الاثنين، 13 مايو 2019

قصيدة{{مصير_اليتم}} بقلم اليمامة السومرية {{حور_القيسي}}

#مصير_اليتم

تلك الابتسامة التي ارتسمت على محيا ملامح تلك الطفلة الجالسة على قارعةِ الطريق، توحي لناظرها كل معاني القهر، والبأس، والضياع! 
لكن ما بيدها حيلة لا أحد لديها لينتشلها مما هي فيه، بلا عائلة بلا مأوى، بلا حضن يضج أركان ضلوعها التي تاقت لشخص يسمى (ماما).
 رأيتها في ذلك اليوم وهي تلم بقايا الطعام لتقتات عليه، رأيتها وقد تجمدت سنامل يديها الصغيرتين من البرد، فهوت راقدة على الأرضِ فاقدة لوعيها، فاسرعت لألتقطها بين ذراعي وقلت:-صغيرتي حبيبتي استيقظي، نظرت إليّ وتلمست وجنتيّ:-ماما أشتقت لك. 
يا إلهي هل تظن تلك الصغيرة أني والدتها:-نعم حبيبتي أنا ماما، فأخذت نفّسا عميقا وكأن روحها باتت تذيق سقم ويلات الموت:-ماما أحضنيني، أخذتها بين أحضاني ولعل تلك اليتيمة ترتاح، نظرت لها ولكن يبدوا أن الآوان قد فات وهي باردة كالموتى، انهمرت دموعي من أجلها ورددت:-أرتاحي يا صغيرتي من ويلات الحرب من ويلات اليتم والضياع، أرتاحي يا حبيبتي من ذئاب البشر، ثم نظرت إلى السماء وصرخت بأعلى صوتي:-رحماك يا رب السماء رحماك. 
هكذا هم الأطفال:- أطفال الحرب ؛يُتم، وضياع وتشرد، دمار. 

#حور_القيسي

ليست هناك تعليقات: