السبت، 6 أبريل 2019

قصيدة{{واخيرا...جئت لارتاح في حضنك،ابي}} بقلم الشاعرة المغربية المبدعة{{سارة السملالي}}

♡واخيرا...جئت لارتاح في حضنك،ابي...♡

لا اذكر تفاصيل وجهك ،ابي...
ولا اذكر نبرة صوتك ،ابي....
لم تحضني،لم ترعاني ابي...
تحدينا اليتم والزمان،ابي...
ذقنا الفقد والحرمان ،ابي...
وحدها امي،كافحت ،ابي...
من اجلنا،شبابها هجرت،ابي...

كبرت وكبرت معي احلامي....
كبرت وكبرت معي تطلعاتي...
بعنفوان الشباب والصبا،
احببت ان اعيشها،حياتي...
لكن الدنيا ،كانت ضدي،
والايام تحبط ،نجاحاتي...

قاومت،ناضلت،كافحت...
لكن تيار الزمان ،كان جارفا...
والواقع القاسي،كان عنيفا...
وطمع الذئاب،كان مخيفا...
وكان حملي ثقيلا جاحفا...

تقاذفتني العثرات كالصخور...
وصرت فريسة بين الصقور....
قاومت الشر والهلاك والثبور...
واخيرا وقعت في المحظور...

اصبحت جثة بلا شعور بلا احساس...
وما عساني افعل، وقد اصبحت،
حكاية يتداولها،بينهم،كل الناس...؟!
ضاع مني احترامي وانسانيتي...
ضاعت كرامتي وطهري المقدس...

تعبت،ابي،من التارجح في ايادي العابثين...
تمنيت،لو رجعت بي الى الخلف،السنين...
حتى اصلح اخطائي،وانجو من المارقين...
واسترجع سكينتي واعود الى طريق اليقين...
تمنيت ،لو كنت معي ساعتها،واياي تحميني...

وفي عز الدوامة،جاء منقدي وقدري...
مد يده واخرجني من عمق السعير...
 تكفل بي وحصنني بمسؤولية وضمير...
عشت معه،وعوضني كل ماضاع من عمري...

وثبت الى ربي ورجوته ان يغفر ذنوبي...
ويطهرني من رجسي،ويقوم عيوبي...
تركت اللهو،والخطايا ونلت رضى ربي...
اصبحت عابدة مناجية لعلام الغيوب...
هو وحده،كان يعلم مصيري واخر دروبي...

بعد ثلاثة عقود كاملة مرت في هناء...
تغير الملاك وصار قاسيا يعاملني بجفاء...
بدا مشوشا،مضطربا،وبصيرته عمياء....
اصبح عدوا بعد ان كان ملاذي في الضراء...
تحملته وصبرت على ماال اليه من رياء...
وكيف لا؟!وقد انتشلني يوما من البلاء...

اصبح هستيريا يخضع عقله للاضطراب...
صار عنيفا يهاجم بالكلام الجارح والسب...
يحملني ضعفه،وفشله وكل الاسباب...
غدا العيش جحيما وغدت الحياة عذاب...
صرت اهرب واتجنب التصادم والاقتراب...

ليلتها،ابي،توضات، كالعادة ،وصليت القيام...
رجوت الله ان يهدا سرنا ويعيد سعادة الايام...
جهزت سريري واستسلمت،راضية للنوم...
بعد ان وضعت السماعة لاستمتع بمقدس الكلام...
مع اول خيوط الفجر، ايقظني من عمق النوم...
قال لي:انهضي فنهايتك على يدي اليوم...
سارع بغرس سكينه في قلبي وانفجر الدم...
اسلمت الروح في لحظتها ولم اقاوم،على الرغم...

اخرجوني من بيتي الكئيب ولاخر مرة...
حملوا نعشي كعروس في عمر الزهرة...
لم يفقهوا انهم ياخذوني اليك ،ابي،
ولم يدروا ان قبري،حضنك،لا مجرد حفرة...
وضعوني على يمينك ابي وكنت سعيدة...
اني نلت جوارك وروحي مطمئنة مستقرة...
واخيرا جئت لحضنك ، الدافئ ،ابي...
جئت اليه لارتاح وانام اول مرة...!!!

♡الفيروز♡ 5/4/2019

بقلمي....سارة السملالي

ليست هناك تعليقات: