أحتاج بنٓاءا..
في معركتك مع الحياة تحتاج إلى بنٓاء يرافقك على الدوام، لإعادة بناء ما يتهدم كل يوم من مشاعر وأحاسيس، من أحلام وامنيات، من ثقة ومن ..ومن.. فعملية الهدم مستمرة بأيد عبثية..
وقد يكون القلم أفضل بنٓاء يرافقك، فهو رفيق الدرب الطويل الذي يحفظ كلماتك ومشاعرك كما هي دون عبث، بل ويرتقي بها، فمعول الهدم لا يقاربه رغم الألم..
مؤلم ان نكتب عن الألم وأن نستمد مدادنا من الألم وان يكون الألم حافزنا الأساسي للكتابة، مؤلم كل ذلك ولكن..من الألم ما ازدحم..
ووسط هذه الزحمة انظر إلى الحروف من خلف غشاوة الدموع، فتموج الألوان وتغرورق الحقيقة وأكاد اضل الشعور..
ففي ما مضى من العمر كانت الوان الألم مختلفة: ظلم اسود، رحيل رمادي، فراق اصفر..وربما وشحها الشوق بلون قرمزي..
ولكن اليوم..وقد بلغ القلب سن الرشد، وأصبحت الراحة غايته، والسكينة مقصده، والأمان حياة..
اليوم بات للفراق لذة قد تفوق حتى لذة اللقاء الأول، فظهر الخيبة تقوس، أثقلته اوزار الحب، التي تتهافت على النوافذ والأبواب، تطرقها بعنف وشدة، تحسبها للوهلة الاولى قيسية الملامح، فإذا دخلت عاثت بالقلب فسادا..
وها أنا اخلع عن كاهلي ثوبا ثقيلا، وارمي قصاصات الورق، لروايات لم تتم ولن تتم، فعنوانها منذ البداية تائه في غابة الحرية، في غابة الأنانية..
وأعود..ربما جثمانا.. وربما إنسانا..
بقلمي: غزوة يونس 18/7/2019
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق