا صدى
رسمها في خياله ،وراح خياله يطوف بحثا عنها .
كثيرا مااقنع نفسه ان مايبحث عنه هو وجه حقيقي لانثى لامثيل لها في الوجود ،
كثيرا مااخرس الصوت في اعماقه :انت واهم ..لاوجود لتلك الانثى في هذا العالم المليئ بالنساء ،..كثيرا ماقالوا له انت تبحث عن سراب عن انثى ماتت او بقيت في السماء ..انت شخص مجنون ومجبول بالخرافة ..هذا مافعلته بك البصارات والدجالات و.....
ولم يقنع بكل التهم الموجهة له ..وبقي مشردا في طول الارض وعرضها على امل ان يلتقيها ..وحتى لو التقاها حقيقة ،محال ان يقنع لان تيار السراب جرفه وتشعبت رؤاه ،وتخبط في دوامة بهيئة انثى هي من تخلت عن سمات الانسان الغافي في سرابه .
سندبادي الهوى ..والهوى فقد كل الجهات بعد فقدانه البوصلة في قلب العجاج .
كعلاء الدين وسيرة الحلم ..حتى يستجيب المصباح ..
كجني حمص وهوسه بوردته ..وادلع مع ليلاه ..وكورال العشاء الاخير في هيولى اللقاء الاول الذي غدا خرافيا ..كقصة بحثه عن حقيقة حولها الى وهم ..لينعم بغاياته التي فقدت حدودها في عالم ماهول بالاقنعة والمشاعر المباحة والمباعة على قارعات بلا مفرادات تعرفها او تعربها .
دافنشي ..وهواه الارقى ..لون الحلم بمشتهاه ولم ينه بعد اللوحة ..اراد ان يعيش الحلم بسر اللحظة التي دفنت في عراء ...وقال من هو ..
دافنشي نام على اطلال برق واكد ان في الشتاء اليقظة ستكون اجمل ..لون الحلم برياش الرغبة التي لاتآفل ..وعاثت دموعه فوق اقماط وسادته ..والقلب بروح طيفها ..يصرخ .."حقيقة غدت حلما "
*****************
هل الصدفة كانت ياترى مرسومة بانامل تمنت رسم الحلم ليكون حقيقة ؟
كيف تحولت الحقيقة الى وهم وسراب ؟
لايجيب دافنشي ...ليس لانه لايستطيع وانما لانه تخفى بين خطوطها وحجب سر الحلم وعاد به اصعب من احجية ..لم يستطع التخلص مما قيد اندهاشه ..
عين الرائي قالت :بات كرواد الفضاء ..حالة انعدم وزن تماما ..وقالوا انه تم كشف النقاب عما كان عن العين خافيا ..وقالوا ...وتقولوا ..ومااكثر ماسيقال عن لعبة الالوان في رسوم تنصلت من ربقة راسمها .وعازف هدير امواجها في عز صيفها .
عزف بلا صدى بقي ناطقا بفظاعة الشكل والمحتوى ..بغرابة الاطوار وما من حب جنى ..
اضغاث ...واضغاث ولامشهد في الصدق استوى ..
عزف بلا صدى ..كقائل :الامنيات والاحلام التي تأتي قبل الأوان نقتلها ..والتي تأتي بعد الأوان هي التي تقتلنا ..وتستزيد بلا رحمة او شفقة .
*************
مايشبه الصدفة الصافية النقية ..امتلئت الاكف تضرعا على اثر جفلة ..توغلت في حالة اصغاء لبوح ،بعضه قال من يكون ..وبعضه اكتمل بسحر خرافة لطيف ابعد نفسه بنفسه ..بعد ان ناده صوت اخر من بين شجيرات لها عطرها الاخاذ ..فقط لتكتمل سيرة الخرافة الى هاوية بلا قرار ..كالعزف بلا اصداء .
*********
كان هنا هذا المساء ..يصغي بكل عشقه لعزف هام به ولحق به من مكان الى مكان ..
خيل اليه ان انثاه الضائعة هنا ..او هي ذاتها التي يبحث عنها ..ونسي انه دفنها ذات يوم في اكثر من مقبرة ..
كانت تعزف على الة (تشيلو) بعذوبة
تتالى العزف ..
والاصغاء تشتت ..
العزف لم يتغير ..ولكن البعد في تلقف الصدى هو من اختلف وتخلف ..وتاه في مجرات الحيرة .
انتهى العزف ..وبقي الشرود وبقي الندم ..وبقيت الغصة و...التامل بما كان وبالذي حصل ..
تركت الانامل تتطاير باسف على الاوتار كفراشات اجفلها لهيب ضوء افقدها بصرها .ظلما بعد ظلمة وقبل ظلمة ...
مازال دافنشي يحتضن لوحته ...والمائدة مزهوة بالاطايب والازهار ..وصوت ديك الجن ينعي وردة و....
واسدلت الستارة ..واشتد التصفيق ..
صعد خشبة المسرح ..واعترف بملء قناعته انها هي من يبحث عنها من الاف السنين ..
علا التصفيق ....ولم يتوقف العزف الذي قالت عنه العازفة ..ان هذه الالة (تشيلو )عزفها لايصدر اي صدى ...........
***********
بقلمي ..
نهله البدوي /سوريا
8/3/2019
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق