#رسائل_إلى_نزار_قباني
يا وجعي ..
بخطى خفيفة تدحرجت اناملي فوق سطح الورقة ، لتستذكركَ وانتَ تعتلي صهوة الحروف ،
تعبث بها عندما يسدل الليل ستاره البائس ، وكأسك ينفد من نبيذ الذكريات ، حتى آخر قطرة يلحسها الخيال ..
فترجو سندباد المغامر ، أن يأخذك معه لبغداد .
تتعثر في خطواتك ، تقضم أطراف الحروف ،
مرتدياً كنزتِ التي حكتها لكَ بخيوطاً من شعاع الشمس أوقات الغسق ،
فتفيق من فجوة حطامك الذي سببتك إياه ،
لم يكن الذنب ذنبي يا نزار ،
كنت مضطره للمثول أمام ارادة السماء ، كانت رحلة صعبة ، أفتقد قصائدكَ ، المكان هنا بائس من دونك بارداً جداً ، ظلمته شديدة .
تتسلل اصوات غريبة ، تطرق بأذني وجعاً ، كل الجمادات من حولي تتكلم .
ياعزيزي اخبرتكَ مسبقاً الشجن لبناني كان !
بيضاء كانت أكفاننا ، لكن الأرواح نزقت من بين أطراف أصابع المشيعين ، فيتلوث كفني ، فيصبح تكتل حروف ،
كان حينها من فوقٍ سحاب مثقل بالدموع ، تشاكسني الغيوم ، فأتوه .
ثم اعود اسرج شوقي إليكَ ، اصرخ عالياً ، دعوني احتضنه للمرة الاخيرة ، ثم اتلعثم فاصرخ لعدة مرات .
لا أحد يستجيب ، يسمعون صوتي لكن لم يبالوا لي ، حتى امي كنت التف حولها اضع يدي فوق كتفها ، لما تبكين بالله عليكِ أخبريهم لا زلت أود المكوث بقربكم ..
تنهرني ، بات الوضع سيان يا عزيزي ، بدأت أبحث من بين الحشود عنكَ ، وجدتك كالمجنون خلف قبراً تسكب الحبر فتلوث يدكَ تبعثره فوق الورق ، اقتربت لكي اوبخكَ أن لا تعبث كالصغار ..
فارى أسم بلقيس بأجمل حلة ، فأحتضنك فتدخل من داخلي وتخرج من الخلف كأنه كتلة دخان ثم اعود لاضع قبلتي فوق عينيك ، ايضاً أخرج من الجهة الاخرى أنا وقبلاتي الساخنة ..
ثم ذهبت بعد أن شحب وجهي ، وارتجفت شفاهِ ، ثم عدت بيأس ، رأيت أسمي مكتوب أمامي ..
فقلت في نفسي ، أنها تعيسة الحظ قد ماتت ، أما أنا لستُ سوى فكرة في رأس نزار ، يمحيني خيال ، ويتذكرني حبر ..
حدقت كثيراً بعيناك ، فأخبرتكَ اكتبني يا نزار قصيدة مخلدة مرثية ..
وأخبرهم عني كنت من زقاق بغدادي ، وأصبحت في شبه النسيان ، في طريق ليس معي فيه رفيق ؛!
#حنان_النشمي✍
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق