الأحد، 18 أغسطس 2019

قصة قصيرة بعنوان {{مقعد هزاز}}بقلم الكاتبة المبدعة العراقية{{ناديــة العابـــد}}

......مقعد هزاز
........... 

تجلس على مقعدها الذي لا يفرغ منها قبل منتصف الليل،قريبا من النافذة العارية من ستائرها،المشرعة لليل والقمر،تسمح للهواء بالدخول،بينما تسمح لروحها بالخروج.
تزور أقطابا شتى....
مع صاحب الوجه النوراني.....
المولع بالسفر والترحال،سؤاله الأخير وهو في طريقه إليها ما زال يقرع بقوة ذاكرتها.... 
-:ماذا تفعلين في مساء ماطر كهذا؟؟؟ 
-:أنسى بعض خصائصي المهمة،أو أضعها في أدراجي،ريثما أستحيل إلى أخرى.
إنفجر ضاحكا "كم أحب المرأة الأخرى،إنني عند وعدي،إنها المرة الأخيرة،"لن أسافر  بعد اليوم ساعة واحدة-بدونك حبيبتي "
"أوينتهي زمن الإغتراب.؟؟ "
قنديل يتدلى من سماء الأفق.....
سيل من الأشعة يغمر المكان،
ورؤى تغرق فيها،أنفاس تسابق عقارب الزمن...
،لامراة تحكمها سلطة الثلج،تنفذ فيها حكما بالإنتظار،يبدأ من مقدمة الأمل،ولا ينتهي عند خاتمة اليأس.
قامت مغتبطة،تشعر بشيء يشبه إختلاط الحروف،كيمياء تستبدل حزنها فرحا،تحضر لعودة كل شيء،قلبها موقوفا لفرح مؤجل.
إنها ليلة شتاء باردة،جلست قبالة ضوء النار،ترقب هشيم الحطب،في قعر الموقد،وترقب وجهه السماوي،يخرج من فمه رحيق،يسيل على ظمأ لحظات،الدفء....
طفل يرضع الملح من ضرع الصبر،أما هي....
فسوسنة عارية...
تغتسل في زجاجة عطر....
يستنشقها مساء خرافي،يشتهي طيفا،من فوقه سراب،ومن تحته سراب.
كان انتظارها كممارسة الطقوس في معابد آلهة الحب،...
........... 

فجأة أفسدت حركاتها الصامتة مركبة مسرعة،جاءت من عالم آخر،سقطت على أرض المعبد،وانقلبت،...انقلبت،ثم انقلبت.
في تلك المركبة فارق رجل الحياة،فتوقف نبض إنتظارها عند مفترق الشرود.... 

      ناديــة العابـــد

ليست هناك تعليقات: