رسالة إلى امرأة مجهولة34..!!
..........................................
إلى تلك التي ملت من شكواها الرسائل..
وخرست على أعتاب صدها الحروف..
وماتت..
في محراب عينيها كل أدوات النداء..
فصارت تتهاوى على أطراف شفتي..
كشهاب يسقط بعد يأس من سماء..
وأضحى يا سيدتي الإستعطاف جورا..
والكلمات المبعثرات في غبراء روحي..
بعدما كانت زهورا..!!
وتبرعمت بين الضلوع..
ونبتت في أطراف كفي..
قصائد..
والأحرف الصماء التي صغتها يوما قلائد..
عاشت في قلبي دهورا..!!
أضحت مثلي تعاني..
مات الحلم الوليد..
وأنتحرت فيك الأماني..
فعادت يا سيدتي..
لعتمة الدواخل يقتلها الظمأ بلا جدوى..!!
لا تجد من تناجيه..
ولمن سواك أسر السر وأحكيه..
وسوى عينيك لمن شرعت النجوى؟!..!!
فأين الصبر أشكو إليه..
وأين المن والسلوى؟!..!!
وذاك الليل الطويل الممتد من الدجى..
هل ينسى؟!..!!
وتلك القناديل المحطمة تشتكي من وجدها صحبة النار..!!
ووسائد يئست من اعتناقي السهر فباتت كالأرض البوار..!!
التي لا يعانق وجهها النبت الوليد..
أو للزرع اخضرار..!!
ورغم ذاك عبثا..
وذات اشتياق..
لا زالت تنكشف عنك حجب ظلماتي..
لتسطعي بداخلي كقمر يضئ الدجى..!!
وينشق عنك سكون الليل..
ليعلن مولد الصبح من عينيك..
حينما يعانق العطر روحي..
وتسطع شمس الضحى..!!
وفي سطوة الليل البهيم..
وثورة الأقمار على الإقمار أن تقمر..
ضجرا من نور يذهب على ثراك سدى..
وبقايا عطر هناك على معطفي..
وتلة من الحنين..
وثلة من أنين مكبوت..
وقلة الصحب إلاك..
تضج الضلوع وتشتكي..
وذاك الحلم الآبق الذي يوحدني فيك..
يجمعني بك..
أو ببعضك..
أو..
بعض بعضك..
لا يروقه أن يكون كأنما أضحى فؤاده جلمدا..
وتحجرت مآقيه اختيارا..!!
أرقب طيفك في السماء خلف الغيوم الماطرة..
عل بعضها يغيث قلب لهفان بسقياك..
والخوف يلازم خافقي من أن يكون انتظار الغيث..
كمن قالوا(هذا عارض ممطرنا)..
خلف ستار الصبر البئيس..
صرت أعاني التصبر..
وأقاسي المر اصطبارا..!!
عل ذاك الليل يمضي..!!
عل وجه الفجر يأتي..!!
على ذمة فلق يجئ..
أقضي الزمن النسئ..
خلف بوابات الأمنيات المؤجلة..
التي تشرع نوافذها كل صباح في صدري..!!
وألف ألف من دموع..
من عيوني يااااااسيدتي تهمي..!!
ليمتد صوان الوجع في من جديد في روحي وجسدي..!!
ثم..
يا رمز الوجع..
من جديد ربما..
قد أعود لترتيب نفسي..!!
وتهيئة ذاتي..
ولملمة شتاتي الذاهب فيك غيا..!!
عبثا..
أجمع شغفا عصيا..!!
وأفرد راح العمر هدرا..
ليسكن زهرك يدي(ا)..!!
فهل كان الغياب يا سيدتي وزرك؟!..
أم كان الإفراط في الشوق ذنبي؟!..!!
ثم..
ثم أنهار طوعا على أمل أن تأتي أنت..
أيضا عبثا..
غبيا..!!
وفي فضاءات عينيك..
سطر تاريخ ممتد من الحكايات..!!
التي تسكن جدائلها آلاف المتاهات..!!
وتلون فصولها آلاف الخرافات..!!
كحكايا شهرزاد الكاذبة..
تحت سفح الأمنيات..!!
وأحجية مبهمة لم أستطع يوما حلها..
وفي أعماق الذكريات..!!
صورة وجه وحيد..
لا زال يا سيدتي يثمر تمرا وتينا..
وخيااااال مريض بك..
حد الأرض الموات..!!
لا يرجو البرء ولا يبحث عن الشفاء..
فسبحان من جعل من عينيك الداء والدواء..
فهل يمنى ذلك القلب..
من بعض طول موات ببعض أسباب الحياة؟!..!!
سؤالي الرابع والثلاثين في آخر فصل من فصول الشوق..
وكل أنفاسي مواسم شوق..
رغما عني يعتلى جدران الشفاة..!!
يحمله إليك نورس حزين..
على موعد مع الرحيل..
بعدما كتب عليه مثلي أن يمقت البحر والماء..
ويكره أسباب النجاة..!!
فهل من رجاء؟!..
أو بعض جواب..
.......................
بقلمي العابث..
كريم خيري العجيمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق