هنا وهناك...!
عندما يهدل الحمام فجرا على شرفتي الغارقة في حضن الغربة،
أنهض على كف الحنين، أتفقد وجهي في مرايا العابرين،
أنثر فتات الشفق العالق في ذاكرتي ذات حرب لمارد الأمل،
أشرب المسافات مع فنجاني الأصفر،
أشرد بعيدا، أتغلغل في صوت سيدة تتأبط يد زوجها،
لست أراه عصبيا، إنه يفرش سجاد قلبه حتى تعبر الابتسامة لقلبها بأمان! فتزهر من غصن السعادة، ثم يمضيان، يمضيان...
بلا خوف...
صبايا بلدة قريبة من حلمي ، رضعن من ثدي الشمس كل الدفء، اكتحلن بالحب، تخدش ضحكاتهن نبضي الغافي...
جردتنا الحرب منا وهرمت عناقيد الفرح في كروم التمني...
لا تخافي يا عصافير قصائدي فشبح الخوف حكرا على موطني! بعيدا، هناك حيث المساء نبيذا والصباح منبها،
يفقؤون بؤبؤ الياسمين فتتفجر شلالات الفقد ويفر الحمام
باحثا عن حبة قمح هنا،
الحرب اقتلعت أسنان الشمس و غيرت لون القمر،
حرثت الدفاتر، زرعتها آه لاشيء غير الآه...
جارتي هناك، تحزم بقايا روحها، تحتضن أرجوحة يتيمة
تقشر البذر، تركض خلف الغيم، لعله يمطر أطفالا رحلوا قبل أن تتفتق أسنانهم اللبنية!
ناهد الغزالي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق