♡ في امان الله...♡
بعد سنين الشوق والحرمان...
استجاب الله لدعائي وتضرعي...
ورايت ملاكا ،عيناه واسعتان...
رايت بهما السعد والدنيا والامان...
وذقت،طعم الفرحة والاطمئنان....
كان وسيما،بشرته بيضاء ناعمة...
شعره الناعم الاسود كليلة معتمة...
يداه الغضتان الصغيرتان،قويتان..
تخالهما يدي بالغ بقبضة صارمة...
شب وكبر، فانتزعته من حضني...
وبيدي اخذته الى الثكنة العسكرية...
وما جادلني وما خيب فيه ظني...
اردته ان يصير رجلا تتملكه الوطنية...
تركته وتراجعت الى جذار يسندني...
وهو ينظر الي مبتسما،وكانه يعاتبني...
من اين لك هذا الجبروت والقوة اماه...؟!
فطاوعك قلبك ،والى هنا احضرتني...؟!
فجاة ،انشغل بالحديث مع الرفقاء...
وبقيت ارقبه وهو بالحديث غافل عني...
كان الطابور يزحف ببطىء نحو البوابة..
والحرس يحيطون بهم كقطيع في غابة...
صفير،صراخ،اوامر و سرعة استجابة...
ماتركته عيني لحظة،حتى فجاة عني غاب...
لحظتها غاب عن عيني النور...
وانهمر سيل الدمع المسجور...
وتفجر وجع القلب المدحور...
احسست صقيعا يخترق حضني...
ويمزق صدري النازف المشجور...
بعد اربع ساعات من جحيم السفر...
رجعت الى البيت المظلم، لا مفر...!
لم اكلم احدا،ولم اتناول شيئا....
دخلت غرفته،واغلق بابها المستعر...
كانت ليلة اصعب من ليلة المخاض...
ليلة اقسى من ليلة الاول من شتنبر...
كنت مرة اجلس على مقعده...
ومرة اقف وراء زجاج نافذته...
ومرة استلقي على جليد سريره...
احضن وسادته واشتم عبق عطره...
ومرة اعبث بما تبقى من اوراقه...
ومرة اعيد ترتيب احذيته وملابسه...
لم اجد راحة ،فكل شيء المسه،
يحرقني،يفتت ويذيب كبدي...
ولم يجف الدمع ولم يهدا خلدي..
لم يكن بمقدوري الاتصال بولدي...
فهواتفهم صودرت،والامر ليس بيدي...
انقطعت عني اخباره وافتقدت صوته...
وكاني اكتفيت منه ،ودفنته ،ولدي...!!!
كان جحيما اخترته من اجل مستقبله...
اجثته من حضني ووضعته على طريقه...
كانت تلك بداية نضجه وبداية فراقه...
لن يعود ابدا الا زائرا مرحباومحتفا به...
كانت تلك هي الخطوة الاولى نحو حياته...
وكانت قمة سعادتي وفرحتي بنجاحه...
رغم انها كانت ولازالت قمة وجعي لفراقه...
♡الفيروز♡ 28/2/2019
بقلمي.....سارة السملالي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق