🌳 الخبز والزيتون وفلسطين 🌳
كل يوم جمعة يستيقظ ضاحكا ويركض إلى شجرة الزيتون وسط الحديقة ليجمع قطع الحلوى والشكولاطة .
إنه احمد ذو السبع سنوات باحدى ضواحي غزة الصامدة.
توفى أباه برصاص الصهاينة الطغاة وبقيت أمه منال ترعاه وتسهر على تربيته .
كان يحدث اصدقاءه عن الحلوى والشكولاطة، فيسخروا منه كل مرة ليعود إلى امه باكيا ، تتألم كثيرا وتحضنه بشدة لتنسيه مرارة اليتم وجليد الأيام الذي تركه غياب الاب عنهما.
في كل مرة كانت تمسح دموعه وتقول له انت رجل ياقرة عيني والرجال لايبكون .
يرد قائلا :اين ابي اشتقت إليه كثيرا لماذا لا يأتي أحقا لايشتاق إلينا.
تتحجر الدموع بعيني الام الثكلى وتغزوها غصة خانقة وتتحشرج الحروف بحنجرتها ويتقطع صوتها لتقول له : روح أبيك فوق شجرة الزيتون تحرسنا وترانا كل يوم ؛ابوك يعيش معنا وعندما تكبر ستراه.
ذات مساء حضرت الأم الخبز وإذا بانفجار يدوي المكان وصوت الرصاص يخترق الأجواء ارتعب احمد مرتجفا بشدة وحمل شطيرة خبز ساخن ونادى بأعلى صوته أبي أنا قادم والأم تهرول وراءه.
احمد ولدي عد إلى هنا عد... عد... عد...
لم يأبه لها وواصل مهرولا إلى شجرة الزيتون يصرخ بأعلى صوته سأحمي أبي وأبقى احرسه هناك
صعد أحمد إلى قمة الشجرة والأم تتمزق وجعا ولدي أحمددددددددد.
آه اخترقت رصاصة صدر أحمد ،سقط على الأغصان ،تطايرت شطيرة الخبز ، وخر صريعا على الأرض والدماء تغمر جسده الطري .
ضمته الام إلى صدرها والدماء تغمرها وكلها صرااااااخاااااااااات.....
ليتني لم أكذب عليك ياولدي ،ليتني لم أخبرك ان روح ابيك فوق شجرة الزيتون ليتني لم اضع لك الحلوى والشكولاطة كل جمعة بجوارها !!!!!!
آه يااحمد ماأعظم فاجعتي كيف أواري جثمانك تحت الثرى مع أبيك يافلذة كبدي !!!!؟؟؟؟
رحمك الله ياشهيدا وياطيرا من طيور الجنة وياصغيرا ضمك القبر وانت زهرة ندية لم تتفتح بعد رحمك الله ياولدي.
هكذا يقتل أبناء العرب ويغتالون من طرف الأعداء ليتمزق نسيج الأمة العربية .
لله در الصبر فيما ابتلى به العرب بكل مكان .
Djamila Benhamida
8 /5 /2019
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق