الثلاثاء، 11 يونيو 2019

قصة قصيرة تحت عنوان{{شذوذ}}بقلم الاديب الكبير العراقي{{رعد الإمارة }}

(شذوذ)

انكمش على نفسه عندما أطلت عليه من باب الغرفة نصف المفتوح وهي تقبض على اكرة الباب! حدقت فيه بنظرات جامدة وقالت! عليك أن تنام باكرا هذه الليلة! لم ينطق !فقط رمش بعينيه ومالبث أن هز رأسه علامة الخضوع ثم سحب الغطاء أكثر على جسده! أغلقت الباب وغابت عن نظره! الملعونة كانت فاتنة ومتهيئة تماما! بعد قليل تناهى إلى سمعه صوت جرس الباب! اغمض عينيه! إنه أحدهم دون شك! بقي ساكنا لوهلة ثم أخذ يدير بصره متصفحا جدران الغرفة العارية! همس لنفسه فيما كانت القهقهات تصل إلى أذنيه! ستخلع ملابسها قريبا! ثم ستطلب مساجا قبل كل شىء! إنه يعرف طباعها! جلس في فراشه وتنهد! هل حان الوقت إذن! أخرج ساقيه من تحت الغطاء ثم جلس على حافة الفراش! وضع رأسه بين يديه ثم أخذ يتأمل قدميه العاريتين! حرك أصابع قدميه مرة ومرتان! اعجبه الأمر وابتسم بضعف! نهض واقفا ثم سار على أطراف أصابعه! تسارعت دقات قلبه! ورغم إن الأمر ماكان جديدا عليه!إلا أنه كان يشمئز من عادة  التلصص هذه ! مع ذلك فهو مجبر عليها! أصبح الأمر أشبه بالمرض أو الإدمان! فثمة لذة ونشوة غريبة تجتاح جسده حين يفعل ذلك! وضع أذنه لصق الحائط الفاصل بين الغرفتين! لم يكن بوسعه سماع همسهما بوضوح! لكن الامر كان مختلفا مع الأنين الطويل الذي يتلو الصمت إذ يتصاعد ويتصاعد حتى يصل إلى أذنيه المرهفتين! وبعد ذلك صرخات متقطعة ثم يتلوها أخيرا صرخة طويلة منغمة أشبه بالعواء ويهمد بعدها كل شىء! إذ يغيب عن أذنيه حينها كل همس! كان هذا الأمر يتكرر في كل مرة يحضر فيها أحدهم! مسح بذراعه حبات العرق التي اكتسى بها جبينه! وسار مرتدا للسرير لكنه ألقى بنظرة سريعة للمرآة الكبيرة في طريقه !توقف عند هيأته وتأمل ملامحه! ثم بصق بصقة كبيرة وأخذ يتأمل اللعاب السائل! شعر بحركة خارج الغرفة وأصوات هامسة يصحبها ضحكات فأمتدت يده سريعا ومسح آثار اللعاب ثم تمدد في سريره وسحب الغطاء! لحظات وملأ جسد زوجته فراغ الباب! سمعها تناديه بصوت بارد  كعادتها! خذ هذه النقود واحضر لنا طعاما من السوق! ولا تتأخر فإني أشعر بجوع كبير! ولاتنسى علب البيبسي! نهض بسرعة ووقف أمامها وهو يتحاشى النظر في عينيها! مد ذراعه فوضعت النقود في كفه ثم استدارت خارجة لاتلوي على شىء! حدق في الورقة النقدية الكبيرة التي استقرت في كفه! كانت جديدة! رمش بعينيه ثم دعكها بقوة! فتح أصابعه! أخذ يتأملها ثم سرعان ما وضعها في فمه وأخذ يلوكها بقوة! ثم انتابته ضحكة هستيرية لم يعهدها في نفسه من قبل! ابدا ابدا!!!!!!
بقلم /
رعد الإمارة 
/العراق

ليست هناك تعليقات: