الاثنين، 1 أبريل 2019

قصة قصيرة بعنوان {{ارتسقراطي}} بقلم السوسنة العراقية {{هند الحمداني}}

ارتسقراطي 
جلس محتفلاً بانحسار العقد الثالث من عمره واقبال عقده الرابع .. وسط كومة من متاجري المشاعر ومجيدي فن التملق.. ممن تلتمع عيونهم أمام بريق ثرائه الفاحش ومنصبه المتجذر، يلوي ساعد كرامتِهم ببريقه فقط فهو ليس اهلٌ للعطاءِ ولا للسخاءِ يضنُّ عليهم حتى بابتسامةٍ تُخففُ من هولِ تلك الوجوه المبتسمةُ كذباً ،ترنحت لديه كراماتٌ وهامات، سَكرى بشرابِ جبروتهِ الأخاذ.. بدأت ترتطمُ الايدي ببعضها لتطرقَ اذنيهِ اصواتُها الصادحة .. وتُنعشَ مزاجَهُ المتكدر ، ذلك لا يكفي لأسعاف جبروته المادي .. ليتهم صفقوا لي بارتطام رؤوسهم لا ايديهم فهذا امرٌ مبتذل.. تمتم في نفسه ساخطاً ، وخلال امتداد اللحظات وارتفاع الاصوات مهنئة اياه بنقصان عمُرُهِ الميمونِ عاماً .. طُرقتْ الباب .. صرح لخادمه بفتحها ليعود حيث كان ..اه اين كان؟ انه حيث يجب ان يكون موطئُ اقدامه رؤوس كبيرة فارغة لا ارض مستوية ، لم يبقَ محتفظاً بهيأته تلك طويلاً ..حتى تبخرت مياه عظمته أمام بزوغ شمسِ اسمِ سيده الارستقراطي على دهاليز اذنيه..تاركاً ضحايا عجرفته وشركائهِ في صُنعها خلفه ، خرجَ متعثراً في مِشيتهِ ..حتى توقف عند سيارةِ سائسه ذاك .. فُتِحتْ بابها ببطئ واسرعت كلماتٌ بذيئةٌ لترسل صعقاتها الى سمعه.. وامتدت قدمٌ زينها بنطال انيقٌ وحذاءٌ يتجاوز في سعره الحد المعقول ليدخل حدود الذهول، محدثةً فوضى في منتصف صدره.. وبلا تردد ودون اعياء ذهنه بالتفكير .. جاء رده سريعاً ولم يطق صبراً حتى .. ركع عندها وقبلها .. 
هند الحمداني 
الاثنين ١_٤_٢٠١٩

ليست هناك تعليقات: