السبت، 3 أغسطس 2019

قصيدة{{في الليال العشر}} بصولجان الامير الفلسطيني {{شريف القيسي}}

في الليال العشر 
لم يكن أمامي سوى النظر
نحو الأعالي وانتظار ظهور القمر 
بعد أن غربت الشمس وأغسق الليل
على الخطو ومحى الأثر 
كان وطني يمتد أمامي 
مثل طريق طويل لا ينتهي 
في الفراغ المضاء
وهناك بقعة داكنة مدببة الرؤوس
قاتمة تجثم فوق الصدر 
ليس هناك ما هو غامض 
بالنسبة لي سوى غموض القدر 
فأنا عندما كنت صغيرا 
أحببت التاريخ كمحبتي للوطن 
وكنت من على أسوار القدس 
أشتاق للريح ولهطول حبات المطر
كنت أضيع في أمجاد الانتصارات
وأصير أفتش عن تلك الهالات 
الموغلة باعماق التاريخ في السفر
هالات على رقعة بيضاء كانت لطفل 
بمثابة الجنة في الارض والسماء
كنت أعتقد أن من المستحيل
أن تكون هذه الهالات 
بقع فارغة من غموض مبهج
من المستحيل أن تكون 
فراغات كثيرة في الذاكرة 
لا مطر فيها ولا ثمر 
لا أدري ثمة شيء على غير ما يرام 
وهناك شعور بعدم الارتياح يراودني
القتامة جاثمة في وضح النهار
وصمت بغيض مقيت يلف أعناق الديار
فأنا لم أتعود على مثل هكذا طقوس
طقوس اللامبالاة نحو أسرار 
الأرض المجهولةالمدفونة فيها 
احلام الرجال وتلك الانتصارات العظيمة
صرت أشعر اني اشارك 
بجريمة من الدرجة العظمى 
وأنا إبن رسل القوة الى الأرض
وحاملي الراية المقدسة 
العابرين الأوطان طولا وعرض
حين أجدني صرت لا أعرف ازالة تلك 
البقع الداكنة الجاثمة فوق صدر وطني
ومعي تاريخ مدون فيه سيرة المقلاع والحجر

قلمي

#شريف القيسي

ليست هناك تعليقات: