الأربعاء، 17 يوليو 2019

قصة قصيرة بعنوان{{خرجت كالمعتاد}} بقلم الاديبة العراقية الموهوبة{{نعمت_مهدي_البياتي}}

خرجت كالمعتاد من الحرم الجامعي حاملة حقيبة محاضراتها وكتبها على كتفها، عندما سمعت صوتا يناديها من بعيد: التفتت، لم تجد أحدا...كان هنالك عدة اناس يجلسون على المصاطب على بعد مسافة من الحرم فتابعت سيرها، لما سمعت الصوت يناديها مرة أخرى، صوت مألوف تمنت أن تسمعه ، عادت بها الذكريات ، ولم تصدق نفسها...وفجأة ، وجدت شخصا أمامها يرتدي معطفا أسود وقفازات ونظارات سوداء رفعها عن عينيه اللتين لم تكن (هي) لتضيعهما أو تنساهما أبدا ، رغم مرور السنين...شهقت بذعر وهو يهتف باسمها...
وقفت مذهولة كتحفة فنية في معرض...لم تستطع الكلام...لكنها لم تستطع كبح جماح دموعها التي انهمرت دونما توقف...
_أو تبكين؟؟
قال لها وأمسك بيدها ليجلسها على أقرب مصطبة حيث جلس إلى جوارها وكفكف دموعها بمنديله ...همس لها قائلا:
_حسن ...أنت لم تتصلي أبدا ، ولم أعلم حقيقة مشاعرك تجاهي ...كنت مترددا...
رفعت عينيها إليه والتقت نظراتهما...كان عتابها شديدا...فهم نظراتها، همس لها:
_هل تسمحين لي ان أدعوك لعبور هذا الشارع فحسب والذهاب لشرب كوب من القهوة سوية؟؟
ذرفت دموعا أخرى وهي تهز رأسها دلالة الموافقة...
_قبل أن نذهب، هلا عرفت من أكون ؟؟؟
لقد داويت جراحي وعالجتني دون أن تعرفي من أكون، وآويتني لما كنت مهددا بالقتل...ولم تعرفي من أنا...اطعمتني كالطفل حتى شفيت تماما...أنا أعلم أن سنوات ثلاث قد مرت دون أن أظهر لك...لكنني خشيت عليك ...خشيت عليك...
قال ذلك وبخار الماء يخرج من بين شفتيه، إذ كان الطقس باردا جدا...
كانت هي ترتعش، شعر هو بذلك فقام بنزع معطفه ووضعه فوق كتفيها ثم أغلق الزر أعلى معطفه حول رقبتها...خلع قفازيه وألبسهما بيديها ، نظرت إليه بامتنان، سألته بعد طول صمت..
_هل هذا حقيقي ...
_ماذا تعنين ، لا أفهم قصدك؟؟
_هل كنت حلما ،، هل كنت أتوهم كونك...كونك....
_كوني ماذا؟؟؟ ارجوك تكلمي...
نظرت إليه ثم أطرقت...ماذا تقول له...هل تقول له هل كان حقيقيا أعجابك بي ونظراتك ؟؟؟
_أنت لاتفهمين؟؟؟...عندما أنقذت حياتي..أنا كنت في مهمة سرية ...لكنك لاتودين أن تعرفي ولاتزالين لاتسألين!!!
_أنا !!!...لا أبالي!!!
نظرت إليه باستنكار شديد فانتفض:
_ وكيف كان لي أن أعرف؟؟؟ فأنت لم تسأليني حتى عن اسمي ، وقد أنقذتني ياطبيبتي...وعندما تركت لك رقم هاتفي وعنواني لم تتصلي ولو لمرة ...لم تشيري لي أنك تهتمين بأمري ولو لمرة...لكنني...أهتم لك ، أكثر مما تظنين...
رفعت عينيها لتجده ينظرها بأعجاب وحب شديدين...فبكت مرة أخرى...
_لم تبكين!!!
قال وهو يمسك كتفيها ليهزهما برفق،،،معاتبا...
_ لأنك نظرتني هذه النظرات....هل هذا خقيقي أم أنني سأعيش في وهم جديد؟؟؟!!!
_كلا...أنا معجب بك...أكثر مما تتصورين...وأريدك زوجا لي فهلا تقبلين؟؟!!!
#نعمت_مهدي_البياتي

ليست هناك تعليقات: