ويعود الفجر طفلاً
صفّدوا افكار قومي بالوعود
وسقوها ببريق من عهودِ
ورموها في بساتين الغوى
بين أحضان الغواني كالعبيدِ
ترمقُ الأجساد عرياً تلتوي
كأفاع سمُّها فوق الجلودِ
وكؤوس البؤس صفَّت كالردى
والمآقي هائمات في الخدودِ
تشرب الدنيا بكأس واحدٍ
وتبيع المجد في سوق القرودِ
هذه الأفكار مأوى ثلَّةٍ
من بني الأهواء في هذا الوجودِ
فهمُ الحصباء في بحر الحجى
وهم الأشواك في أرض الجدودِ
أعشبت من حولهم جدب الثرى
وانحنت هاماتهم من صوتِ عودِ
والعدى عاثوا فساداً في الدُّنى
دمّروا الأوطان فرُّوا بالوقودِ
جدَّروا ظلماً وبؤساً افرعوا
وقيوداً أثمروا في كلِّ جيدِ
وأخي المغبون في شطِّ الهوى
سلّم الأمجاد للخصمِ اللدودِ
وانبرى يسعى كطيرٍ في المدى
باحثاً عن متعةٍ بين اللحودِ
مزَّق الأرث الَّذي جاز السها
إرث توحيدٍ وتمجيدٍ وجودِ
إرث قومٍ ملئوا الدنيا سناً
إرث خير الخلق مصباح الوجودِ
إنَّ ما أصبو إليها نهضة
تنقد الأوطان من ناب الركودِ
بُحَّ صوتي من هتافٍ ثائرٍ
في قوافٍ خافقات كالبنودِ
ونداءاتٍ كأسياف الردى
وشعور القوم غرقى في رقودِ
* * * * *
رغم هذا النوم في لحدِ الدجى
رغم حبس الضوء عن قوم أسودِ
ألمح النور يناغي موطني
من شقوق الباب من خلفِ السدودِ
وأرى برقاً ورعداً قاصفاً
يزرع الخوف بأكبادِ اليهودِ
وأرى ريحاً وطلاً هاطلاً
وتراباً مُخصباً في كلِّ بيدِ
فغداً يرنو صباحٌ ضاحكٌ
ويزيح الليل عن كلِّ اللحودِ
فتنار الأرض في كلِّ المدى
ويعود الفجر طفلاً من جديدِ
د.عبدالله
#ابوياسر#
@فلسطين@
$ نابلس$
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق